إن أغلب الناس يشتكي من مسألة تزاحم الخواطر في الصلوات اليومية.. فالإنسان يتعجب من نفسه في بعض الحالات!.. مثلا: في ليلة القدر، يعيش حالة الإقبال طوال الليل، وعندما يريد أن يصلي صلاة الفجر؛ يرى أن هذه الخواطر تهجم عليه بشكل قهري، فلا يتمكن من التركيز والتوجه.. وفي حال الطواف، يطوف سبعة أشواط، ويقرأ بعض الأدعية البليغة والمؤثرة وبدموع جارية، ولكن عندما يريد أن يصلي ركعتي الطواف خلف المقام، أيضا تأتيه هذه الخواطر.. وكذلك عندما يذهب إلى زيارة المشاهد المشرفة، فإنه يعيش حالة شعورية راقية؛ فإذا أراد أن يصلي ركعتي الزيارة، يعيش ازدحام الخواطر.
إن المسألة عميقة جدا، وعلاج هذه الحالة قد لا يتأتى في سنوات، بل قد يحتاج الأمر إلى مجاهدة طويلة.. ومن أعلى مقامات القرب إلى الله -عز وجل- أن يعيش الإنسان حالة التركيز، عندما يريد أن يصلي.. أو حتى خارج الصلاة، عندما يريد أن يعيش حالة التوجه المركز إلى الله -عز وجل- يكون الأمر بيده.
إن هناك حلولا آنية وحلولا أساسية لهذه المشكلة..
- الحلول الآنية: وهي أن يقسم المصلي خواطره إلى قسمين:
أولاً: الخواطر القهرية: عندما يصلي الإنسان صلاة خاشعة، ويكون بناؤه على عدم السرحان، وتأتيه خاطرة معينة، فإنه يتأذى منها ويصرف نفسه عنها وقهرا.. هذا شيء جيد!.. فالخاطرة أتته، ولكنها لم تستقر في النفس.. وهذا مثل إنسان يصلي في السوق وأمامه المارة، هذا الذي يمر قد يشغله لحظات، ولكن بعد أن يغيب عن مجال البصر، لا يرى له صورة في نفسه.. كما أن هناك أفرادا يمرون أمام المصلي وهو في الحرمين الشريفين والمشاهد المشرفة، فإن صورهم لا تشغله.. كذلك في عالم الخواطر، فإنها تمر مرورا على صفحة القلب، كما أن الأفراد يمرون مرورا أمام العين.
ثانياً: الخواطر الاختيارية.. وكل المشكلة تكمن في هذه الخواطر!.. فالشيطان يعطيك رأس الخيط، وأنت باختيارك تتابع هذه الخاطرة، مثلا: الشيطان يذكرك بمشكلة وقعت بينك وبين إنسان، وقد تكون هذه المشكلة من سنوات طويلة، ونسيت الأمر.. ولكن الإنسان -بعض الأوقات- بسوء اختياره، يتابع الخاطرة السلبية.. فإذا به يكبر وتبدأ معه الخاطرة، ويسلم وتنتهي معه الخاطرة، وقد لا تنتهي!..
فإذن، نحن غير محاسبين على الخواطر اللااختيارية، إنما الحساب على الخواطر الاختيارية.. إذا صلى الإنسان، وطوال الصلاة وهو يدفع ويقارع الخواطر اللااختيارية، ولا يتابع الخيوط؛ هذا الإنسان إنسان خاشع، وصلاته مقبولة، وإن لم يخشع.. وذلك لأنه كان في كل لحظة يأتيه الشيطان بفكرة، وهو يرفض المتابعة والاستسلام للإيحاء الشيطاني، وطوال صلاته وهو في حال عراك وصراع مع إبليس.. هذا الإنسان إنسان محمود، لا يذم على هذا الشرود؛ لأنه كان في حال مجاهدة مع نفسه.
المصدر:شبكة السراج في الطريق الى الله
إن المسألة عميقة جدا، وعلاج هذه الحالة قد لا يتأتى في سنوات، بل قد يحتاج الأمر إلى مجاهدة طويلة.. ومن أعلى مقامات القرب إلى الله -عز وجل- أن يعيش الإنسان حالة التركيز، عندما يريد أن يصلي.. أو حتى خارج الصلاة، عندما يريد أن يعيش حالة التوجه المركز إلى الله -عز وجل- يكون الأمر بيده.
إن هناك حلولا آنية وحلولا أساسية لهذه المشكلة..
- الحلول الآنية: وهي أن يقسم المصلي خواطره إلى قسمين:
أولاً: الخواطر القهرية: عندما يصلي الإنسان صلاة خاشعة، ويكون بناؤه على عدم السرحان، وتأتيه خاطرة معينة، فإنه يتأذى منها ويصرف نفسه عنها وقهرا.. هذا شيء جيد!.. فالخاطرة أتته، ولكنها لم تستقر في النفس.. وهذا مثل إنسان يصلي في السوق وأمامه المارة، هذا الذي يمر قد يشغله لحظات، ولكن بعد أن يغيب عن مجال البصر، لا يرى له صورة في نفسه.. كما أن هناك أفرادا يمرون أمام المصلي وهو في الحرمين الشريفين والمشاهد المشرفة، فإن صورهم لا تشغله.. كذلك في عالم الخواطر، فإنها تمر مرورا على صفحة القلب، كما أن الأفراد يمرون مرورا أمام العين.
ثانياً: الخواطر الاختيارية.. وكل المشكلة تكمن في هذه الخواطر!.. فالشيطان يعطيك رأس الخيط، وأنت باختيارك تتابع هذه الخاطرة، مثلا: الشيطان يذكرك بمشكلة وقعت بينك وبين إنسان، وقد تكون هذه المشكلة من سنوات طويلة، ونسيت الأمر.. ولكن الإنسان -بعض الأوقات- بسوء اختياره، يتابع الخاطرة السلبية.. فإذا به يكبر وتبدأ معه الخاطرة، ويسلم وتنتهي معه الخاطرة، وقد لا تنتهي!..
فإذن، نحن غير محاسبين على الخواطر اللااختيارية، إنما الحساب على الخواطر الاختيارية.. إذا صلى الإنسان، وطوال الصلاة وهو يدفع ويقارع الخواطر اللااختيارية، ولا يتابع الخيوط؛ هذا الإنسان إنسان خاشع، وصلاته مقبولة، وإن لم يخشع.. وذلك لأنه كان في كل لحظة يأتيه الشيطان بفكرة، وهو يرفض المتابعة والاستسلام للإيحاء الشيطاني، وطوال صلاته وهو في حال عراك وصراع مع إبليس.. هذا الإنسان إنسان محمود، لا يذم على هذا الشرود؛ لأنه كان في حال مجاهدة مع نفسه.
المصدر:شبكة السراج في الطريق الى الله
تعليق