جاء في حديثالكساء المعتبر :
((..فقال الله عز وجل :يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي، إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة، الذين هم تحـت الكساء، فقال الأمين جبرائيل يا رب ومن تحت الكساء، فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة، هم فاطمة و أبوها، وبعلهـا وبنـوها، فقال جبرائيـل : يا رب أتـأذن لـي أن أهـبط إلى الأرض، لأكون معهم سادسـا ؟ فقال الله :نعم، قد أذنت لك، فهبط الأمين جبرائيـل وقال : السلام عليك يا رسول الله، العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك :وعزتي وجلالي، إني ما خلقت سمـاء مبنية، ولا أرضا مدحيـة، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ، ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري، الا لأجلكم و محبتكم..))
بعد واقعة كربلاء الأليمة فقد الكون خامس أهل الكساء ( عليهم السلام ) وآخر نور تجلى تحت الكساء اليماني ، ولو سألت الكون والسماء والأرض لما خلقكم الله لأجابوا من أجل هؤلاء الخمسة (( ...يا رسول الله، العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : وعزتي وجلالي، إني ما خلقت سمـاء مبنية، ولا أرضا مدحيـة، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة، ولا فلكا يدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسري، الا لأجلكم و محبتكم..))، فكل ما أتصل بالكون من أفلاك وسماء وأرض وجبال وبحار وأنهار وأشجار وحجار وسحاب ورياح غضب وبكى لفقد النور الخامس لأهل الكساء ( عليهم السلام ) ، عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ عَنِ الرِّضَا ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ كُنْتَ بَاكِياً لِشَيْءٍ فَابْكِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ وَ قُتِلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلا مَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ شَبِيهُونَ وَ لَقَدْ بَكَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ لِقَتْلِهِ...)) (1) ، وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : إن الحسين ( عليه السلام ) بكى لقتله السماء والأرض واحمرتا ، ولم تبكيا على أحد قط إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ( عليهما السلام ) (2) . وما ورد من مظاهر كونية بعد فاجعة كربلاء :
- ظلمة الأفلاك بسبب الكسوف .
- أشتداد سواد السماء لمدة ثلاثة أيام .
- بكاء الارض والسماء ، بتفجر الأرض بالدماء وسيلانها من تحت الأحجار ، وأحمرار سمائها ونزول مطر الدم منها .
وغيرها من مظاهر غضب الكون وحزنه ...
في يوم كربلاء الحزينة قرأ الكون حديث الكساء باكياً لفقده من خُلق من أجلهم ويغالب لوعته ، وبقي حزنه وبكائه قائماً منتظراً بقية الله للأخذ بالثأر من الأعداء و يسكّن روعته . وكما جُمعت الأنوار الخمسة مع أفلاك الكون بسر خلق الكون وأسبابه في سطور حديث الكساء نراها قد أفترقت بعد كربلاء ليكون غضب وألم وحزن يعيشه الكون من العاشر من المحرم وحتى الأربعين وتسيل دموعه بخسف مفاجيء ، وكسوف شمس ، وزلزال قد يقع في مكان ما وببحر هائج ، وبغبار منتشر ، وبثورة عاصفة رملية لذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
1- وسائل الشيعة ج : 14 ص : 503 ح19694 .
2- كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 181
تعليق