إن هناك دعوة في روايات أهل البيت (ع) لتكفير السيئة عن طريق الإتيان بالحسنة.. إذ أن هناك فرقا بين إنسان يخطئ فيستغفر الله، وبين إنسان يخطئ ولكنه يتبع السيئة بالحسنة.. هنالك أربع حالات في الإنسان لا يخلو منها: إما يقوم بطاعة بعد طاعة، وإما بمعصية بعد معصية، وإما بطاعة بعد معصية، وإما بمعصية بعد طاعة.. فكل ما نقوم به في هذه الحياة، لا يخرج من هذه الصور الأربعة:
- الطاعة بعد الطاعة.. هي علامة القبول.. لأن رب العالمين يسر السبيل لهذا الإنسان في المرة الأولى، وكذلك يسر له السبيل في المرة ثانية.. مثلا: إنسان وفق لصلاة الجماعة، وبعدها وفق لدفع ما عليه من الحقوق المالية، هذه علامة القبول.. لأن المجيء إلى المسجد هو في حد نفسه توفيق من الله عز وجل، فلو أراد الله -عز وجل- أن يحرم الإنسان صلاة الجماعة، فإنه يلقي عليه النعاس.. وهناك أمر آخر غير النعاس، وهذه من عجائب آيات القرآن الكريم: {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}؛ أي يشعر بوهن في قلبه، فلا يحب هذا العمل، ولا يميل إلى هذا الخير.
- المعصية بعد المعصية.. هي علامة الخذلان.. إنسان عصى ربه معصية كبيرة، فإذا به يرزق بمال كثير؛ ليعصي أكثر فأكثر، يقول تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.. حيث أن من سلبيات المال الكثير لغير الصالحين الإكثار من المعاصي؛ لأن المال عندهم متيسر.
- الطاعة بعد المعصية.. هي علامة التوبة.. إنسان أذنب ذنبا في الليل -الليل ستار للسيئات والصالحات- فاستغفر الله، وإذا به يقوم لصلاة الليل نشطا.. فالطاعة بعد المعصية دلالتها أن هذه السيئة مغفورة -إن شاء الله- ولولا قبول رب العالمين لتوبته، لما وفقه لمثل تلك الطاعة.
- المعصية بعد الطاعة.. هي علامة الرفض والرد.. فلو كانت هذه الطاعة مقبولة عند الرب، لما حدثت هذه المعصية.. إنسان صلى في المسجد، ثم خرج إلى الشارع فوقع في الحرام، ألا يعني هذا أن هناك خللا في الطاعة؟.. فلو كانت هذه الصلاة عند الله مقبولة، لنهت الإنسان عن الفحشاء والمنكر.
هذه الرواية المنسوبة إلى الإمام الصادق (ع)، رواية إستراتيجية تعطي معادلة الحياة: (من أحب أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده.. ومن خلا بعمل فلينظر فيه: فإن كان حسنا جميلا؛ فليمض عليه.. وإن كان سيئا قبيحا؛ فليجتنبه.. فإن الله أولى بالوفاء والزيادة.. ومن عمل سيئة في السر؛ فليعمل حسنة في السر.. ومن عمل سيئة في العلانية؛ فليعمل حسنة في العلانية).
(من أحب أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده).. ألا يحب الإنسان أن يستعجل ويعلم هل سيكون كتابه في يمينه أو في يساره، لماذا ينتظر إلى يوم القيامة؟.. هو الآن يستطيع أن يعرف مستواه الإيماني، من خلال النظر إلى وزن رب العالمين عنده.
(ومن خلا بعمل فلينظر فيه).. أي من قام بعمل فليدقق فيه؛ حيث أن هناك ملفا خاصا لكل حركة!..
(ومن عمل سيئة في السر؛ فليعمل حسنة في السر).. الإنسان الذي يعصي ربه في الخلوات؛ عليه أن يطيع الله -عز وجل- في الخلوات!..
(ومن عمل سيئة في العلانية؛ فليعمل حسنة في العلانية).. عصى الله -عز وجل- في العلن، فليقدم حسنة علانية؛ ليشجع الغير على فعل الطاعات والحسنات.
المصدر:شبكة السراج في الطريق الى الله
خادمكم
محمدالفراتي
- الطاعة بعد الطاعة.. هي علامة القبول.. لأن رب العالمين يسر السبيل لهذا الإنسان في المرة الأولى، وكذلك يسر له السبيل في المرة ثانية.. مثلا: إنسان وفق لصلاة الجماعة، وبعدها وفق لدفع ما عليه من الحقوق المالية، هذه علامة القبول.. لأن المجيء إلى المسجد هو في حد نفسه توفيق من الله عز وجل، فلو أراد الله -عز وجل- أن يحرم الإنسان صلاة الجماعة، فإنه يلقي عليه النعاس.. وهناك أمر آخر غير النعاس، وهذه من عجائب آيات القرآن الكريم: {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}؛ أي يشعر بوهن في قلبه، فلا يحب هذا العمل، ولا يميل إلى هذا الخير.
- المعصية بعد المعصية.. هي علامة الخذلان.. إنسان عصى ربه معصية كبيرة، فإذا به يرزق بمال كثير؛ ليعصي أكثر فأكثر، يقول تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.. حيث أن من سلبيات المال الكثير لغير الصالحين الإكثار من المعاصي؛ لأن المال عندهم متيسر.
- الطاعة بعد المعصية.. هي علامة التوبة.. إنسان أذنب ذنبا في الليل -الليل ستار للسيئات والصالحات- فاستغفر الله، وإذا به يقوم لصلاة الليل نشطا.. فالطاعة بعد المعصية دلالتها أن هذه السيئة مغفورة -إن شاء الله- ولولا قبول رب العالمين لتوبته، لما وفقه لمثل تلك الطاعة.
- المعصية بعد الطاعة.. هي علامة الرفض والرد.. فلو كانت هذه الطاعة مقبولة عند الرب، لما حدثت هذه المعصية.. إنسان صلى في المسجد، ثم خرج إلى الشارع فوقع في الحرام، ألا يعني هذا أن هناك خللا في الطاعة؟.. فلو كانت هذه الصلاة عند الله مقبولة، لنهت الإنسان عن الفحشاء والمنكر.
هذه الرواية المنسوبة إلى الإمام الصادق (ع)، رواية إستراتيجية تعطي معادلة الحياة: (من أحب أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده.. ومن خلا بعمل فلينظر فيه: فإن كان حسنا جميلا؛ فليمض عليه.. وإن كان سيئا قبيحا؛ فليجتنبه.. فإن الله أولى بالوفاء والزيادة.. ومن عمل سيئة في السر؛ فليعمل حسنة في السر.. ومن عمل سيئة في العلانية؛ فليعمل حسنة في العلانية).
(من أحب أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده).. ألا يحب الإنسان أن يستعجل ويعلم هل سيكون كتابه في يمينه أو في يساره، لماذا ينتظر إلى يوم القيامة؟.. هو الآن يستطيع أن يعرف مستواه الإيماني، من خلال النظر إلى وزن رب العالمين عنده.
(ومن خلا بعمل فلينظر فيه).. أي من قام بعمل فليدقق فيه؛ حيث أن هناك ملفا خاصا لكل حركة!..
(ومن عمل سيئة في السر؛ فليعمل حسنة في السر).. الإنسان الذي يعصي ربه في الخلوات؛ عليه أن يطيع الله -عز وجل- في الخلوات!..
(ومن عمل سيئة في العلانية؛ فليعمل حسنة في العلانية).. عصى الله -عز وجل- في العلن، فليقدم حسنة علانية؛ ليشجع الغير على فعل الطاعات والحسنات.
المصدر:شبكة السراج في الطريق الى الله
خادمكم
محمدالفراتي
تعليق