بسم الله الرحمن الرحيم
حب الإمام الحسين (ع) موجود في الضمائر والقلوب، يجري في الشريان مجرى الدم، يدب في قلوب الصغار قبل الكبار، رجالاً ونساءً، إلى درجة أن بعضاً من غير المسلمين اعتنقوا الدين الإسلامي وأعلنوه عندما قرءوا واقعة الطف، بل بعضهم اسموا أولادهم بإسم الحسين (ع) فيا لحب الحسين (ع).
والخلود مقرون بحب الحسين (ع)، وحب الحسين (ع) خالد في العقول قبل القلوب، حب متخم بالحزن والمأساة، ومهما تعاقبت الأزمان واختلفت الأجيال، فأنه وبمشيئة الله ان حب الحسين (ع) يتجدد بتجدد الأيام والسنين.
وقد شهد وعاش محبو الحسين (ع) الكثير من الكرامات الحسينية، حتى كانت أكثر من الكرامات التي عاشوها مع بقية الأئمة الأطهار (ع)، وكأن لمصيبة ومأساة الإمام الحسين (ع) الأثر البالغ مما جعل للحسين (ع) كرامة وخصوصية مختلفة عن بقية الأئمة (ع).
ولذلك اعتاد محبو الحسين (ع) من شيعة أهل البيت (ع) بل حتى من المذاهب المتبقية، على تسمية أكثر أولادهم بإسم (حسين)، حباً به وإيماناً بقضيته الإنسانية الإصلاحية, حتى انني فوجئت عند ما رأيت رجلاً أجنبياً سمى ابنه حسيناً من على شاشة إحدى القنوات الفضائية، وعندما سُئل من السبب في ذلك قال: ان الحسين (ع) يستحق ان نسمي كل أبنائنا بإسمه فهو قائد شجاع ومقدام وأنا معجب به.
واذكر هنا إحدى القصص الإنسانية التي ترتبط بكرامات الإمام الحسين (ع) والتي شهدتها وعايشتها بنفسي، لشخص هو الآن موجود في إحدى دول الخارج، واسمه (ظافر عبد الأمير).
كان (ظافر) وهو عراقي مسلم من أهالي الديوانية، يحلم أن يرزقه الله بالحصول على طفل أو طفلة تحمل اسمه، لكن مشيئة الله تعالى أحالت دون تحقيق حلمه.
إن قصة (ظافر) غريبة، إذ كان له خمسة أولاد كلهم توفوا بعد الولادة بأيام قليلة، وبعد رحلته الطويلة في مستشفيات دول الخارج، رجع السيد (ظافر) إلى العراق بائساً من فرصة حصوله على طفل معافى.
وكان وقت ذلك في الزيارة الاربعينية حيث السير على الاقدام الى كربلاء لزيارة الإمام الحسين (ع)، فقرر ان يلتحق بجموع السائرين، ماشياً باكياً متوسلاً إلى الله تعالى بشفاعة الحسين (ع).
وبعد أن رأى في منامه وسمع كلام الناس عن كرامات الحسين (ع) ومنزلته عند الله، زادت عزيمته على الذهاب إلى كربلاء عله يحصل على مناه، وكانت الكرامة أن الله سبحانه وتعالى أعطى (ظافر) ما كان يريد، فرزقه بطفل معافى بشفاعة الحسين (ع)، حيث اعتبر ذلك بمثابة المعجزة بالنسبة له ولأهله وشاركه في ذلك كل من يعرفه، وخاصة بعد ان وصل (ظافر) إلى درجة اليأس، عندما ابلغته طبيبة بدرجة بروفيسور في مستشفى نيودلهي الهندية، استحالة رزقه بطفل، وان حصل ذلك، فأنه يكون مريضاً، لكن كرامة الحسين (ع) عند الله، تدخّلت، فشمله الله بعطف وعنايته.
وقد سمى (ظافر) طفله (حسين) تيمناً وحباً بالحسين ووفاءا لعهده، بأن يسمي ابنه على اسم الإمام الحسين (ع) اذا ما رزقه الله بالطفل، حتى أبو حسين (ظافر) يحكي قصته على كل من يقابله.
وهذه القصة او الكرامة الحسينية ليست مجرد صدفة، وإنما كرامة من الله تعالى للحسين (ع) وما أعظم الحسين الذي نحت حبه في قلوب وعيون وقلوب وضمائر كل محبيه رسماً لا تبدله الآلام والمخاوف والإرهاب بكل قوته.
فنحن سائرون على درب الحسين بكل ما نملك من قوة متمسكين بولائنا له، لأنه شفيعنا وقائدنا يوم لا شفيع ولا ناصر يوم الحساب الأكبر.
منقول للفائدة ووللدعوة بان لا نفقد الامل عند فقد الاسباب الطبيعية .
تعليق