شهر رمضان وعلاقته بظهور الإمام المهدي عليه السلام وقيامه
محمود الربيعي
الإعلان عن قيام المهدي عليه السلام سيكون في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك
التوقعات الحتمية المنتظرة في شهر رمضان قبل ظهور الإمام المهدي
المقدمة الموضوعية
إن الأحداث المتسارعة في كل من بلاد المغرب العربي والمشرق العربي والشرق الأوسط وبلدان آسيا كانت كلها على شكل دفعة واحدة وعلى مراحل متعاقبة كما جرى في كل من أفغانستان والعراق وتونس وليبيا وسوريا وأحيراً في مصر وأحداث تجري هنا وهناك في كل من البحرين وقطر والسعودية، بل وجود حالة من الغليان الشعبي في كل مكان بسبب الظلم والطغيان الذي ساد العالم عموماً من جهة الفقر، وإفتقار العالم للعدالة بالمفهومين العام والخاص على مستوى الأفراد والحكومات الذي بات يؤرق الناس الذي هم بحاجة الى من يخلصهم وينقذهم من هذه الأوضاع المؤلمة، وليس ببعيد أن تتدخل إرادة أقوى منا جميعاً لإنهاء حالة التردي التي تمر بها المجتمعات والشعوب، وليس بعيداً أن يظهر قائداً زكياً مباركاً ينقذ الناس من الظلم الذي نعيشه في هذا العصر.
قراءة التأريخ والبحث عن المستقبل في عملية التأريخ
لقد كتبنا في بحوثنا السابقة عن ظهور الإمام المهدي عليه السلام وألقينا بعض المحاضرات الحاصة التي تتناول مسألة المقدمات التي تسبق الظهور المبارك وأشرنا في بعضها الى الآيات والعلامات المتوقعة الحدوث في شهر رمضان في عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام والحروب المتوقع حدوثها في مواجهة الجهل والعنف والفساد بدءاً من العالم العربي والإسلامي وإنتهاءاً بالعالمين الكبريين كما مشهور حيث تجري تغييرات إقليمية وقطرية ستكون مقدمة لنشوء تنظيمات عسكرية وحركات شعبية واسعة، يرافق ذلك حدوث آيات كونية إعجازية مع دخول شخصيات ميدانية قيادية وعسكرية يمكن أن تغير من خارطة الطريق في السياسة والنظم الحاكمة بطريقة لم تتعود عليها السلطات في الوقت الذي تشتاق إليها الشعوب المستضعفة.
آيات كونية تحدث في شهر رمضان كمقدمات لعصر الظهور المبارك
ستكون كل من ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر المتوقعة الحدوث في شهر رمضان المبارك من أهم الآيات والعلامات التي تسبق وترافق عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام والتي ستحدث بشكل غريب لم يسبق لها الحدوث بهذه الصورة من قبل منذ خلقَ الله آدم عليه السلام حيث يحدث الكسوف في وسط الشهر بدلاً عن آخره كما يحدث الخسوف في اواخر الشهر بدلاً عن وسطه وهي حالة لم يعتاد عليها علماء أهل الفلك.
علامات مهمة تسبق الظهور المبارك وتحدث في شهر رمضان المبارك
وأما بالنسبة للعلامات المتوقعة الحدوث في هذا الشهر فأهمها النداء وهو علامة حتمية الحدوث قُدِرَ لها أن تكون في ليلة ۲۳من شهر رمضان المبارك وهي ليلة القدر المؤكدة بحسب الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارة إذ تقع في العشر الأواخر من هذا الشهر وفي الثلث الأخير منه.
النداء أو الصيحة أو الصوت
وأما النداء فهو نداءان أولهما يأتي من السماء وفي النهارحيث ينادي فيه جبرئيل بالإسم الصريح للإمام المهدي عليه السلام أي بإسمه وإسم أبيه ويعنى به ( محمد بن الحسن )، يقول فيه جبرئيل عليه السلام ((أن الحق مع علي وشيعته))، وأن الإمام هو من أهل بيت النبي عليه السلام وأنه محمد بن الحسن، في حين ينادي منادي آخر من الأرض وليس من السماء وهو نداء إبليس اللعين ويكون في أول الليل ويقول فيه ب ((أن الحق مع عثمان وشيعته)).
تفصيل
وهنا تبرز الحاجة الى تقديم بعض الملاحق التي يمكن أن تسهل للقارئ فهم البعض من الضروريات الأساسية خصوصاً إن لم يكن مٌلِمّاً بالتأريخ وبالتراث الذي جاء عن طريق أهل بيت العصمة عليهم السلام ومنه:
الملحق الأول: حديث المعصوم: يعتبر حديث الإمام المعصوم في حالة ثبوت الصدور عنه لها دلالتها القطعية، وحكمها كحكم القرآن وخَبَره، بنص الحديث الشريف" إني تركت فيكم ماأن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي". حديث الثقلين وهو حديث متواتر متفق عليه. حيث تعتبر الأحاديث الواردة في كتب علماء المذهب وبالخصوص المتقدمين منهم ممن رافق الإمام المعصوم وأخذ عنه والتي رواها الثقاة منهم هي الأكثر صحة من غيرها نظراً لأنها صادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن تلكم الكتب كتاب (الكافي للكليني)، (وكل من التهذيب، والإستبصار للطوسي)، و(من لايحضره الفقيه للصدوق)، و(الغيبة للنعماني).
الملحق الثاني: أهمية شهر رمضان وحدوث الآيات والعلامات المرتبطة بظهور الإمام المهدي عليه السلام: يعتبر شهر رمضان شهر مهم يجتمع فيه المسلمون في العالم في دور عبادتهم ومساجدهم ويحيونه في لياليه وأيامه بالإفطار وقراءة القرآن وعيونهم ساهرة ليلاً ونهاراً يدعون الله خوفاً وطمعاً يبتغون فيه رضوان الله.. فهم يتواجدون في المساجد الكبرى كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة ومسجد الكوفة في النجف وبقية المساجد في العالم مما يساعدهم على تلقي نداءات السماء وتصديق آيات الله العظيمة وتدفعهم للإلتحاق بإلإمام المهدي عليه السلام وإعانته.
الملحق الثالث: آيتا الكسوف والخسوف: هما آيتان سماويتان مُعَرَّفتان تماماً في علوم الفيزياء والفلك.
الملحق الرابع: الفرق بين الآية والعلامة: فقد جاء في ( لسان العرب لإبن منظور) أن الآية: هي العلامة. والآية هي العِبْرَة، وجمعها آيٌ. والعَلامَة: هي العَلَمُ: أي الجبلُ. والعَلَمُ: الراية كما جاء في ( الصحاح في اللغة).
وإليك بعض الأمثلة على العلامات: فمنها (هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء).
ويستدل من ذلك على أن معنى الآية هي أكثر شمولية وتقرب من معنى المعجزة وتتعلق بالخالق أكثر من تعلقها بالمخلوق خصوصاً فيما يتعلق ببحثنا الخاص لابما يتعلق ببقية الأمور، وأما العلامة فتتلق بالمخلوق دون الخالق كأن يتعلق بفعل جبريل عليه السلام، وفعل إبليس لعنه الله.
صلة بعض العلامات بمسألة ظهور الإمام المهدي عليه السلام
من المتوقع وبحسب روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام حدوث بعض العلامات المتعلقة بشأن الظهور المبارك للإمام المهدي عليه السلام وفي شهر رمضان المبارك بالذات منها آياتا الكسوف والخسوف وهما آيتان كونيتان يمكن أن يشهدها الجميع خصوصاً مع كثرة وسائل الإتصال والتواصل الحديثة، وبما أن زمان حدوث هاتين الآيتين معلومان لدى جميع المتعلمين من حيث أن الكسوف يحدث نهاراً في أواخر الشهر، والخسوف ليلاً في أواسط الشهر لكن الجديد في الأمر أنهما سيحدثان في نفس الشهر وبشكل متعاكس وبذلك تتحقق إحدى العلامات المهمة قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام عجل الله فرجه الشريف، وستجري تلك الحوادث الفلكية على ألسنة علماء أهل الفلك في العالم الذين سيتحدثون بلا شك عن طبيعة هذا الحدث، وفي ذلك كمال الحجة على الناس بحيث لا يبقى إنسان إلا ويصل إليه الخبر وبجميع لغات العالم.
الملحق الخامس: معنى الشيعة: الشيعة: تعني الجماعة كما جاء في كتب اللغة، وشيعة علي يعني المؤمنون بولاية علي عليه السلام، وشيعة عثمان المؤمنون بخط بنو أمية.
الصيحة أو النداء أو الصوت
ومن العلامات التي تشير الى قرب ظهور قائم آل محمد عليه السلام هي الصيحة ووقت حدوثها هو ليلة ۲۳من شهر رمضان أي في أواخر شهر رمضان في الثلث الأخير منه. حيث تأتي الصيحة من السماء بصوت جبريل على أن الحق مع علي وشيعته وأن إمامكم المهدي هو محمد بن الحسن، وأما الصوت الآخر فيأتي من الأرض وهو صوت إبليس اللعين ينادي فيه بأن الحق مع عثمان وشيعته وينادي فيه بإسم السفياني، وبالتأكيد سوف لن يشك في الأمر إلا منافق مرتاب كشف الله سبحانه زيف إيمانه، وإن الشك في أمر الإمام المهدي عليه السلام هو السقوط في الفتنة التي حذر منها أهل البيت عليهم السلام.
العلامات المتوقعة التي ينتظرها عشاق الإمام المهدي عليه السلام في شهر رمضان
جاء في الروايات بأن من الحوادث المتوقعة في شهر رمضان هي النداء أو صيحة جبريل عليه السلام ليلة ۲۳منه، وحدوث ظاهرتا خسوف القمر وكسوف الشمس المتلازمتان في الشهر نفسه من تلك السنة، و قد أوردنا الروايات التي جاء فيها ذكر النداء أو (الصيحة) أو (الصوت) الذي هو علامة من علامات الظهور التي أكدت على حدوث ذلك في شهر رمضان.
أهم حروب السفياني ستكون في شهر رمضان
بقي أن نشير الى أن ظهور السفياني سيكون في رجب وأن أهم الحروب التي سيقودها السفياني تلك التي ستكون في شهر رمضان الذي يلي شهر رجب وشعبان اللذين يسبقا شهر رمضان.
الملحق السادس: وهو ملحق الروايات وعددها إثنتا عشرة رواية من كتب الغيبة والرواية التي أشرنا الى بعضها في مقدمة البحث.
النداء من المحتوم
أولاً: فعن أبي حمزة الثمالي قال: ( إن أبا جعفر كان يقول: خروج السفياني من المحتوم والنداء من المحتوم). (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص435).
ثانياً: وعن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه يقول: (اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم..) (كتاب الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص310).
ثالثاً: فعن أبي حمزة الثمالي عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: «...ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته...» (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص435).
رابعاً: وفي رواية ثانية قال صلوات الله وسلامه عليه: «ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء... قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه، ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص301).
خامساً: فعن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: «قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته. ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون» (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص435).
صيحتان: الأولى في أول الليل ... وصيحة في آخر الليلة الثانية
وتعتبرالمعرفة الأولية مقدمة لمعرفة الحق لذلك فإن من الضروري أن يطلع الإنسان على روايات أهل البيت عليهم السلام فإنها تهدي الى الصراط المستقيم .
سادساً: وعن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 - 274).
سابعاً: وعن زرارة عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (ينادي مناد باسم القائم عليه السلام، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس) (كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص650 - 651).
ثامناً: وعن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: ( صوت جبرائيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتتنوا به» (المصدر السابق: ص652).
تاسعاً: عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: ( ثم ينادي إبليس ــ لعنه الله ــ في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون) (كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص652، الباب السابع والخمسون علامات خروج القائم).
عاشراً: فعن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: ( الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان) (المصدر السابق: ص250).
أحد عشر: عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: ( هما صيحتان: صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 - 274).
إثنا عشر: فعن الإمام أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه انه قيل له: ( ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟ فقال: بلى، قلت: وما هي؟ قال: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء. فقلت: جعلت فداك، أخاف أن يطول هذا الأمر؟ فقال: لا، إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا) (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 - 274).
ولابد من الإهتمام بالأحاديث والروايات المعتبرة التي تساعد على التمييز بين الآية والعلامة.
ثلاثة عشر: وقال المفيد في الإرشاد: قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون إمام قيامه وآيات ودلالات ــ فمنها ــ.... وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة ...).
وجاء أيضاً: عن (المفيد) بسنده عن الباقر عليه السلام قال: (آيتان تكونان قبل القائم عليه السلام كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره فقيل له تكسف الشمس في نصف الشهر والقمر في آخره فقال أنا أعلم بما قلت أنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه السلام.
ففي الرواية الأولى: خسوف القمر لخمس. وفي الرواية الثانية: انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة. وأما في الرواية الثالثة: كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة واربع عشرة منه. في الرواية الرابعة: تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان.
(وفي رواية) خسوف القمر لخمس(وفي أخرى) انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان (وفي رواية) كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة وأربع عشرة منه (وفي رواية) تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم.
المصادر
كتاب الغيبة للشيخ الطوسي
كتاب الكافي للشيخ الكليني: ج8
كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني
كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق
24/07/2013
محمود الربيعي
محمود الربيعي
الإعلان عن قيام المهدي عليه السلام سيكون في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك
التوقعات الحتمية المنتظرة في شهر رمضان قبل ظهور الإمام المهدي
المقدمة الموضوعية
إن الأحداث المتسارعة في كل من بلاد المغرب العربي والمشرق العربي والشرق الأوسط وبلدان آسيا كانت كلها على شكل دفعة واحدة وعلى مراحل متعاقبة كما جرى في كل من أفغانستان والعراق وتونس وليبيا وسوريا وأحيراً في مصر وأحداث تجري هنا وهناك في كل من البحرين وقطر والسعودية، بل وجود حالة من الغليان الشعبي في كل مكان بسبب الظلم والطغيان الذي ساد العالم عموماً من جهة الفقر، وإفتقار العالم للعدالة بالمفهومين العام والخاص على مستوى الأفراد والحكومات الذي بات يؤرق الناس الذي هم بحاجة الى من يخلصهم وينقذهم من هذه الأوضاع المؤلمة، وليس ببعيد أن تتدخل إرادة أقوى منا جميعاً لإنهاء حالة التردي التي تمر بها المجتمعات والشعوب، وليس بعيداً أن يظهر قائداً زكياً مباركاً ينقذ الناس من الظلم الذي نعيشه في هذا العصر.
قراءة التأريخ والبحث عن المستقبل في عملية التأريخ
لقد كتبنا في بحوثنا السابقة عن ظهور الإمام المهدي عليه السلام وألقينا بعض المحاضرات الحاصة التي تتناول مسألة المقدمات التي تسبق الظهور المبارك وأشرنا في بعضها الى الآيات والعلامات المتوقعة الحدوث في شهر رمضان في عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام والحروب المتوقع حدوثها في مواجهة الجهل والعنف والفساد بدءاً من العالم العربي والإسلامي وإنتهاءاً بالعالمين الكبريين كما مشهور حيث تجري تغييرات إقليمية وقطرية ستكون مقدمة لنشوء تنظيمات عسكرية وحركات شعبية واسعة، يرافق ذلك حدوث آيات كونية إعجازية مع دخول شخصيات ميدانية قيادية وعسكرية يمكن أن تغير من خارطة الطريق في السياسة والنظم الحاكمة بطريقة لم تتعود عليها السلطات في الوقت الذي تشتاق إليها الشعوب المستضعفة.
آيات كونية تحدث في شهر رمضان كمقدمات لعصر الظهور المبارك
ستكون كل من ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر المتوقعة الحدوث في شهر رمضان المبارك من أهم الآيات والعلامات التي تسبق وترافق عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام والتي ستحدث بشكل غريب لم يسبق لها الحدوث بهذه الصورة من قبل منذ خلقَ الله آدم عليه السلام حيث يحدث الكسوف في وسط الشهر بدلاً عن آخره كما يحدث الخسوف في اواخر الشهر بدلاً عن وسطه وهي حالة لم يعتاد عليها علماء أهل الفلك.
علامات مهمة تسبق الظهور المبارك وتحدث في شهر رمضان المبارك
وأما بالنسبة للعلامات المتوقعة الحدوث في هذا الشهر فأهمها النداء وهو علامة حتمية الحدوث قُدِرَ لها أن تكون في ليلة ۲۳من شهر رمضان المبارك وهي ليلة القدر المؤكدة بحسب الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارة إذ تقع في العشر الأواخر من هذا الشهر وفي الثلث الأخير منه.
النداء أو الصيحة أو الصوت
وأما النداء فهو نداءان أولهما يأتي من السماء وفي النهارحيث ينادي فيه جبرئيل بالإسم الصريح للإمام المهدي عليه السلام أي بإسمه وإسم أبيه ويعنى به ( محمد بن الحسن )، يقول فيه جبرئيل عليه السلام ((أن الحق مع علي وشيعته))، وأن الإمام هو من أهل بيت النبي عليه السلام وأنه محمد بن الحسن، في حين ينادي منادي آخر من الأرض وليس من السماء وهو نداء إبليس اللعين ويكون في أول الليل ويقول فيه ب ((أن الحق مع عثمان وشيعته)).
تفصيل
وهنا تبرز الحاجة الى تقديم بعض الملاحق التي يمكن أن تسهل للقارئ فهم البعض من الضروريات الأساسية خصوصاً إن لم يكن مٌلِمّاً بالتأريخ وبالتراث الذي جاء عن طريق أهل بيت العصمة عليهم السلام ومنه:
الملحق الأول: حديث المعصوم: يعتبر حديث الإمام المعصوم في حالة ثبوت الصدور عنه لها دلالتها القطعية، وحكمها كحكم القرآن وخَبَره، بنص الحديث الشريف" إني تركت فيكم ماأن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي". حديث الثقلين وهو حديث متواتر متفق عليه. حيث تعتبر الأحاديث الواردة في كتب علماء المذهب وبالخصوص المتقدمين منهم ممن رافق الإمام المعصوم وأخذ عنه والتي رواها الثقاة منهم هي الأكثر صحة من غيرها نظراً لأنها صادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن تلكم الكتب كتاب (الكافي للكليني)، (وكل من التهذيب، والإستبصار للطوسي)، و(من لايحضره الفقيه للصدوق)، و(الغيبة للنعماني).
الملحق الثاني: أهمية شهر رمضان وحدوث الآيات والعلامات المرتبطة بظهور الإمام المهدي عليه السلام: يعتبر شهر رمضان شهر مهم يجتمع فيه المسلمون في العالم في دور عبادتهم ومساجدهم ويحيونه في لياليه وأيامه بالإفطار وقراءة القرآن وعيونهم ساهرة ليلاً ونهاراً يدعون الله خوفاً وطمعاً يبتغون فيه رضوان الله.. فهم يتواجدون في المساجد الكبرى كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة ومسجد الكوفة في النجف وبقية المساجد في العالم مما يساعدهم على تلقي نداءات السماء وتصديق آيات الله العظيمة وتدفعهم للإلتحاق بإلإمام المهدي عليه السلام وإعانته.
الملحق الثالث: آيتا الكسوف والخسوف: هما آيتان سماويتان مُعَرَّفتان تماماً في علوم الفيزياء والفلك.
الملحق الرابع: الفرق بين الآية والعلامة: فقد جاء في ( لسان العرب لإبن منظور) أن الآية: هي العلامة. والآية هي العِبْرَة، وجمعها آيٌ. والعَلامَة: هي العَلَمُ: أي الجبلُ. والعَلَمُ: الراية كما جاء في ( الصحاح في اللغة).
وإليك بعض الأمثلة على العلامات: فمنها (هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء).
ويستدل من ذلك على أن معنى الآية هي أكثر شمولية وتقرب من معنى المعجزة وتتعلق بالخالق أكثر من تعلقها بالمخلوق خصوصاً فيما يتعلق ببحثنا الخاص لابما يتعلق ببقية الأمور، وأما العلامة فتتلق بالمخلوق دون الخالق كأن يتعلق بفعل جبريل عليه السلام، وفعل إبليس لعنه الله.
صلة بعض العلامات بمسألة ظهور الإمام المهدي عليه السلام
من المتوقع وبحسب روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام حدوث بعض العلامات المتعلقة بشأن الظهور المبارك للإمام المهدي عليه السلام وفي شهر رمضان المبارك بالذات منها آياتا الكسوف والخسوف وهما آيتان كونيتان يمكن أن يشهدها الجميع خصوصاً مع كثرة وسائل الإتصال والتواصل الحديثة، وبما أن زمان حدوث هاتين الآيتين معلومان لدى جميع المتعلمين من حيث أن الكسوف يحدث نهاراً في أواخر الشهر، والخسوف ليلاً في أواسط الشهر لكن الجديد في الأمر أنهما سيحدثان في نفس الشهر وبشكل متعاكس وبذلك تتحقق إحدى العلامات المهمة قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام عجل الله فرجه الشريف، وستجري تلك الحوادث الفلكية على ألسنة علماء أهل الفلك في العالم الذين سيتحدثون بلا شك عن طبيعة هذا الحدث، وفي ذلك كمال الحجة على الناس بحيث لا يبقى إنسان إلا ويصل إليه الخبر وبجميع لغات العالم.
الملحق الخامس: معنى الشيعة: الشيعة: تعني الجماعة كما جاء في كتب اللغة، وشيعة علي يعني المؤمنون بولاية علي عليه السلام، وشيعة عثمان المؤمنون بخط بنو أمية.
الصيحة أو النداء أو الصوت
ومن العلامات التي تشير الى قرب ظهور قائم آل محمد عليه السلام هي الصيحة ووقت حدوثها هو ليلة ۲۳من شهر رمضان أي في أواخر شهر رمضان في الثلث الأخير منه. حيث تأتي الصيحة من السماء بصوت جبريل على أن الحق مع علي وشيعته وأن إمامكم المهدي هو محمد بن الحسن، وأما الصوت الآخر فيأتي من الأرض وهو صوت إبليس اللعين ينادي فيه بأن الحق مع عثمان وشيعته وينادي فيه بإسم السفياني، وبالتأكيد سوف لن يشك في الأمر إلا منافق مرتاب كشف الله سبحانه زيف إيمانه، وإن الشك في أمر الإمام المهدي عليه السلام هو السقوط في الفتنة التي حذر منها أهل البيت عليهم السلام.
العلامات المتوقعة التي ينتظرها عشاق الإمام المهدي عليه السلام في شهر رمضان
جاء في الروايات بأن من الحوادث المتوقعة في شهر رمضان هي النداء أو صيحة جبريل عليه السلام ليلة ۲۳منه، وحدوث ظاهرتا خسوف القمر وكسوف الشمس المتلازمتان في الشهر نفسه من تلك السنة، و قد أوردنا الروايات التي جاء فيها ذكر النداء أو (الصيحة) أو (الصوت) الذي هو علامة من علامات الظهور التي أكدت على حدوث ذلك في شهر رمضان.
أهم حروب السفياني ستكون في شهر رمضان
بقي أن نشير الى أن ظهور السفياني سيكون في رجب وأن أهم الحروب التي سيقودها السفياني تلك التي ستكون في شهر رمضان الذي يلي شهر رجب وشعبان اللذين يسبقا شهر رمضان.
الملحق السادس: وهو ملحق الروايات وعددها إثنتا عشرة رواية من كتب الغيبة والرواية التي أشرنا الى بعضها في مقدمة البحث.
النداء من المحتوم
أولاً: فعن أبي حمزة الثمالي قال: ( إن أبا جعفر كان يقول: خروج السفياني من المحتوم والنداء من المحتوم). (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص435).
ثانياً: وعن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه يقول: (اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم..) (كتاب الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص310).
ثالثاً: فعن أبي حمزة الثمالي عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: «...ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته...» (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص435).
رابعاً: وفي رواية ثانية قال صلوات الله وسلامه عليه: «ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء... قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه، ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص301).
خامساً: فعن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: «قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته. ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون» (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص435).
صيحتان: الأولى في أول الليل ... وصيحة في آخر الليلة الثانية
وتعتبرالمعرفة الأولية مقدمة لمعرفة الحق لذلك فإن من الضروري أن يطلع الإنسان على روايات أهل البيت عليهم السلام فإنها تهدي الى الصراط المستقيم .
سادساً: وعن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 - 274).
سابعاً: وعن زرارة عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (ينادي مناد باسم القائم عليه السلام، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس) (كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص650 - 651).
ثامناً: وعن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: ( صوت جبرائيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتتنوا به» (المصدر السابق: ص652).
تاسعاً: عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: ( ثم ينادي إبليس ــ لعنه الله ــ في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون) (كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص652، الباب السابع والخمسون علامات خروج القائم).
عاشراً: فعن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: ( الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان) (المصدر السابق: ص250).
أحد عشر: عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: ( هما صيحتان: صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 - 274).
إثنا عشر: فعن الإمام أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه انه قيل له: ( ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟ فقال: بلى، قلت: وما هي؟ قال: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء. فقلت: جعلت فداك، أخاف أن يطول هذا الأمر؟ فقال: لا، إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا) (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 - 274).
ولابد من الإهتمام بالأحاديث والروايات المعتبرة التي تساعد على التمييز بين الآية والعلامة.
ثلاثة عشر: وقال المفيد في الإرشاد: قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون إمام قيامه وآيات ودلالات ــ فمنها ــ.... وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة ...).
وجاء أيضاً: عن (المفيد) بسنده عن الباقر عليه السلام قال: (آيتان تكونان قبل القائم عليه السلام كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره فقيل له تكسف الشمس في نصف الشهر والقمر في آخره فقال أنا أعلم بما قلت أنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه السلام.
ففي الرواية الأولى: خسوف القمر لخمس. وفي الرواية الثانية: انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة. وأما في الرواية الثالثة: كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة واربع عشرة منه. في الرواية الرابعة: تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان.
(وفي رواية) خسوف القمر لخمس(وفي أخرى) انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان (وفي رواية) كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة وأربع عشرة منه (وفي رواية) تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم.
المصادر
كتاب الغيبة للشيخ الطوسي
كتاب الكافي للشيخ الكليني: ج8
كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني
كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق
24/07/2013
محمود الربيعي
تعليق