الامام علي تلميذ السماء وأبن القرأن
صادق غانم الاسدي
منذ بزوغ البشرية وعلى عبر تاريخ الوجود الأنساني ولجوا الى الحياة رجال أثروا واغنوا وتركوا بصمات ملئت مناكب الكون بالفضائل والعطاء المثمر والاهداف الشمولية لكافة اركان الحياة ,فحينما يتغيبٌون من الدنيا بارادة الله لا نراى الا مغادرة اجساد واشكال قدر لها فقط ان ترحل عن أنظارنا , في الوقت الذي أحيت افعالهم وسيرهم الخالدة أسس لنهضة المجتمعات وعنفوان الكرامة واضأة لهم سبل التحرر من الاستعباد , علي عليه السلام المع واحق وأقدر الشخصيات بعد محمد صلى الله عليه واله في الدنيا وهو الفكر الذي حمل روح الايمان وجسده في اصدق المعاني بالقول والفعل واشاع للكون علومه وأسس العدل والرحمة في أذهان الناس, لم يتغيب عن ارواح وعقول المسلمين لحظة واحدة ولم تتكرر تلك الشخصية الى يوم التلاقي , ربما جاء استشهاده في ليالي عظيمة من ليالي القدر في شهر مبارك تأكيدا على أنه أبن القرأن وبناء على رغبته حينما قال ( أكرم الموت القتل , والذي نفس ابن ابي طالب بيده لالف ضربة بالسيف في سبيل الله أهون من ميتة على فراش) وأكدها قبل ان يقع مضرجا بالدماء فزت ورب الكعبة , نعم انه يستأنس بالموت ولم يبالي, يقول بعض المؤرخين ان الرسول اهدى الى علي عليه السلام فرسا فقال له علي(مالي وللخيل يارسول الله ,, اني لا اتبع مدبرا , ولا افر من احد واذا ارتديت سيفي لا أضعه الا لمن ارتديت له السيف ) وقال ايضا ( اني حمدت الله ما ابتعدت عنك ولافررت وسابقى ذلك المقاتل بين يديك يارسول الله ) , فسيرة هذا الرجل مليئة بالمعطيات والاحداث النبيلة , وهو اكثر رجل ضرب بيديه الكريمتين الى التخلص من الاستعباد والرق واشعاعة مفهوم الحرية , عن ابن طاوس , الامام عليه عليه السلام كانت لدية مزرعة وفيها نخيل وهو مولعاً بحرث واحياء الارض ويشتغل فيها بيديه , وحين يأتي الحصاد يأخذ محصوله ويبيعه في السوق ويعتق فيه رقاب الناس حتى قيل عتق اكثر من 1000 مملوك , تتحدث الروايات ايضا على ان علي عليه السلام سأل امرأة مابك قال ان علي غيب زوجي واخذت تدعي عليه دون معرفتها به ,فذهب معها الى البيت حاملا امتعتها وبقى معها يرتب ويعجن وجأت المرأة وقالت له ( دعني انفخ عنك النار فقال لها : دعيها لئلا تلفح وجه ابن ابي طالب غدا ) وما خرج من البيت حتى أطمئان عليها , في الجانب الاخر الذي يروي لنا التاريخ عن سيرة الحجاج وهو يأكل خبز الملٌة منحنيا عليه فاذا فرغ تسلط على رقاب الناس بالسيف , اما علي عليه السلام فيأكل اليابس والنوع الواحد , ذات يوم خرج من الجامع فقال له احد المسلمين انا لا اصلي معك في عيد و لا في جمعة ولا في جماعة و لااخرج معك الى الجهاد فقال له ( وأنا لا اضيرك مادام المسلمون منك في أمان ) , هذه السيرة لرجل مثل علي عليه السلام تخطا قلوب الناس وسيطر على اراوحهم بالافعال فلم يجد من ابغض عليا سيئة او منفذ صغير يستطيع فيه المغرضون ان ينفذوا بسمومهم , رغم ان الدولة الاموية بكتابها وشعرائها واعلامها قد رسمت سياسة الكره واغلقت كل اريج علي من نفحات زينت بها سيرة العصر الاسلامي واشتد الهجمه عليه لفترة تزيد الثمانين عاما ,وبذلك ارادوا من لقب ابي تراب مثلبه يعرجون عليها في خطبهم لتغير صورة علي امام المسلمين فضنوا انهم حققوا مأربهم قال احد الشعراء واصفا ابي تراب ,,,,,
أأبا تراب للتراب تفاخر ,,, أن كان من أمشاجه لك طينُ
الناس من هذا التراب وكلهم ,, في أصله حمأ به مسنون
لكن من هذا التراب حوافرُ ,,, ومن التراب حواجب وعيون
قال احد العلماء واصفا ؛ ما نصنع بعلي ؟ أن احببناه قتلنا وأن ابغضناه كفرنا ,, هنالك جملة من الملاحظات التي تؤكد على ان الحقيقة والمعادن الاصيله مهما غيبت واندثرت لسنين عديدة فانها تخرج ببريق ولمعان اكثر وضوحا ورغبة واشتياق لدى عامة الناس , مثلما غيب اسم علي وشتم على المنابر طيلة فترة الحكم الاموي , تفجر بعد ذلك ليكون عنوانا للكرامة وحلقة وصل بين السماء والارض والدنيا والاخرة , في كل عام من رمضان وبالتحديد يوم الواحد والعشرين سنة 40 للهجرة استشهاد العلم والعدل والرحمة بموأمرة دنيئة قام بها اشقى الاولين والاخرين عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه , حينما تعاهدوا ثلاثة لتصفية علي ومعاوية وعمر بن العاص وكانت حصة عبد الرحمن بن ملجم الامام علي عليه السلام , والتفاصيل مدونه بكتب التاريخ , وعلى مواقع المنتديات وقد اذيعت ايضا على مسامع الناس من قبل مشايخ وسادات المنابر الحسينية , فالداني والقاص على علم بتفاصيلها حتى لا نكررها بجميع احداثها , أذكر هنا فقط ما قله الدكتور الوائلي رحمه الله ( حينما قدم ابن ملجم الكوفة كتم أمره مخافة أن ينتشر منه شيىء ,أذ زار رجلا من اصحابه ذات يوم من تيم الرباب فصادف عنده قطام بنت الاخضر , وكان امير المؤمنين قتل أباها وأخاها بالنهروان , مع انها كانت اجمل نساء اهل زمانها , فلما رأها ابن ملجم شغف بها واشتد اعجابه بها وسأل في نكاحها وخطبها فقال لها احتكمي قالت محتكمة الى ثلاث الاف درهم وخادما وقتل علي , فقال لها لك جميع ما سألت , وبعد أن نفذ ابن ملجم اجرامه بحق الامام عليه أخذ السم رأس علي وجيء بالاسير فقال علي عليه السلام وهو يكالب الالم على فراشه قال ( لاحول ولاقوة الا بالله , والله لقد شربت اللبن ونسيت ان اترك لأسيركم منه , بالله عليكم اسقوه من شرابي وأطعموه من طعامي فأن عشت فانا ولي دمي وان مت فاضربوه ضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل فان المثلة حرام ولو بالكلب العقور , وان تعفوا فذلك احب الي )) أنها الرحمة والانسانية وعزة المؤمن تجعل امير المؤمنين ان يعطي درسا ادبيا في الاخلاق قبل وفاته بلحظات , في كتاب فضائل الامام علي للشيخ العالم المرحوم محمد جواد مغنية طبعة الارشاد بغداد 1964 ص 66 ما نصه ( بينٌ القرأن الكريم ان السبب لتفريق كلمة المسلمين هو الظلم والبغي وفسر الحديث النبوي هذا البغي الغدر بعلي فالنتيجة الحتمية ان الغدر بعلي كان السبب لشتات المسلمين فرقا واحزابا .
Sadikganim@yahoo.com
صادق غانم الاسدي
منذ بزوغ البشرية وعلى عبر تاريخ الوجود الأنساني ولجوا الى الحياة رجال أثروا واغنوا وتركوا بصمات ملئت مناكب الكون بالفضائل والعطاء المثمر والاهداف الشمولية لكافة اركان الحياة ,فحينما يتغيبٌون من الدنيا بارادة الله لا نراى الا مغادرة اجساد واشكال قدر لها فقط ان ترحل عن أنظارنا , في الوقت الذي أحيت افعالهم وسيرهم الخالدة أسس لنهضة المجتمعات وعنفوان الكرامة واضأة لهم سبل التحرر من الاستعباد , علي عليه السلام المع واحق وأقدر الشخصيات بعد محمد صلى الله عليه واله في الدنيا وهو الفكر الذي حمل روح الايمان وجسده في اصدق المعاني بالقول والفعل واشاع للكون علومه وأسس العدل والرحمة في أذهان الناس, لم يتغيب عن ارواح وعقول المسلمين لحظة واحدة ولم تتكرر تلك الشخصية الى يوم التلاقي , ربما جاء استشهاده في ليالي عظيمة من ليالي القدر في شهر مبارك تأكيدا على أنه أبن القرأن وبناء على رغبته حينما قال ( أكرم الموت القتل , والذي نفس ابن ابي طالب بيده لالف ضربة بالسيف في سبيل الله أهون من ميتة على فراش) وأكدها قبل ان يقع مضرجا بالدماء فزت ورب الكعبة , نعم انه يستأنس بالموت ولم يبالي, يقول بعض المؤرخين ان الرسول اهدى الى علي عليه السلام فرسا فقال له علي(مالي وللخيل يارسول الله ,, اني لا اتبع مدبرا , ولا افر من احد واذا ارتديت سيفي لا أضعه الا لمن ارتديت له السيف ) وقال ايضا ( اني حمدت الله ما ابتعدت عنك ولافررت وسابقى ذلك المقاتل بين يديك يارسول الله ) , فسيرة هذا الرجل مليئة بالمعطيات والاحداث النبيلة , وهو اكثر رجل ضرب بيديه الكريمتين الى التخلص من الاستعباد والرق واشعاعة مفهوم الحرية , عن ابن طاوس , الامام عليه عليه السلام كانت لدية مزرعة وفيها نخيل وهو مولعاً بحرث واحياء الارض ويشتغل فيها بيديه , وحين يأتي الحصاد يأخذ محصوله ويبيعه في السوق ويعتق فيه رقاب الناس حتى قيل عتق اكثر من 1000 مملوك , تتحدث الروايات ايضا على ان علي عليه السلام سأل امرأة مابك قال ان علي غيب زوجي واخذت تدعي عليه دون معرفتها به ,فذهب معها الى البيت حاملا امتعتها وبقى معها يرتب ويعجن وجأت المرأة وقالت له ( دعني انفخ عنك النار فقال لها : دعيها لئلا تلفح وجه ابن ابي طالب غدا ) وما خرج من البيت حتى أطمئان عليها , في الجانب الاخر الذي يروي لنا التاريخ عن سيرة الحجاج وهو يأكل خبز الملٌة منحنيا عليه فاذا فرغ تسلط على رقاب الناس بالسيف , اما علي عليه السلام فيأكل اليابس والنوع الواحد , ذات يوم خرج من الجامع فقال له احد المسلمين انا لا اصلي معك في عيد و لا في جمعة ولا في جماعة و لااخرج معك الى الجهاد فقال له ( وأنا لا اضيرك مادام المسلمون منك في أمان ) , هذه السيرة لرجل مثل علي عليه السلام تخطا قلوب الناس وسيطر على اراوحهم بالافعال فلم يجد من ابغض عليا سيئة او منفذ صغير يستطيع فيه المغرضون ان ينفذوا بسمومهم , رغم ان الدولة الاموية بكتابها وشعرائها واعلامها قد رسمت سياسة الكره واغلقت كل اريج علي من نفحات زينت بها سيرة العصر الاسلامي واشتد الهجمه عليه لفترة تزيد الثمانين عاما ,وبذلك ارادوا من لقب ابي تراب مثلبه يعرجون عليها في خطبهم لتغير صورة علي امام المسلمين فضنوا انهم حققوا مأربهم قال احد الشعراء واصفا ابي تراب ,,,,,
أأبا تراب للتراب تفاخر ,,, أن كان من أمشاجه لك طينُ
الناس من هذا التراب وكلهم ,, في أصله حمأ به مسنون
لكن من هذا التراب حوافرُ ,,, ومن التراب حواجب وعيون
قال احد العلماء واصفا ؛ ما نصنع بعلي ؟ أن احببناه قتلنا وأن ابغضناه كفرنا ,, هنالك جملة من الملاحظات التي تؤكد على ان الحقيقة والمعادن الاصيله مهما غيبت واندثرت لسنين عديدة فانها تخرج ببريق ولمعان اكثر وضوحا ورغبة واشتياق لدى عامة الناس , مثلما غيب اسم علي وشتم على المنابر طيلة فترة الحكم الاموي , تفجر بعد ذلك ليكون عنوانا للكرامة وحلقة وصل بين السماء والارض والدنيا والاخرة , في كل عام من رمضان وبالتحديد يوم الواحد والعشرين سنة 40 للهجرة استشهاد العلم والعدل والرحمة بموأمرة دنيئة قام بها اشقى الاولين والاخرين عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه , حينما تعاهدوا ثلاثة لتصفية علي ومعاوية وعمر بن العاص وكانت حصة عبد الرحمن بن ملجم الامام علي عليه السلام , والتفاصيل مدونه بكتب التاريخ , وعلى مواقع المنتديات وقد اذيعت ايضا على مسامع الناس من قبل مشايخ وسادات المنابر الحسينية , فالداني والقاص على علم بتفاصيلها حتى لا نكررها بجميع احداثها , أذكر هنا فقط ما قله الدكتور الوائلي رحمه الله ( حينما قدم ابن ملجم الكوفة كتم أمره مخافة أن ينتشر منه شيىء ,أذ زار رجلا من اصحابه ذات يوم من تيم الرباب فصادف عنده قطام بنت الاخضر , وكان امير المؤمنين قتل أباها وأخاها بالنهروان , مع انها كانت اجمل نساء اهل زمانها , فلما رأها ابن ملجم شغف بها واشتد اعجابه بها وسأل في نكاحها وخطبها فقال لها احتكمي قالت محتكمة الى ثلاث الاف درهم وخادما وقتل علي , فقال لها لك جميع ما سألت , وبعد أن نفذ ابن ملجم اجرامه بحق الامام عليه أخذ السم رأس علي وجيء بالاسير فقال علي عليه السلام وهو يكالب الالم على فراشه قال ( لاحول ولاقوة الا بالله , والله لقد شربت اللبن ونسيت ان اترك لأسيركم منه , بالله عليكم اسقوه من شرابي وأطعموه من طعامي فأن عشت فانا ولي دمي وان مت فاضربوه ضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل فان المثلة حرام ولو بالكلب العقور , وان تعفوا فذلك احب الي )) أنها الرحمة والانسانية وعزة المؤمن تجعل امير المؤمنين ان يعطي درسا ادبيا في الاخلاق قبل وفاته بلحظات , في كتاب فضائل الامام علي للشيخ العالم المرحوم محمد جواد مغنية طبعة الارشاد بغداد 1964 ص 66 ما نصه ( بينٌ القرأن الكريم ان السبب لتفريق كلمة المسلمين هو الظلم والبغي وفسر الحديث النبوي هذا البغي الغدر بعلي فالنتيجة الحتمية ان الغدر بعلي كان السبب لشتات المسلمين فرقا واحزابا .
Sadikganim@yahoo.com
تعليق