هناك روايات يستفاد منها أفضلية الإمام المهدي (عليه السلام) على باقي الائمة من ذرية الحسين (عليه السلام).
ومن تلك الروايات ما ورد في كتاب (الغيبة للنعماني ص73) قال: اخبرنا محمد بن همام ، قال حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن هلال قال: حدثنا محمد بن أبي عمير سنة أربع ومائتين قال: حدثني سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ان الله اختار من كل شيء شيئاً... إلى أن يقول وتكمله اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم وهو ظاهرهم وهو افضلهم وهو قائمهم).
وروي مثله عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) , وكذلك عن سلمان أيضاً. (انظر مقتضب الاثر ص9) .
ولكن الشيخ الطوسي في (الرسائل العشر) له تأويل في إرجاع الضمير في أفضلهم بما يرفع القول بدلالة الخبر على أفضلية الإمام المهدي (ع) على باقي الائمة من ذرية الحسين (ع) حيث يسأل ان وصف النبي (صلى الله عليه وآله) لصاحب الزمان (عليه السلام) كثيرة يقول في آخرها: (قائمهم احكمهم افضلهم)، على من ترجع الكناية؟ أعلى الشيعة المذكورين أم على من ليس بمذكور في الكلام؟
فيقول في الجواب: لاصحابنا فيه تأويلان: أقواهما ان الهاء ترجع إلى أهل زمانه، فكأنه أعلم أهل زمانه وأفضلهم , والثاني انه أفضل الشيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام).
وهذا الجواب الأخير فيه إبهام فان كان المقصود أفضل شيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) رجع إلى أفضلية المعصوم على غير المعصومين، وان كان المقصود ان الأفضل من الائمة هم أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) فلعله يقصد ان فقط هؤلاء افضل من الإمام صاحب الزمان(عليه السلام) ويأتي بعد ذلك صاحب الزمان (عليه السلام) حيث أنه أفضل من بقية الأئمة.
وهناك أخبار يفهم منها ان لا تفاضل بين الائمة (عليهم السلام) بل هم جميعاً بمرتبة واحدة وفي الفضل سواء .
فعن زيد الشمام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل الحسن أم الحسين؟ فقال : ان فضل أولنا يلحق بفضل آخرنا وفضل آخرنا يلحق بفضل أولنا وكل له فضل قال: قلت له: جعلت فداك وسع علي في الجواب فاني والله ما سألتك إلا مرتادا فقال: نحن من شجرة طيبة برانا الله من طينه واحدة فضلنا من الله وعلمنا من عند الله ونحن امناؤه على خلقه والدعاة إلى دينه والحجاب فيما بينه وبين خلقه أزيدك يا زيد؟ قلت: نعم، فقال: خلقنا واحد وعلمنا واحد وفضلنا واحد وكلنا واحد عند الله تعالى ، فقال: اخبرني بعدتكم فقال: نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا عز وجل في مبتدأ خلقنا أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد. (انظر بحار الأنوار ج25 ص 363) .
وكذلك ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام)، انه دخل هو والحسن (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لهما: (بأبي انتما من إمامين سبطين اختاركما الله مني ومن أبيكما ومن امكما واختار من صلبك ياحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم وكلهم في الفضل والمنزلة سواء عند الله تعالى). (بحار الأنوار ج25 ص356).
لكن هذه الأخبار تعارض بأخبار اخر تثبت التفاضل بين الائمة في بعض المجالات دون الاخرى.
ففي (بصائر الدرجات) عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (رسول الله صلى الله عليه وآله: ونحن في الامر والنهي والحلال الحرام نجري مجرى واحد فاما رسول الله وعلي فلهما فضلهما).
وعن أبي عبد الله عليه السلام أيضاً انه قال: (يا أبا محمد كلنا نجري في الطاعة والأمر مجرى واحد وبعضنا اعلم من بعض).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضاً بعدما سأل: (الائمة بعضهم أعلم من بعض: قال: نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد).
لكن هذه الأخبار يمكن ان يفهم المراد منها كما في (البحار ج25 ص 358) بان المراد انه قد يكون الاخير أعلم من الاول في وقت امامته بسبب ما يتجدد له من العلم وان افيض إلى روح الاول ايضاً لئلا يكون آخرهم اعلم من أولهم كما ستقف عليه, ويحتمل ان يكون ذلك للتقية من غلاة الشيعة.
ويشير صاحب (البحار) بقوله: ((كما ستقف عليه)) إلى ما روي عنهم (عليهم السلام) بما يدل على ان أولهم لابد ان يكون عنده علم آخرهم، ولعله لهذا الخبر قال من قال بأفضلية الائمة على الترتيب الذي هم عليه، والخبر هو عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ليس شيء خرج من عند الله إلا بدأ برسول الله ثم بأمير المؤمنين ثم بمن بعده ليكون علم آخرهم من عند أولهم ولا يكون اخرهم أعلم من أولهم).
والحصيلة، أنهم في الفضل على آراء منها:
1- انَّهم في الفضل سواء.
2- انَّهم في الفضل على الترتيب الذي هم عليه من الإمام علي وحتى المهدي.
3- ان أفضلهم علي (عليه السلام) ثم الحسنان ثم المهدي ثم باقي الأئمة على الترتيب.
وللجمع بين هذه الأخبار يمكن القول بأنهم في جهة من جهاتهم في الفضل سواء وفي جهة أخرى متفاضلون , وأفضلية الإمام المهدي (عليه السلام) على بعض الأئمة (عليهم السلام) في جهة من الجهات أيضاً، ولكنه من جهة أخرى أو في الحصيلة النهائية هو في الفضل آخرهم على الترتيب الذي رتبوا به.
ومن تلك الروايات ما ورد في كتاب (الغيبة للنعماني ص73) قال: اخبرنا محمد بن همام ، قال حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن هلال قال: حدثنا محمد بن أبي عمير سنة أربع ومائتين قال: حدثني سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ان الله اختار من كل شيء شيئاً... إلى أن يقول وتكمله اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم وهو ظاهرهم وهو افضلهم وهو قائمهم).
وروي مثله عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) , وكذلك عن سلمان أيضاً. (انظر مقتضب الاثر ص9) .
ولكن الشيخ الطوسي في (الرسائل العشر) له تأويل في إرجاع الضمير في أفضلهم بما يرفع القول بدلالة الخبر على أفضلية الإمام المهدي (ع) على باقي الائمة من ذرية الحسين (ع) حيث يسأل ان وصف النبي (صلى الله عليه وآله) لصاحب الزمان (عليه السلام) كثيرة يقول في آخرها: (قائمهم احكمهم افضلهم)، على من ترجع الكناية؟ أعلى الشيعة المذكورين أم على من ليس بمذكور في الكلام؟
فيقول في الجواب: لاصحابنا فيه تأويلان: أقواهما ان الهاء ترجع إلى أهل زمانه، فكأنه أعلم أهل زمانه وأفضلهم , والثاني انه أفضل الشيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام).
وهذا الجواب الأخير فيه إبهام فان كان المقصود أفضل شيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) رجع إلى أفضلية المعصوم على غير المعصومين، وان كان المقصود ان الأفضل من الائمة هم أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) فلعله يقصد ان فقط هؤلاء افضل من الإمام صاحب الزمان(عليه السلام) ويأتي بعد ذلك صاحب الزمان (عليه السلام) حيث أنه أفضل من بقية الأئمة.
وهناك أخبار يفهم منها ان لا تفاضل بين الائمة (عليهم السلام) بل هم جميعاً بمرتبة واحدة وفي الفضل سواء .
فعن زيد الشمام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل الحسن أم الحسين؟ فقال : ان فضل أولنا يلحق بفضل آخرنا وفضل آخرنا يلحق بفضل أولنا وكل له فضل قال: قلت له: جعلت فداك وسع علي في الجواب فاني والله ما سألتك إلا مرتادا فقال: نحن من شجرة طيبة برانا الله من طينه واحدة فضلنا من الله وعلمنا من عند الله ونحن امناؤه على خلقه والدعاة إلى دينه والحجاب فيما بينه وبين خلقه أزيدك يا زيد؟ قلت: نعم، فقال: خلقنا واحد وعلمنا واحد وفضلنا واحد وكلنا واحد عند الله تعالى ، فقال: اخبرني بعدتكم فقال: نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا عز وجل في مبتدأ خلقنا أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد. (انظر بحار الأنوار ج25 ص 363) .
وكذلك ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام)، انه دخل هو والحسن (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لهما: (بأبي انتما من إمامين سبطين اختاركما الله مني ومن أبيكما ومن امكما واختار من صلبك ياحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم وكلهم في الفضل والمنزلة سواء عند الله تعالى). (بحار الأنوار ج25 ص356).
لكن هذه الأخبار تعارض بأخبار اخر تثبت التفاضل بين الائمة في بعض المجالات دون الاخرى.
ففي (بصائر الدرجات) عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (رسول الله صلى الله عليه وآله: ونحن في الامر والنهي والحلال الحرام نجري مجرى واحد فاما رسول الله وعلي فلهما فضلهما).
وعن أبي عبد الله عليه السلام أيضاً انه قال: (يا أبا محمد كلنا نجري في الطاعة والأمر مجرى واحد وبعضنا اعلم من بعض).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضاً بعدما سأل: (الائمة بعضهم أعلم من بعض: قال: نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد).
لكن هذه الأخبار يمكن ان يفهم المراد منها كما في (البحار ج25 ص 358) بان المراد انه قد يكون الاخير أعلم من الاول في وقت امامته بسبب ما يتجدد له من العلم وان افيض إلى روح الاول ايضاً لئلا يكون آخرهم اعلم من أولهم كما ستقف عليه, ويحتمل ان يكون ذلك للتقية من غلاة الشيعة.
ويشير صاحب (البحار) بقوله: ((كما ستقف عليه)) إلى ما روي عنهم (عليهم السلام) بما يدل على ان أولهم لابد ان يكون عنده علم آخرهم، ولعله لهذا الخبر قال من قال بأفضلية الائمة على الترتيب الذي هم عليه، والخبر هو عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ليس شيء خرج من عند الله إلا بدأ برسول الله ثم بأمير المؤمنين ثم بمن بعده ليكون علم آخرهم من عند أولهم ولا يكون اخرهم أعلم من أولهم).
والحصيلة، أنهم في الفضل على آراء منها:
1- انَّهم في الفضل سواء.
2- انَّهم في الفضل على الترتيب الذي هم عليه من الإمام علي وحتى المهدي.
3- ان أفضلهم علي (عليه السلام) ثم الحسنان ثم المهدي ثم باقي الأئمة على الترتيب.
وللجمع بين هذه الأخبار يمكن القول بأنهم في جهة من جهاتهم في الفضل سواء وفي جهة أخرى متفاضلون , وأفضلية الإمام المهدي (عليه السلام) على بعض الأئمة (عليهم السلام) في جهة من الجهات أيضاً، ولكنه من جهة أخرى أو في الحصيلة النهائية هو في الفضل آخرهم على الترتيب الذي رتبوا به.
تعليق