يا نصير المستضعفين...في ذكرى شهادة امام المتقين علي بن ابي طالب
د.علاء الجوادي
مقطع الاول
السلام عليك يا امير المؤمنين
السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده
السلام عليك يا ابا الحسن يا علي بن ابي طالب ورحمة الله وبركاته.
سيدي ومولاي، كم هم المتشدقون بالدعوة لحقوق الانسان والحفاظ على كرامته؟ وكم هم الحاملون لهذا الهم حقا؟
يحدثنا التاريخ عن الكثير من الدعوات التي قامت على اساس اعطاء الانسان حقه في الحياة الكريمة لا تمس شخصيته ولا تبخس قيمته فيعيش موفور الكرامة مرفوع القامة لا تلفحه سياط الاستغلال ولا تسحقه عجلات الارهاب. لكن هذا كلام تلك الدعوات والحركات وهي في طور الاستضعاف، اما في طور الحكم والتمكن فلها كلام اخر حدثنا بها أكثر من اتجاه وتيار.
فالثورة الفرنسية قامت على الكلمات الثلاث ، الحرية، والمساواة، والعدالة، وما ان نجحت حتى رسمت ابشع صور للاستغلال والارهاب والجريمة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي!!!
والثورة الامريكية اتخذت التخلص من الاستعمار والديمقراطي في الحكم شعارا لها ولكنها عند تمكنها واستواء عودها مارسمت الاستعمار والاستغلال. وابتعدت عن الديمقراطية ايما ابتعاد وعاش الشعب الامريكي في ابشع انواع استغلال الانسان لاخيه الانسان ومسخ انسانيته وسحق كرامته!!!
اما الثورة الروسية او الصينية المتلبسة بالفكر الماركسية فقد قامت على اسا تحرير الانسان المظلوم من بطش الطبقة المستغلة والسلطة الرجعية ولكنها ابدلت عنوانها بعنوان اخر وظهر الاستغلال متلبسا بأثواب براقة وبرزت رجعية السلطة وبطشها متبرقعا بالتقدمية والانسانية!!!
وعلى هذا الطريق ظهرت عصبة الامم المتحدة وهيئة الامم المتحدة بشعارات انسانية جميلة وبواقع يبارك الدول الكبرى المستغلة للشعوب الضعيفة ومأساة فلسطين واحدة من الجرائم التي باركتها هذه المؤسسات ذات الظاهر الانساني والواقع العدواني!!!
ولكن الا يوجد من يحمل لواء الكرامة الانسانية بصدق فيطبقها عند التمكن والحكم فيحيل هذا المفهوم من فسلفة جميلة ورؤية شاعرية الى واقع يتجسد في دولة ومجتمع؟؟
لقد كان الجواب يا سيدي ومولاي يا امين الله في ارض وحجته على عباده: نعم يوجد هذا الوصف ولكن عندما تكون الحركة الهية مرتبطة بالحق الرب العظيم الذي خلق الانسان وكرمه اعظم تكريم باستخلافه في الارض واسجاد اقدس المخلوقات وهي ملائكة الله اليه.
والحركة الدينية النبوية على امتداد التاريخ ومن مبدأ الوجود هي الحاملة لراية الكرامة الانسانية باعتبارها تحمل كلمة الله في الارض هذه الكلمة التي تقدس المخلوق الادمي الوارث لله والحامل لامانة اعمار الوجود، سيدي ومولاي يا حجة الله على العالمين ويا ابا المستضعفين. لكن الحركة الدينية ابتليت بمن يدعي حملها ويتحدث باسمها فكانت تصطدم بالشهوات الفردية التي تعيش في ذوات من يدعي التدين والمدعين لحمل رسالة السماء فكانت تبرز هذه الذات المستغلة المشوهة للدين بشكلين هم :-
1- تحرف رسالة السماء بما يتناسب مع المصالح، فتكون نتيجة هذا التحريف رسالة بها جزء سماوي مرتبط بالله، وجزء اخر تابع من مصالح الانسان الضيقة ينتفع منه رجال يتلبسون بلباس اهل الدين ويحملون قلوب الطواغيت وشهوات المستغلين.
2- انشاء اديان واتجاهات بالفاظ تبدو انها دينية وبواقع بعيد عن الاديان، ومن امثلة ذلك في التاريخ الحديث، البهائية والقاديانية والوهابية التي يستغل بموجبها الانسان، وقد وصف الله المستغلين من رجال الدين بقوله " يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم" الاية/23 /التوبة .
وبين خط اللادينيين وخط الدينيين المنحرفين يبرز خط الاسلام الاصيل السليم من التحريف المحفوظ من الانحرافات خط يمتاز بكونه محفوظا على صعيد القران وحديث الرسول ومحفوظا على صعيد التطبيق لاستمرار الحاملين بصورة تعبر عن التلاحم الدقيق بين الفكرة له بتسلسل يتخذ الصورة التالية:
الانبياء منذ ادم الى محمد. الائمة منك يا سيدي ومولاي حتى المهدي القائم من ولدك. العلماء والرساليون الذين يمثلون الخط الوارث للانبياء.
سيدي ومولاي يا ابا الحسن. لقد علمتنا ان الكرامة حق لنا لا يمكن ان نتنازل عنها ولقد ضربت لنا على ذلك امثلة خالدة لقد قلت لاحدنا: "لاتكن عبدا لغيرك وقد جعلك الله حرا" ولم تكتف بذلك بل بذلت للقضاء على عبودية الانسان لاخيه الانسان كل جهدك. فلقد روى عن ولدك الباقر انه قال: " اعتق على عليه السلام الف مملوك مما عملت يداه" لقد كنت تحفر الارض حتى تمجل يداك ويقطر منها الدم لتحرير الانسان من العبودية وتجعله مرفوع الرأس لا يخشى سياط الاسياد . لقد علمت الناس " ان ادم لم يلد عبدا ولا امة وان الناس كلهم احرار "لقد كنت سيدي ومولاي امام الاحرار ومعلم الثوار للحرية .
المقطع الثاني
السلام عليك يا امير المؤمنين
السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده
السلام عليك يا ابا الحسن يا علي بن ابي طالب .
سيدي ومولاي، لقد كنت الاب الرحوم للمستضعفين الساهر على مصالحهم الراعي لحاجتهم لقد كنت توصي الولاة التوصيات المؤكدة برعاية المستضعفين وكنت تعتبر ذلك من الامور المهمة في ظل الدولة الاسلامية الحقة وان تطبيق الاسلام مرتهن بخدمة هؤلاء الناس وان ذلك من مسؤليات المتصدين لحكم المسلمين ومن الامور التي يحاسب الله عليها المقصرين. فلقد اوصيت بأعطائهم لحقوقهم المالية من خزينة الدولة وبالشكل الذي فرضه الله لهم. كما انك كنت توصي بتفقد امورهم والسؤال عنهم قريبهم وبعيدهم حاضرهم وغائبهم. وكنت توصي كذلك بأخذ حق الضعيف من القوي فأن بذلك اقامة للعدل ودحضا للظلم.
وكم هي رائعة وكبيرة التفاتتك بدعوة الولاة بعقد مجلس عام يضم المستضعفين البلد الذي يعيشون به، ليقولوا كلمتهم للحاكم بحرية بعيدا عن رقابة الجيش والشرطة وحرس الحكام. لقد اوضحت كل ذلك بعهدك الذي ارسلته لوالي مصر الاشتر النخعى رضوان الله عليه والذي كان دستورا للولاة في ظل دولة العدل التي اقمتها. لقد كتبت يا سيدي ومولاي وثيقة عظيمة حية تسبق وتفوق جميع وثائق حقوق الانسان بما امتازت به من طرح عميق ودقيق وانسانية تكرم المستضعفين وتنتصف لهم لقد وضح كل ذلك بقولك له: ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين واهل البؤسى والزمنى، فأن في هذه الطبقة قانعا ومعترا، واحفظ لله ما استحفظكم من حقه فيهم واجعل لهم قسما من بيت مالك وقسما من غلات صوافي الاسلام في كل بلد، فان للاقصى منهم مثل الذي للادنى وكل قد استرعيت حقه، فلا يشغلنك عنهم بطر فانك لا تعذر بتضييعك التافه لاحكامك الكثير المهم . فلا تشخص همك عنهم، ولا تصعر خدك لهم، وتفقد امور من لا يصل اليك منهم ممن تقتحمه العيون، وتحقره الرجال، ففرغ لاولئك ثقتك من اهل الخشية والتواضع فليرفع اليك امورهم، ثم اعمل فيهم بالاعذار الى الله يوم تلقاه، فان هؤلاء من بين الرعية احوج الى الانصاف من غيرهم، وكل فاعذر الى الله في تأدية حقه اليه. وتعهد اهل اليتم وذوي الرقة في السن من لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه، وذلك على الولاه ثقيل، والحق كله ثقيل، وقد يخفف الله على اقوام طلبوا العاقبة فصبروا انفسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لهم.
واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الذي خلقك، وتقعد عنهم جندك واعوانك من احراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع،فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول في غير موطن"لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع". ثم احتمل الخرق منهم والعى، ونح عنهم الضيق والانف يبسط الله عليك بذلك كناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته. واعط ما اعطيت هنيئا، وامنع في اجمال واعذر".
د.علاء الجوادي
مقطع الاول
السلام عليك يا امير المؤمنين
السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده
السلام عليك يا ابا الحسن يا علي بن ابي طالب ورحمة الله وبركاته.
سيدي ومولاي، كم هم المتشدقون بالدعوة لحقوق الانسان والحفاظ على كرامته؟ وكم هم الحاملون لهذا الهم حقا؟
يحدثنا التاريخ عن الكثير من الدعوات التي قامت على اساس اعطاء الانسان حقه في الحياة الكريمة لا تمس شخصيته ولا تبخس قيمته فيعيش موفور الكرامة مرفوع القامة لا تلفحه سياط الاستغلال ولا تسحقه عجلات الارهاب. لكن هذا كلام تلك الدعوات والحركات وهي في طور الاستضعاف، اما في طور الحكم والتمكن فلها كلام اخر حدثنا بها أكثر من اتجاه وتيار.
فالثورة الفرنسية قامت على الكلمات الثلاث ، الحرية، والمساواة، والعدالة، وما ان نجحت حتى رسمت ابشع صور للاستغلال والارهاب والجريمة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي!!!
والثورة الامريكية اتخذت التخلص من الاستعمار والديمقراطي في الحكم شعارا لها ولكنها عند تمكنها واستواء عودها مارسمت الاستعمار والاستغلال. وابتعدت عن الديمقراطية ايما ابتعاد وعاش الشعب الامريكي في ابشع انواع استغلال الانسان لاخيه الانسان ومسخ انسانيته وسحق كرامته!!!
اما الثورة الروسية او الصينية المتلبسة بالفكر الماركسية فقد قامت على اسا تحرير الانسان المظلوم من بطش الطبقة المستغلة والسلطة الرجعية ولكنها ابدلت عنوانها بعنوان اخر وظهر الاستغلال متلبسا بأثواب براقة وبرزت رجعية السلطة وبطشها متبرقعا بالتقدمية والانسانية!!!
وعلى هذا الطريق ظهرت عصبة الامم المتحدة وهيئة الامم المتحدة بشعارات انسانية جميلة وبواقع يبارك الدول الكبرى المستغلة للشعوب الضعيفة ومأساة فلسطين واحدة من الجرائم التي باركتها هذه المؤسسات ذات الظاهر الانساني والواقع العدواني!!!
ولكن الا يوجد من يحمل لواء الكرامة الانسانية بصدق فيطبقها عند التمكن والحكم فيحيل هذا المفهوم من فسلفة جميلة ورؤية شاعرية الى واقع يتجسد في دولة ومجتمع؟؟
لقد كان الجواب يا سيدي ومولاي يا امين الله في ارض وحجته على عباده: نعم يوجد هذا الوصف ولكن عندما تكون الحركة الهية مرتبطة بالحق الرب العظيم الذي خلق الانسان وكرمه اعظم تكريم باستخلافه في الارض واسجاد اقدس المخلوقات وهي ملائكة الله اليه.
والحركة الدينية النبوية على امتداد التاريخ ومن مبدأ الوجود هي الحاملة لراية الكرامة الانسانية باعتبارها تحمل كلمة الله في الارض هذه الكلمة التي تقدس المخلوق الادمي الوارث لله والحامل لامانة اعمار الوجود، سيدي ومولاي يا حجة الله على العالمين ويا ابا المستضعفين. لكن الحركة الدينية ابتليت بمن يدعي حملها ويتحدث باسمها فكانت تصطدم بالشهوات الفردية التي تعيش في ذوات من يدعي التدين والمدعين لحمل رسالة السماء فكانت تبرز هذه الذات المستغلة المشوهة للدين بشكلين هم :-
1- تحرف رسالة السماء بما يتناسب مع المصالح، فتكون نتيجة هذا التحريف رسالة بها جزء سماوي مرتبط بالله، وجزء اخر تابع من مصالح الانسان الضيقة ينتفع منه رجال يتلبسون بلباس اهل الدين ويحملون قلوب الطواغيت وشهوات المستغلين.
2- انشاء اديان واتجاهات بالفاظ تبدو انها دينية وبواقع بعيد عن الاديان، ومن امثلة ذلك في التاريخ الحديث، البهائية والقاديانية والوهابية التي يستغل بموجبها الانسان، وقد وصف الله المستغلين من رجال الدين بقوله " يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم" الاية/23 /التوبة .
وبين خط اللادينيين وخط الدينيين المنحرفين يبرز خط الاسلام الاصيل السليم من التحريف المحفوظ من الانحرافات خط يمتاز بكونه محفوظا على صعيد القران وحديث الرسول ومحفوظا على صعيد التطبيق لاستمرار الحاملين بصورة تعبر عن التلاحم الدقيق بين الفكرة له بتسلسل يتخذ الصورة التالية:
الانبياء منذ ادم الى محمد. الائمة منك يا سيدي ومولاي حتى المهدي القائم من ولدك. العلماء والرساليون الذين يمثلون الخط الوارث للانبياء.
سيدي ومولاي يا ابا الحسن. لقد علمتنا ان الكرامة حق لنا لا يمكن ان نتنازل عنها ولقد ضربت لنا على ذلك امثلة خالدة لقد قلت لاحدنا: "لاتكن عبدا لغيرك وقد جعلك الله حرا" ولم تكتف بذلك بل بذلت للقضاء على عبودية الانسان لاخيه الانسان كل جهدك. فلقد روى عن ولدك الباقر انه قال: " اعتق على عليه السلام الف مملوك مما عملت يداه" لقد كنت تحفر الارض حتى تمجل يداك ويقطر منها الدم لتحرير الانسان من العبودية وتجعله مرفوع الرأس لا يخشى سياط الاسياد . لقد علمت الناس " ان ادم لم يلد عبدا ولا امة وان الناس كلهم احرار "لقد كنت سيدي ومولاي امام الاحرار ومعلم الثوار للحرية .
المقطع الثاني
السلام عليك يا امير المؤمنين
السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده
السلام عليك يا ابا الحسن يا علي بن ابي طالب .
سيدي ومولاي، لقد كنت الاب الرحوم للمستضعفين الساهر على مصالحهم الراعي لحاجتهم لقد كنت توصي الولاة التوصيات المؤكدة برعاية المستضعفين وكنت تعتبر ذلك من الامور المهمة في ظل الدولة الاسلامية الحقة وان تطبيق الاسلام مرتهن بخدمة هؤلاء الناس وان ذلك من مسؤليات المتصدين لحكم المسلمين ومن الامور التي يحاسب الله عليها المقصرين. فلقد اوصيت بأعطائهم لحقوقهم المالية من خزينة الدولة وبالشكل الذي فرضه الله لهم. كما انك كنت توصي بتفقد امورهم والسؤال عنهم قريبهم وبعيدهم حاضرهم وغائبهم. وكنت توصي كذلك بأخذ حق الضعيف من القوي فأن بذلك اقامة للعدل ودحضا للظلم.
وكم هي رائعة وكبيرة التفاتتك بدعوة الولاة بعقد مجلس عام يضم المستضعفين البلد الذي يعيشون به، ليقولوا كلمتهم للحاكم بحرية بعيدا عن رقابة الجيش والشرطة وحرس الحكام. لقد اوضحت كل ذلك بعهدك الذي ارسلته لوالي مصر الاشتر النخعى رضوان الله عليه والذي كان دستورا للولاة في ظل دولة العدل التي اقمتها. لقد كتبت يا سيدي ومولاي وثيقة عظيمة حية تسبق وتفوق جميع وثائق حقوق الانسان بما امتازت به من طرح عميق ودقيق وانسانية تكرم المستضعفين وتنتصف لهم لقد وضح كل ذلك بقولك له: ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين واهل البؤسى والزمنى، فأن في هذه الطبقة قانعا ومعترا، واحفظ لله ما استحفظكم من حقه فيهم واجعل لهم قسما من بيت مالك وقسما من غلات صوافي الاسلام في كل بلد، فان للاقصى منهم مثل الذي للادنى وكل قد استرعيت حقه، فلا يشغلنك عنهم بطر فانك لا تعذر بتضييعك التافه لاحكامك الكثير المهم . فلا تشخص همك عنهم، ولا تصعر خدك لهم، وتفقد امور من لا يصل اليك منهم ممن تقتحمه العيون، وتحقره الرجال، ففرغ لاولئك ثقتك من اهل الخشية والتواضع فليرفع اليك امورهم، ثم اعمل فيهم بالاعذار الى الله يوم تلقاه، فان هؤلاء من بين الرعية احوج الى الانصاف من غيرهم، وكل فاعذر الى الله في تأدية حقه اليه. وتعهد اهل اليتم وذوي الرقة في السن من لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه، وذلك على الولاه ثقيل، والحق كله ثقيل، وقد يخفف الله على اقوام طلبوا العاقبة فصبروا انفسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لهم.
واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الذي خلقك، وتقعد عنهم جندك واعوانك من احراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع،فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول في غير موطن"لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع". ثم احتمل الخرق منهم والعى، ونح عنهم الضيق والانف يبسط الله عليك بذلك كناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته. واعط ما اعطيت هنيئا، وامنع في اجمال واعذر".
تعليق