ساعي البريد / فريد القمر / رفقة لمحراب التكوين

[علي حسين الخباز]

رفقة لمحراب التكوين

فريد النمر


لنا فتنة حبك التي لا تعصى ودمعتك التي لا تبارح أغشية القلب الممتدة لحبك الأزكى فتقبل شهقتنا للحظة كونك الطهر يا أمير المؤمنين

دعه الرحيلَ يصلي الجرح و القدرا =وينبتُ الوجد من غيم الأسى مطرا

دعه الرحيل يسمّينا بأعيننا =اللاتي حَملنَ زجاج الحزن فانتثرا

نشاغبُ العصبَ المُروي أوجُعنا =أن لا يليك رحيلا يورف الكدرا

قلوبنا أعتصرت من فرط ما احتضرت= على نداك فآبت تلعق الضجرا

وأنت في رفقة المحراب تشعره =طعم الصلاة وقد آثرته السهرا

أبقيته سَهِراً فيك شريدَ سنا =حين الضلال لهام الحب قد طبرا

كان الفراق, فغابت كل نافذة =كانت لديهِ تضيء الشمس والقمرا

تهدمت جهة التقوى مذُ انهدمت= دعائم الدين وخرّ السِّمْكُ وانفطرا

عليه يبتدأ الكرسيُ مأتمه =في سدة العرش يتلو حزنُه سورا

هذا "علي" ولا أدري بأيّ مدىً= يرتّب اللهُ في أقداره القدرا

وما "علي" سوى بوحٌ لقدرته= مذ قال: كن جهة للنور وانتشرا

سما وبرعمه وحي على شفة =للأنبياء بصوت النصر قد هدرا

لنا به مددٌ مذ ظلّ شيعته= من فاضل الطين حاز الخير والأثرا

إيهٍ عليُ ويبقى غصننا نظرا =بما سكبتَ من الآلاء مشتجرا

للحب فينا يقين في حقيقته = غنّاك جرحا تخطى الزّيف والخطرا

كم آب من وجع الأنفاس يشبهنا = كشفا يصرّح بالمعنى الذي اختفرا

لا لم يزل جرحك المفتوح يؤلمنا =عبر السنين ويؤذي النبع والحجرا

مذ ضيعوك كتابا, ,آية ,نسُكا= ما ضيّعوك ولكن ضيّعوا البَشرا

ياسيدي وأنا في رحم نافلتي =وجد عليك بحجم الحب لو حصرا

لنا عيون بأقصى الشوق تنقشُنا= بما تشيء مراياه التي كسرا

وكم تشظّى بحلم الصبر حاملها= ونحن غيبٌ نداري القلب مبتكرا

يا أيّها الولهُ المندوب في دمنا= وأدمع العشق ثكلى تشعلُ البصرا

جئناك رسما تغذيه لواعجنا= السكرى بما احتشدت تستأثر السحرا

لم تفتِ تحرسنا بالذكر صاعدة= مردوفة بضنى النجوى الذي كبرا

لنا "عليٌ" بقاموس الهوى ولنا =بمعجم القلب حبٌ بالهوى فُطِرا

ما كرّر النبض اللّاه أبا عذبت= فيه الموازين برداً كان أو شررا

هذا "علي" ونحن من أبوته =أبناء موقفه إن قال أو أمرا

كمحور الحق في أسماله وتر= يدور في فلكه إن طال أو قصرا

فمن إلى الحق إن هدّت دعائمه= الكبرى وسيف الردى غدرا به مكرا

إيهٍ أمير التقى في كل محجرة= من الضياء تمدّ العدلَ مفتخرا

جئناك ملئى عيون القلب يسكرُها= الحزن الشديد وشوق هدهدَ السكرا

مذ لوّن الروح من أفياء لحظته= الـ سالت بمحرابه تستعبر المدرا

قلوبنا ثرّة بالحب ممسكة =حبل السماء الذي لله قد نذرا

من كان في قلبه يهوى أبا حسن= لا شكّ في غده يجني به الثمرا

ومن له رئة كبرى مروءتها= يراه ذكرا ببهو الروح قد عطرا


19 -9-1434هـ

فريد النمر

[من نسل عبيدك احسبني ياحسين]

مأجورأستاذعلي حسين الخباز الكريمـــــــــــــــــــــــ أنت وفريد

[نور العترة]

اجركم الله
طيب الله انفاسك شلعرنا المحترم و اثابكم الله على مجهودكم المثمر
في ميزان اعمالكم ان شاء الله