البحث عن الذات
أنا من أنا !... في هذا العالم الكبير في حجمه الغامض في معالمه الخفي في أسراره .. كيف أجد نفسي . من أين أبدا رحلتي في هذا الوجود الواسع الغريب ..
من ذاتي .. وأين ذاتي .. هل لها حقيقة مع هذا الوجود . وكيف استدل على وجودها في هذا الزحام الكبير والأبعاد المترامية الأطراف إلى ما لا نهاية التي كلما أمعنت النظر في شئ قادتني إلى أشياء وبدورها تلك الأشياء تقودني إلى أخرى . وهكذا أرجع من حيث بدأت عندها رجعت إلى نفسي وسألتها هل لكي يانفس حيز في هذا الوجود .. وكم هو . هل هو بمقدار بعوضة أم اكبر . وكيف اعرف ذلك وأنا اجهل العوالم الأخرى من حيث السعة والمقدار . لابل اقل من بعوضة ! وإذا كنت كذلك ما هي القدرة التي يحملها جزء أقل من بعوضة في هذا الكون . المترامي الأطراف . لاشيء حتما . ألانه مفتقر ومحتاج إلى ابسط مقومات حياته في أكله ومشربه منامه وقيامه وجلوسه ونطقه قوته وفهمه وإدراكه وسعة معرفته بالأشياء المحسوسة والملموسة حتى انه لا يميز بين الصالح والطالح . فكيف مع كل هذا تكون له ذات وهو لا يملك مقومات تلك الذات ...
إذن أين أجد نفسي ... حتى أَخذّتُ أَلف برأسي في هذا الأفق الرحب والواسع لعليّ اهتدي إلى من يرشدني إلى ذاتي ..
أخذت انظر إلى القمر والناس نيام فوجدته كأن فيه حبل يسري به إلى حتفه لا يقوى على النطق أو تغير المسار . وكذلك حاجته إلى ضوء الشمس .
إذن هي الشمس . وماهي الشمس ؟ تلك الكتلة الملتهبة التي أخذتها النار من كل جانب وهي تصارع لهيبها وترنو إلى لحظة تسكر على نسيم بارد تربط به شرينها الملتهب .اذن هي لا شئ ..
أأنظر إلى الجبال وقد جعلها ربي دكا .إذن كل ما حولي لا يوجد لديه ذات استلهم منه ذاتي .....
اذن من أنا مع كل هذا وفي كل هذا وما هذا حتى يكون له هذا ..
إذن لاهذا ولا ذاك . اذن في هذا وذاك شئ ينير ويعبر عن ذاته في كل شئ وينطق باسمه ويتباهى به ويرسم معالم من قدرته لايمكن أن تكون مع ذاته ذات أخرى . لا يوجد تناسب بين الاثنين . وكيف يقاس النور بالظلمة ..
إذن البحث عن الذات كالسراب الذي يمني العطشان ماء ولكنه يبقى سراب . إذن ذاتي سراب ميئوس البحث عنه . إلا بالشكل المادي فقط سرعان ما تمحوا آثاره الأرض وتبقى الروح معلقة في الريح تبحث عن الحقيقة التي لها ذات واحدة والتي انطلقت منها لتعود أليها لذلك يجب التفكر بها والتقرب أليها لمعرفتها والاغتراف من معينها الذي لا ينضب هي ذات الله جل وعلا التي تذوب كل الكائنات في معرفتها وطاعتها على أكمل وجهه وتبقى قاصرة مهما طال بها الزمان لتحقيق ذلك ولكن الرجاء مطلوب من الجميع للارتقاء إلى درجات القرب منه سبحانه لا البعد عنه تعالى
تعليق