إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معنى الطعام في قوله: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معنى الطعام في قوله: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ )

    المسألة:

    ما حكم أكل اللحوم في البلاد الأجنبية عملاً بالآية الشريفة: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ ﴾؟



    الجواب:

    المراد من الطعام في الآية الشريفة هو الحبوب وشبهه كما أفادت ذلك الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (ع) والمتصدية لتفسيره معنى الآية المباركة.



    فمن هذه الروايات معتبرة قتيبة الاعشى قال: سأل رجل أبا عبدالله (ع) وأنا عنده فقال له: الغنم يرسل فيها اليهودي والنصراني فتعرض فيها العارضه فيُذبح أنأكل ذبيحته؟ فقال (ع) لا تُدخل ثمنها مالك ولا تأكلها، فإنَّما هو الاسم ولا يُؤمَن عليه إلا مُسلِم فقال له الرجل: قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ﴾ فقال أبو عبدالله (ع): (كان أبي يقول: انَّما هي الحبوب وأشباهها) (1).



    ومعنى قوله (ع) (فانَّما هو الاسم ولا يُؤمَن عليه إلا مُسلِم) هو انَّ الذبيحة يُعتبر في تذكيتها ذِكْرُ اسم الله بمقتضى قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ﴾ ولا يُؤمَن على ذكر اسم الله تعالى إلا مُسلِم.



    ثم انَّ الرواية صريحة في انَّ المراد من الطعام في الآية الشريفة انَّما هو الحبوب وأمثاله، فلا يشمل اللحوم التي يقوم بتذكيتها أهل الكتاب. أو تؤخذ من أيديهم دون العلم بكيفية تذكيتها.



    ومنها: ما ورد بسندٍ معتبر عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (ع) في قول الله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ﴾ فقال (ع): العدس والحمص وغير ذلك (2).



    ومنها: ما روي عن أبي الجارود قال سألتُ أبا جعفر الباقر (ع) عن قول الله عزَّ وجلَّ ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ﴾ قال (ع): الحبوب والبقول(3).



    ورواياتٌ أخرى عديدة قريبةٌ من هذا المضمون، وعليه فلا يمكن الاستدلال بالآية الشريفة على جواز الأكل من ذبائح أهل الكتاب بعد انْ أفاد أهل البيت (ع) انَّ المراد من الطعام في الآية الشريفة غير شامل للذبائح بل هو مختص بمثل الحبوب، وأهل البيت (ع) أعلم الناس بمعاني آيات الله جلَّ وعلا.



    هذا مضافًا إلى ما أفاده العديد من اللغويين فقد ذكر الخليل بن أحمد الفراهيدي (انَّ الغالب في كلام العرب انَّ الطعام هو البُرُّ خاصة) (4).



    وأفاد الزبيدي في تاج العروس: انَّ الطعام إذا أطلقه أهل الحجاز عنوا به البر خاصة وبه فُسِّر حديث أبي سعيد في صدقة الفطر (صاعًا من طعام) أي صاعًا من بُر (5).



    وأفاد أحمد بن فارس في كتابه معجم مقايس اللغة: انَّ بعض أهل اللغة يقول: الطعام هو البُرُّ خاصة) (6).



    وفي لسان العرب لابن منظور (وأهل الحجاز إذا أطلقوا اللفظ بالطعام عنوا به البُرُّ خاصة...وقال الخليل: العالي في كلام العرب انَّ الطعام هو البر خاصة..) (7).



    والظاهر انَّ مراده من قوله: (إذا اطلقوا اللفظ بالطعام) انَّ لفظ الطعام إلى لم يكن مضافًا إلى شيءٍ ولم يكتنف بقرينة لفظيَّة أو مقاميَّة فإن مرادهم يكون من لفظ الطعام هو البر خاصة.



    وبهذا الذي نلقناه عن بعض اللغويين يتأيد ما ورد عن أهل البيت (ع) من تفسير الطعام في الآية الشريفة بالبر وشبهه. فلا يكون شاملاً لذبائح أهل الكتاب.



    على انَّه لو سلَّمنا بأنَّ لفظ الطعام يشمل بحسب وضعه اللغوي اللحوم إلا انَّ ذلك لا يقتضي إرادته كلما استُعمل لفظ الطعام، فقد يستعمل اللفظ العام ويُراد منه الخاص، غايته انَّه لا يصار إلى استظهار إرادة الخاص إلا مع قيام الدليل المعتبر، وحيث قام الدليل في المقام على إرادة الخاص من لفظ الطعام فحينئذٍ يتعيَّن اعتماده، إذ انَّه بعد قيام الدليل القطعي على عصمة أهل البيت (ع) فيما يُبينونه من مرادات آيات الكتاب، وبعد قيام الدليل القطعي على حجيَّة ما يثبت صدوره عنهم بدليلٍ معتبر، وبعد انْ ثبَت بالدليل المعتبر انَّهم فسَّروا الطعام في الآية الشريفة بالحبوب وأشباهها، فالنتيجة هي انَّ ذلك هو مراد القرآن من لفظ الطعام في الآية الشريفة، فلا يصح التمسُّك بها لإثبات حليَّة ذبائح أهل الكتاب.





    1- وسائل الشيعة: ج24/48 باب 26 من أبواب الذبائح.

    2- وسائل الشيعة: ج4/205 باب 51 أبواب الذبائح.

    3- وسائل الشيعة: ج24/204 باب 51 من أبواب الذبائح ج3.

    4- كتاب العين: ج2/25.

    5- تاج العروس: ج17/437.

    6- معجم مقاييس اللغة: ج3/410.

    7- لسان العرب: ج12/364.

  • #2
    احسنتم كثيرا
    نور الله دربكم بنور القران
    الهي كفى بي عزاً
    ان اكون لك عبداً
    و كفى بي فخرا ً
    ان تكون لي رباً
    انت كما احب فاجعلني كما تحب


    تعليق


    • #3
      في غاية المتانة مولاي الأستاذ الفاضل سامر الزيادي باركه الله ..
      استدلال مليح جداً ، لم يشطط سردكم الشريف عما قاله قدماؤنا ومتأخرونا قيد أنملة، لا في العرض ولا في الدليل ..

      فهذا الحكم، مما ادعي فيه -علاوة على الروايات الصحيحة والمعتبرة أعلاه- الاجماع المركب ، وأنه قول الأصحاب فيما قال السيد المرتضى رضوان الله عليه ، الذي عليه إجماع الإماميّة كما قال العلامة الحلي قدس سره ..

      سوى أنّ الشيخ الصدوق رضوان الله عليه ذكر أنّ ذبائح أهل الكتاب حرام إلاّ في صورة التسمية؛ فإذا ذكر الكتابي اسم الله حلت ذبيحته ، جمعا بين الآيتين، آية الحلية وآبة التسمية، وقد شذ في هذا ولم يتابعه من أحد ..

      بوركتم أستاذنا الفاضل الزيادي

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


        إضافة الى ذلك أقول انّه لو سلّمنا جدلاً بأنّ اللحوم داخلة في معنى الطعام، فانّه بالتأكيد لا يعني اللحوم المحرّمة أصلاً كالخنزير مثلاً، ولا التي حُرمت بالعارض وهي تلك التي لم تذكّى بيد مسلم أو التي تُهل لغير الله تعالى، لأنّه قد حرّمها الله سبحانه وتعالى في آيات قد ذكرها تعالى مسبقاً، وبعضها وضحت حرمتها بالسنّة، وهذا نظير قولك لأحدهم ممنوع عليك دخول هذه الغرفة المعينة من البيت منعاً باتاً، ثمّ بعدها تقول هذا البيت تحت تصرفك تصرّف فيه كما تشاء، فيفهم منه بأنّه حرّ التصرف بكل البيت ماعدا تلك الغرفة التي سبق أن منع من دخولها، فهو إذا دخلها يكون قد تجاوز الحدّ ويستحق العقاب..
        فالله سبحانه وتعالى قد حرّمها في آية سابقة على الآية محل البحث، فقال ((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ))المائدة: 3، وقد أُشترطت التذكية والتسمية أن تكون بيد المسلم خاصة كما ورد عن السنّة الشريفة، وفي موضع آخر عدّها تعالى من الرجس والفسق ((قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ))الأنعام: 145، ونظراً لهذه المحرمات يتّضح بأنها من الخبائث، والله سبحانه وتعالى قد نهى عن الخبائث وأمر بالطيبات
        ((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ))الأعراف: 157 ((يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ))المائدة: 4..

        وبعيداً عن كلّ ذلك فانّ الروايات التي صدرت من أهل بيت الرحمة (عليهم السلام) -كما تبيّن في أصل الموضوع- واضحة المعنى بأنّ المقصود من الطعام في الآية محلّ البحث لا يشمل اللحوم، فقد ورد في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (63 / 24)
        عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى " وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " ((قال: العدس والحبوب واشباه ذلك))..

        الأخ القدير سامر الزيّادي..
        بارككم المولى العليّ القدير وسدّد خطاكم على ما تتحفنا به من مواضيع رائعة...


        تعليق


        • #5

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            احسنت بارك الله فيك واعظم لك الاجر
            حسين منجل العكيلي

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك اخي سامر الزيادي موضوع رائع قد افدتنا كثيرا بما اوردته من معلومات وادله جزاك الله كل خير

              تعليق


              • #8

                احسنتم
                جزاكم الله خيرا
                موفقين انشاء الله
                ان حديث الباب ذو شجوني
                مما به جنت يد الخؤون
                أيهجم العدى على بيت الهدى
                ومهبط الوحي ومنتدى الندى
                أيضرم النار بباب دارها
                وآية النور علا منارها

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X