أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قال أمير المؤمنين (ع) : الحدة ضرب من الجنون ، لأن صاحبها يندم ، فإن لم يندم فجنونه مستحكم . وربما أدى إلى اختناق الحرارة ، ويورث الموت فجأة . قال رسول الله (ص) : الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل . وقال الباقر (ع) : إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم ، وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه ، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض ، فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك . وقال الصادق عليه السلام : وكان أبي عليه السلام يقول : أي شيء أشد من الغضب ؟ إن الرجل بغضب فيقتل النفس التي حرم الله ، ويقذف المحصنة . وقال عليه السلام : إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار . وقال الصادق عليه السلام : الغضب مفتاح كل شر . وقال عليه السلام : الغضب ممحقة لقلب الحكيم . وقال عليه السلام : من لم يملك غضبه لم يملك عقله . ثم مما يلزم الغضب من الآثار المهلكة الذميمة ، والأغراض المضرة القبيحة : انطلاق اللسان بالشتم والسب ، وإظهار السوء والشماتة بالمساءة
كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : كان النبي (ص) لا يغضب للدنيا ، وإذا أغضبه الحق لم يصرفه أحد ، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له . ولا ريب أن الغضب الذي يحصل لرسول الله (ص) لم يكن غضبا مذموما ، بل كان غضبا ممدوحا يقتضيه منصب النبوة ، وتوجيه الشجاعة النبوية ، ثم الغضب المذموم ممكن الزوال ، ولولا إمكانه لزم وجوده للأنبياء والأوصياء ، ولا ريب في بطلانه . ثم علاجه يتوقف على أمور ، وربما حصل ببعضها : (الأول) إزالة أسبابه المهيجة له ، إذ علاج كل علة بحسم مادتها ، وهي ، والفخر ، والكبر ، والغدر ، واللجاج ، والمراء ، والمزاح ، والاستهزاء ، والتعيير ، والمخاصمة ، وشدة الحرص على فضول الجاه والأموال الفانية ، وهي بأجمعها أخلاق ردية مهلكة ، ولا خلاص من الغضب مع بقائها ، فلا بد من إزالتها حتى تسهل إزالته . (الثاني) أن يتذكر قبح الغضب وسوء عاقبته ، وما ورد في الشريعة من الذم عليه ، كما تقدم . (الثالث) أن يتذكر ما ورد من المدح والثواب على دفع الغضب في موارده ، ويتأمل فيما وردد من فوائد عدم الغضب ، كقول النبي (ص) : من كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة وقول الباقر عليه السلام : مكتوب في التوراة : فيما ناجى الله به موسى : أمسك غضبك عمن ملكتك عليه اكف عنك غضبي . وقول الصادق (ع) : أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه : يا ابن آدم ! اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي ، ولا أمحقك فيمن أمحق ، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك ، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك . وقوله (ع) : سمعت أبي يقول : أتى رسول الله (ص) رجل بدوي ، فقال : إني أسكن البادية ، فعلمني جوامع الكلم . فقال : آمرك ألا تغضب . فأعاد الأعرابي عليه المسألة ثلاث مرات ، حتى رجع الرجل إلى نفسه ، فقال : لا أسأل عن شيء بعد هذا ، ما أمرني رسول الله (ص) إلا بالخير . وقوله عليه السلام : إن رسول الله (ص) أتاه رجل ، فقال : يا رسول الله ! علمني عظة أتعظ بها ، فقال له : انطلق ولا تغضب ، ثم عاد عليه ، فقال له : انطلق ولا تغضب . . . ثلاث مرات وقوله عليه السلام : من كف غضبه ستر الله عورته . . . . (الرابع) أن يتذكر فوائد ضد الغضب ، أعني الحلم وكظم الغيظ .
تعليق