بسند متصل عن أمير المؤمنين (ع) :
كنت بفدك في بعض مزارعها وقد صارت لفاطمة عليها السلام ، إذا أنا بأمرأة قد هجمت عليّ ، وفي يدي مسحاة وأنا أعملُ بها ، فلما نظرتُ إليها أندهشت، فشبهتها ببثينة بنت عامر الجحميّ ، وكانت من أجمل نساء قريش فقالت لي : يابن أبي طالب ، هل لك أن تتزوجني وأغنيك عن هذه المسحاة، وأدلك على خزائن الارض ،ويكون لك الملك مابقيت ؟
فقلت لها : من أنت حتى أخطبكِ .
فقالت : أنا الدنيا .
فقلت لها : أرجعي فأطلبي زوجاً غيري ،فلستِ من شأني .
وأقبلت على مسحاتي وأنشأت أقول :
لقد خاب من غرته دنيا دنية ــــــــــــــــــــــــ وماهي أن غرت قروناً بطائلِ
أتتنا على زي العزيز بثينة ـــــــــــــــــــــــــ وزينتها في مثل تلك الشمائلِ
فقلت لها غري سواي فإنني ـــــــــــــــــــــــ عزوف عن الدنيا ولست بجاهلِ
وما أنا والدنيا ؟ ! فإن محمداً ـــــــــــــــــــــ رهين بقفربين تلك الجنادلِ
وهبها أتتني بالكنوز ودرّها ــــــــــــــــــــــــ وأموال قارون وملك القبائلِ
أليس جميعها للفناء مصيرها ــــــــــــــــــــــ ويطلب من خزّانها بالطوائلِ
فغرّي سواء أنني غيرراغب ــــــــــــــــــــــ بما فيك من ملك وعزّ ونائلِ
فإني أخاف الله يوم لقائه ــــــــــــــــــــــــــــ وأخشى عذاباً دائماً غير زائلِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق