الموت ينزل على الرؤوس كالمطر.. مطر أحمر.. ربما هو خجل من دماء ضحاياه..ينما البيوت تختنق بالحسرات و الوجع و الانين وياحسين تطلع حاسرة الرأس من فم كل موالي يحب أهل البيت (ع) وتصير وطنا في ساحات الوغى يصول.. ولذلك صارت الغفوة توقظ المواجع على انين باب.. وصارت العافية تشهق لرحيل مجهول قد تكون حجر اساس لمقبرة جماعية جديدة أو قطرة دمع في حوض التيزاب أو تضيع هباءً وراء الشمس.
عائلة ضاقت بها الارض.. بعدما اسعفهم خبر ان ارحلوا فقوى الامن ستداهم البيت على حين غـفلة: صمت وترقب وخوف وام تلملم ماخف حمله وتحت جنح الظلام ترحل خائفة تبحث عن ملاذ امن لابنائها: قلب أم ارهقه الخوف وتمتمات والد حنون (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون).
واطل الصباح على جنون رجال الامن وهم يمتشقون اسئلتهم سيوفا تنحر وريد البيوت (استجواب وتحقيق) و الدار هي الاخرى تسأل عن اهلها أين؟
بعد أيام رن جرس الهاتف أرتعاشة صوت الام تنادي ألو (اسمعي) نحن بشدة وضيق فنحن مازلنا داخل الحدود زوري الامام الحسين (ع) وقبلي الضريح واطلبي الدعاء لنا.. واساليه النجاة واخبريه أن أمته وابنة أمته تدعوه لينقذ شدتنا بالدعاء.. توسلي لنا إلى الله به.. وبحضرته المباركة لاتنسي ذلك فهو ملاذنا الآمن لن انسى لك هذا الجميل..
فلذت بالدعاء ياحسين.. لا ملاذ لهم سواك.. جاء النداء بعد مدة وجيزة.. ألو اذهبي اليه.. زوري لنا الامام قبلي ضريحه بالثناء فقد كانت أنفاسه الشريفة معنا.. تدفعنا للنجاة ونحن نلهج في كل حين لا حسين لنا سواك فالحمد لله.
تعليق