بسم الله الرحمٰن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله
لقد ظُلم ابو طالب كثيرا
ولعل ماسطرته يلثم قليلا من جراحه
اسئله ان يشفعلي يوم لاينفع مال ولابنون
البخاري - التاريخ الصغير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 38 )
- حدثنا : قتيبة ، حدثنا : سفيان ، عن علي بن زيد ، قال : كان أبو طالب يقول :
فشق له من إسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد
الواحدي النيسابوري - أسباب النزول - رقم الصفحة : ( 144 )
- قال مقاتل : وذلك أن النبي (ص) كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يردون سؤال النبي (ص) فقال أبو طالب :
والله لا وصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا
وعرضت ديناً لا محالة أنه * من خيرِ أَديان البرية دينا
لولا الملامة أَو حذاري سبّة * لوجدتني سمحاً بذاك مبينا
إبن هشام الحميري - السيرة النبوية - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 174 )
- فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جدهم معه وحدبهم عليه ، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ، ويذكر فضل رسول الله (ص) فيهم ، ومكانه منهم ، ليشد لهم رأيهم ، وليحدبوا معه على أمره ، فقال :
إذا اجتمعت يومـاً قريـش لمفخـر - فعبـد منـاف سـرها وصميمها
وإن حصلت أشـراف عبـد منافهـا - ففي هاشم أشرافها وقديمها
وإن فخرت يومـاً فإن محمـداً - هو المصطفى من سـرها وكريمها
تداعت قريش غثها وسمينها - علينا فلم تظفر وطاشت حلومها
وكنـا قديمـاً لا نـقــر ظـلامــة - إذا ما ثـنـوا صعــر الخـدود نقـيـمها
ونحمي حماها كل يوم كريهة - ونضرب عن أحجارها من يرومـها
بنا إنتـعـش الـعـود الـذواء وإنـما - بأكـنافـنا تنـدى وتنمـى أرومـها
إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 70 / 74 )
- قال ابن إسحاق : ولما خشي أبو طالب دهم العرب أن يركبوه مع قومه ، قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه ، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في شعره أنه غير مسلّم لرسول الله (ص) ، ولا تاركه لشئ أبدا حتى يهلك دونه ، فقال :
وبالبيت حق البيت من بطن مكة * وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه * إذا إكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافياً غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا * وما فيهما من صورة وتماثل
ومن حج بيت الله من كل راكب * ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
ثم قال :
كذبتم وبيت الله نترك مكة * ونظعن إلاّ أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نبذي محمداً * ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ثم قال :
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة حامي الحقيقة باسل
شهوراً وأياماً وحولاً محرما * علينا وتأتي حجة بعد قابل
ثم قال :
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب * زهير حساماً مفرداً من حمائل
أشم من الشم البهاليل ينتمي * إلى حسب في حومة المجد فاضل
لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد * وإخوته دأب المحب المواصل
فمن مثله في الناس أي مؤمل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل
حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلها ليس عنه بغافل
كريم المساعي ماجد وإبن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل
وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل
فوالله لولا أن أجئ بسبة * تجر على أشياخنا في المحافل
لكنا تبعناه على كل حالة * من الدهر جداً غير قول التهازل
لقد علموا أن إبننا لا مكذب * لدينا ولا يعنى بقول إلاّ باطل
فأصبح فينا أحمد في أرومة * يقصر عنها سورة المتطاول
حدبت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
قال إبن هشام : هذا ما صح لي من هذه القصيدة وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها ، قلت : هذه قصيدة عظيمة بليغة جداً لا يستطيع يقولها إلاّ من نسبت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع ، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعاً ، وقد أوردها الأموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر ، والله أعلم.
مع تحياتي
خادمكم
محمـٓــد
السلام عليكم جميعا ورحمة الله
لقد ظُلم ابو طالب كثيرا
ولعل ماسطرته يلثم قليلا من جراحه
اسئله ان يشفعلي يوم لاينفع مال ولابنون
البخاري - التاريخ الصغير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 38 )
- حدثنا : قتيبة ، حدثنا : سفيان ، عن علي بن زيد ، قال : كان أبو طالب يقول :
فشق له من إسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد
الواحدي النيسابوري - أسباب النزول - رقم الصفحة : ( 144 )
- قال مقاتل : وذلك أن النبي (ص) كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يردون سؤال النبي (ص) فقال أبو طالب :
والله لا وصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا
وعرضت ديناً لا محالة أنه * من خيرِ أَديان البرية دينا
لولا الملامة أَو حذاري سبّة * لوجدتني سمحاً بذاك مبينا
إبن هشام الحميري - السيرة النبوية - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 174 )
- فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جدهم معه وحدبهم عليه ، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ، ويذكر فضل رسول الله (ص) فيهم ، ومكانه منهم ، ليشد لهم رأيهم ، وليحدبوا معه على أمره ، فقال :
إذا اجتمعت يومـاً قريـش لمفخـر - فعبـد منـاف سـرها وصميمها
وإن حصلت أشـراف عبـد منافهـا - ففي هاشم أشرافها وقديمها
وإن فخرت يومـاً فإن محمـداً - هو المصطفى من سـرها وكريمها
تداعت قريش غثها وسمينها - علينا فلم تظفر وطاشت حلومها
وكنـا قديمـاً لا نـقــر ظـلامــة - إذا ما ثـنـوا صعــر الخـدود نقـيـمها
ونحمي حماها كل يوم كريهة - ونضرب عن أحجارها من يرومـها
بنا إنتـعـش الـعـود الـذواء وإنـما - بأكـنافـنا تنـدى وتنمـى أرومـها
إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 70 / 74 )
- قال ابن إسحاق : ولما خشي أبو طالب دهم العرب أن يركبوه مع قومه ، قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه ، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في شعره أنه غير مسلّم لرسول الله (ص) ، ولا تاركه لشئ أبدا حتى يهلك دونه ، فقال :
وبالبيت حق البيت من بطن مكة * وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه * إذا إكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافياً غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا * وما فيهما من صورة وتماثل
ومن حج بيت الله من كل راكب * ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
ثم قال :
كذبتم وبيت الله نترك مكة * ونظعن إلاّ أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نبذي محمداً * ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ثم قال :
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة حامي الحقيقة باسل
شهوراً وأياماً وحولاً محرما * علينا وتأتي حجة بعد قابل
ثم قال :
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب * زهير حساماً مفرداً من حمائل
أشم من الشم البهاليل ينتمي * إلى حسب في حومة المجد فاضل
لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد * وإخوته دأب المحب المواصل
فمن مثله في الناس أي مؤمل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل
حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلها ليس عنه بغافل
كريم المساعي ماجد وإبن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل
وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل
فوالله لولا أن أجئ بسبة * تجر على أشياخنا في المحافل
لكنا تبعناه على كل حالة * من الدهر جداً غير قول التهازل
لقد علموا أن إبننا لا مكذب * لدينا ولا يعنى بقول إلاّ باطل
فأصبح فينا أحمد في أرومة * يقصر عنها سورة المتطاول
حدبت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
قال إبن هشام : هذا ما صح لي من هذه القصيدة وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها ، قلت : هذه قصيدة عظيمة بليغة جداً لا يستطيع يقولها إلاّ من نسبت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع ، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعاً ، وقد أوردها الأموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر ، والله أعلم.
مع تحياتي
خادمكم
محمـٓــد
تعليق