هناك جانب يعتبر من الأهمية بحيث ضاقت به كتب الحديث والسير ألا وهو زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من بعيد وقريب وفي مناسبات عديدة خلال السنة منها على سبيل المثال لا الحصر(زيارة الأربعين التي تعد من علامات المؤمن حسب حديث الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)وزيارة النصف من رجب وزيارة النصف شعبان وغيرها كثير وقد وضع الأئمة (عليهم السلام) شروط وآداب للزيارة وكذلك عرفوا مواليهم كيفية الزيارة من خلال صيغ فاضت بها قرائحهم تحمل في طياتها التوحيد الصحيح والأدب العالي والكلمات الهادفة التي تقرب العبد إلى ربه سبحانه وتعالى والتمسك بالمنهج الرسالي الذي خطه أهل بيت النبوة . وكل ذلك يجسد في جانب إحياء روح التفاعل بالمجتمع من اجل إحياء دين الله جل وعلا في الأرض على الرغم من كل هذا ،لا ينكر وجود التفاعل العاطفي من قبل الناس بسبب هول المصيبة فهناك بكاء ولطم على الصدر منشأه حب الإمام الحسين (عليه السلام) في نفوس الناس وعقولهم ،واستجابة لنداء الإمام الحسين (عليه السلام) الذي خطه بدمه الزاكي (ألا من ناصر ينصرنا)يهب الموالين في كل مناسبة لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) متحدين كل الصعاب والظروف المحيطة بهم مجددين العهد معه للبيعة والولاء والنصرة له (عليه السلام) . .. نقلاً من كتاب الأنوار لأبي محمد بن همام حدثنا احمد بن أبي هراسة الباهلي قال إبراهيم بن إسحاق الأحمر . قال حدثنا حماد بن إسحاق الأنصاري عن أبن سنان عن جعفر بن محمد(عليه السلام) قال(نظر النبي صلى الله عليه وأله إلى الحسين بن علي وهو مقبل فأجلسه في حجره وقال إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً ثم قال (عليه السلام) بأبي قتيل كل عبرة قيل وما قتيل كل عبرة يا أبن رسول الله قال لا يذكره مؤمن إلا بكى ) مستدرك ج 10ص 318 .وهذا لا يلام ! لأن إذا ما داهمت إنسان مصيبة لم يعرف كيف يتخلص منها فأنه يظل يرزح تحتها وينكمش عليها حتى تترسب في أعماقه على صورة عقد تأكله وتنخر فيه حتى لا تبقى منه سوى كيان منخور . وإن عرف كيف يتخلص منها فأنها تنحسر عنه دون أن تخلف وراءها غير أثر تجريبي تنفعه ولا تؤذيه وطريقة التخلص من المصائب هي التعبير المناسب عنها فإذا كانت المصيبة هينة يمكن التخلص بالتعبير اللفظي وإذا كانت كبيرة ترفض الزوال إلا بالتعبير اللفظي والبكاء .وإن كانت أكبر احتاجت إلى تعبيرات أخرى ، وحيث أن مصيبة الشيعة بالإمام الحسين (عليه السلام) كانت أعظم المصائب أحتاج التخلص منها إلى التعبير عن جميع ألوان التعبير وحيث كان الشيعة يعانون في نفس الوقت عقدة الإنكار بالنسبة إلى أنفسهم وبالنسبة إلى فاجعة الطف نفسها .ت حت وطأة الحكام المعاندة التي اختلفت عليهم طوال ألف عام أو يزيد . أحتاجوا إلى أن يكون التعبير تعبيراً عاماً يخلصهم من وطأة المصيبة وفي عقدة الإنكار فاضطروا إلى أن يجعلوا تعبيراتهم جماهيرية علنية فكان من الطبيعي والعفوي بالنسبة إليهم تنظيم موكب الحزن بصورة تجمع كافة عناصر التعبير والألفات التي استمدوها من واقع الطف التي تعبر عن فداحة وبشاعة الجريمة ...قال المستشرق الإنكليزي (أدوار ديروان) وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حيث يسمع حديثاً عن كربلاء ؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة .وأما ما يوافق أعمال الحزن والبكاء هو ما جاء في القرآن الكريم عن قصة نبي الله يعقوب(عليه السلام) الذي أبيضت عيناه من الحزن وهو كظيم لفقد ولده يوسف (عليه السلام) قال تعالى(وَتولى عَنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم ،قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهلكين،قال أنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون)(يوسف آية (84ـ85) وكذلك أم نبي الله موسى (عليه السلام) على ولدها عندما وضعته في التابوت وألقته في اليم قال تعلى(فَرَددنه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أَن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) فكيف من يرى الإمام الحسين(عليه السلام )وأهل بيته وأصحابه مجزرين كالضحايا على أرض الطف وقد هشمت أضلاعهم الرماح وحوافر الخيل وقطعت رؤوسهم من أجسادهم وأطفال هامت وجوههم بالصحراء بعدما شبت في الخيام النار ونساء وأطفال قد قرحة أجسادهم السياط وعليل قيدته القيود والسلاسل الحديدية (أنا لله وأنا أليه راجعون)
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
جانب من مدرسة عاشوراء
تقليص
X
-
حول المدرسة العاشورائية: (في كل مرة تحيا ذكرى عاشوراء ينهل محبّو الإمام الحسين صلوات الله عليه قيماً ومفاهيم جديدة من مدرسة عاشوراء الخالدة).
وهكذا تتجدّد هذه الذكرى، بمفاهيمها وقيمها التي رفضت الظلم، ووقفت بوجه الطاغوت الأموي، وانتصرت للحق، الذي جاء به الإسلام، ودافع عنه وأشاعه كقيمة علياً بين المجتمع الإسلامي، ولهذا بقيت القيم العاشورائية خالدة، وعظيمة، كونها تتواءم مع فطرة الإنسان، وتوجهاته نحو العيش بسلام، في ظل قيم ومبادئ ترفع من شأنه، وتحفظ كرامته، وبهذا اكتسبت عاشوراء خلودها وعظمتها، إذ يقول سماحة الإمام الشيرازي في هذا الصدد بالكتاب نفسه: (جعلت عاشوراء الأخيار يطأطئون رؤوسهم إجلالاً لعظمة صاحب الذكرى).التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 09-07-2024, 04:12 PM.sigpic
إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي
- اقتباس
- تعليق
تعليق