(الذين آمنوا ولم يلبسوا إِيمانهم بظلم أُولئك لهم الأمن وهم مهتدون).
يرى معظم المفسّرين أنّ معنى «الظلم» هنا هو «الشرك». وأنّ الآية (12) من سورة لقمان: (إِنّ الشّرك لظلم عظيم) دليل على ذلك.وفي رواية منقولة عن ابن عباس أنّه عند نزول هذه الآية شقّ على الناس فقالوا: يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه؟ (أي أنّ الآية تشملهم جميعاً)، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إِنّه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا إِلى ما قال العبد الصالح: (.. يا بني لا تشرك بالله إِنّ الشرك لظلم عظيم)(تفسير مجمع البيان).
روي عن الإِمام الصّادق(عليه السلام) في قوله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إِيمانهم بظلم) قال: «بما جاء به محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) من الولاية، ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان»(تفسير نورالثقلين، ج 1، ص 740).
هذا التّفسير يستهدف ـ في الحقيقة ـ بيان روح الموضوع في الآية الشريفة، إِذ أنّ الكلام يدور حول ولاية الله وعدم خلطها بولاية غيره، ولما كانت ولاية أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بموجب (إِنّما وليكم الله ورسوله ...) قبساً من ولاية الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) والولايات غير المعينة من قبل الله ليست كذلك، فإِنّ هذه الآية من خلال نظرة واسعة تشمل الجميع، وعليه ليس المقصود من هذا الحديث أن ينحصر معنى الآية في هذا فقط، بل إِنّ هذا التّفسير قبس من مفهوم الآية الأصلي.
لذلك نجد في حديث آخر عن الإِمام الصّادق(عليه السلام) أنّه جعل هذه الآية تشمل الخوارج الذين خرجوا من ولاية الله ودخلوا في ولاية الشيطان(تفسير البرهان، ج 1، ص 538).
هذا و الله اعلم
نسالكم الدعاء
نسالكم الدعاء
تعليق