1
الإعلامي العراقي علي العبودي في حوار جريء وفاحص مع الشاعرة السعودية المعروفة " اعتدال ذكرالله "
من وسط الدهشة اشارت وانشدت لتتبلور احاسيس امرأة قادمة من وسط الرمال الى البعيد والقريب لتعطي درسا تتحدى به الوقت وتعلن بزهو ان كل الابداع ليس حكرا هنا وهناك بل هو لكل من يريد الجمال وهي الجمال عينه انها الشاعرة اعتدال ذكر الله من المملكة السعودية وحوار جريء يحمل الدهشة والابداع
# .اعتدال ذكرالله تتحدى الرجل لتكتب الشعر !
*. ومَـنْ قال أنّ الكتابة َ تحدٍّ ! لم تكن الكتابة ُ يوما ً تحديَّـا ً ولا عنوانا ً للمبارزة أو المُجابهة أو السباق وفي شريعتي الكتابيّـة على الأقل وناموس قراءاتي المحدودة تظلّ الكتابة ُ شِعراً كانت أم نثرا ً قوةً نافذةَ الطّرح ذات فاعليَّـةٍ دِيناميكيّـة الأثر والتأثير وخزينة َ فكر المُنتِج كيفما كان نتاجه وبتفاوت فاعليته وتباين افرازاته الذهنيَّـة المكتسبة من حصيلة استلهاماته من تجارب الآخرين ومعارفهم وإنْ كانت اعتدال تتحدى الرجل في كتابتها وكأنّ الكتابة اقتصرت عليه دونها فتكون بتَـرجمانها الانفعالي وكشف مستورِها الشُّعوري الغائر في جسدِ ذاتها ومكنونات حسِّها وبصدق التعبير وشفافيَّـة الطَّـرح وكسر رتابة الكتابات الأنثوية الخجلى بجرأة البوح واستشعار لذّة الافصاح عن المخبوء والتناغمُ أملاً وألماً وموتا ً وحياة ً وبؤسا ً وأنساً باستثناءاتِ العواطفِ البشريَّة الهادرة وانتشاءاتِ الأنثى الثائرة قد تحدّت الآخر رجلا ً كان أم امرأة فردا ً أم جماعة مجتمعاً كان أم بلد ! ومن دون تردد كسبت الجولة وضمنت التحدي وباغتت المتحدّين َ انجازا ً اشبه ما يكون اعجازا ً في ظلِّ ظروفِ تحدّيها واشكاليّاتِ ظهورِها في زمنٍ باتت الكلمة ُ الأولى للمرأة والأثر الأجدى للأنثى والتَّحدِّي الأمثل للنساء !
#. هل وجدت " اعتدال ذكرالله " نفسها وسط ابداعات الآخرين ؟
*. حينما يتفننُ شاعرٌ فريدٌ في شاعريته كشاعر الجنوب السُّعودي الألمع ابراهيم طالع في قراءته لأشعار اعتدال ويصرّ على أنْ يصطحب ديوانها معه في أسفاره ليستكشف بعبقرية الرجل الشاعر ذات امرأة أغرقها العشق وهام بها الغرام حتى صارت تستمطرُ العشقَ شِعرا ً أكون قد وجدتُ نفسي في نفوس الآخر وما بين ملكوت ابداعاته المتباينة الأطياف وحينما يجرّدُ نُقّاد عرب عمالقة في الأدب العربي الحديث أنفسهم من ذاتيّة التعارف وينأون بذائقتهم الفنيّـة الفريدة من نوعها عن شخصنة النتاج ويخصصون دراساتهم النقدية المتفحصة لما أكتبه وينشرونه للملأ كالعراقي عبدالرضا علي واللبناني علي دهيني والسوريين عبدالله خلف العساف وعيسى فتوح والفلسطيني عيسى قطاوي والمصري عبدالصمد زكريا والسعوديين ناصر الجاسم وسلمان الفايز ومبارك بو بشيت والسوداني ابو بكر عثمان صديق أكون قد وجدتُ نفسي وسط ابداعاتهم وحينما يكتبُ شعراء الوطن العربي قصائدهم ومقالاتهم مراسلاتهم النثرية عبر الأثير في توثيق لحظة استئناس بشعورٍ آدميٍّ صادق وتسجيلها في سجل تاريخ علاقاتنا الفكرية النادرة أكون قد تناثرتُ وهجا ً بين ابداعاتهم وتواجدتُ زهواً بين اختيالاتهم الانفعالية الضَّاجَّـة وِدّا ً والنّاطِقة أملا ً وحينما يتماوهُ الشاعر الاسباني والشاعرة الفرنسية مع القائي الشِّعر ويذوبان ِ ولهاً في بوتقة الايقاع الموسيقي والتنغيم الصوتي للشِّعر العربيّ الفصيح ويتمازجان ِ وجدا ً مع حركات ِ الإلقاء ودراميةِ النّصّ أكون قد وجدتُ ذاتيتي وسطهم ومعهم وبينهم وفيهم وإليهم ومن بين جوهرِ قَناعاتهم بالجمال المطلق الذي لاتحدّه جغرافيا ولا لُغة ولا دِينَ ولا نسب !
#. الشِّعرُ احساسٌ ووجدان أين قصائد اعتدال بين الاحساس والوجدان ؟
*. لا يمكن أن يكون الشِّعرُ شِعراً من دون احساسٍ ووجدان ومتى ما فشل الشاعر عن التعبير عن احساسه وترجمة وجدانه فقد شاعريته ولم يجرأ أن ينتسب للشِّعر لا من قريبٍ ولا من بعيد وتحوّل إلى معاشر النَّظّامين والتعليميين ومُباشري القول ونُثـّـار الكلام بل حتى النثر والسرد والنّظم والتعليم لابد من استشعار الحسِ واستنطاق الوجدان واثارة الانفعالات الشُّعورية وإلاّ ماتت فاعليته وتعطّلت آلته الكتابيّة وتوقفتْ قُدرته وإنني لأتولّـهُ الحُبّ واتوجّعُ النّأيَ وأشتهي الوصل وأترقّـبُ اللقاء وأبكي الفراق وأستأنسُ القُرب وأتلذذُ النشوة وتحرقني مدامعُ الوجدِ ويشفيني الوفاء فكيف لي أن أكتب من دون أن أتولّهُ وأتولّعُ وأتوجّعُ أو أبكي وأفرح فالحرفُ شعوروالكلمة احساس والشِّعرُ وجدان ..
#. لكل شاعر نمطٌّ معين في كتابة الشِّعر ماهو نمط او اتجاه كتابتك ؟
*. ليس لي نمطا ً معيناً في كتاباتي الشُّعورية وكما أشرتُ مسبقاً أنَّ الكتابة عندي حالة تَـرجمان انفعالي وبوح ذاتي وكشف سَتر مخبوءاتِ الروح ومكنوناتِ النفس في لحظة تجلّي وانجلاء ضبابيّة الوقع وصفاء العمق قد يظهر في قالب قصيدة عموديّة خليلية كلاسيكية البنية وقد تأتي مقطوعة تفعيلة ذات الأشطر وتكرار الايقاعات الصوتية التنغيمية المتضوعة لحنا ً وربما جاشَ الصّدرُ بشآبيب انفعالاته الساخنة لتتكسر قيود القصيدة وتتخطى أسياج الوزن والقوافي وتتمايدُ أرجا ً بين أفنانِ النثريات السردية ونثريّاتِ الذّات وخواطر الشَجَن وإن ْ كنتُ مصنفة أدباً شِعرا ً من المتمسكات بعموديّة القصيدة الخليلية الكلاسيكية وذات الأشطر وبغض النظر في هيكلية بنائية القصيدة وشكلها الفني البنيوي المتجدد حداثة ً في اللغة والمعنى يبقى الأشدّ تأثيرا في نفس المستمع وجذب المتلقي هو الأجدى نفعا ً والأضمن خلودا ً ...
#. الزمن الذي نعيشه يهمل المرأة باطناً ويمجدها ظاهرا ً فهل أنصف الرجل الشاعرة اعتدال ؟
*. الزمن لم يهملِ المرأةَ يوما ً لا باطنا ولا ظاهرا ً ولم يمجدها أصلاً وإنما أمهلها عمرا كاملا ً ريثما أوجدت كيانها البشري الانساني الآدميّ الفاعليّ التكاملي ّالناهض وصارت تُقارع الآخر وتُجابه الضّد وتتحدى المخالف وتتنافس مع المِثل لتتربع على عرش التّفرّد وتتوج بأكاليل التّميُّز ووِسام الخلود السرمديّ الأبدي ما بقى الدهرُ واستفاقَ الأزل ! ولم ينصفِ الرجلُ اعتدالاً إلاّ بِقَدرِ ما أنصفت ذاتها أساساً من سطوةِ ذكوريته الطافحة على كُنهِ وجودِها في وجوده فاستكانَ لآيدولوجيتها الفنيّة واطمأنَّ لإيمانهِ الصّادقِ بها فاستقرّ نوعا ما بين مداراتِ نتاجها ليلتقيَ معها حينا ً عند نقطةِ التّشابه وأحايينَ ما بين فواصل التفاضُـل تارة وتقاطع التكامليّـة المُثلى أخرى!
#. لك مشاركات كثيرة خارج الوطن هل وجدتِ نفسكِ بين هذه المحافل وما فائدة ذلك عليك ِ ؟
*. يبدو أن ّرحلاتي لعدد من الدول العربية والعالمية هي بهدف الحضور المنبري للمرأة السعودية خارج أرض الوطن، وللمساهمة في الحراك الثقافي، وإيصال إبداع النساء السعوديات إلى العالم أجمع. وفي اعتقادي أنه على المرأة السعودية الخروج بثقافتها إلى العالم، وذلك لتمازج الأفكار وتلاقي الرؤى وصقل التجربة الأدبية والشعرية وأنني أجد اقامتي لعدة أمسيات شعرية في تلك البلدان، ومترجمة إلى لغاتهم، وهذا ما يجعلني أفتخر بوطنيتي وتمثيلي للمرأة السعودية.
كما اعتبرتلك المشاركات تمثل تاريخي الأدبي، وتشكل أبرز محطاتي الفكرية والثقافية، وبخاصة في ظل الهجمات الشرسة من وسائل الإعلام المضاد، أو ما يصنفه الإعلاميون بالإعلام المعادي أو المغاير ضد المرأة السعودية، عبر حضورها الفاعل وتواجدها الناهض .. ولا شك إن مثل تلك المشاركات تشكل جسرا ثقافيٍّ فكريٍّ حضاري ٍّ انسانيٍّ يربط ما بين شعوب وأمم ودول لها تاريخها الضارب في عمق أعماق جذور الوجود البشري ..
#. ما جديد الشاعرة اعتدال ذكرالله من ابداعات ؟
*. نظم الكلمات القِصار للإمام علي ( ع ) شِعراً وجمعها في ديوان حكم ومواعظ وأمثال مع جمع مقالات في الثقافة والفكر والأدب والمنشورة في الصحف والمجلات المحلية والعربية بين دفتي كتاب مخطوط ربما اجيزت طباعته وتوزيعه ونشره مع كتاب فني لقراءاتي النقدية الانطباعية لعدد من دواوين شعراء سعوديين نشرت في ملاحق ثقافية وصحف سعودية وربما تمكنت من جمع الدراسات النقدية الأدبية التي نشرها نقاد سعوديين وعرب في كتاباتي الشعرية وطبعتها في كتاب نقدي .. اضافة إلى مشاركاتي المنبرية في الملتقيات الثقافية المحلية والدولية أقربها مؤتمر الأدباء السُّعوديين الرابع في المدينة المنورة في مهرجان الشِّعر النَّـسوي الدولي السادس في ولاية قسنطينة بجمهورية الجزائر الشعبية الديمقراطية الشقيقة ومهرجان فاس الدولي الرابع للابداع الشعري في مملكة المغرب العزيزة ..
وأسأل الله وابل ألطافه وشآبيب توفيقه ...
علي العبودي
تعليق