تقدمت خطى ذلك الوليد نحو افق السماء يترقب قدوم النجم اللامع الذي بدأ ضوءه يسطع من بعيد ... كان هذا الوليد قد بدأ مشواره الازلي وفي اعماق ذاته أزلية الخلود ، ذلك الخلود الذي يحمل في ذاته رجل التاريخ ورغم ان هذا الوليد هو عملاق التاريخ لكنه وقف صاغرا امام هذا الشموخ الابي الذي هو ايضا ينتظر ... ويحمل في ذاته سر الوجود السر الذي اخفي عن الكثير الكثير .. اخفيت ولادته اخفيت ملامحه وشمائله الالهية اخفيت اعماله الرحمانية ،، اخفيت الطافه وكرمه واحسانه ...
وقف ذلك الوليد ينتظر قدوم النجم الى بابه والى داره والى ارضه وحقوله وبساتينه وازهاره ومائه وكل الوان الحياة ،،، كان يسمع انين الشوق الى ذلك النجم وكأنه يحمل بيده ابريق الماء الى ازهار الحقول ليروي ظمأ عطشها ، وبعد سنين وسنين كبر الوليد واصبح رجلا ... ولكنه لم يفارق باب بيته وتل البرية في مدينته ، وكان يذهب الى جبل عال لكي ينظر الى ذلك النجم اللامع وينادي باعلى صوته متى تصل الينا ايها الحميل ... كان الناس يسمعون صوته العالي والمتلهف ... وينظرون قطرات دموعه تسقط على خديه ... فمرة بسخرية يتكلمون ومرة برأفة يتهامسون فيقولون انه مجنون !!!!! ماذا تنتظر ايها المجنون ؟؟؟ اتنتظر نجما ام تنتظر وهما في جنونك المجنون !!!؟؟؟
فينظر اليهم بهدوء ولوعة قلب محروق ،، ودموعه تتقاطر على خديه كدرر الياقوت ويرد عليهم ... انا انتظر نجمي الموعود ... انه آت لاريب فيه فقد واعدني من سنين وقال لي سأأتي فلا تيأس من كلام المستهئزين ... وقل لهم ان يومي قريب ولكنكم ترونه بعيد !!!
وفي كل يوم ينزل من الجبل او من التل .. وهو يتمتم بكلمات سيأتي حبيبي الموعود
ورحلت السنين بذلك الرجل القوي واصبحت قواه لاتتحمل صعود الجبل فاخذ يتأمل الجبل من صعوده للتل ويقول لا اظنك ايها الجبل تمل في شموخك في الانتظار ، فاني على يقين انك اقوى مني لانني اراك طول الوقت واقفا لاتنحني وعيناك شاهقتان نحو حبيبنا الموعود ،، انني اعطيتك الامانة في الانتظار ايها الجبل وها انذا واقف على التل لا امل ولا اكل لان حبيبي الموعد قد واعدني يوما سياتي
وبنما هو كذلك ... واذا بالنجم يقترب سريعا ويضيء الوجود ،،، كل الوجود فسقط الشيخ الكبير مغشيا عليه من بريق الاشعاع الكبير ... ونادى باعلى صوته ايها البشر لم اقل انه سياتي حبيبي الموعود ...
تجمع الناس جميعا امام هذا النجم العجيب فهو لم يكن مرعبا ولم يكن مخيفا بل كان جميلا جدا ويحمل في صورته كل لون جميل ... يا الهي انه راااااااااااائع قال احدهم بصوت رخيم ،،، وقال اخر ياله من نجم لامثيل له في الوجود فانظر الى شعاعه انه كالكوكب الدري وينبع منه النور كما ينبع الماء العذب من اعماق الصخور ....
واقترب الشيخ الكبير بلحيته البيضاء من ذلك النجم الجميل وخاطبه بكل اسى ودموعه تتقاطر على لحيته البيضاء :
لماذا تاخرت هذه السنين وانا انتظر وانتظر حتى اصبحت في سن المشيب ، فكيف بربك اخدمك وانا كهل ضعيف .... وبدأت عيناه تنظر في اعاجيب النحم ،،، كان يشعر ان فيه روح كبيرة ولديه مشاعر واحاسيس تفوق كل احاسيس البشر
وما ان اقترب منه حتى انفتح النجم وكان فيه رجل الاهي يتفدع منه كل الاشعة وكل الانوار الالهية واخذ بيده يمسح على راس الشيخ فارتد شابا قويا .....
وراحت يده الكريمة تمتد الى رؤوس الجميع فكانوا يشعرون ببرودة عجيبة تغذيهم وتعطيهم سر الحياة ... شعروا بعنفوان الحياة يسري في اعماقهم وامتدت تلك اليد لترفع كل الوان البؤس والشقاء من صحارى العالم ولتشق جداول الانهار في كل بقعة ، ومع كل جدول تزهوا الارض بالخضرة الزاهية بينما تغرد العصافير مسرورة واجنحتها تعانق الهواء ... وترفع تلك اليد كل النباتات والاشجار المسمومة من جذورها لتبدلها بنبات طيب ينبت باذن ربه ، واستمر العمران الاخضر للارض حتى غدت الارض جميعا جنة خضراء زاهية .... والجميع بما فيهم ذلك الشيخ الكبير الذي اصبح شابا يافعا يحب تلك الحياة لانها اصبحت جنة خضراء ....
وحانت من ذلك الرجل التفاتة الى ذلك الجبل الاشم الذي كان واقفا ينتظر ... ولكن اتت شهقة من الرجل حينما رأى ذلك الجبل منحنيا ساجدا خاشعا امام ذلك النجم الجميل وهو يحيي الارض بعد موتها ...
وقف ذلك الوليد ينتظر قدوم النجم الى بابه والى داره والى ارضه وحقوله وبساتينه وازهاره ومائه وكل الوان الحياة ،،، كان يسمع انين الشوق الى ذلك النجم وكأنه يحمل بيده ابريق الماء الى ازهار الحقول ليروي ظمأ عطشها ، وبعد سنين وسنين كبر الوليد واصبح رجلا ... ولكنه لم يفارق باب بيته وتل البرية في مدينته ، وكان يذهب الى جبل عال لكي ينظر الى ذلك النجم اللامع وينادي باعلى صوته متى تصل الينا ايها الحميل ... كان الناس يسمعون صوته العالي والمتلهف ... وينظرون قطرات دموعه تسقط على خديه ... فمرة بسخرية يتكلمون ومرة برأفة يتهامسون فيقولون انه مجنون !!!!! ماذا تنتظر ايها المجنون ؟؟؟ اتنتظر نجما ام تنتظر وهما في جنونك المجنون !!!؟؟؟
فينظر اليهم بهدوء ولوعة قلب محروق ،، ودموعه تتقاطر على خديه كدرر الياقوت ويرد عليهم ... انا انتظر نجمي الموعود ... انه آت لاريب فيه فقد واعدني من سنين وقال لي سأأتي فلا تيأس من كلام المستهئزين ... وقل لهم ان يومي قريب ولكنكم ترونه بعيد !!!
وفي كل يوم ينزل من الجبل او من التل .. وهو يتمتم بكلمات سيأتي حبيبي الموعود
ورحلت السنين بذلك الرجل القوي واصبحت قواه لاتتحمل صعود الجبل فاخذ يتأمل الجبل من صعوده للتل ويقول لا اظنك ايها الجبل تمل في شموخك في الانتظار ، فاني على يقين انك اقوى مني لانني اراك طول الوقت واقفا لاتنحني وعيناك شاهقتان نحو حبيبنا الموعود ،، انني اعطيتك الامانة في الانتظار ايها الجبل وها انذا واقف على التل لا امل ولا اكل لان حبيبي الموعد قد واعدني يوما سياتي
وبنما هو كذلك ... واذا بالنجم يقترب سريعا ويضيء الوجود ،،، كل الوجود فسقط الشيخ الكبير مغشيا عليه من بريق الاشعاع الكبير ... ونادى باعلى صوته ايها البشر لم اقل انه سياتي حبيبي الموعود ...
تجمع الناس جميعا امام هذا النجم العجيب فهو لم يكن مرعبا ولم يكن مخيفا بل كان جميلا جدا ويحمل في صورته كل لون جميل ... يا الهي انه راااااااااااائع قال احدهم بصوت رخيم ،،، وقال اخر ياله من نجم لامثيل له في الوجود فانظر الى شعاعه انه كالكوكب الدري وينبع منه النور كما ينبع الماء العذب من اعماق الصخور ....
واقترب الشيخ الكبير بلحيته البيضاء من ذلك النجم الجميل وخاطبه بكل اسى ودموعه تتقاطر على لحيته البيضاء :
لماذا تاخرت هذه السنين وانا انتظر وانتظر حتى اصبحت في سن المشيب ، فكيف بربك اخدمك وانا كهل ضعيف .... وبدأت عيناه تنظر في اعاجيب النحم ،،، كان يشعر ان فيه روح كبيرة ولديه مشاعر واحاسيس تفوق كل احاسيس البشر
وما ان اقترب منه حتى انفتح النجم وكان فيه رجل الاهي يتفدع منه كل الاشعة وكل الانوار الالهية واخذ بيده يمسح على راس الشيخ فارتد شابا قويا .....
وراحت يده الكريمة تمتد الى رؤوس الجميع فكانوا يشعرون ببرودة عجيبة تغذيهم وتعطيهم سر الحياة ... شعروا بعنفوان الحياة يسري في اعماقهم وامتدت تلك اليد لترفع كل الوان البؤس والشقاء من صحارى العالم ولتشق جداول الانهار في كل بقعة ، ومع كل جدول تزهوا الارض بالخضرة الزاهية بينما تغرد العصافير مسرورة واجنحتها تعانق الهواء ... وترفع تلك اليد كل النباتات والاشجار المسمومة من جذورها لتبدلها بنبات طيب ينبت باذن ربه ، واستمر العمران الاخضر للارض حتى غدت الارض جميعا جنة خضراء زاهية .... والجميع بما فيهم ذلك الشيخ الكبير الذي اصبح شابا يافعا يحب تلك الحياة لانها اصبحت جنة خضراء ....
وحانت من ذلك الرجل التفاتة الى ذلك الجبل الاشم الذي كان واقفا ينتظر ... ولكن اتت شهقة من الرجل حينما رأى ذلك الجبل منحنيا ساجدا خاشعا امام ذلك النجم الجميل وهو يحيي الارض بعد موتها ...
لطيف عبد النبي
تعليق