لو لم يغب الإمام المهدي(ع) لكان يسهل القبض عليه من قبل أعدائه وطغاة عصره، ولو قبض عليه لقتل, ولو قتل لخلت الأرض عن الحجة(ع)، ولو خلت عنها طرفة عين لساخت بأهلها، ولو ساخت بأهلها قبل أن يتم وعد الله تعالى الذي نطق به الذكر الحكيم (( وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )) (الأنبياء:105) لكان الله قد أخلف وعده، ولكن الله لا يخلف الميعاد، فوجب ان يبقى الإمام حياً ولكن غائباً لئلا يؤخذ ويقدر عليه الظالمون (( يُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُوا نُورَ اللّهِ بِأَفوَاهِهِم وَيَأبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ )) (التوبة:32), ومن غير الجائز أن يأتي وعد الله قبل أوانه لحكمة خفيت عنا، إذ لو أذن الله تعالى لوليه بالظهور قبل أوان ظهوره لكان فيه نقض الغرض الذي لأجله أدخرّ صاحب الأمر، وفي ذلك من الأضرار بالمصلحة العامة والإخلال بالحكمة ما لا يخفى، ولعل من جملة شرائط تحقق الوعد الإلهي على يد وليه المهدي (عجل الله فرجه) أن نتهيأ له النصرة وهم الأمة المعدودة (313) رجلاً كما نطقت بذلك عوالي الأخبار، وهم خلاصة المؤمنين الممحصين عبر العصور، فخروجه سلام الله عليه قبل تكامل هذه العدة في غير صالح البشرية لأن هؤلاء الرجال هم أعوانه في بسط النظام ولأنهم حكام الأقاليم في مختلف أصقاع المعمورة، فتكاملهم العددي والمعنوي له أكبر الأثر في ملأ الدنيا عدلاً وقسطاً بعدما ملئت من الطغاة ظلماً وجوراً.
أما ما هي العلة التي لأجلها لم يتكامل هؤلاء في عصر سابق على عصرنا، فهو أن التمحيص الإلهي يكون عبر فتن خاصة وصفت في الأخبار بأنها عمياء مشككة، ووصفت كذلك بأنها تدع الحليم حيران, وبأنه لا ينجو منها الإّ النومة وأشباه ذلك، فهذا النوع من الفتن هو الغربال الذي يتم التمحيص من خلاله، ومن المعلوم بالتجربة أن أوار الفتن يشتد كلما تقدم الزمان، وهذه الفتن لم نجد لها مصداقاً في العصور السابقة،بل لعل بعضها لم يتحقق في عصرنا كذلك، ومع ذلك فهي ضرورية لحصول التمحيص كي يتمخض عنها أولئك الرجال الأفذاذ،فتأمل
أما ما هي العلة التي لأجلها لم يتكامل هؤلاء في عصر سابق على عصرنا، فهو أن التمحيص الإلهي يكون عبر فتن خاصة وصفت في الأخبار بأنها عمياء مشككة، ووصفت كذلك بأنها تدع الحليم حيران, وبأنه لا ينجو منها الإّ النومة وأشباه ذلك، فهذا النوع من الفتن هو الغربال الذي يتم التمحيص من خلاله، ومن المعلوم بالتجربة أن أوار الفتن يشتد كلما تقدم الزمان، وهذه الفتن لم نجد لها مصداقاً في العصور السابقة،بل لعل بعضها لم يتحقق في عصرنا كذلك، ومع ذلك فهي ضرورية لحصول التمحيص كي يتمخض عنها أولئك الرجال الأفذاذ،فتأمل
تعليق