رياضُ الزَّهراء..صَفَحاتٌ مِنْ ألَق
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِتُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (إبراهيم:24/25)
حيث تهبُّ أنسامُ الشّهادة في كربلاء الخلود والفداء،ومع إشراق شمس أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ساطعة بالمجد والعلياء،وتدفّق فيضِ سَلسَبيل أبي الفضل العباس(عليه السلام) من قِربةٍ مَعينُها وفاءُ أم البنين (عليها السلام)..أمْرَعَتْ للزَّهراءِ رياضٌ نضِرةٌ ذات بَهجةٍ..وارفةٌ بظلال اليقين بما عند الله من أجر عظيم،فأضحتْ كبَحرٍ زاخرٍ بنفيس الكنوز،تتلألأ بين أمواجه أروعُ معالم الإبداع ودُرر الفِكْر تُسطّرها أقلامٌ أوقفتْ مدادها لله سبحانه وتعالى،و(ما كان لله ينمو)-كما ورد في الأثر-،فمن الافتتاحية وحتى ألم الجراح كَلِمٌ طَيِّبٌ على صفحاتٍ من ألَق يَجد المتأمل في أسطرها أفئدةً نبضُها ولاء للنبي الأكرم وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم)..ومشاعلَ إيمانٍ تستمدُّ من الزهراء والحوراء (عليهما السلام) قبساً من نور يضيء أفاق الخير والهدى والإصلاح،وما أروعه من جهادٍ بالكلمة و(الكلمة الطيبة صدقة) كما قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)..وإذ تمر الذكرى السنوية لإصدار مجلتنا المباركة أدامها الله وكادرها وقرّائها بكل خير..نهنئ أنفسنا أولاً كوننا من متابعيها وممن تشرفنا بنشر كتاباتنا المتواضعة على منبر صفحاتها البهية مما يشكل لنا موضع اعتزاز كبير،كما نقف وقفة إجلال واحترام لأخواتنا الفُضليات كادر المجلة لما قدَّمن ويُقدِّمن من عطاء سخي للمجتمع وللمرأة (وهي عماد المجتمع) على وجه الخصوص،سائلين الله أن يسدد خُطاهن،ويبارك في جهودهن الكريمة الساعية لخدمة الإسلام والمذهب الحق وكفى بهذه الخدمة شرفاً ورِفعةً في الدنيا والآخرة(وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)؟(آل عمران:136)..فإلى أسرة المجلة جميعاً،وبكلِّ قطرةِ حبرٍ ندَّت من الأقلام الولائية المخلصة لتُضيء في سبيل الحق مناراتٍ من الهدي المحمدي،نرفع مع وافر تقديرنا أسمى آيات الشكر والامتنان مشفوعاً بأجر الصلاة على محمد وآل محمد.
صادق مهدي حسن
تعليق