بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم
الطائفة الثابتة حتى يظهر إمامها المهدي عليه السلام
الغرباء والطائفة الثابتة حتى يظهر إمامها المهدي عليه السلام
.
روت مصادر السنيين أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً ، وأنه سيبقى من أمته عصابة أو طائفة ثابتة على الحق لايضرهم تكذيب من كذَّبهم حتى تقوم الساعة ، وفي بعضها حتى يخرج الدجال ، وفي بعضها حتى يأتي أمر الله ، وحتى ينزل عيسى بن مريم ، وحتى يظهر الإمام المهدي عليه السلام .
وقد اهتم معاوية بهذه الأحديث وطبقها على أهل الشام ، وأضاف لها الرواة صفاتٍ لهؤلاء الغرباء أهل الحق لتنطبق على أهل الشام ! ثم وضعوا أحاديث تصرح بأن هذه الطائفة هم أهل الشام وإمامهم معاوية !
وفي عصرنا ، حاول الإخوان المسلمون أن يطبقوا أحاديث الغرباء على حركتهم ، لأنهم أمة وطائفة من الأمة ثابتة على الحق تدعو الى الإسلام .
كما حاول الفلسطينيون تطبيقها عليهم ، لأن بعضها ذكر أن الفئة الظاهرة تكون في بيت المقدس وأكنافه ، وبعضها ذكر أنهم يقاتلون على الحق ، فهي تنطبق على المقاومين لإسرائيل .
كما حاول الوهابيون أن يطبقوها عليهم لأنها تصف الثابتين من الأمة بأنهم طائفة أو عصابة أي فئة قليلة وهم فئة قليلة فتنطبق عليهم ، وفي السنوات الأخيرة ركزوا على تعبئة جماعتهم الطالبان بهذه الأحاديث ، وكتبوا مقالات وكتباً في أنهم هم الطائفة المنصورة التي وصفها النبي صلى الله عليه وآله !
أما مصادرنا ، فروت أن النبي صلى الله عليه وآله لم يترك حديثه مهملاً ، بل سمى هؤلاء القلة الغرباء المضطهدين الثابتين على الحق ، الظاهرين بالحجة ، وأنهم الأئمة من عترته عليهم السلام وشيعتهم ، فهم الذين أوصى بهم أمته فقال: (وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما). (مسند أحمد:3/17).وهم الذين بَشَّر بإمامتهم الربانية ، وأخبر بأن الأمة سوف تضطهدهم وتكذبهم وتقتلهم ، وأنهم لايضرهم تكذيب من كذبهم وعداء من عاداهم حتى يظهر خاتمهم المهدي الموعود عليه السلام فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
ففي الطبراني الكبير:2/213، عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيِّماً لايضرهم من خذلهم ). وفي:2/265: (عن جابر بن سمرة: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يخطب على المنبر ويقول: اثنا عشر قيماًَ من قريش لايضرهم عداوة من عاداهم). وقال عنه في مجمع الزوائد:5/191: رواه البزار عن جابر بن سمرة وحده ، وزاد فيه: ثم رجع يعني النبي صلى الله عليه وآله إلى بيته فأتيته فقلت: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج . ورجاله ثقات). انتهى.
لذلك نعتقد أن رواة أتباع الخلافة القرشية حذفوا صفات هؤلاء الثابيتين الغرباء ، وجردوها من القرائن التي تدل عليهم . واليك مجموعة أحاديثهم:
من أحاديثهم في الطائفة الظاهرة أو المنصورة
نورد أولاً الأحاديث التي وصفت هذه الطائفة أو العصابة بأنها ظاهرة ، ولم تعين هذا الظهور هل هو بالحجة أو بالقتال ، لذا يصح تفسيره بالظهور المعنوي بالحجة حتى لو كانوا مغلوبين عسكرياً ومحكومين لمن تسلط عليهم .
ففي مسند الطيالسي/9 ، عن سليمان بن الربيع العدوي قال: لقينا عمر فقلنا له: إن عبد الله بن عمرو حدثنا بكذا وكذا ، فقال عمر: عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول قالها ثلاثاً ! ثم نودي بالصلاة جامعة فاجتمع إليه الناس فخطبهم عمر فقال: سمعت رسول الله يقول: لاتزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمرالله عز وجل.
ورواه سعيد بن منصور:2/144 ، عن ثوبان ، وفيه: ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم . وأحمد:2/321 ، عن أبي هريرة ، وفيه: عصابة على الحق ولا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله .
وفي صحيح بخاري:4/252، عن مغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لايزال ناسٌ من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون . ونحوه مسلم:3/1523، عن المغيرة ، والجواهر الحسان:2/279 ، عن ابن مسعود وفيه: لاتزال طائفة من أمتي...حتى يأتي أمر بالله وهم ظاهرون . والمسند الجامع:14/14، عن عمر ، وفيه: لا يزال ناس من أمتي ظاهرين . وابن حبان:8/294 ، عن أبي هريرة: لايزال على هذا الأمر عصابة على الحق ، لايضرهم خلاف من خالفهم).
وفي مسلم:3/1524، عن ابن عمرو: لاتزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم ، لايضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك . فقال عبد الله: أجل، ثم يبعث الله ريحاً كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة).
لاحظ أن ابن عمرو لم يذكر القتال ، وفسره بقرب الساعة ، على مذهب أستاذه كعب بأن قيام الساعة بعد فتح القسطنطينية بسنوات قليلة !
وفي جمع الفوائد:3/157، عن ثوبان رفعه: (زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها... ولاتقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ! وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كل يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لانبي بعدي . ولاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ). ونحوه في تذكرة القرطبي:2/638 .
لاحظ أن هذين الحديثين ومثلهما غيرهما جعلت وجود هؤلاء الثابتين الى أن (يأتي أمر الله) وليس الى أن تقوم الساعة ، ولم تصفهم بأنهم مقاتلون .
ونورد ثانياً ، الأحاديث التي وصفتهم بأنهم يقاتلون وينتصرون .
ابن منصور:2/145، عن ابن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تبرح عصابة من أمتي ظاهرين على الحق لايبالون من خالفهم حتى يخرج المسيح الدجال فيقاتلونه) .
وفي أحمد:4/434 ، عن مطرف قال: قال لي عمران: واعلم أنه لن تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم حتى يقاتلوا الدجال) .
وفي طبقات ابن سعد:2/167: عصابة من أمتي يجاهدون على الحق حتى يخرج الدجال . وفي تهذيب ابن عساكر:1/65: وفي لفظ: إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ، ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال ...الخ..
وفي مسند أحمد:3/345 ، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله يقول: لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا ، إن بعضكم على بعض أمير ليكرم الله هذه الأمة ). ونحوه:3/384 ، وفيه: تكرمة الله عز وجل. ومسلم:1/137، كأحمد ، وأبو يعلى:4/59 ، وفيه: فيقول إمامهم: تقدم فيقول: أنتم أحق بعضكم أمراء بعض ، أمر أكرم الله به هذه الأمة . وجامع المسانيد والسنن:25/26، بنحو أبي يعلى . وسنن الداني/43 ، ولفظه: لاتزال طائفة من أمتي تقاتل عن الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدي فيقال له: تقدم يا نبي الله فصل لنا فيقول: إن هذه الأمة أمير بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عز وجل).انتهى.
وفي الطيالسي/104 ، عن جابر بن سمرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لايزال هذا الدين قائماً ، تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) .
ونورد ثالثاً اهتمام معاوية بتطبيق أحاديثهم على نفسه وأهل الشام:
في مسند أحمد:4/97 و101 ، عن عمير بن هاني قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، ولن تزال من هذه الأمة أمة قائمة على أمر الله لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس . وفي أخرى: فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام ، فقال معاوية ورفع صوته: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذاً يقول وهم أهل الشام. ومسند الشاميين للطبراني:1/315 ، وسعيد بن منصور:2/369 ، عن أبي عبد الله الشامي ، قال: سمعت معاوية يخطب يقول: يا أهل الشام حدثني الأنصاري قال قال شعبة يعني زيد بن أرقم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال.. وفيه: وإني لأرجو أن تكونوا هم يا أهل الشام . وصحيح بخاري:9/167 كرواية أحمد الأولى . ومسلم:3/1524 ، كرواية أحمد الثانية . وتاريخ بخاري:7/327 ، وعلل الدارقطني:7/61، ومسند الشاميين لجماز:1/109و/135 و96 و101 و103 و118 و129و131و133و144و149ح31و49 و63 و7 و 69 و83 و92.
وكلها عن معاوية وفي عدد منها أنه كان يخطب بها على المنبر ! وهدفه مدح نفسه وأهل الشام في مقابل أهل العراق والحجاز الذين كانوا ضده ، ولذلك ينبغي الشك في صيغته لأنها عن طريق معاوية ورواته !
أحاديث مكذوبة ومحرفة لمدح معاوية وأهل الشام
الطيالسي/145، حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا معاوية بن قرة ، عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لايضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة) .
لكن نلاحظ أن سعيد بن منصور:2/145 ، وأحمد:3/436 ، وابن ماجة:1/4 5 ، وغيرهم ، رووا هذا الحديث وكلهم عن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله ، وليس فيها الزيادة عن أهل الشام ، وهذا يوجب الشك بأنها زيادة لمصلحة بني أمية .
وفي مسند أحمد:4/429 ، عن عمران بن حصين ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ، ظاهرين على من ناواهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى بن مريم عليه السلام ). ومثله في تاريخ بخاري:5/451 ، وتهذيب ابن عساكر:1/56: قال أبو عمرو: فحدثت قتادة بهذا الحديث فقال: لا أعلم أولئك إلا أهل الشام ) !
ثم صار تفسير قتادة حديثاً نبوياً ! ففي حلية الأولياء:9/307، عن أبي هريرة: لا تزال طائفة من أمتي قائمة على أمر الله لا يضرها من خالفها تقاتل أعداءها،كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين ، يرفع الله أقواماً ويرزقهم منهم حتى تأتيهم الساعة . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هم أهل الشام؟ ).
وفي مسند الشاميين للطبراني:1/56 ، عن الجرشي عند النبي صلى الله عليه وآله وفيه: ولايزال من أمتي ناس يقاتلون على الحق ويزيغ الله بهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله . والخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة ، وعقر دار المؤمنين بالشام) .ومعنى يرزقهم الله منهم: أنه ينصرهم على الزائغين !وشبيه به مسند الشاميين لجماز:1/191، عن سلمة بن نفيل بروايتين . ونحوه المعجم الكبير:7/61، وابن ماجة:2/1369، عن أبي هريرة: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين . وفي الحاكم:4/548 ، عن أبي هريرة وفيه: خرج بعث من الموالي من دمشق . وصححه على شرط بخاري..الى آخر القائمة .
فلاحظ أنهم أضافوا الى الحديث ذكر الشام على لسان النبي صلى الله عليه وآله ! وستأتيك قصة أحاديث أبدال الشام ، في أصحاب الإمام المهدي عليه السلام .
ومثلها في مدح سكان بيت المقدس وحوله
في مسند أحمد:5/269 ، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاتزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين ، لايضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا: يارسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) . ونحوه في تهذيب الآثار مسند عمر:2/823 .
أبو يعلى:11/302 ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لاتزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وماحوله ، لايضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة) .
ومثلها في مدح أهل الطالقان !
في تهذيب ابن عساكر:1/55 ، عن تاريخ داريا وقال: وفي لفظ آخر: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها وعلى أبواب أنطاكية وما حولها ، وعلى باب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب الطالقان وما حولها ، ظاهرين على الحق ، لايبالون بمن خذلهم ولا من نصرهم ، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيحيي به دينه كما أميتَ من قبل) . ونحوه عقد الدرر/122، وقال: وفي رواية: على أبواب الطالقان حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيجئ به كما كتب من قبل . وفي/283: على أبواب بيت المقدس ، وأبواب أنطاكية وما حولها .
وفي مشارق الأشواق:1/407 ، لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها ، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها ، وعلى أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب الطلقان وما حولها ، ظاهرين على الحق (لايضرهم)من خذلهم ولا من نصرهم ، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيحيي به دينه ). انتهى.
أقول: جبال الطالقان قسم من سلسلة جبال آلبرز في إيران ، وعندما تطلق في الأحاديث يقصد بها منطقة إيران ، فقد كانت معروفة بإسم بلاد المشرق أو خراسان أو جبال الطالقان ، كما يأتي في أحاديث أهل المشرق .
والإشكال على تطبيق الفئة الظاهرة على أهل الشام ، وارد في تطبيقها على أهل الطالقان ، فلعل رواته الأمويين أو الفرس أرادوا مدح مناطقهم وحكامها !
نعم وردت احاديث صحيحة في أنصار المهدي عليه السلام من أهل المشرق ، ولا يرد عليها هذا الإشكال كما سيأتي ، وستعرف أن أحاديث مصادر السنيين في مدح الفرس أكثر منها في مصادرنا ، وهذا ليس عجيباً لأن الفرس هم الذين أسسوا لهم مذاهبهم ، وكتبوا لهم مصادرهم في الحديث والفقه والتفسير !
ومن مكذوبات اليهود في تفضيل بلاد الشام !
أطلق اليهود مقولات مفرطة ، ووضعوا أحاديث مغالية في مدح الشام وفلسطين وتفضيلهما على الحجاز والعراق ، وتفضيل بيت المقدس على مكة وصخرتها على الكعبة ! وتضمنت التعريض والتنقيص بالحجاز والعراق وأهلهما ! وقد تبناها معاوية وبنو أمية وامتلأت بها مصادر أتباع الخلافة والمذاهب ، وتقاها عوام المسلمين على أنها جزء من الدين ، لأن عدداً منها صار أحاديث صحيحة عند حكوماتهم !
1- أشاع كعب أن عاصمة هذا النبي صلى الله عليه وآله في الشام لا في المدينة أو العراق !
ففي سنن الدارمي:1/4: (عن أبي صالح قال قال كعب: نجده مكتوباً: محمد رسول الله ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر.... ومولده بمكة ، ومهاجره بطيبة ، وملكه بالشام ). انتهى.
وقوله: (وملكه بالشام) زيادة منه ، لم تروها مصادر الشيعة ، ونصت على زيادته بعض مصادر السنة قال في فتح الباري:8/450: ( زاد في رواية كعب: مولده بمكة ومهاجره طيبة وملكه بالشام).انتهى. فهي زيادة يهودية لتكون الخلافة لأحبائهم بني أمية في الشام بعيداً عن الحجاز والعراق لأن أهلهما لا يحبون اليهود كأهل الشام!
لكن أكثر مصادرهم روت هذه الزيادة وصححتها مع الأسف ! كما في طبقات ابن سعد:1/360 ، وحلية الأولياء:5/387 ، وتفسير البغوي:2/205، وخصائص السيوطي:1/19، وفيض القدير:3/768 ، ودلائل النبوة للأصبهاني:4/1332، ونظم درر السمطين/54 ، وتفسير الرازي:3/38 ، وتفسير ابن كثير:4/383 ، والدر المنثور:3/132، وتاريخ دمشق:1/186، و:47/390 ، وتاريخ المدينة:2/634، والنهاية:2/96 ، و:6/61 ، وهداية الحيارى/90 ، والسيرة الحلبية:1/351 ، وسبل الهدى:1/101.. وغيرها !!
كما وجد رواة الخلافة يهودياً آخر إسمه جريجرة أكد لهم قول كعب فرووه عنه ! (المستدرك:2/622، وتاريخ دمشق:1/184، وخصائص السيوطي:1/23 ، وكنز العمال:12/407 ) .
وبذلك يتضح أن اليهود كانوا المخططين لنقل عاصمة الإسلام الى الشام بدل الحجاز أو العراق ! ولذلك طلب معاوية من عثمان أن ينتقل الى الشام ليكون ضيفاً عليه ويرتب له الأمر بعده ، كما رتبه أبو بكر لعمر ! (راجع المجلد الثاني من جواهر التاريخ ).
2- جاء كعب الأحبار من اليمن الى المدينة وهو يهودي وكان عمر سمع به فخرج الى استقباله ، واحترمه كاحترام الأنبياء ، وجعله مستشار الخليفة الثقافي والمقدم في مجلسه ! وبقي كعب على يهوديته وسكن في حمص ، وكان يتردد على المدينة ويمضي فيها مدة طويلة ، وبعد مدة أعلن إسلامه ، فطلب منه عمر أن يسكن في المدينة فقال له: ( ما يمنعك أن تسكن المدينة وهي هجرة رسول الله وموضع قبره؟ قال: إني أجد في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في الأرض، وبها كنزه من عباده) ! (تاريخ دمشق:1/122) .
3- روى ابن حماد:1/236: (عن كعب قال: رأس الأرض الشام وجناحاها . ولا مصر والعراق والذنباء أي الحجاز ! وعلى الذنباء يسلح الباز ) !
أقول: هذا ذم يهودي خبيث لمصر والعراق والحجاز ، والعجيب أن رواة الخلافة وعلماء المذاهب قبلوه ورووه ، ولم يردوا عليه !
4- في الدر المنثور:1/136: (عن كعب قال: لاتقوم الساعة حتى يزفُّ البيت الحرام إلى بيت المقدس فينقادان إلى الجنة وفيهما أهلهما ، والعرض والحساب ببيت المقدس) ! وفي الكافي:4/239: (عن زرارة قال: كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر(الإمام الباقر عليه السلام )وهو مُحْتبٍ مستقبلَ الكعبة فقال: أمَا إن النظر إليها عبادة ، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر: إن كعب الأحبار كان يقول: إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة ، فقال أبو جعفر: فما تقول فيما قال كعب؟ فقال: صدق، القولُ ما قال كعب ! فقال أبو جعفر: كذبت وكذب كعب الأحبار معك ! وغضب ! قال زرارة: ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره ثم قال: ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ثم أومأ بيده نحو الكعبة ولا أكرم على الله عز وجل منها، لها حرَّم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات والأرض، ثلاثة متوالية للحج: شوال وذو القعدة وذو الحجة ، وشهر مفرد للعمرة وهو رجب ) . انتهى.
5- في تاريخ دمشق:1/152: (قال كعب: ما شرب ماء عذب قط إلا ما يخرج من تحت هذه الصخرة ! حتى أن العين التي بدارِين ليخرج ماؤها من تحت هذه الصخرة ) ! (وتفسير القرطبي:11/305، وأبي السعود:6/5 ، والسيرة الحلبية:2/82).
6- ألفوا كتباً شحنوها بأحاديث مدح الشام والقدس ، وروى العجلوني في كشف الخفاء:2/2، عدة نصوص وأحاديث في فضل الشام ولم يوثق أياً منها !
7- روى السيوطي في الدر المنثور:3/111، غرائب في فضل الشام عن كعب الأحبار وتلاميذه من مصادر (حديثية) متعددة ! وبعضها تحول بقدرة قادر الى حديث نبوي ! منها:
- عن كعب: مكتوب في التوراة أن الشام كنز الله عز وجل من أرضه بها كنز الله من عباده .
- قال النبي صلى الله عليه وآله : طوبى للشام ! قيل له: ولمَ؟ قال إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم . (عن زيد بن ثابت ، وقال صححه الحاكم) !
- قال رجل يا رسول الله خِرْ لي ، فقال صلى الله عليه وآله : عليك بالشام ، فإنها صفوة الله من بلاده فيها خيرة الله من عباده ! فمن رغب عن ذلك فليلحق بنجدة ، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله ... ولفظ أحمد فإنه خيرة الله من أرضه...فإن أبيتم فعليكم بيمنكم ! عن واثلة بن الأسقع... فمن أبى فليلحق بيمنه ويسق من غدره !
وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره !
- عن كعب قال: أحب البلاد إلى الله الشام وأحب الشام إليه القدس وأحب القدس إليه جبل نابلس ، ليأتين على الناس زمان يتقاسمونه بالحبال بينهم !
-عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : دخل إبليس العراق فقضى منها حاجته ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بيسان ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقريه . وعن وهب بن منبه قال: رأس الأرض الشام .
- وعن وهب بن منبه قال: إني لأجد تردد الشام في الكتب ، حتى كأنه ليس لله حاجة إلا بالشام .
- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ، قالوا: وفي نجدنا؟ وفي لفظ وفي مشرقنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان . زاد ابن عساكر في رواية: وبها تسعة أعشار الشر .
- وعن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الخير عشرة أعشار ، تسعة بالشام وواحد في سائر البلدان . والشر عشرة أعشار واحد بالشام وتسعة في سائر البلدان ! وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم !
- وعن كعب قال: إني لأجد في كتاب الله المنزل أن خراب الأرض قبل الشام بأربعين عاماً ).انتهى. ولايمكن قبول أحاديث ذم نجد وإن رواها بخاري ، لأن رواة الخلافة الأموية متهمون ، بعكس أهل البيت الصادقين الطاهرين غير المتهمين عليهم السلام .
قال الشيخ محمود أبو رية ، وهو من علماء الأزهر في كتابه: أضواء على السنة المحمدية/176، بعد أن نقل طعن عدد من العلماء السنيين بكعب الأحبار ووهب بن منبه وأمثالهما من أحبار اليهود: ( إن الأئمة المحققين قد طعنوا في رواية هذين الكاهنين ، ولايزال يوجد بيننا وا أسفاه من يثق بهما ويصدق ما يرويانه ، ولا يقبل أي كلام فيهما . ولكي نستوفي القول في بيان مدى الكيد اليهودي للإسلام والمسلمين وإن كان ذلك يعد استطراداً ينحرف بنا عما نحن بسبيله ، نكشف لك عن جانب آخر من عمل دهاة اليهود ، ذلك هو الجانب السياسي ، فلقد كان كيدهم في محاربة الإسلام يتجه إلى ضربه من ناحيتين: ناحية دينية ، وأخرى سياسية...الخ. ).
أحاديث الغرباء وغربة الإسلام في مصادر الطرفين
ابن حماد:1م78، عن عبد الله بن عمرو العاص قال: أحب شئ إلى الله تعالى الغرباء قيل أي شئ الغرباء؟ قال: الذين يفرون بدينهم، يُجمعون إلى عيسى بن مريم عليه السلام . وتاريخ بخاري:4/130 ، وفيه: فرَّارون بدينهم يجتمعون إلى عيسى بن مريم يوم القيامة . وحلية الأولياء:1/25، وفيه: الفرارون بدينهم يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى بن مريم صلى الله عليه وآله . وأحمد:1/184، عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: إن الإيمان بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء إذا فسد الناس . والذي نفس أبي القاسم بيده ليأزرنَّ الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها ). طوبى: شجرة مميزة جداً في الجنة ، وتطلق على الجنة ، يأرز: يجتمع وينضم بعضه إلى بعض . هذين المسجدين: تعبير عن مكة والمدينة .
وأحمد:1/398، عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وفيه: قيل: ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل . وفي:2/177،عن ابن عمرو العاص، وفيه: قال: أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم .
وفي أحمد:4/73 ، عن عبد الرحمن بن سنة وفيه: قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس ، والذي نفسي بيده ، لينحازن الإيمان إلى المدينة كما يجوز السيل. والذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام إلى ما بين المسجدين كما تأزر الحية إلى حجرها .
ومسلم:1/130 ،كما في رواية أحمد الخامسة عن أبي هريرة . وابن ماجة:2/1319 ،كما في رواية مسلم الأولى ، والبزار:1/314 ، والترمذي:5/18 ، كما في رواية أحمد الثانية إلى قوله للغرباء ، وبآخر فيه: إن الدين ليأرز إلى الحجاز ، كما تأرز الحية إلى جحرها ، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل ، إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي. وقال: هذا حديث حسن صحيح. ومشكل الآثار:1/297 ، كما في رواية أحمد الثانية ، عن عبد الله . وبنحوه المعجم الأوسط:2/551 عن أنس . وفي:5/478 ، عن جابر ، وفي:6/377، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، وان بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمناً ، ويصبح كافراً، ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض الدنيا . والمسند الجامع:12/317، عن عبد الرحمن بن سنة ، وفي:6/155 ، عن ابن لسعد بن أبي وقاص بنحوه . وفي:14/192 ، عن عمرو بن عوف ..الخ.
وقد روت مصادرنا أحاديث حول غربة الإسلام كما في الجعفريات/192، عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، فقيل ومن هم يا رسول الله؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس ، إنه لاوحشة ولاغربة على مؤمن ، وما من مؤمن يموت في غربة إلا بكت الملائكة رحمة له حيث قلت بواكيه ، وإلا فسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه) .
وروى في كمال الدين:1/200 ، أوله عن علي عليه السلام بثلاث روايات ، وقال: فقد عاد الإسلام كما قال عليه السلام غريباً في هذا الزمان كما بدأ ، وسيقوى بظهور ولي الله وحجته كما قوي بظهور نبي الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، وتقر بذلك أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته كما قرت أعين المنتظرين لرسول الله صلى الله عليه وآله والعارفين به بعد ظهوره . وإن الله عز وجل لينجز لأوليائه ما وعدهم ويُعلي كلمته ويتم نوره ولو كره المشركون .
وفي شرح الأخبار:3/371 ، أن أبا بصير طلب من الإمام الصادق عليه السلام أن يشرح له هذا الحديث: (قال أبو بصير: فقلت له إشرح لي هذا جعلت فداك يا بن رسول الله . قال عليه السلام : يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله ، وكذلك المهدي يستأنف دعاء جديداً إلى الله لمَّا غُيِّرت السنن وكثرت البدع وتغلب أئمة الضلال ، واندرس ذكر أئمة الهدى الذين افترض الله طاعتهم على العباد وأقامهم للدعاء إليه والدلالة بآياته عليه ، ونُسي ذكرهم وانقطع خبرهم لغلبة أئمة الجور عليهم . فلما أنجز الله بالدعاء للأئمة ما وعدهم به من ظهور مهديهم احتاج أن يدعوهم دعاء جديداً كما ابتدأهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالدعاء أولاً ).
وفي الإرشاد/364 ، محمد بن عجلان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الإسلام جديداً ، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور ، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدى إلى أمر مضلول عنه ، وسمي بالقائم لقيامه بالحق). ومثله إعلام الورى/431 ، وعنه روضة الواعظين:2/264 ، وكشف الغمة:3/254 وإثبات الهداة:3/527 و555 .
وفي النعماني/230 ،عن عبد الله بن عطاء المكي ، عن شيخ من الفقهاء يعني أبا عبد الله عليه السلام قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال: يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديداً ). وعنه إثبات الهداة:3/539، والبحار:52/352.
وفي الكافي:1/536 ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه سئل عن القائم فقال: كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد ، حتى يجئ صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان). ومثله غيبة الطوسي/282 ، ونحوه الإرشاد/364 ، وعنه كشف الغمة:3/255 . وإثبات الهداة:3/448 و516 و555، عن الكافي وغيبة الطوسي والإرشاد ، والبحار:52/332 و338، عن غيبة الطوسي والإرشاد.
أقول: المقصود بغربة الإسلام غربته عن التطبيق ، وقد صرح بذلك الصدوق رحمه الله وربطه بظهور المهدي عليه السلام وقد حاولت مصادرهم توظيف الحديث للصراع بين أهل الحجاز وأهل الشام كما وظفوا حديث الفئة الظاهرة لمصلحة أهل الشام وبني أمية ! ومعنى: يأرز الإيمان أو العلم إلى المدينة ومكة: أن وعي الدين ينحسر من الأمة ، وتكون المدينة ومكة مركزاً لتجديد الإسلام وانطلاقته في آخر الزمان على يد الإمام المهدي عليه السلام ، كما كانتا مركزاً لانطلاقته على يد جده خاتم النبيين صلى الله عليه وآله .
مجددو الإسلام
روت المصادر السنية نصاً عن أبي هريرة ظن الراوي أنه رفعه الى النبي صلى الله عليه وآله قال أبو داود:4/109: (عن أبي علقمة ، عن أبي هريرة ، فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها . والبيهقي في المعرفة:1/137، والخطيب البغدادي:2/61، والجامع الصغير:1/282 ، والمسند الجامع:17/843 ، صحيح بخاري بشرح الكرماني:1/72 . وفي مستدرك الحاكم:4/522 ، أن رجلاً قرأ هذا النص في مجلس القاضي أبي العباس بن شريح وقال له: فأبشر أيها القاضي فإن الله بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز ، وبعث على رأس المأتين محمد بن إدريس الشافعي ، وأنت على رأس الثلاث مائة) . انتهى.
أقول: الإمام المهدي عليه السلام هو المجدد القطعي للإسلام ، والقدر المتيقن من المجددين هم الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، ولم نجد مصدراً لما نقله في إحقاق الحق عن ابن حنبل من تخصيص المجدد بالعترة الطاهرة عليهم السلام . ولو صح هذا الحديث وكان يشمل غير العترة عليهم السلام ، فلا يمكن معرفة هؤلاء المجددين حيث كثر ادعاء بعض الحكام والعلماء أنهم هم المجددون ، والإدعاء لهم!
والذي أرجحه أن أصل الحديث عن دور العترة في حفظ الإسلام ونفي زيف المحرفين له ، فزادوا فيه ، وصادروه لمن يتولونهم !
كما أنه على فرض صحته يرد السؤال: هل تحسب المئة سنة من بعثة النبي أو هجرته أو وفاته صلى الله عليه وآله ؟ وهل المقصود برأس المئة السنة الأولى منها ، أم المعنى العرفي الذي يشمل الربع الأول منها ؟ وقد اعتبر المودودي أن المهدي عليه السلام المجدد العالمي العام للإسلام ، في عداد المجددين على رأس كل مئة سنة ، لكن الصحيح أن له حسابه الخاص بمقياس حياة الأمة والحياة البشرية عامة .
وقد نصت أحاديثنا على أن الإمام المهدي عليه السلام هو الذي يجدد الإسلام ويخرجه من غربته . ففي عيون أخبار الرضا عليه السلام :2/200 ، عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة ، فقال الرضا عليه السلام : إنها لَحَقٌّ قد كانت في الأمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة . قال صلى الله عليه وآله : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه . وقال صلى الله عليه وآله : إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، قيل: يا رسول الله ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يرجع الحق إلى أهله). وعنه الإيقاظ/107 ، وحلية الأبرار:2/301 ، و: البحار:25/135 ، والبرهان:2/350 .
وفي تفسير فرات/44 ، عن خيثمة الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسير قوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ، يعني صفوتنا ونصرتنا . قلت إنما قدر الله عنه باللسان واليدين والقلب ، قال: يا خثيمة ألم تكن نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف ، ونصرتنا باليدين أفضل والقيام فيها . يا خثيمة إن القرآن نزل أثلاثاً ، فثلث فينا وثلث في عدونا وثلث فرائض وأحكام . ولو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا أولئك ماتت الآية إذا ما بقي من القرآن شئ . إن القرآن عربي من أوله إلى آخره وآخره إلى أوله ما قامت السماوات والأرض فلكل قوم آية يتلونها .
يا خيثمة إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، وهذا في أيدي الناس فكل على هذا . يا خثيمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله و ما هو التوحيد حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل عيسى بن مريم من السماء ، ويقتل الله الدجال على يده ، ويصلي بهم رجل منا أهل البيت . ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي إلا ونحن أفضل منه ). وعنه البحار:24/328 .
وفي غيبة النعماني/320 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: إن قائمنا إذا قام ، دعا الناس إلى أمر جديد ، كما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء). وعنه البحار:52/366.
وروى النعماني/232 ، عن الإمام الباقر عليه السلام أيضاً أن عبد الله بن عطاء سأله: إذا قام القائم بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله ويستأنف الإسلام جديداً ) وعنه حلية الأبرار:2/629 ، والبحار:52/354 .
وروى/322، عن الإمام الصادق عليه السلام أن أبا بصير سأله: أخبرني عن قول أمير المؤمنين عليه السلام : إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ، فقال: يا أبا محمد ، إذا قام القائم عليه السلام استأنف دعاء جديداً كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ).والبحار:52/367 .
من هم الغرباء والطائفة المنصورة ؟
ينبغي الالتفات أولاً ، الى أن سبب كثرة طرق الحديث ورواته عندهم ، أن عمر بن الخطاب ومعاوية دخلا في رواته ، وطبقه معاوية عليه وعلى أهل الشام !
وثانياً ، إلى أن محاولة معاوية استغلال الحديث تضعف صيغه التي رووها وحرفوها ولا تضعف أصله ، الذي رويناه عن أهل البيت عليهم السلام . وهذه المحاولة تشبه محاولة العباسيين تطبيق أحاديث الرايات السود على حركتهم ، ومحاولة تطبيق صفات المهدي عليه السلام على المهدي التيمي والحسني والعباسي والفاطمي المزعومين ، فإن بطلان محاولاتهم لا يؤثر في قيمة أحاديث المهدي عليه السلام .
ولا يمكن الأخذ بتطبيقات معاوية للحديث على أهل الشام ، ولا تطبيق العباسيين له على أهل خراسان ، ولا تطبيق المتوكل له على حزب أهل الحديث الذي أسسه وعرف باسم مجسمة الحنابلة ، ولا على ورثته الحزب الوهابي الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب ، أو حركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا ، أوحركة مقاومة إسرائيل وجهاد اليهود التي يشترك فيها المسلمون الفلطسينيون وغيرهم.. وسبب ذلك أن الحديث نص على أنهم جماعة من أمة النبي صلى الله عليه وآله على الحق وأنهم سيتواصلون في كل جيل حتى عصر ظهور المهدي ونزول المسيح عليهما السلام ، ونص على أنهم أقلية ، ولهم معارضون ومكذبون وأعداء .
إن الأحاديث المفسرة للحديث النبوي لاتدع مجالاً للشك بأن مقصوده صلى الله عليه وآله الأئمة من عترته وأتباعهم ، الذين سيكون خاتمهم الإمام المهدي عليه السلام ، وقد اتضح ذلك من سرد ما تقدم من أحاديث ، ولبحثه مجال آخر.
حديث بعثت بين جاهليتين
أمالي الشجري:2/277: (أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه ، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل المديني ، قال
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال أخبرنا أحمد بن الحسن أبو عبد الله ، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا حصين بن مخارق ، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : بعثت بين جاهليتين لأخراهما شر من أولاهما ).انتهى.
أقول: لم أجد لهذا الحديث المهم مصادر أخرى ، وهو يدل على أن الجاهلية الثانية التي تكون بعد النبي صلى الله عليه وآله أسوأ من الجاهلية الأولى التي كانت قبله . ومهما فسرناها فإن الجاهلية الغربية الحاضرة جزء منها ، إن لم تكن كلها .
ويؤيد ذلك قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . (الأحزاب:33) فالآية تشير الى جاهلية ثانية يكون من صفاتها أن المرأة تتبرج فيها كما كانت في الجاهلية الأولى . وفي الآية بحوث يتصل بموضوعنا منها الإشارة الى أن ظهور الإمام المهدي عليه السلام يكون بعد الجاهلية الثانية التي هي أكثر شراً وضرراً على البشرية من الأولى .
موقع سماحة الشيخ : علي الكوراني العاملي
الكتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام |
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم
الطائفة الثابتة حتى يظهر إمامها المهدي عليه السلام
الغرباء والطائفة الثابتة حتى يظهر إمامها المهدي عليه السلام
.
روت مصادر السنيين أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً ، وأنه سيبقى من أمته عصابة أو طائفة ثابتة على الحق لايضرهم تكذيب من كذَّبهم حتى تقوم الساعة ، وفي بعضها حتى يخرج الدجال ، وفي بعضها حتى يأتي أمر الله ، وحتى ينزل عيسى بن مريم ، وحتى يظهر الإمام المهدي عليه السلام .
وقد اهتم معاوية بهذه الأحديث وطبقها على أهل الشام ، وأضاف لها الرواة صفاتٍ لهؤلاء الغرباء أهل الحق لتنطبق على أهل الشام ! ثم وضعوا أحاديث تصرح بأن هذه الطائفة هم أهل الشام وإمامهم معاوية !
وفي عصرنا ، حاول الإخوان المسلمون أن يطبقوا أحاديث الغرباء على حركتهم ، لأنهم أمة وطائفة من الأمة ثابتة على الحق تدعو الى الإسلام .
كما حاول الفلسطينيون تطبيقها عليهم ، لأن بعضها ذكر أن الفئة الظاهرة تكون في بيت المقدس وأكنافه ، وبعضها ذكر أنهم يقاتلون على الحق ، فهي تنطبق على المقاومين لإسرائيل .
كما حاول الوهابيون أن يطبقوها عليهم لأنها تصف الثابتين من الأمة بأنهم طائفة أو عصابة أي فئة قليلة وهم فئة قليلة فتنطبق عليهم ، وفي السنوات الأخيرة ركزوا على تعبئة جماعتهم الطالبان بهذه الأحاديث ، وكتبوا مقالات وكتباً في أنهم هم الطائفة المنصورة التي وصفها النبي صلى الله عليه وآله !
أما مصادرنا ، فروت أن النبي صلى الله عليه وآله لم يترك حديثه مهملاً ، بل سمى هؤلاء القلة الغرباء المضطهدين الثابتين على الحق ، الظاهرين بالحجة ، وأنهم الأئمة من عترته عليهم السلام وشيعتهم ، فهم الذين أوصى بهم أمته فقال: (وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما). (مسند أحمد:3/17).وهم الذين بَشَّر بإمامتهم الربانية ، وأخبر بأن الأمة سوف تضطهدهم وتكذبهم وتقتلهم ، وأنهم لايضرهم تكذيب من كذبهم وعداء من عاداهم حتى يظهر خاتمهم المهدي الموعود عليه السلام فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
ففي الطبراني الكبير:2/213، عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيِّماً لايضرهم من خذلهم ). وفي:2/265: (عن جابر بن سمرة: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يخطب على المنبر ويقول: اثنا عشر قيماًَ من قريش لايضرهم عداوة من عاداهم). وقال عنه في مجمع الزوائد:5/191: رواه البزار عن جابر بن سمرة وحده ، وزاد فيه: ثم رجع يعني النبي صلى الله عليه وآله إلى بيته فأتيته فقلت: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج . ورجاله ثقات). انتهى.
لذلك نعتقد أن رواة أتباع الخلافة القرشية حذفوا صفات هؤلاء الثابيتين الغرباء ، وجردوها من القرائن التي تدل عليهم . واليك مجموعة أحاديثهم:
من أحاديثهم في الطائفة الظاهرة أو المنصورة
نورد أولاً الأحاديث التي وصفت هذه الطائفة أو العصابة بأنها ظاهرة ، ولم تعين هذا الظهور هل هو بالحجة أو بالقتال ، لذا يصح تفسيره بالظهور المعنوي بالحجة حتى لو كانوا مغلوبين عسكرياً ومحكومين لمن تسلط عليهم .
ففي مسند الطيالسي/9 ، عن سليمان بن الربيع العدوي قال: لقينا عمر فقلنا له: إن عبد الله بن عمرو حدثنا بكذا وكذا ، فقال عمر: عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول قالها ثلاثاً ! ثم نودي بالصلاة جامعة فاجتمع إليه الناس فخطبهم عمر فقال: سمعت رسول الله يقول: لاتزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمرالله عز وجل.
ورواه سعيد بن منصور:2/144 ، عن ثوبان ، وفيه: ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم . وأحمد:2/321 ، عن أبي هريرة ، وفيه: عصابة على الحق ولا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله .
وفي صحيح بخاري:4/252، عن مغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لايزال ناسٌ من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون . ونحوه مسلم:3/1523، عن المغيرة ، والجواهر الحسان:2/279 ، عن ابن مسعود وفيه: لاتزال طائفة من أمتي...حتى يأتي أمر بالله وهم ظاهرون . والمسند الجامع:14/14، عن عمر ، وفيه: لا يزال ناس من أمتي ظاهرين . وابن حبان:8/294 ، عن أبي هريرة: لايزال على هذا الأمر عصابة على الحق ، لايضرهم خلاف من خالفهم).
وفي مسلم:3/1524، عن ابن عمرو: لاتزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم ، لايضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك . فقال عبد الله: أجل، ثم يبعث الله ريحاً كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة).
لاحظ أن ابن عمرو لم يذكر القتال ، وفسره بقرب الساعة ، على مذهب أستاذه كعب بأن قيام الساعة بعد فتح القسطنطينية بسنوات قليلة !
وفي جمع الفوائد:3/157، عن ثوبان رفعه: (زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها... ولاتقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ! وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كل يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لانبي بعدي . ولاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ). ونحوه في تذكرة القرطبي:2/638 .
لاحظ أن هذين الحديثين ومثلهما غيرهما جعلت وجود هؤلاء الثابتين الى أن (يأتي أمر الله) وليس الى أن تقوم الساعة ، ولم تصفهم بأنهم مقاتلون .
ونورد ثانياً ، الأحاديث التي وصفتهم بأنهم يقاتلون وينتصرون .
ابن منصور:2/145، عن ابن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تبرح عصابة من أمتي ظاهرين على الحق لايبالون من خالفهم حتى يخرج المسيح الدجال فيقاتلونه) .
وفي أحمد:4/434 ، عن مطرف قال: قال لي عمران: واعلم أنه لن تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم حتى يقاتلوا الدجال) .
وفي طبقات ابن سعد:2/167: عصابة من أمتي يجاهدون على الحق حتى يخرج الدجال . وفي تهذيب ابن عساكر:1/65: وفي لفظ: إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ، ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال ...الخ..
وفي مسند أحمد:3/345 ، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله يقول: لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا ، إن بعضكم على بعض أمير ليكرم الله هذه الأمة ). ونحوه:3/384 ، وفيه: تكرمة الله عز وجل. ومسلم:1/137، كأحمد ، وأبو يعلى:4/59 ، وفيه: فيقول إمامهم: تقدم فيقول: أنتم أحق بعضكم أمراء بعض ، أمر أكرم الله به هذه الأمة . وجامع المسانيد والسنن:25/26، بنحو أبي يعلى . وسنن الداني/43 ، ولفظه: لاتزال طائفة من أمتي تقاتل عن الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدي فيقال له: تقدم يا نبي الله فصل لنا فيقول: إن هذه الأمة أمير بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عز وجل).انتهى.
وفي الطيالسي/104 ، عن جابر بن سمرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لايزال هذا الدين قائماً ، تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) .
ونورد ثالثاً اهتمام معاوية بتطبيق أحاديثهم على نفسه وأهل الشام:
في مسند أحمد:4/97 و101 ، عن عمير بن هاني قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، ولن تزال من هذه الأمة أمة قائمة على أمر الله لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس . وفي أخرى: فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام ، فقال معاوية ورفع صوته: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذاً يقول وهم أهل الشام. ومسند الشاميين للطبراني:1/315 ، وسعيد بن منصور:2/369 ، عن أبي عبد الله الشامي ، قال: سمعت معاوية يخطب يقول: يا أهل الشام حدثني الأنصاري قال قال شعبة يعني زيد بن أرقم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال.. وفيه: وإني لأرجو أن تكونوا هم يا أهل الشام . وصحيح بخاري:9/167 كرواية أحمد الأولى . ومسلم:3/1524 ، كرواية أحمد الثانية . وتاريخ بخاري:7/327 ، وعلل الدارقطني:7/61، ومسند الشاميين لجماز:1/109و/135 و96 و101 و103 و118 و129و131و133و144و149ح31و49 و63 و7 و 69 و83 و92.
وكلها عن معاوية وفي عدد منها أنه كان يخطب بها على المنبر ! وهدفه مدح نفسه وأهل الشام في مقابل أهل العراق والحجاز الذين كانوا ضده ، ولذلك ينبغي الشك في صيغته لأنها عن طريق معاوية ورواته !
أحاديث مكذوبة ومحرفة لمدح معاوية وأهل الشام
الطيالسي/145، حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا معاوية بن قرة ، عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لايضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة) .
لكن نلاحظ أن سعيد بن منصور:2/145 ، وأحمد:3/436 ، وابن ماجة:1/4 5 ، وغيرهم ، رووا هذا الحديث وكلهم عن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله ، وليس فيها الزيادة عن أهل الشام ، وهذا يوجب الشك بأنها زيادة لمصلحة بني أمية .
وفي مسند أحمد:4/429 ، عن عمران بن حصين ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ، ظاهرين على من ناواهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى بن مريم عليه السلام ). ومثله في تاريخ بخاري:5/451 ، وتهذيب ابن عساكر:1/56: قال أبو عمرو: فحدثت قتادة بهذا الحديث فقال: لا أعلم أولئك إلا أهل الشام ) !
ثم صار تفسير قتادة حديثاً نبوياً ! ففي حلية الأولياء:9/307، عن أبي هريرة: لا تزال طائفة من أمتي قائمة على أمر الله لا يضرها من خالفها تقاتل أعداءها،كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين ، يرفع الله أقواماً ويرزقهم منهم حتى تأتيهم الساعة . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هم أهل الشام؟ ).
وفي مسند الشاميين للطبراني:1/56 ، عن الجرشي عند النبي صلى الله عليه وآله وفيه: ولايزال من أمتي ناس يقاتلون على الحق ويزيغ الله بهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله . والخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة ، وعقر دار المؤمنين بالشام) .ومعنى يرزقهم الله منهم: أنه ينصرهم على الزائغين !وشبيه به مسند الشاميين لجماز:1/191، عن سلمة بن نفيل بروايتين . ونحوه المعجم الكبير:7/61، وابن ماجة:2/1369، عن أبي هريرة: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين . وفي الحاكم:4/548 ، عن أبي هريرة وفيه: خرج بعث من الموالي من دمشق . وصححه على شرط بخاري..الى آخر القائمة .
فلاحظ أنهم أضافوا الى الحديث ذكر الشام على لسان النبي صلى الله عليه وآله ! وستأتيك قصة أحاديث أبدال الشام ، في أصحاب الإمام المهدي عليه السلام .
ومثلها في مدح سكان بيت المقدس وحوله
في مسند أحمد:5/269 ، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاتزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين ، لايضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا: يارسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) . ونحوه في تهذيب الآثار مسند عمر:2/823 .
أبو يعلى:11/302 ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لاتزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وماحوله ، لايضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة) .
ومثلها في مدح أهل الطالقان !
في تهذيب ابن عساكر:1/55 ، عن تاريخ داريا وقال: وفي لفظ آخر: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها وعلى أبواب أنطاكية وما حولها ، وعلى باب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب الطالقان وما حولها ، ظاهرين على الحق ، لايبالون بمن خذلهم ولا من نصرهم ، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيحيي به دينه كما أميتَ من قبل) . ونحوه عقد الدرر/122، وقال: وفي رواية: على أبواب الطالقان حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيجئ به كما كتب من قبل . وفي/283: على أبواب بيت المقدس ، وأبواب أنطاكية وما حولها .
وفي مشارق الأشواق:1/407 ، لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها ، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها ، وعلى أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب الطلقان وما حولها ، ظاهرين على الحق (لايضرهم)من خذلهم ولا من نصرهم ، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيحيي به دينه ). انتهى.
أقول: جبال الطالقان قسم من سلسلة جبال آلبرز في إيران ، وعندما تطلق في الأحاديث يقصد بها منطقة إيران ، فقد كانت معروفة بإسم بلاد المشرق أو خراسان أو جبال الطالقان ، كما يأتي في أحاديث أهل المشرق .
والإشكال على تطبيق الفئة الظاهرة على أهل الشام ، وارد في تطبيقها على أهل الطالقان ، فلعل رواته الأمويين أو الفرس أرادوا مدح مناطقهم وحكامها !
نعم وردت احاديث صحيحة في أنصار المهدي عليه السلام من أهل المشرق ، ولا يرد عليها هذا الإشكال كما سيأتي ، وستعرف أن أحاديث مصادر السنيين في مدح الفرس أكثر منها في مصادرنا ، وهذا ليس عجيباً لأن الفرس هم الذين أسسوا لهم مذاهبهم ، وكتبوا لهم مصادرهم في الحديث والفقه والتفسير !
ومن مكذوبات اليهود في تفضيل بلاد الشام !
أطلق اليهود مقولات مفرطة ، ووضعوا أحاديث مغالية في مدح الشام وفلسطين وتفضيلهما على الحجاز والعراق ، وتفضيل بيت المقدس على مكة وصخرتها على الكعبة ! وتضمنت التعريض والتنقيص بالحجاز والعراق وأهلهما ! وقد تبناها معاوية وبنو أمية وامتلأت بها مصادر أتباع الخلافة والمذاهب ، وتقاها عوام المسلمين على أنها جزء من الدين ، لأن عدداً منها صار أحاديث صحيحة عند حكوماتهم !
1- أشاع كعب أن عاصمة هذا النبي صلى الله عليه وآله في الشام لا في المدينة أو العراق !
ففي سنن الدارمي:1/4: (عن أبي صالح قال قال كعب: نجده مكتوباً: محمد رسول الله ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر.... ومولده بمكة ، ومهاجره بطيبة ، وملكه بالشام ). انتهى.
وقوله: (وملكه بالشام) زيادة منه ، لم تروها مصادر الشيعة ، ونصت على زيادته بعض مصادر السنة قال في فتح الباري:8/450: ( زاد في رواية كعب: مولده بمكة ومهاجره طيبة وملكه بالشام).انتهى. فهي زيادة يهودية لتكون الخلافة لأحبائهم بني أمية في الشام بعيداً عن الحجاز والعراق لأن أهلهما لا يحبون اليهود كأهل الشام!
لكن أكثر مصادرهم روت هذه الزيادة وصححتها مع الأسف ! كما في طبقات ابن سعد:1/360 ، وحلية الأولياء:5/387 ، وتفسير البغوي:2/205، وخصائص السيوطي:1/19، وفيض القدير:3/768 ، ودلائل النبوة للأصبهاني:4/1332، ونظم درر السمطين/54 ، وتفسير الرازي:3/38 ، وتفسير ابن كثير:4/383 ، والدر المنثور:3/132، وتاريخ دمشق:1/186، و:47/390 ، وتاريخ المدينة:2/634، والنهاية:2/96 ، و:6/61 ، وهداية الحيارى/90 ، والسيرة الحلبية:1/351 ، وسبل الهدى:1/101.. وغيرها !!
كما وجد رواة الخلافة يهودياً آخر إسمه جريجرة أكد لهم قول كعب فرووه عنه ! (المستدرك:2/622، وتاريخ دمشق:1/184، وخصائص السيوطي:1/23 ، وكنز العمال:12/407 ) .
وبذلك يتضح أن اليهود كانوا المخططين لنقل عاصمة الإسلام الى الشام بدل الحجاز أو العراق ! ولذلك طلب معاوية من عثمان أن ينتقل الى الشام ليكون ضيفاً عليه ويرتب له الأمر بعده ، كما رتبه أبو بكر لعمر ! (راجع المجلد الثاني من جواهر التاريخ ).
2- جاء كعب الأحبار من اليمن الى المدينة وهو يهودي وكان عمر سمع به فخرج الى استقباله ، واحترمه كاحترام الأنبياء ، وجعله مستشار الخليفة الثقافي والمقدم في مجلسه ! وبقي كعب على يهوديته وسكن في حمص ، وكان يتردد على المدينة ويمضي فيها مدة طويلة ، وبعد مدة أعلن إسلامه ، فطلب منه عمر أن يسكن في المدينة فقال له: ( ما يمنعك أن تسكن المدينة وهي هجرة رسول الله وموضع قبره؟ قال: إني أجد في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في الأرض، وبها كنزه من عباده) ! (تاريخ دمشق:1/122) .
3- روى ابن حماد:1/236: (عن كعب قال: رأس الأرض الشام وجناحاها . ولا مصر والعراق والذنباء أي الحجاز ! وعلى الذنباء يسلح الباز ) !
أقول: هذا ذم يهودي خبيث لمصر والعراق والحجاز ، والعجيب أن رواة الخلافة وعلماء المذاهب قبلوه ورووه ، ولم يردوا عليه !
4- في الدر المنثور:1/136: (عن كعب قال: لاتقوم الساعة حتى يزفُّ البيت الحرام إلى بيت المقدس فينقادان إلى الجنة وفيهما أهلهما ، والعرض والحساب ببيت المقدس) ! وفي الكافي:4/239: (عن زرارة قال: كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر(الإمام الباقر عليه السلام )وهو مُحْتبٍ مستقبلَ الكعبة فقال: أمَا إن النظر إليها عبادة ، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر: إن كعب الأحبار كان يقول: إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة ، فقال أبو جعفر: فما تقول فيما قال كعب؟ فقال: صدق، القولُ ما قال كعب ! فقال أبو جعفر: كذبت وكذب كعب الأحبار معك ! وغضب ! قال زرارة: ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره ثم قال: ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ثم أومأ بيده نحو الكعبة ولا أكرم على الله عز وجل منها، لها حرَّم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات والأرض، ثلاثة متوالية للحج: شوال وذو القعدة وذو الحجة ، وشهر مفرد للعمرة وهو رجب ) . انتهى.
5- في تاريخ دمشق:1/152: (قال كعب: ما شرب ماء عذب قط إلا ما يخرج من تحت هذه الصخرة ! حتى أن العين التي بدارِين ليخرج ماؤها من تحت هذه الصخرة ) ! (وتفسير القرطبي:11/305، وأبي السعود:6/5 ، والسيرة الحلبية:2/82).
6- ألفوا كتباً شحنوها بأحاديث مدح الشام والقدس ، وروى العجلوني في كشف الخفاء:2/2، عدة نصوص وأحاديث في فضل الشام ولم يوثق أياً منها !
7- روى السيوطي في الدر المنثور:3/111، غرائب في فضل الشام عن كعب الأحبار وتلاميذه من مصادر (حديثية) متعددة ! وبعضها تحول بقدرة قادر الى حديث نبوي ! منها:
- عن كعب: مكتوب في التوراة أن الشام كنز الله عز وجل من أرضه بها كنز الله من عباده .
- قال النبي صلى الله عليه وآله : طوبى للشام ! قيل له: ولمَ؟ قال إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم . (عن زيد بن ثابت ، وقال صححه الحاكم) !
- قال رجل يا رسول الله خِرْ لي ، فقال صلى الله عليه وآله : عليك بالشام ، فإنها صفوة الله من بلاده فيها خيرة الله من عباده ! فمن رغب عن ذلك فليلحق بنجدة ، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله ... ولفظ أحمد فإنه خيرة الله من أرضه...فإن أبيتم فعليكم بيمنكم ! عن واثلة بن الأسقع... فمن أبى فليلحق بيمنه ويسق من غدره !
وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره !
- عن كعب قال: أحب البلاد إلى الله الشام وأحب الشام إليه القدس وأحب القدس إليه جبل نابلس ، ليأتين على الناس زمان يتقاسمونه بالحبال بينهم !
-عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : دخل إبليس العراق فقضى منها حاجته ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بيسان ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقريه . وعن وهب بن منبه قال: رأس الأرض الشام .
- وعن وهب بن منبه قال: إني لأجد تردد الشام في الكتب ، حتى كأنه ليس لله حاجة إلا بالشام .
- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ، قالوا: وفي نجدنا؟ وفي لفظ وفي مشرقنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان . زاد ابن عساكر في رواية: وبها تسعة أعشار الشر .
- وعن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الخير عشرة أعشار ، تسعة بالشام وواحد في سائر البلدان . والشر عشرة أعشار واحد بالشام وتسعة في سائر البلدان ! وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم !
- وعن كعب قال: إني لأجد في كتاب الله المنزل أن خراب الأرض قبل الشام بأربعين عاماً ).انتهى. ولايمكن قبول أحاديث ذم نجد وإن رواها بخاري ، لأن رواة الخلافة الأموية متهمون ، بعكس أهل البيت الصادقين الطاهرين غير المتهمين عليهم السلام .
قال الشيخ محمود أبو رية ، وهو من علماء الأزهر في كتابه: أضواء على السنة المحمدية/176، بعد أن نقل طعن عدد من العلماء السنيين بكعب الأحبار ووهب بن منبه وأمثالهما من أحبار اليهود: ( إن الأئمة المحققين قد طعنوا في رواية هذين الكاهنين ، ولايزال يوجد بيننا وا أسفاه من يثق بهما ويصدق ما يرويانه ، ولا يقبل أي كلام فيهما . ولكي نستوفي القول في بيان مدى الكيد اليهودي للإسلام والمسلمين وإن كان ذلك يعد استطراداً ينحرف بنا عما نحن بسبيله ، نكشف لك عن جانب آخر من عمل دهاة اليهود ، ذلك هو الجانب السياسي ، فلقد كان كيدهم في محاربة الإسلام يتجه إلى ضربه من ناحيتين: ناحية دينية ، وأخرى سياسية...الخ. ).
أحاديث الغرباء وغربة الإسلام في مصادر الطرفين
ابن حماد:1م78، عن عبد الله بن عمرو العاص قال: أحب شئ إلى الله تعالى الغرباء قيل أي شئ الغرباء؟ قال: الذين يفرون بدينهم، يُجمعون إلى عيسى بن مريم عليه السلام . وتاريخ بخاري:4/130 ، وفيه: فرَّارون بدينهم يجتمعون إلى عيسى بن مريم يوم القيامة . وحلية الأولياء:1/25، وفيه: الفرارون بدينهم يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى بن مريم صلى الله عليه وآله . وأحمد:1/184، عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: إن الإيمان بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء إذا فسد الناس . والذي نفس أبي القاسم بيده ليأزرنَّ الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها ). طوبى: شجرة مميزة جداً في الجنة ، وتطلق على الجنة ، يأرز: يجتمع وينضم بعضه إلى بعض . هذين المسجدين: تعبير عن مكة والمدينة .
وأحمد:1/398، عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وفيه: قيل: ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل . وفي:2/177،عن ابن عمرو العاص، وفيه: قال: أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم .
وفي أحمد:4/73 ، عن عبد الرحمن بن سنة وفيه: قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس ، والذي نفسي بيده ، لينحازن الإيمان إلى المدينة كما يجوز السيل. والذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام إلى ما بين المسجدين كما تأزر الحية إلى حجرها .
ومسلم:1/130 ،كما في رواية أحمد الخامسة عن أبي هريرة . وابن ماجة:2/1319 ،كما في رواية مسلم الأولى ، والبزار:1/314 ، والترمذي:5/18 ، كما في رواية أحمد الثانية إلى قوله للغرباء ، وبآخر فيه: إن الدين ليأرز إلى الحجاز ، كما تأرز الحية إلى جحرها ، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل ، إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي. وقال: هذا حديث حسن صحيح. ومشكل الآثار:1/297 ، كما في رواية أحمد الثانية ، عن عبد الله . وبنحوه المعجم الأوسط:2/551 عن أنس . وفي:5/478 ، عن جابر ، وفي:6/377، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، وان بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمناً ، ويصبح كافراً، ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض الدنيا . والمسند الجامع:12/317، عن عبد الرحمن بن سنة ، وفي:6/155 ، عن ابن لسعد بن أبي وقاص بنحوه . وفي:14/192 ، عن عمرو بن عوف ..الخ.
وقد روت مصادرنا أحاديث حول غربة الإسلام كما في الجعفريات/192، عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، فقيل ومن هم يا رسول الله؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس ، إنه لاوحشة ولاغربة على مؤمن ، وما من مؤمن يموت في غربة إلا بكت الملائكة رحمة له حيث قلت بواكيه ، وإلا فسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه) .
وروى في كمال الدين:1/200 ، أوله عن علي عليه السلام بثلاث روايات ، وقال: فقد عاد الإسلام كما قال عليه السلام غريباً في هذا الزمان كما بدأ ، وسيقوى بظهور ولي الله وحجته كما قوي بظهور نبي الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، وتقر بذلك أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته كما قرت أعين المنتظرين لرسول الله صلى الله عليه وآله والعارفين به بعد ظهوره . وإن الله عز وجل لينجز لأوليائه ما وعدهم ويُعلي كلمته ويتم نوره ولو كره المشركون .
وفي شرح الأخبار:3/371 ، أن أبا بصير طلب من الإمام الصادق عليه السلام أن يشرح له هذا الحديث: (قال أبو بصير: فقلت له إشرح لي هذا جعلت فداك يا بن رسول الله . قال عليه السلام : يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله ، وكذلك المهدي يستأنف دعاء جديداً إلى الله لمَّا غُيِّرت السنن وكثرت البدع وتغلب أئمة الضلال ، واندرس ذكر أئمة الهدى الذين افترض الله طاعتهم على العباد وأقامهم للدعاء إليه والدلالة بآياته عليه ، ونُسي ذكرهم وانقطع خبرهم لغلبة أئمة الجور عليهم . فلما أنجز الله بالدعاء للأئمة ما وعدهم به من ظهور مهديهم احتاج أن يدعوهم دعاء جديداً كما ابتدأهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالدعاء أولاً ).
وفي الإرشاد/364 ، محمد بن عجلان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الإسلام جديداً ، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور ، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدى إلى أمر مضلول عنه ، وسمي بالقائم لقيامه بالحق). ومثله إعلام الورى/431 ، وعنه روضة الواعظين:2/264 ، وكشف الغمة:3/254 وإثبات الهداة:3/527 و555 .
وفي النعماني/230 ،عن عبد الله بن عطاء المكي ، عن شيخ من الفقهاء يعني أبا عبد الله عليه السلام قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال: يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديداً ). وعنه إثبات الهداة:3/539، والبحار:52/352.
وفي الكافي:1/536 ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه سئل عن القائم فقال: كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد ، حتى يجئ صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان). ومثله غيبة الطوسي/282 ، ونحوه الإرشاد/364 ، وعنه كشف الغمة:3/255 . وإثبات الهداة:3/448 و516 و555، عن الكافي وغيبة الطوسي والإرشاد ، والبحار:52/332 و338، عن غيبة الطوسي والإرشاد.
أقول: المقصود بغربة الإسلام غربته عن التطبيق ، وقد صرح بذلك الصدوق رحمه الله وربطه بظهور المهدي عليه السلام وقد حاولت مصادرهم توظيف الحديث للصراع بين أهل الحجاز وأهل الشام كما وظفوا حديث الفئة الظاهرة لمصلحة أهل الشام وبني أمية ! ومعنى: يأرز الإيمان أو العلم إلى المدينة ومكة: أن وعي الدين ينحسر من الأمة ، وتكون المدينة ومكة مركزاً لتجديد الإسلام وانطلاقته في آخر الزمان على يد الإمام المهدي عليه السلام ، كما كانتا مركزاً لانطلاقته على يد جده خاتم النبيين صلى الله عليه وآله .
مجددو الإسلام
روت المصادر السنية نصاً عن أبي هريرة ظن الراوي أنه رفعه الى النبي صلى الله عليه وآله قال أبو داود:4/109: (عن أبي علقمة ، عن أبي هريرة ، فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها . والبيهقي في المعرفة:1/137، والخطيب البغدادي:2/61، والجامع الصغير:1/282 ، والمسند الجامع:17/843 ، صحيح بخاري بشرح الكرماني:1/72 . وفي مستدرك الحاكم:4/522 ، أن رجلاً قرأ هذا النص في مجلس القاضي أبي العباس بن شريح وقال له: فأبشر أيها القاضي فإن الله بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز ، وبعث على رأس المأتين محمد بن إدريس الشافعي ، وأنت على رأس الثلاث مائة) . انتهى.
أقول: الإمام المهدي عليه السلام هو المجدد القطعي للإسلام ، والقدر المتيقن من المجددين هم الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، ولم نجد مصدراً لما نقله في إحقاق الحق عن ابن حنبل من تخصيص المجدد بالعترة الطاهرة عليهم السلام . ولو صح هذا الحديث وكان يشمل غير العترة عليهم السلام ، فلا يمكن معرفة هؤلاء المجددين حيث كثر ادعاء بعض الحكام والعلماء أنهم هم المجددون ، والإدعاء لهم!
والذي أرجحه أن أصل الحديث عن دور العترة في حفظ الإسلام ونفي زيف المحرفين له ، فزادوا فيه ، وصادروه لمن يتولونهم !
كما أنه على فرض صحته يرد السؤال: هل تحسب المئة سنة من بعثة النبي أو هجرته أو وفاته صلى الله عليه وآله ؟ وهل المقصود برأس المئة السنة الأولى منها ، أم المعنى العرفي الذي يشمل الربع الأول منها ؟ وقد اعتبر المودودي أن المهدي عليه السلام المجدد العالمي العام للإسلام ، في عداد المجددين على رأس كل مئة سنة ، لكن الصحيح أن له حسابه الخاص بمقياس حياة الأمة والحياة البشرية عامة .
وقد نصت أحاديثنا على أن الإمام المهدي عليه السلام هو الذي يجدد الإسلام ويخرجه من غربته . ففي عيون أخبار الرضا عليه السلام :2/200 ، عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة ، فقال الرضا عليه السلام : إنها لَحَقٌّ قد كانت في الأمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة . قال صلى الله عليه وآله : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه . وقال صلى الله عليه وآله : إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، قيل: يا رسول الله ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يرجع الحق إلى أهله). وعنه الإيقاظ/107 ، وحلية الأبرار:2/301 ، و: البحار:25/135 ، والبرهان:2/350 .
وفي تفسير فرات/44 ، عن خيثمة الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسير قوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ، يعني صفوتنا ونصرتنا . قلت إنما قدر الله عنه باللسان واليدين والقلب ، قال: يا خثيمة ألم تكن نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف ، ونصرتنا باليدين أفضل والقيام فيها . يا خثيمة إن القرآن نزل أثلاثاً ، فثلث فينا وثلث في عدونا وثلث فرائض وأحكام . ولو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا أولئك ماتت الآية إذا ما بقي من القرآن شئ . إن القرآن عربي من أوله إلى آخره وآخره إلى أوله ما قامت السماوات والأرض فلكل قوم آية يتلونها .
يا خيثمة إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، وهذا في أيدي الناس فكل على هذا . يا خثيمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله و ما هو التوحيد حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل عيسى بن مريم من السماء ، ويقتل الله الدجال على يده ، ويصلي بهم رجل منا أهل البيت . ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي إلا ونحن أفضل منه ). وعنه البحار:24/328 .
وفي غيبة النعماني/320 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: إن قائمنا إذا قام ، دعا الناس إلى أمر جديد ، كما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء). وعنه البحار:52/366.
وروى النعماني/232 ، عن الإمام الباقر عليه السلام أيضاً أن عبد الله بن عطاء سأله: إذا قام القائم بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله ويستأنف الإسلام جديداً ) وعنه حلية الأبرار:2/629 ، والبحار:52/354 .
وروى/322، عن الإمام الصادق عليه السلام أن أبا بصير سأله: أخبرني عن قول أمير المؤمنين عليه السلام : إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ، فقال: يا أبا محمد ، إذا قام القائم عليه السلام استأنف دعاء جديداً كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ).والبحار:52/367 .
من هم الغرباء والطائفة المنصورة ؟
ينبغي الالتفات أولاً ، الى أن سبب كثرة طرق الحديث ورواته عندهم ، أن عمر بن الخطاب ومعاوية دخلا في رواته ، وطبقه معاوية عليه وعلى أهل الشام !
وثانياً ، إلى أن محاولة معاوية استغلال الحديث تضعف صيغه التي رووها وحرفوها ولا تضعف أصله ، الذي رويناه عن أهل البيت عليهم السلام . وهذه المحاولة تشبه محاولة العباسيين تطبيق أحاديث الرايات السود على حركتهم ، ومحاولة تطبيق صفات المهدي عليه السلام على المهدي التيمي والحسني والعباسي والفاطمي المزعومين ، فإن بطلان محاولاتهم لا يؤثر في قيمة أحاديث المهدي عليه السلام .
ولا يمكن الأخذ بتطبيقات معاوية للحديث على أهل الشام ، ولا تطبيق العباسيين له على أهل خراسان ، ولا تطبيق المتوكل له على حزب أهل الحديث الذي أسسه وعرف باسم مجسمة الحنابلة ، ولا على ورثته الحزب الوهابي الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب ، أو حركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا ، أوحركة مقاومة إسرائيل وجهاد اليهود التي يشترك فيها المسلمون الفلطسينيون وغيرهم.. وسبب ذلك أن الحديث نص على أنهم جماعة من أمة النبي صلى الله عليه وآله على الحق وأنهم سيتواصلون في كل جيل حتى عصر ظهور المهدي ونزول المسيح عليهما السلام ، ونص على أنهم أقلية ، ولهم معارضون ومكذبون وأعداء .
إن الأحاديث المفسرة للحديث النبوي لاتدع مجالاً للشك بأن مقصوده صلى الله عليه وآله الأئمة من عترته وأتباعهم ، الذين سيكون خاتمهم الإمام المهدي عليه السلام ، وقد اتضح ذلك من سرد ما تقدم من أحاديث ، ولبحثه مجال آخر.
حديث بعثت بين جاهليتين
أمالي الشجري:2/277: (أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه ، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل المديني ، قال
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال أخبرنا أحمد بن الحسن أبو عبد الله ، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا حصين بن مخارق ، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : بعثت بين جاهليتين لأخراهما شر من أولاهما ).انتهى.
أقول: لم أجد لهذا الحديث المهم مصادر أخرى ، وهو يدل على أن الجاهلية الثانية التي تكون بعد النبي صلى الله عليه وآله أسوأ من الجاهلية الأولى التي كانت قبله . ومهما فسرناها فإن الجاهلية الغربية الحاضرة جزء منها ، إن لم تكن كلها .
ويؤيد ذلك قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . (الأحزاب:33) فالآية تشير الى جاهلية ثانية يكون من صفاتها أن المرأة تتبرج فيها كما كانت في الجاهلية الأولى . وفي الآية بحوث يتصل بموضوعنا منها الإشارة الى أن ظهور الإمام المهدي عليه السلام يكون بعد الجاهلية الثانية التي هي أكثر شراً وضرراً على البشرية من الأولى .
موقع سماحة الشيخ : علي الكوراني العاملي
الكتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام |
تعليق