ليت الحيالا سقى الأزهار بالظلم | صروفه غشت الزهراء بالظلم |
كم بعد فقد أبيها كابدت محناً | وقوعها يدع الاطواد كالرمم |
وصحبه غصبوها بعده فدكاً | وانكروا فيها ظلماً من الحكم |
واحرقوا باب بيت الطهر فاطمة | بنار حقد لهم مشبوبة الضرم |
فأسقط الرجس لما ظل يعصرها | منها جنيناً نمى في طاهر الرحم |
بصدرها ثبت المسمار وانكسرت | منها الاضالع فانهلت بفيض دم |
سيف القضاء علي في حمائله | قادوه قهراً بنو عبّادة الصنم |
من بيته ابن صهاك الرجس أخرجه | ملبباً برداء الفضل والكرم |
وفاطم ـ خلفه تدعو وأدمعها | تصوب عن مدمع كالغيث منسجم |
وسوط قنفذ يلوي فوق عاتقها | ضرباً فتصرخ ولهى منه بالألم |
لم أنسها يوم وافت قبر والدها | خير البرية من عرب ومن عجم |
الصفحة 622 |
وافت وقد غص بالانصار مسجده | والبغي قام بجمع فيه مزدحم |
فاسدلوا دونها الاستار فابتدأت | لله تبدي بافصاح من الكلم |
كأنها هي في الايات تفرغ عن | فم النبي أبيها في بيان فم |
جحدتم معشر الانصار في فدك | حقاً لنا خصه الرحمن من قدم |
كانما العهد فيكم يوم فارقنا | طيف الخيال سرى عن طيف محتلم |
بنت النبي أبيحت بين أظهركم | حقوقها وحماها غير محترم |
لم تلق في القوم الاكامنا حنقاً | والطرف منه عن الحق المبين عمي |
لم يهضموا فاطماً إلاّ وقد علموا | بان حيدر منهم غير منتقم |
ثم انثنت عنهم بالخطو عاثرة | بذيل برد بواري موضع القدم |
قالت أبا حسن ماذا القعود فقم | وحكّم السيف في الاعناق والقمم |
نقضت قادمة البازي مكتمناً | من رعيه من بعاث الطير والرخم |
وقد لويت الطلا بالذل مفترشاً | خديك ترب الثرى يا ضيغم الأجم |
ترضى بان عتاة البغي تهضمني | وأنت تعلم ليس الهضم من شيمى |
تبزني نحلتي مني يدا ابن أبي | قحافة حيث لم يبصر لدي حمي |
فقال فاطم صبراً نهنهي شجناً | وأطوي الجوانح أن تجزع على الكظم |
إن الكفيل لمأمون وحقك في | حكم الكتاب جلي غير منكتم |
وإرثك أن أضاعته العدى حنقاً | فلم يضع لك أجراً بارىء النسم(1) |
1- رياض المدح والرثاء للشيخ حسين علي البلادي: 502.
تعليق