بسم الله الرحمن الرحيم
قال امير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه : " اما بعد فان الجهاد باب من ابواب الجنة فتحه الله لخاصة اوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة , وجنته الوثيقة . فمن تركه رغبة عنه البسه الله ثوب الذل وشملة البلاء وديث بالصغار والقماءة وضرب على قلبه بالاسداد واديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصف......" فالجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة اوليائه فهي غير مفتوحة بوجه الجميع لان وسام المجاهد لا يتقلده الا من كان لائقا لذلك واولياء الله غير لائقين باجمعهم لتقلد هذا الوسام بل خاصة أولياء الله .
فقد ورد ان للجنة ثمانية أبواب لكن ما الداعي لهذه الكثرة ؟ اهو لتخفيف الزحام ؟ بالطبع لا فان عالم الاخرة ليس فيه تزاحم اذا ما سبب هذا التعدد ؟
والجواب انه لتعدد درجات اهل الاخرة فللايمان والعمل والتقوى مراتب ودرجات ولكل انسان منها بمقدار ما طوى من المراحل التكاملية في الحياة الدنيا .
ولكل فئة طوت مرحلة معينة من مراحل تكاملها باب تداخل منها الجنة في الحياة الأخرى حسب درجتها ومنزلتها أي حسب ما طوته من أشواط على طريق ايمانها وعملها وتقواها في هذه الحياة .
الباب التي يدخل منها المجاهدون اذن هي الباب الخاصة لاولياء الله يلجون منها فوز القرب الإلهي .
والامام يصف الجهاد بعد ذلك بانه لباس التقوى والتقوى تعني (( الطهر الحقيقي )) من كل الاثام ، ومن المعلوم ان جذور الاثام الروحية والخلقية هي الكبر والغرور والانانية ومن هنا فان المجاهد الواقعي هو اتقى الاتقياء .
فرب متق طهر من الحسد واخر من الكبر واخر من الحرص واخر من البخل ...لكن المجاهد اطهر الطاهرين لانه ضحى بكل وجوده ولذلك اختص بباب من أبواب الجنة لا ينالها سائر الطاهرين .
ومن خلال ما تقدم نعلم قيمة الحسين عليه السلام وأولاده واصحابه فهم خير مثال للمجاهدين الحقيقيين عليهم السلام ومنه نعلم انهم من خلص أولياء الله تبارك وتعالى .
تعليق