من ديوان السيدحيدرالحلي قدس ما كان أوجعها لمهجة أحمداً |
كـم ذا تُطـارح في منى ورقاءها(1) | خفِّض عليـك فليس داؤك داءها | |
أَنَظُنهـا وجـدت لبيـنٍ فانبـرت | جـزعا تبثك وجـدها وعنـاءها | |
فحلبـت قلبـك من جفـونك أدمعا | و سمت كَرَبعي الحيـا جرعاءها(2) | |
هيهات ما بنت ألأراكة(3) والجوى | نضج الزفيـر حشاك لا أحشاءها | |
فاستبق ما أبقى ألأسـى من مهجة | لك قد عصرت مع الدموع دماءها | |
كذبتك ورق ألأبطحين فلـو بكت | شجنـاً لأخضـل دمعها بطحاءها | |
فاطرح لحـاظك في ثنـايا أُنسها | من أي ثغـر طـالعة مـا ساءها | |
لا ألفهـا صدعته شـاعبة النوى(4) | يـوما ولا فطـم الغمـام كباءها(5) | |
و غـدير روضتها عليه رفرفت | عـذب ألأراك وأسبغت أفيـاءها(6) | |
لكن بزينـة طـوقها لمـا زهت | مزجت بأشجـان ألأنيـن غناءها | |
ورأت خضاب الراحتين فطرَّبت | وظننت تطريـب الحمـام بكاءها | |
أ أخا المـلامة كيف تطمع ظلة | بالعذل من نفسي تـروض أباءها | |
أرأيت ريـقة أفعـوان صريمة(7) | نـفس السليم(8)بها تـروم شفائها | |
عني فما هبـت بوجدي سـاجع | تتدعو هديـلا صبحـها ومساءها |
(1)الورقاء: الحمامة ، أو التي يقرب لونها إلى الخضرة.. (2) الحيا: المطر والجراعاء : رملة مستوية لا تنبت شيئا. (3)ألأراك: هي شجرة واحدتها أراكة، والجمع أرك وأراك. (4) النوى : البعد. (5) الكباء : عود البخور . (6) أسبغ : أسدل ، ألأفياء: الظلال. (7) الصريمة: القطعة من الرمل المتجمع . (8)السليم : السقيم. |
تعليق