بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ...
بأن الرسالات السماوية المتعاقبة الممتدة منذ خلق البشرية على ارض هذا الكوكب السماوي البسيط وحتى يأذن الله تعالى بفنائه ودماره وهلاك من فيه وما فيه تشكل فيما بينها حلقات مترابطة الاطراف والاوصال تبدأ منذ البداية ولا تنتهي حتى النهاية.
بلى فلا يسع احد ان يقول بأن رسالة كل رسول لا صلة لها بغيرها من الرسالات والاديان الاخرى التي جاء بها غيره من الانبياء والمرسلين، بل يتفق الجميع على وجود ذلك الترابط العضوي الثابت بين جميع تلك الرسالات، منذ أول رسالة وحتى آخرها، وهو الاسلام العظيم.
نعم ان ادراك كون صدور جميع الرسالات من مشكاة واحدة، وانبعاثها من نور واحد فحسب، يظهر بلا ريب وجود هذا التناقض الغريب والشاذ، ويؤكد بالتالي عند معارضة وتجاوز عقد التشويه والتحريف على وحدة الدعوة واستمراريتها، وهذا هو قطب الرحى ومدار الامور.
ان الله تبارك وتعالى عندما خاطب ملائكته بأنه خالق في الارض بشرا يكون له خليفة فيها، وخاطبته الملائكة بأن من سمة البشر الفساد وسفك الدماء وغيرها من المعاصي، رد عليهم جل وعلا بأنه يعلم ما لا يعلمون.
ثم انه جل وعلا خلق آدم وعلمه ما يشاء ثم عرضه على الملائكة وحاججهم به، فلما عجزوا قدم هذا المخلوق الطيني عليهم، وجعله الأحق بحمل رسالته في ارضه، ونشر آياته فيها.
وهكذا جعل الله تعالى ابن آدم خليفة له في ارضه، يحمل رسالته، وينفذ دعوته وارادته.. ولكن قوى الشر والفساد، والظلم والانحراف لا يمكن لها ان تدعه ينساب في مسيرته المقدسة، ويؤدي رسالته ومهمته، بل هي له بالمرصاد، تقيم له العثرات، وتقطع طريقه بالعقبات والمعضلات.
نعم كل هذا ويجب ان تقام مشيئة الله تعالى في ارضه، وتنفذ فيها احكامه واوامره، ولذا تحتمت ضرورة قيام الداعي الى اتباع هذه المشيئة وهذه الارادة، وهذا الضرورة دائمة دائبة طالما هذه الارض معمورة، وعلى ارضها البشر، وفيهم الخير والشر، فتوالت رسل الله تعالى وانبياؤه عليهم السلام، نبي يلحق بنبي، وبين أولئك الانبياء أوصياء يواصلون مسيرة أنبيائهم ولا يعدون أنبياء، ولكنهم أمناء على حفظ رسالة النبي الذي عاصروه ثم ادركه الموت، وهذه سنة الله تعالى في ارضه.
قال الامام الباقر (ع): والله ما ترك الارض – منذ قبض الله تعالى آدم – الا وفيها امام يهتدى به الى الله، وهو حجة الله على عباده، ولا تبقى الارض بغير حجة على عباده.
ولمّا كانت هذه سنة الله تعالى في ارضه، فكانت يجب ان تجري بعد وفاة رسول الله (ص)، فامتدت بعده الى ذريته من المعصومين (ع)، واحدا من بعد واحد، حتى انتهت الى الامام المهدي (ع)، بنص صريح وثابت، يعضده الدليل العقلي بوجوب استمرار حلقات الامامة لتكميل مسيرة الخط النبوي.
اذن فالامام المهدي (ع) يشكل خلاصة عالم البشرية الواسع والمترامي الاطراف، والبعيد الغور والعمق، وحيث يتركز هذا العالم في افضل موجوداته واقدسهم، وهم الانبياء والاوصياء.
بل ان فكرة أو قضية الاعتقاد بالامام المهدي (ع) وظهوره في آخر الزمان واقامته لدولة الحق، ونبذه وتدميره لحكومات الجور والظلم ليست مسألة مختصة بالشيعة الامامية فحسب، بل هي عقيدة ثابتة ومتأصلة لها جذور ضاربة في عمق الكثير من العقائد والاديان المختلفة.
نعم هي عند عموم المسلمين عقيدة مشتركة لا يسع احد انكارها الا اذا اصم اذنيه عن الحق، واغمض عينيه عن شعاع الشمس، فالجميع يتفق على ظهور هذا الامام في آخر الزمان لاقامته الحق والعدل وازالة الظلم والجور، وابطال قوانين الفساد التي تحكم شعوب الارض واقامة شرائع السماء ومناهجها القويمة.
روى الامام احمد في مسنده عن رسول الله (ص): «لو لم يبق من الدهر الا يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا».
ويقول ابن خلدون في تأريخه: اعلم ان المشهور بين الكافة من اهل الاسلام على مر الاعصار انه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت، ويؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الاسلامية، ويسمى المهدي.
وهذه العقيدة لا تتوقف عند المسلمين فحسب، بل تتجاوزهم الى غيرهم من الاديان او المذاهب والعقائد المختلفة.
حيث اقامة مجتمع متكامل ونموذجي هي بغية كل الرسالات السماوية المتلاحقة التي افنى الصالحون حياتهم سعيا نحو بعضها، طوال حقب ودهور متلاحقة شهدت صراعا مريرا بين طرفي النقض العقائدي، الخير والشر والنور والظلام، ارادة الله تعالى وحبائل الشيطان، ستحسم هذه المنازلة الدموية الرهيبة في عصر الامام المهدي (ع) بغلبة قوى الخير ونكوص واندحار قوى الشر الفاسدة.. وتطهر حينذاك الارض من رجس الكافرين والمشركين وتشرق بنور ربها، ويعيش المؤمنون في عصر يفيض الخير من جوانبه، ويزهر العطاء في جميع اطرافه، وتجد الشعوب في الامام المهدي (ع) وفي عدله وسياسته الرحيمة المرفأ الامين الذي طال تخبطها في وسط بحور الحيرة والضلال بحثا عنه، وطلبا له.
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ...
بأن الرسالات السماوية المتعاقبة الممتدة منذ خلق البشرية على ارض هذا الكوكب السماوي البسيط وحتى يأذن الله تعالى بفنائه ودماره وهلاك من فيه وما فيه تشكل فيما بينها حلقات مترابطة الاطراف والاوصال تبدأ منذ البداية ولا تنتهي حتى النهاية.
بلى فلا يسع احد ان يقول بأن رسالة كل رسول لا صلة لها بغيرها من الرسالات والاديان الاخرى التي جاء بها غيره من الانبياء والمرسلين، بل يتفق الجميع على وجود ذلك الترابط العضوي الثابت بين جميع تلك الرسالات، منذ أول رسالة وحتى آخرها، وهو الاسلام العظيم.
نعم ان ادراك كون صدور جميع الرسالات من مشكاة واحدة، وانبعاثها من نور واحد فحسب، يظهر بلا ريب وجود هذا التناقض الغريب والشاذ، ويؤكد بالتالي عند معارضة وتجاوز عقد التشويه والتحريف على وحدة الدعوة واستمراريتها، وهذا هو قطب الرحى ومدار الامور.
ان الله تبارك وتعالى عندما خاطب ملائكته بأنه خالق في الارض بشرا يكون له خليفة فيها، وخاطبته الملائكة بأن من سمة البشر الفساد وسفك الدماء وغيرها من المعاصي، رد عليهم جل وعلا بأنه يعلم ما لا يعلمون.
ثم انه جل وعلا خلق آدم وعلمه ما يشاء ثم عرضه على الملائكة وحاججهم به، فلما عجزوا قدم هذا المخلوق الطيني عليهم، وجعله الأحق بحمل رسالته في ارضه، ونشر آياته فيها.
وهكذا جعل الله تعالى ابن آدم خليفة له في ارضه، يحمل رسالته، وينفذ دعوته وارادته.. ولكن قوى الشر والفساد، والظلم والانحراف لا يمكن لها ان تدعه ينساب في مسيرته المقدسة، ويؤدي رسالته ومهمته، بل هي له بالمرصاد، تقيم له العثرات، وتقطع طريقه بالعقبات والمعضلات.
نعم كل هذا ويجب ان تقام مشيئة الله تعالى في ارضه، وتنفذ فيها احكامه واوامره، ولذا تحتمت ضرورة قيام الداعي الى اتباع هذه المشيئة وهذه الارادة، وهذا الضرورة دائمة دائبة طالما هذه الارض معمورة، وعلى ارضها البشر، وفيهم الخير والشر، فتوالت رسل الله تعالى وانبياؤه عليهم السلام، نبي يلحق بنبي، وبين أولئك الانبياء أوصياء يواصلون مسيرة أنبيائهم ولا يعدون أنبياء، ولكنهم أمناء على حفظ رسالة النبي الذي عاصروه ثم ادركه الموت، وهذه سنة الله تعالى في ارضه.
قال الامام الباقر (ع): والله ما ترك الارض – منذ قبض الله تعالى آدم – الا وفيها امام يهتدى به الى الله، وهو حجة الله على عباده، ولا تبقى الارض بغير حجة على عباده.
ولمّا كانت هذه سنة الله تعالى في ارضه، فكانت يجب ان تجري بعد وفاة رسول الله (ص)، فامتدت بعده الى ذريته من المعصومين (ع)، واحدا من بعد واحد، حتى انتهت الى الامام المهدي (ع)، بنص صريح وثابت، يعضده الدليل العقلي بوجوب استمرار حلقات الامامة لتكميل مسيرة الخط النبوي.
اذن فالامام المهدي (ع) يشكل خلاصة عالم البشرية الواسع والمترامي الاطراف، والبعيد الغور والعمق، وحيث يتركز هذا العالم في افضل موجوداته واقدسهم، وهم الانبياء والاوصياء.
بل ان فكرة أو قضية الاعتقاد بالامام المهدي (ع) وظهوره في آخر الزمان واقامته لدولة الحق، ونبذه وتدميره لحكومات الجور والظلم ليست مسألة مختصة بالشيعة الامامية فحسب، بل هي عقيدة ثابتة ومتأصلة لها جذور ضاربة في عمق الكثير من العقائد والاديان المختلفة.
نعم هي عند عموم المسلمين عقيدة مشتركة لا يسع احد انكارها الا اذا اصم اذنيه عن الحق، واغمض عينيه عن شعاع الشمس، فالجميع يتفق على ظهور هذا الامام في آخر الزمان لاقامته الحق والعدل وازالة الظلم والجور، وابطال قوانين الفساد التي تحكم شعوب الارض واقامة شرائع السماء ومناهجها القويمة.
روى الامام احمد في مسنده عن رسول الله (ص): «لو لم يبق من الدهر الا يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا».
ويقول ابن خلدون في تأريخه: اعلم ان المشهور بين الكافة من اهل الاسلام على مر الاعصار انه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت، ويؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الاسلامية، ويسمى المهدي.
وهذه العقيدة لا تتوقف عند المسلمين فحسب، بل تتجاوزهم الى غيرهم من الاديان او المذاهب والعقائد المختلفة.
حيث اقامة مجتمع متكامل ونموذجي هي بغية كل الرسالات السماوية المتلاحقة التي افنى الصالحون حياتهم سعيا نحو بعضها، طوال حقب ودهور متلاحقة شهدت صراعا مريرا بين طرفي النقض العقائدي، الخير والشر والنور والظلام، ارادة الله تعالى وحبائل الشيطان، ستحسم هذه المنازلة الدموية الرهيبة في عصر الامام المهدي (ع) بغلبة قوى الخير ونكوص واندحار قوى الشر الفاسدة.. وتطهر حينذاك الارض من رجس الكافرين والمشركين وتشرق بنور ربها، ويعيش المؤمنون في عصر يفيض الخير من جوانبه، ويزهر العطاء في جميع اطرافه، وتجد الشعوب في الامام المهدي (ع) وفي عدله وسياسته الرحيمة المرفأ الامين الذي طال تخبطها في وسط بحور الحيرة والضلال بحثا عنه، وطلبا له.
ال?اتب:السيد أبو القاسم الديباجي
تعليق