الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وأصحابه الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى الاخوة الاكارم سنة وشيعة أحييكم وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يريكم الحق حقا ويرزقكم اتباعه ويريكم الباطل باطلا ويرزقكم اجتنابه ومن دلائل
نعم الله على عبده انه اذا وقف على قول عالم من علماء المسلمين وهذا العالم
له مكانة في قلبه وقد صرح هذا العالم بكلام يخالف كتاب الله وسنة رسول الله
والثوابت المتفق عليها فيهجر هذا القول ويتعدى الى هجر القائل اذا كان القول يمس مالا يمكن المساس به بناءا على منزلة المتكلم فيه من الشرع .
اما اذا كان القول هو في الامور الفرعية العملية التي يكون فيها المخطأ والمصيب مأجور فلا ضير في ذلك.
أقول مستعينا بالله ان الله سبحانه وتعالى قد حفظ كتابه بالنصوص الصريحة الاتية :قال تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9]
وقال تعالى لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت : 42]
وقال تعالى وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً [الكهف : 27]
هذه النصوص صريحة في حفظ وصيانة القران الكريم
وبعد هذا تحدى عز وجل قريشا ان يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا كما قال عز وجل : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 23]
ثم أضاف الجن والانس للتحدي فقال عز وجل قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88]
ثم تحداهم ان يأتوا بعشر فقال عز وجل أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [هود : 13]فهذا التحدي من المولى عز وجل لجميع الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن فما استطاعوا ولن يستطيعوا ابدا
فثبت أن القرآن هو المعجزة الخالدة التي لا يطرأعليها تغيير او تحريف الى قيام الساعة .
ولكن نجد ممن يحسب على علماء المسلمين
قد تجرأ بأن يقدم ويأخر كلمات القرآن لتناسب العقيدة التي هو يعتقدها وكأن القرآن يجوز تأليفه وصياغة اياته من حيث التقديم والتأخير وكذلك كلماته وحسب الموضوع او العقيدة التي يريد رجل الدين اثباتها
واليكم هذا النموذج الذي هو من هؤلاء الذين يتحرشون بالمعجزة التي أعجزت الجن والانس
هو(((الخوئي زعيم الحوزة العلمية في وقته)))
قال ابو القاسم الخوئي الموسوي زعيم الحوزة العلمية في وقته وهو من المراجع الشيعية المهمة عند المذهب الاثنى عشري . في كتابه البيان في تفسير القرآن :موضوع البداء في التكوين صفحة 393
وهو يتكلم عن البداء و يستدل بالاحاديث على البداء المنسوب لله سبحانه وتعالى يذكر بعض الادلة الاحاديثية ثم ينتقل الى القرآن فجاء باية حتى يدلل على عقيدة البداء عند الله سبحانه وتعالى فقال وقد وقع نظير ذلك في كثير من الاستعمالات القرآنية، كقوله تعالى:" الآن علم الله أن فيكم ضعفا : 66 الأنفال "
فأنت عندما تقرأ هذه الأية تجد انها دليل صريح وقوي على البداء وهذا من دئب اهل العلم الذين يستدلون على العقائد المهمة بمحكم القرآن
وهذا امر محمود عند الله وهو الذي يجعل المقلد
ان يعتقد بهذه العقيدة وهو على يقين بصحة ما اعتقده بناء على الدليل الذي ذكره المرجع الذي هو ممن يوثق فيه ولا يمكن ان تتتبع كلامه لتتحقق منه كما هو الواقع للأخوة الشيعة من حيث انهم مقلدون للمراجع وكما يذكر المراجع في الرسائل العملية
(( معنى التقليد هو الأخذ برأي المجتهد وبدون المطالبة بالدليل ))
فكيف اذا كان المرجع يستدل من كتاب الله وبالأية المحكمة على العقيدة فهذا مما لا شك فيه انه يكون بعيدا عن فكر ومخيلة المقلد او طالب العلم
ان يتتبع دليلا من القرآن ومحكما ومن مرجع زعيم للحوزة العلمية في وقته
ولكن الطامة التي فوجئنا بها
ان الخوئي قد رتب هذه الأية بتقديم وتحريك كلماتها لتكون دليل صريح محكم على ما يعتقد وسوف اذكر الأية التي استدل بها من كتابه البيان في تفسير القرآن ونجعل مقارنة مع الأية في كتاب الله العزيز
وبعد ذلك اثبت مقصوده ومعتقده بالقرائن التي لا يمكن دفعها
الا بالهوى والإنسان عدو ماجهل
هذا قول الخوئي مع ذكر الدليل القرآني في موضوع البداء في التكوين صفحة 393 حيث قال : وقد وقع نظير ذلك في كثير من الاستعمالات القرآنية،
كقوله تعالى: (" الان علم الله أن فيكم ضعفا : 66 الأنفال)
اما الأية في كتاب الله هي(الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً [الأنفال : 66]
فهو أتى باللفظ (علم) وجعلها مكان خفف وبعد الآن لتكون الأية
(الان علم الله... بدل الأية الحقيقية
(الآنَ خَفَّفَ اللّهُ... وبالتالي تكون الأية التي اعاد صيغتها من حيث المكان . تكون انسب للموضوع لأن
موضوع البداء أي ان الله يعلم الآن او علم الآن فيكون الدليل بهذه الصيغة (الآن علم الله )
ادل واصرح من (الآن خفف الله )
ولا غرابة ان يتلاعبوا بالقرآن بشتى الأساليب
وسوف اذكر ادلة واضحة على ان الخوئي ينتهج ويعتقد هذا الأسلوب بالقرآن
بالأدلة
ليكون الكلام ذو قيمة حيث تكمن قيمة الموضوع بدليله
الأول : ان الخوئي يعتقد ان القرآن الحالي ليس على الترتيب الصحيح من حيث السور حيث قال في كتابه البيان في تفسير القرآن في موضوع صيانة القرآن من التحريف ص(223)
وهذا كلامه نصا
أن وجود مصحف لامير المؤمنين ـ (عليه السلام) ـ يغاير القرآن الموجود في ترتيب السور مما لا ينبغي الشك فيه، وتسالم العلماء الاعلام على وجوده أغنانا عن التكلف لاثباته،أنتهى
فهو يعتقد ولا يشك ان القرآن الذي عند علي رضي الله عنه واليوم عند المهدي هو يغاير القرآن الموجود بين ايدينا من ناحية ترتيب السور
فلايستطيع احد ان ينكر هذا بعد هذا الدليل
الثاني : ذكرعلي ابن ابراهيم الهاشمي القمي في مقدمة تفسيره ص13 قال فالقرآن منه- ناسخ و منه منسوخ – ومنه – محكم ومنه متشابه- ومنه- تقديم ومنه تأخير – ومنه حرف مكان حرف – ...
فهو يعتقد أي القمي ان في القرآن تقديم وتأخير وفيه ايظا حرف مكان حرف فالخوئي يعتقد هذا في القرآن ايظا لأنه قد قرأ تفسير القمي وحكم بصحة ما قال فيه حيث
قال الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث ج1 ص49الطبعة الخامسة
نحكم بوثاقة جميع مشايخ علي ابن ابراهيم القمي الذين روى عنهم
في تفسيره مع انتهاء السند الى احد المعصومين عليهم السلام . . . انتهى
اذا الخوئي يعتقد ان القرآن فيه تقديم وتأخير وفيه حرف مكان حرف بناء على قول القمي وقد صحح الخوئي تفسير القمي كما بينا اعلاه
الثالث : ان عامة الشيعة لا يعتبرون سياق القرآن الحجة
فيمكن ان تكون
الأية او جزء من اية في مكان غير المكان الذي يجب ان تكون مثل اية التطهيرجاءت في منتصف خطاب الزوجات وهي لخطاب اهل البيت
حيث قال تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب : 33] فالأية التي هي تبدأ بقوله انما يريد الله . . . الى اخر الأية هي ليس هذا محلها ولذلك ذكر المهاجري وغيره ان سياق القرآن ليس بحجة
الرابع : ان تغيير الكلمة في الأية تخدم الموضوع الذي يتكلم فيه الخوئي
حيث ان الكلمة التي تم تحويلها من مكانها الحقيقي من الأية اذ لم يتم تغييرها لا تكون الأية لها مدلول واضح على البداء فبهذا التغيير للكلمة
(علم) وجعلها بعد كلمة (الان)
تكون مناسبة للموضوع وهو البداء فتصبح الأية بعد الترتيب والمنتاج من ((الآنَ خَفَّفَ اللّهُ: 66الأنفال)
الـــــى ((" الان علم الله: 66 الأنفال)
لتكون الأية مناسبة للموضوع
الخامس : ان الكتاب قد طبع اكثر من طبعة وبعض النسخ قد قدم له اهل العلم مقدمة في بدء التفسير
والخوئي مرجع وله اتباع من المعممين من طلبة علم حوزوين ومثقفين وعامة من المقلدين
فأن كانوا يعلمون بهذه المسألة فتلك مصيبة وان كان لا يعلمون مع اطلاعهم فالمصيبة أعظم.
وبعد هذه الأدلة نقف على حقيقة عقيدة الرجل في تعامله مع كتاب الله
السادس : ان ملاحظة دقة الترتيب لكلمات الأية ووضعها في ماينسبها ورفع الكلمات من مكانها لا يمكن ان يحدث بدون تدخل العقل البشري الذي اتقن هذه المسألة حتى ندفع القول بأنها خطأ مطبعي والخطأ المطبعي يزيد حرفا او ينقص حرفا او يحذف كلمة او يزيد كلمة اما ان يرفع من نفس الأية ويأتي بكلمة ويضعها بترتيب ووفقا للموضوع فهذه ليست بطابعة بل هي مرجع دني يجب ان يقر له بالأعلمية ويقلد ولكن لنحقق تحقيقا علميا
و نضع الأييتن المرتبة والحقيقية ثم نلاحظ الأتي
(الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً 66الأنفال من كتاب الله
(" الان علم الله أن فيكم ضعفا : 66 الأنفالمن تفسير الخوئي
الأول : حذف خفف و ترك الله ثم حذف عنكم والواو
الثاني : أتى بعلم بدون الواو ووضعها مكان خفف وهي في مكانها الأصلي وعلم لأنه لا يستقيم وضعها في المكان الجديد مع الواو حيث تقرأ الآن وعلم فهذا لا يمكن أن يكون
فترك الواو التي هي تبع لعلم ليكون المعنى منسبا لسياق المعنى في القراءة هكذا( الآن علم الله)
فهل هذا الإتقان ووضع الكلمات في مكان الأخرى وحذف حتى الواو التي تأثر على السياق من حيث المعنى والقراءة وتناسب الموضوع الذي في الباب وهذا لا يصدر الا ممن رتب وحقق وهيأ للموضوع ومن المؤكد ان الكتاب يطلع عليه قبل وبعد الطباعة للتحقيق والمراجعة
وقد استمر هذا الخطأ في أكثر من طبعة فهل المطابع قد اتفقت على نصرة عقيدة البداء . وهل يقول قائل بعد هذا ان الخطأ مطبعي
اذكر بقول الله تعالىوَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا [الأحزاب : 67]
وبالختام
ارجو من الذين يطلعون على كلماتي الرجوع للمصادر التي انقل منها ليتحقق التثبت .
وان لا يقدس رجل الدين ونغفل عن ما بدر منه من كلام يخالف
صحيح المنقول . . . وصريح المعقول
واختم بقصيدة للأمام القحطاني رحمه الله وهو ويدافع عن كتاب الله
حيث قال
وكلامه القرآن أنزل آيه وحيا على المبعوث من عدنان
صلى عليه الله خير صلاته ما لاح في فلكيهما القمران
هو جاء بالقرآن من عند الذي لا تعتريه نوائب الحدثان
تنزيل رب العالمين ووحيه بشهادة الأحبار والرهبان
وكلام ربي لا يجيء بمثله أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورة أو آية فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكن رب البرية وليقل سبحاني
فإذا تناقض نظمه فليلبسن ثوب النقيصة صاغرا بهوان
أو فليقر بأنه تنزيل من سماه في نص الكتاب مثاني
صلى عليه الله خير صلاته ما لاح في فلكيهما القمران
هو جاء بالقرآن من عند الذي لا تعتريه نوائب الحدثان
تنزيل رب العالمين ووحيه بشهادة الأحبار والرهبان
وكلام ربي لا يجيء بمثله أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورة أو آية فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكن رب البرية وليقل سبحاني
فإذا تناقض نظمه فليلبسن ثوب النقيصة صاغرا بهوان
أو فليقر بأنه تنزيل من سماه في نص الكتاب مثاني
وصلى الله علي نبينا محمد وعلى اله وصحبه اسأل الله القبول والعفو والمغفرة من التقصير والله اعلم
أخوكم
حمـود1976
تعليق