بسمه تعالى::
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل لوليك الفرج::
السلام على عشاق علي ورحمة الله وبركاته::
الدنيا وأهلها في نهج البلاغة..
في وصف الدنيا وأهلها قال أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب عليهما السلام
" الدنيا تغر وتضر وتمر، إن الله تعالى لم يرضها ثواباً ،، لأوليائه ولاعقاباً لأعدائه ، وإن أهل الدنيا كركبٍ بينا هم حلوا إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا "
يبين عليه السلام من خلال ذمه للتعلق بالدنيا أهم خاصية للدنيا وهي التقلب والتغيير والتحول للإنسان ، فهي لاتسير على وتيرة واحدة ، بل تغدر بتبدلها وتحولها من حالٍ الى حال فالإنسان فيها بينا يكون قوياً صحيحاً إذ به يصير عليلاً مريضاً ، وبينا يكون غنياً وجيهاً إذ به يصير فقيراً حقيراً وهكذا ، فبعد كل قوةً ضعف، وبعد كلَّ ذاعزٍ ذل، ولايدوم شيء منها على حال فيقصد " عليه السلام " في كلامه هذا :
المعنى:
تغر : تخدع ، أي تخدع المائل اليها بزينتها وآمالها .
تضر : بتفويت السعادة من يده ، أي تضر من توجه اليها بما فيها من المصائب والمحن والدسائس .
تَمُرّ : أي تذهب ، ولاتفي لطلابها بما وعدتهم بل تتركم وتمر عليهم وتذيقهم مرارة الفراق وألم الأشتياق
لم يرضها الله ثواباً لأوليائه : أي لم يُعْطِ أوليائه أجراً فيها مقابل اعمالهم لأنها زائلة ،
ولا عقاباً لأعدائه : ولم يُعْطِ الألم والمشقة عقاباً لآعدائه فيها لما أرتكبوه من الجرائم ، بل اخر الثواب والعقاب للأخرة لأنها دائمة .
الركب : المسافر
حلوا : نزلوا
سائقهم : الموت ( قائدهم )
فارتحلوا : ذهبوا .
شرح المثال :
هذه دعوة الى الزهد في الدنيا اقصد بالزهد " الأعراض عنها " ومافيها ، وقد نَّفَرَ عنها {عليه السلام } بذكر بعض معانيها فإنها تغر الإنسان بزينتها فيتصور انه ينال منها شيئاً يسعده ، وكذلك تضره بما فيها من مصائب والآم ومحن فتمر عليه مروراً سريعاً فتنغص عليه طيب حياته وسعادته ، ومن هوانها على الله تعالى انه سبحانه لم يرضَ ان تكون ثواباً لأعمال أوليائه ِ ولاعقاباً لأعدائه ، وإنما جعل الثواب والعقاب في الدار الآخرة ، ثم شبه أهلها بقومٍ مسافرين أرادوا الأرتياح بعض الوقت فخلوا رحالهم وانزلوا أمتعتهم وبمجرد أن انزلوها صاح بهم قائدهم بالرحيل (( الموت )) ، فلم يسعدوا بالراحة ، ولم ينالوا الهدوء حتى أرتحلوا (( ماتوا)) ، وكذلك حال أبناء الدنيايبنون ويجمعون حتى إذا أراد احدهم أن يستفيد ويرتاح فغذا بيد المنون تمتد إليه لتحفظه من الحياة تاركاً وراءهُ امواله واولاده وكل ممتلكاته لم يتمتع بشءٍ منها .
**************
المصادر :
1- تصنيف نهج البلاغة : لبيب بيضون
2- توضيح نهج الابلاغة : للشيرازي ( قدس سره )
3- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة : للخوئي ( قدس سره )
4- شرح نهج البلاغة : للسيد عباس الموسوي..
دمتم بكل خيراحبتي..
نسألكم خالص الدعاء.
تعليق