بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى راي الشيعة في علم النبي صلى الله عليه واله وباقي الائمة للغيب فهم يصرحون بان المعصومين لا يعلمون الغيب لذاتهم وانما بتعليم الله لهم فمثلا يقول العلامة الطبرسي في مجمع البيان في تفسير سورة الانعام الاية 50]
[انه لا يعلم الغيب من تلقاء نفسه انما يعلمه الله]
ويقول العلامة المجلسي في [مراة العقول-ج1-ص187]
[ان الجمع بين الايات والرويات انهم عليهم السلام لا يعلمون الغيب من تلقاء انفسهم بغير تعليمه بوحي او الهام]
الا ان الوهابية كعادتهم تجدهم يهاجمون الشيعة بلا معرفة ان ائمتهم وشيوخ اسلامهم قائلون بنفس هذا المعنى وانه لا نزاع في المسألة أصلا ، فمثلا يقول ابن تيمية في مجموع رسائله :
"
[وكذلك قال نوح عليه السلام. فهذا أول أولي العزم، وأول رسول بعثه الله تعالى إلى أهل الأرض. وهذا خاتم الرسل وخاتم أولي العزم، كلاهما يتبرأ من ذلك. وهذا لأنهم يطالبون الرسول صلى الله عليه وسلم تارة بعلم الغيب كقوله (ويقولن متى هذا الوعد إن كنتم صادقين، ويسألونك عن الساعة أيان مرساها؟ قل إنما علمها عند ربي) وتارة بالتأثير كقوله (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلا - إلى قوله - قل سبحان ربي، هل كنت إلا بشراً رسولا؟) وتارة يعيبون عليه الحاجة والبشرية، كقوله (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً، أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها؟) فأمره أن يخبر أنه لا يعلم الغيب، ولا يملك خزائن الله، ولا هو ملك غني عن الأكل والمال، إن هو إلا متبع لما أوحي إليه، واتباع ما أوحي إليه هو الدين، وهو طاعة الله، وعبادته علماً وعملاً بالباطن والظاهر. وإنما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله تعالى فيعلم منه ما علمه إياه، ويقدر منه على ما أقدره الله عليه، ويستغني عما أغناه الله عنه من الأمور المخالفة للعادة المطردة أو لعادة غالب الناس.]
تعليق