بسم الله الرحمن الرحيم
أودّ أن أقف معكم من خلال هذه السطور القليلة عند حقيقة تكوينية تتعلق ببوّابة عالم الآخرة وهي حقيقة الموت والكيفية التي يكون عليها عند لحظة قبض الروح .
فمن الواضح نقلا ووجدانا أنّ الإنسان طريد الموت، وأنّ الموت معقود بنواصينا، وأنّه ألزم بنا من ظلّنا، وأنّ الدنيا تُطوى من خلفنا، شئنا ذلك أم ابينا، فهو الأمر المحتوم الذي قضى الله به على سائر خلقه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}(1)، ولكن رغم ذلك إلا أنّ هذه المعاني لا تقع بنحو واحد وصورة واحدة على سائر الخلق.
فأن تلكم المعاني المعصومة قد أرادت أن تؤكّد مضمون الآية الآنفة الذكر الحاكمة بحقيقة الموت في الحياة الدنيا، ابتداءً من سيد الخلق وأشرفهم الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وانتهاءً بأخر المراتب الوجودية من حيث الشرفية والرتبية.
فهذا الموت الذي لابدّ منه يتشكّل تبعاً لقالب الأعمال والخصال والملاكات التي توفرّ عليه للإنسان ــ المدعو للاستجابة ــ سواء كانت أعماله وخصاله وملكاته تُمثل أطوار الكمال أو أطوار النقص، أو مزيجاً من هذه وتلك.
بعبارة أخرى: إنّ الإنسان بحسب صورته الواقعية ــ الباطنية ــ التي تُشكّل بتبع أعماله وملكاته سوف يتشكّل معها صورة الموت وهيأته ، أي: بما يُناسب تلك الهيأة التي رسم ملامحها الإنسان نفسه وخطّ حدودها وأطّر هويتها ستكون هوية وحدود وملامح ملك الموت، هو جار مجرى ما يقدّمه الإنسان.
بعبارة ثالثة: إنّ الإنسان بما يكون عليه في الحياة الدنيا يُحدّد لنفسه صورة ملك الموت ونوع الخبر الآتي به، فانّ الموت إمّا أن يكون مبشّراً بنعيم أو مبشّراً بعذاب، أو بما هو خليط من هذا وذاك فيكون أمراً مُبهماً.
عن الإمام محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال (عليه السلام) قيل لأمير المؤمنين (عليهما السلام): صف لنا الموت، فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه، وإمّا بشارة بنعيم الأبد، إما بشارة بعذاب الأبد، وإمّا تخزين وتهويل وأمر مبهم لا يدري من أيّ الفرق هو ...(2).
وينبغي ان يُعلم أنّ هذا التشكّل التبعي الذي يرسم حدوده الإنسان هو موجود في كلّ آنٍ آن، إلاّ أنّه يأخذ صورته الأخيرة في لحظة الموت.
فملك الموت هو على استعداد لقبض الأرواح في كلّ آنٍ وما يمنعه من ذلك إلاّ انتظار الأمر، فهو على أهبّة الاستعداد دائماً، ولذا فهو متشكّل بحسب الهيأة التي نحن عليها في كل آنٍ آن، ورؤية ذلك ممكنة جداً لمن لم يحن موعد موته إذا كان قلبه نقياً طاهراً تنعكس فيه تفاصيل الغيب، بل أنّ هذه التفاصيل منعكسة في كلّ قلب دون استثناء مُنذ أوّل لحظة والى آخر لحظة من حياة كل إنسان، ولكن {عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}(3). جرّاء ما اقترفوا من ذنوب.
أودّ أن أقف معكم من خلال هذه السطور القليلة عند حقيقة تكوينية تتعلق ببوّابة عالم الآخرة وهي حقيقة الموت والكيفية التي يكون عليها عند لحظة قبض الروح .
فمن الواضح نقلا ووجدانا أنّ الإنسان طريد الموت، وأنّ الموت معقود بنواصينا، وأنّه ألزم بنا من ظلّنا، وأنّ الدنيا تُطوى من خلفنا، شئنا ذلك أم ابينا، فهو الأمر المحتوم الذي قضى الله به على سائر خلقه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}(1)، ولكن رغم ذلك إلا أنّ هذه المعاني لا تقع بنحو واحد وصورة واحدة على سائر الخلق.
فأن تلكم المعاني المعصومة قد أرادت أن تؤكّد مضمون الآية الآنفة الذكر الحاكمة بحقيقة الموت في الحياة الدنيا، ابتداءً من سيد الخلق وأشرفهم الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وانتهاءً بأخر المراتب الوجودية من حيث الشرفية والرتبية.
فهذا الموت الذي لابدّ منه يتشكّل تبعاً لقالب الأعمال والخصال والملاكات التي توفرّ عليه للإنسان ــ المدعو للاستجابة ــ سواء كانت أعماله وخصاله وملكاته تُمثل أطوار الكمال أو أطوار النقص، أو مزيجاً من هذه وتلك.
بعبارة أخرى: إنّ الإنسان بحسب صورته الواقعية ــ الباطنية ــ التي تُشكّل بتبع أعماله وملكاته سوف يتشكّل معها صورة الموت وهيأته ، أي: بما يُناسب تلك الهيأة التي رسم ملامحها الإنسان نفسه وخطّ حدودها وأطّر هويتها ستكون هوية وحدود وملامح ملك الموت، هو جار مجرى ما يقدّمه الإنسان.
بعبارة ثالثة: إنّ الإنسان بما يكون عليه في الحياة الدنيا يُحدّد لنفسه صورة ملك الموت ونوع الخبر الآتي به، فانّ الموت إمّا أن يكون مبشّراً بنعيم أو مبشّراً بعذاب، أو بما هو خليط من هذا وذاك فيكون أمراً مُبهماً.
عن الإمام محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال (عليه السلام) قيل لأمير المؤمنين (عليهما السلام): صف لنا الموت، فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه، وإمّا بشارة بنعيم الأبد، إما بشارة بعذاب الأبد، وإمّا تخزين وتهويل وأمر مبهم لا يدري من أيّ الفرق هو ...(2).
وينبغي ان يُعلم أنّ هذا التشكّل التبعي الذي يرسم حدوده الإنسان هو موجود في كلّ آنٍ آن، إلاّ أنّه يأخذ صورته الأخيرة في لحظة الموت.
فملك الموت هو على استعداد لقبض الأرواح في كلّ آنٍ وما يمنعه من ذلك إلاّ انتظار الأمر، فهو على أهبّة الاستعداد دائماً، ولذا فهو متشكّل بحسب الهيأة التي نحن عليها في كل آنٍ آن، ورؤية ذلك ممكنة جداً لمن لم يحن موعد موته إذا كان قلبه نقياً طاهراً تنعكس فيه تفاصيل الغيب، بل أنّ هذه التفاصيل منعكسة في كلّ قلب دون استثناء مُنذ أوّل لحظة والى آخر لحظة من حياة كل إنسان، ولكن {عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}(3). جرّاء ما اقترفوا من ذنوب.
تعليق