هل لجبل رضوى علاقة بالإمام عليه السلام وأصحابه ؟
في المحتضر/20، عن كتاب القائم لابن شاذان الى الإمام الصادق عليه السلام قال: (إن أرواح المؤمنين ترى آل محمد عليهم السلام في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله تعالى وأقبلوا معه يلبون زمراً زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المنتحلون وينجو المقربون . وهذا الحديث يدل على ما رويناه من القالب للروح بعد خروجها من الأول كما يدل عليه أكلهم وشربهم وحديثهم ).
وفي غيبة الطوسي/103، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلاً عليها فقال لي: ترى هذا الجبل هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا ،أما إن فيه كل شجرة مطعم ، ونعم أمان للخائف مرتين ، أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين: واحدة قصيرة والأخرى طويلة )وعنه إثبات الهداة:3/500 ،والبحار:52/153.
وفي البحار:52/306 ، عن كتاب الغيبة للسيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن الإمام زين العابدين عليه السلام في خبر طويل في خروج الإمام المهدي عليه السلام أنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام في جبل رضوى ، جاء فيه: (ثم يأتي إلى جبل رضوى ، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ، ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها). وعنه إثبات الهداة:3/582 .
وفي معجم البلدان:3/51 ، في جبل رضوى: (وهو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل...وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية ، ورأيته من ينبع أخضر ، وأخبرني من طاف في شعابه أن به مياهاً كثيرة وأشجاراً . وهو الجبل الذي يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنيفة به مقيم ، حيٌّ يرزق ).
وروى البلاذري في أنساب الأشراف/202، والسمعاني:1/207 ، قول كثيِّر والسيد الحميري وكانا أول أمرهما يعتقدان بمهدوية محمد بن الحنفية ، قال كثير:
ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواءُُ
عليٌّ والثلاثة من بنية هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبطٌ سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى فيهم زماناً برضوى عنده عسل وماء
وقال السيد الحميري:
أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى ويهيج قلبي الصبابة أولقُ
حتى متى وإلى متى وكم المدى؟ يا ابن الوصي وأنت حيٌّ ترزق).
وتقدم أن السيد الحميري رحمه الله رجع عن الكيسانية وصار إمامياًً اثني عشرياً ، وقال:
فلما رأيت الناس في الدين قد غووا تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرو
وناديت باسم الله والله أكبرُ وأيقنت أن الله يعفو ويغفرُ..الخ.
والكيسانية نسبةً الى كيسان من وزراء المختار ، ونشأ ادعاؤهم من أحاديث النبي وآله صلى الله عليه وآله في أن المهدي الموعود لا بد أن يغيب ، فطبقوه على محمد بن الحنفية بعد موته رحمه الله كما صرح بذلك السيد الحميري في قصائده . ويظهر أن اختيارهم جبل رضوى مكاناً لغيبته ، بسبب أحاديث عن النبي وآله صلى الله عليه وآله أيضاً .
وتدل الأحاديث المتقدمة على أن لجبل رضوى موقعاً في عالم الأرواح ! وأصل وجود أمكنة في الأرض هي نقاطٌ لتجمع أرواح الأموات أمرٌ متفق عليه بين المسلمين، فقد ورد ذلك في بيت المقدس وحضرموت اليمن ووادي السلام التي تسمى ظهر الكوفة والنجف ، وغيرها !
ولا بد لنا أن نعترف بقلة معلوماتنا عن نقاط تحرك الأرواح في الأرض ، ونقاط نزول الملائكة وصعودها والأرواح والأعمال.. فما المانع أن يكون لجبل رضوى موقع في هذا العالم الذي هو أعلى من عالم المادة المنظور .
كما أن قول الإمام الصادق عليه السلام المتقدم عن جبل رضوى: ( رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا ) لايصح رده لغرابته ، بعد أن روى الجميع أن جبل الطائف من جبال الشام ، وقد نقله الله تعالى الى الحجاز ! كما روي أن الأرض دحيت من تحت الكعبة ، أي بدأ تدويرها وتسويتها من نقطة مكة والكعبة ! فمعلوماتنا عن تكوين الأرض وجبالها وتحرك أمكنتها قليلة أيضاً .
كما أن حب بعض بقاع الأرض وبغضها للنبي وآله صلى الله عليه وآله متفق عليه بين المسلمين، فقد روى بخاري:2/133، قول النبي صلى الله عليه وآله عن جبل أحد: أُحُدٌ جبل يحبنا ونحبه) . وكرره في:3/223، و225، و:4/118، و:5/40 ، و136، و:6/207، و:8/153.
وهذا أحد الأدلة التي أستدل بها على أنَّ للجمادات كالنبات والحيوان ، شعوراً وإحساساً وتكليفاً ، كل بمستواه ، فلا يوجد ميت بالكامل في الكون ، بل الموت والحياة نسبيان ، كما قال تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرض وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَئٍْ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء:44) ، ولا مجال للإفاضة في هذا البحث . وعليه ، فإن ما ورد في دعاء الندبة كما في إقبال الأعمال:1/510: (السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى واقترب من العلي الأعلى ، ليت شعري أين استقرت بك النوى ، أم أي أرض تقلك أم ثرى ، أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى عزيز علي أن ترى الخلق ولا ترى ، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى ، عزيز علي أن يرى الخلق ولا ترى ، عزيز علي أن تحيط بك الأعداء ، بنفسي أنت من مغيب ما غاب عنا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا ) .
يقصد التساؤل بشوق عن مكان الإمام عليه السلام الذي يتحرك في أرض الله تعالى بهداية ربه ، وله علاقة بجبل رضوى الذي هو مركز نزول للأرواح العلوية .
في المحتضر/20، عن كتاب القائم لابن شاذان الى الإمام الصادق عليه السلام قال: (إن أرواح المؤمنين ترى آل محمد عليهم السلام في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله تعالى وأقبلوا معه يلبون زمراً زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المنتحلون وينجو المقربون . وهذا الحديث يدل على ما رويناه من القالب للروح بعد خروجها من الأول كما يدل عليه أكلهم وشربهم وحديثهم ).
وفي غيبة الطوسي/103، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلاً عليها فقال لي: ترى هذا الجبل هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا ،أما إن فيه كل شجرة مطعم ، ونعم أمان للخائف مرتين ، أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين: واحدة قصيرة والأخرى طويلة )وعنه إثبات الهداة:3/500 ،والبحار:52/153.
وفي البحار:52/306 ، عن كتاب الغيبة للسيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن الإمام زين العابدين عليه السلام في خبر طويل في خروج الإمام المهدي عليه السلام أنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام في جبل رضوى ، جاء فيه: (ثم يأتي إلى جبل رضوى ، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ، ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها). وعنه إثبات الهداة:3/582 .
وفي معجم البلدان:3/51 ، في جبل رضوى: (وهو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل...وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية ، ورأيته من ينبع أخضر ، وأخبرني من طاف في شعابه أن به مياهاً كثيرة وأشجاراً . وهو الجبل الذي يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنيفة به مقيم ، حيٌّ يرزق ).
وروى البلاذري في أنساب الأشراف/202، والسمعاني:1/207 ، قول كثيِّر والسيد الحميري وكانا أول أمرهما يعتقدان بمهدوية محمد بن الحنفية ، قال كثير:
ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواءُُ
عليٌّ والثلاثة من بنية هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبطٌ سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى فيهم زماناً برضوى عنده عسل وماء
وقال السيد الحميري:
أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى ويهيج قلبي الصبابة أولقُ
حتى متى وإلى متى وكم المدى؟ يا ابن الوصي وأنت حيٌّ ترزق).
وتقدم أن السيد الحميري رحمه الله رجع عن الكيسانية وصار إمامياًً اثني عشرياً ، وقال:
فلما رأيت الناس في الدين قد غووا تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرو
وناديت باسم الله والله أكبرُ وأيقنت أن الله يعفو ويغفرُ..الخ.
والكيسانية نسبةً الى كيسان من وزراء المختار ، ونشأ ادعاؤهم من أحاديث النبي وآله صلى الله عليه وآله في أن المهدي الموعود لا بد أن يغيب ، فطبقوه على محمد بن الحنفية بعد موته رحمه الله كما صرح بذلك السيد الحميري في قصائده . ويظهر أن اختيارهم جبل رضوى مكاناً لغيبته ، بسبب أحاديث عن النبي وآله صلى الله عليه وآله أيضاً .
وتدل الأحاديث المتقدمة على أن لجبل رضوى موقعاً في عالم الأرواح ! وأصل وجود أمكنة في الأرض هي نقاطٌ لتجمع أرواح الأموات أمرٌ متفق عليه بين المسلمين، فقد ورد ذلك في بيت المقدس وحضرموت اليمن ووادي السلام التي تسمى ظهر الكوفة والنجف ، وغيرها !
ولا بد لنا أن نعترف بقلة معلوماتنا عن نقاط تحرك الأرواح في الأرض ، ونقاط نزول الملائكة وصعودها والأرواح والأعمال.. فما المانع أن يكون لجبل رضوى موقع في هذا العالم الذي هو أعلى من عالم المادة المنظور .
كما أن قول الإمام الصادق عليه السلام المتقدم عن جبل رضوى: ( رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا ) لايصح رده لغرابته ، بعد أن روى الجميع أن جبل الطائف من جبال الشام ، وقد نقله الله تعالى الى الحجاز ! كما روي أن الأرض دحيت من تحت الكعبة ، أي بدأ تدويرها وتسويتها من نقطة مكة والكعبة ! فمعلوماتنا عن تكوين الأرض وجبالها وتحرك أمكنتها قليلة أيضاً .
كما أن حب بعض بقاع الأرض وبغضها للنبي وآله صلى الله عليه وآله متفق عليه بين المسلمين، فقد روى بخاري:2/133، قول النبي صلى الله عليه وآله عن جبل أحد: أُحُدٌ جبل يحبنا ونحبه) . وكرره في:3/223، و225، و:4/118، و:5/40 ، و136، و:6/207، و:8/153.
وهذا أحد الأدلة التي أستدل بها على أنَّ للجمادات كالنبات والحيوان ، شعوراً وإحساساً وتكليفاً ، كل بمستواه ، فلا يوجد ميت بالكامل في الكون ، بل الموت والحياة نسبيان ، كما قال تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرض وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَئٍْ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء:44) ، ولا مجال للإفاضة في هذا البحث . وعليه ، فإن ما ورد في دعاء الندبة كما في إقبال الأعمال:1/510: (السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى واقترب من العلي الأعلى ، ليت شعري أين استقرت بك النوى ، أم أي أرض تقلك أم ثرى ، أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى عزيز علي أن ترى الخلق ولا ترى ، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى ، عزيز علي أن يرى الخلق ولا ترى ، عزيز علي أن تحيط بك الأعداء ، بنفسي أنت من مغيب ما غاب عنا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا ) .
يقصد التساؤل بشوق عن مكان الإمام عليه السلام الذي يتحرك في أرض الله تعالى بهداية ربه ، وله علاقة بجبل رضوى الذي هو مركز نزول للأرواح العلوية .
تعليق