بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
الهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
)أصحاب الحسين والولاية العلوية(
بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) ممن رأى ولي الله الأعظم علي ابن أبي طالب (عليه السلام) هؤلاء الأصحاب قد نضجت عقولهم، وتنظفت قلوبهم من أوساخ الغفلة عن رؤية الحق، واستحقت أرواحهم أن تكون معلقة ً بالعزة القدسية الإلهية، وتطهرت قلوبهم وضمائرهم داخل البحر ا لعلوي، وبماء الولاية وتنورت بصائرهم وسرائرهم بنور الرسالة المحمدية.
وقد برزت حقائقهم وتجسدت أكثر عندما جاءت محنة الإمام الحسين (عليه السلام) بتلك الملحمة العاشورائية، ومن هؤلاء الأصحاب الأطهار الكـُـمَـل.
هو حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) حيث إنه كان صحابيا ً جليلا ً ممن رأى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآلة وسلم) وقد صحب الإمام (عليه السلام) وشهد معه جميع حروبه التي خاضها سواء كانت مع الناكثين أو المارقين أو الخارجين في صفين أو النهروان وحتى الجمل وكان من خاصته، ومن خزان وحملة علمه وصاحب سره ومن حواريه، ومن المؤمنين الذين أمتحن الله قلـبــهم بالإيـمــان .
وكان حبيب ممن كاتب الحسين (عليه السلام) وعندما جاء رسول الحسين (عليه السلام) مسلم بن عقيل (عليه السلام) أصبح حبيبا ً من المقربين.
وظل حبيب بهذا المسلك، وهذه العقيدة الراسخة والروحانية العالية من التمسك بأهل الله تعالى إلى أن جاءت النهضة الحسينية والتحق بركب الحسين (عليه السلام).
وعندما أخذ الأذن في قتال أعداء الحسين (عليه السلام) أنشد أبياتا ً قائلا ً:
ونحن أعلى حجة ً وأظهر***حقا ً وأتقى منكم وأقدر
وهذا ما يدل على عمق تعلقه بروح الولاية المحمدية والإمامة العلوية الحسينية وفهمه لإحكام الله تعالى ويوجد العديد من الأنصار والأصحاب ممن كانوا ينتظرون هذه الساعات حتى يظهروا معادنهم ومعانيهم الحقيقية وهي الولاء لأهل بيت النبوة والطهارة (صلوات الله عليهم أجمعين).ومن هؤلاء أمية بن سعد الطائي (رضوان الله عليه) حيث كان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وظل ملازما ً لولديه الحسن والحسين (عليهم السلام) وكان من الذين قتلوا في أول المعركة وكذلك مسلم بن كثير الأسدي المعروف بالكوفي، كان صحابيا ً جليلا ً مع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رأى النور الإلهي المتجلي بـوجـه عـلـي بــن أبــي طــالــب (عليه السلام) الــــذي كــــــان طالما يسعى من أجله نبي الله موسى (عليه السلام) في الطور حتى أجابه بالأبدية والتأبيد بقوله تعالى : (لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فأن أستقر مكانه فسوف تراني) ولما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا.
يقول الميرزا إسماعيل الشيرازي (قدس سره) .
نـُسخ التأبيد من نفي تـــرى
فأرانا وجهه ربُّ الورى
ليت موسى كان فينا فــيـــرى
مـا تمناه بـطـور ٍ مجهـدا
فانثنى عنه بكف ٍ معدم ِ
فأرانا وجهه ربُّ الورى
ليت موسى كان فينا فــيـــرى
مـا تمناه بـطـور ٍ مجهـدا
فانثنى عنه بكف ٍ معدم ِ
هؤلاء الأصحاب ممن رأوا وجه الله تعالى وقد تجلى بهذا الولي الصالح ألا وهو وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) بل وكل ذرة من ذرات هذا الوجود هو نور من الأنوار الإلهية وهو نور الأنوار ونور الله الأعظم ورد في زيارة الجامعة ((ونوره وبرهانه)).
وفي بعض الأخبار(( إنا خلقنا من نور الله تعالى ))
فهؤلاء الأصحاب الذين قتلوا مع سيد الشهداء هم ممن واكبوا تحركات المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وخاضوا معه جميع حروبه وقد شربوا من بحر نور الولاية العلوية.
تعليق