بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم :
يزعم البعض : أن مصحف فاطمة(عليها السلام ) يحوي أحكاما شرعية ، وهو يستند في ذلك إلى رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام )، تقول : " وعندي الجفر الأبيض ، قال : قلت : فأي شئ فيه ؟ ! قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام ، والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ، ولا نحتاج إلى أحد ، حتى فيه الجلدة ونصف
الجلدة ، وربع الجلدة ، وأرش الخدش
ونقول :
أولا : إن قوله : " وفيه ما يحتاج الناس إلينا " ليس معطوفا على قوله : " ما أزعم أن فيه قرآنا " ، ليكون بيانا لما يحتويه المصحف ، وإنما هو معطوف على قوله : زبور داود ، وتوراة موسى الخ . . أي إن في الجفر الأبيض : زبور داود ، وتوراة موسى ، ومصحف فاطمة ، وفيه الحلال والحرام ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا . وثمة رواية أخرى عن عنبسة بن مصعب ذكرت : أن في الجفر سلاح رسول الله ، والكتب ، ومصحف فاطمة
ثانيا : لقد روى الكليني عن : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن حماد بن عثمان ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، حديثا ذكر فيه أنه كان ملك بعد وفاة النبي يحدث الزهراء ، ويسلي غمها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ، فقال لها : إذا أحسست بذلك ، وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته ذلك ، وجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا ، ثم قال : " أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون "
وقد ناقش البعض في هذا الحديث ، فقال : " إن المفروض في الملك أنه جاء يحدثها ، ويسلي غمها ، ليدخل عليها السرور ، فيكف تشكو ذلك إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) ؟ مما يدل على أنها كانت متضايقة من ذلك . كما أن الظاهر منه أن الإمام عليه السلام لا يعلم به ، وأن المسألة كانت سماع صوت الملك ، لا رؤيته " . انتهى .
ونقول : ليس ثمة مشكلة من حيث رؤية الملك أو سماع صوته فقط ، ولا في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم ذلك أو لا يعلم . وليس هذا هو محط النظر ، وإن كان إثباته في غاية السهولة ، لكن لا دور له في إثبات مصحف فاطمة أو نفيه ، ولا في كونها أول مؤلفة في الإسلام أو عدمه ، فلا داعي لطرح الكلام بهذه الكيفية .
وأما تضايقها عليها السلام فلم يكن من حديث الملك معها ، بل كان لأجل أن الملك كان يذكر لها أيضا ما سيجري على ذريتها ، ففي كتاب المحتضر : أن فاطمة ( عليها السلام ) لما توفي أبوها ( صلى الله عليه واااااااال وسلم ) قالت لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إني لأسمع من يحدثني بأشياء ووقائع تكون في ذريتي ، قال : فإذا سمعتيه فأمليه علي ، فصارت تمليه عليه ، وهو يكتب .
وروي أنه بقدر القرآن ثلاث مرات ، ليس فيه شئ من القرآن . فلما كمله سماه " مصحف فاطمة " لأنها كانت محدثة
تحدثها الملائكة "
بل إن هذا المستشكل نفسه يذكر بعد كلامه السابق مباشرة رواية أبي عبيدة وفيها : " وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان ( عليه السلام ) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة " . وقد وصف المجلسي الأول هذه الرواية بأنها صحيحة
فحكم البعض على هذه الرواية بالضعف موضع نظر وتأمل ، إذ أن الظاهر أن المراد بأبي عبيدة هو أبو عبيدة الحذاء أي زياد بن أبي رجاء ، وهو ثقة ، ولا ندري السبب في استظهار البعض : أنه المدائني ! ! مع أننا لم نجد لابن رئاب رواية عن المدائني هذا ، ولم يرو عن المدائني سوى رواية واحدة فيما يظهر .
ولعلها من الاشتباه في النسبة من قبل الرواة . فإذا أطلق أبو عبيدة فالمقصود هو الحذاء ، لا سيما مع تعدد رواية ابن رئاب عنه ، ومع عدم وجود شئ ذي بال يرويه عن المدائني
والملفت للنظر أيضا : أن هذا البعض قد علق على هذا الحديث
بأنه " ظاهر في اختصاص العلم بما يكون في ذريتها فقط ، بينما الرواية الأخرى تتحدث عن الأعم من ذلك ، حتى إنها تتحدث عن ظهور الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومئة ، وهو ما قرأه الإمام ( عليه السلام ) في مصحف فاطمة " . انتهى .
ونقول : غاية ما هناك : أن الرواية قد أثبتت أن جبرائيل ( عليه السلام ) قد حدث فاطمة بما يكون في ذريتها ، وليس فيها ما يدل على نفي وجود إخبارات غيبية أخرى فيه .
ومن الواضح : أن إثبات شئ لا ينفي ما عداه . وليس في الرواية أيضا ما يدل على أنها في مقام نفي وجود علوم وأمور أخرى في المصحف ، لكنها أرادت أن تنبه على شئ جعل فاطمة عليها السلام تهتم له ، وتذكره لعلي ، لكونه يتعلق بما سيجري على ذريتها .
ثالثا : هناك حديث حبيب الخثعمي ، الذي يذكر : أن المنصور كتب إلى محمد بن خالد : أن يسأل أهل المدينة عن مسألة في الزكاة ، ومنهم الإمام الصادق عليه السلام ، فأجاب الإمام (عليه السلام) ، عن السؤال ، فقال له عبد الله بن الحسن : من أين أخذت هذا ؟ قال : قرأت في كتاب أمك فاطمة
وقد علق هذا البعض على هذا الحديث بقوله : " ظاهر هذا الحديث إن كتاب فاطمة - وهو مصحف
فاطمة - يشتمل على الحلال والحرام " .
ونقول :
أولا : إن هذا الحديث ضعيف السند .
ثانيا : إن التعبير ب : " كتاب فاطمة " قد ورد أيضا في رواية فضيل بن سكرة ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وليس بالضرورة أن يكون المقصود به " مصحف فاطمة " الذي هو موضع البحث ، فضلا عن الجزم بذلك ، ثم إرساله إرسال المسلمات ، إذ قد كان لفاطمة عليها السلام كتب أخرى غير المصحف .
1 - فقد روى الكليني في الكافي عن : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق به عبد العزيز ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله (صلى الله عليه و ااااااال وسلم) بعض أمرها ، فأعطاها رسول الله( صلى الله عليه وااااااال وسلم) كربة وقال تعلمي ما فيها ، وإذا فيها : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليسكت
2 - وروى في دلائل الإمامة بسنده عن ابن مسعود ، قال : جاء رجل إلى فاطمة (عليها السلام). فقال : يا ابنة رسول الله ، هل ترك رسول الله عندك شيئا تطرفينيه ؟ فقالت : يا جارية ، هات تلك الحريرة ، فطلبتها ، فلم تجدها . فقالت : ويحك اطلبيها ، فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا . فطلبتها ، فإذا هي قد قممتها في قمامتها ، فإذا فيها : قال محمد النبي ( صلى الله عليه واااااال وسلم ) : ليس من المؤمنين ، من لم يأمن جاره بوائقه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت . إن الله يحب الخير الحليم المتعفف ، ويبغض الفاحش الضنين السائل الملحف . إن الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، وإن الفحش من البذاء ، والبذاء في النار
وهذه الرواية أيضا وسابقتها أيضا لا تدل على أنها ( عليه السلام ) هي التي كتبت وألفت . بل في الرواية الأولى دلالة على عكس ذلك ، لأنها ذكرت : أنه ( صلى الله عليه واااااااال وسلم ) أعطاها " كربة " مكتوبة
من عنده ، وقال : تعلمي ما فيها .
3 - وروى الصدوق بسنده إلى أبي نضرة ، عن جابر ، رواية مفادها : أنه دخل على فاطمة عليها السلام ليهنئها بمولودها الحسين ( عليه السلام ) ، فإذا بيدها صحيفة بيضاء ، درة ، فسألها عنها ، فأخبرته : أن فيها أسماء الأئمة من ولدها ، وأنها قد نهيت عن أن تمكن أحدا من أن يمسها إلا نبي ، أو وصي ، أو أهل بيت نبي ، ولكنه مأذون أن ينظر إلى باطنها من ظاهرها ، فنظر إليها ، وقرأ . . ثم ذكر ما قرأه
..........................................
كتاب
مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود
الجزء الأول
العلامة : السيد جعفر مرتضى العاملي
صفحة رقم (118 الى 115)
الهوامش :
1 ) الكافي : ج 1 ص 240 والبحار : ج 26 ص 37 باب 1 حديث 68 وبصائر الدرجات : ص 150 .
( 2 ) بصائر الدرجات : ص 154 و 156 . والبحار : ج 26 ص 45 و 42 و ج 47 ص 271 .
( 3 ) الكافي : ج 1 ص 240 وبصائر الدرجات : ص 157 ، وبحار الأنوار : ج 26 ص 44 ، و ج 43 ص 80 و ج 22 ص 45 باب 2 ، حديث 62 وعوالم العلوم : ج 11 القسم الخاص بالزهراء
( 1 ) عوالم العلوم : ج 11 ص 583 ( مسند فاطمة ) عن المحتضر : ص 132 .
( 2 ) الكافي : ج 1 ص 240 و 241 و 457 و 458 . والبحار : ج 22 ص 545 وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج 3 ص 337 ط المطبعة العلمية - قم - ايران .
( 3 ) روضة المتقين : ج 5 ص 342 ومرآة العقول ج 3 ص 59 و ج 5 ص 314 .
( 4 ) ولا بأس بمراجعة معجم رجال الحديث : ج 21 ص 233 / 236
1 ) الكافي : ج 1 ص 242 .
( 2 ) كرب النخل : أصول السعف ، أمثال الكتف .
( 3 ) عوالم العلوم : ج 11 ( الجزء الخاص بالزهراء ( ع ) : ص 187 والكافي : ج 2 ص 667 ح 6 وراجع : ص 285 ج 1 . والبحار : ج 43 ص 51 ح 52 ، والوسائل : ج 8 ص 487 ح 3 وفي الجنة الواقية : ص 508 قطعة
السلام عليكم :
يزعم البعض : أن مصحف فاطمة(عليها السلام ) يحوي أحكاما شرعية ، وهو يستند في ذلك إلى رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام )، تقول : " وعندي الجفر الأبيض ، قال : قلت : فأي شئ فيه ؟ ! قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام ، والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ، ولا نحتاج إلى أحد ، حتى فيه الجلدة ونصف
الجلدة ، وربع الجلدة ، وأرش الخدش
ونقول :
أولا : إن قوله : " وفيه ما يحتاج الناس إلينا " ليس معطوفا على قوله : " ما أزعم أن فيه قرآنا " ، ليكون بيانا لما يحتويه المصحف ، وإنما هو معطوف على قوله : زبور داود ، وتوراة موسى الخ . . أي إن في الجفر الأبيض : زبور داود ، وتوراة موسى ، ومصحف فاطمة ، وفيه الحلال والحرام ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا . وثمة رواية أخرى عن عنبسة بن مصعب ذكرت : أن في الجفر سلاح رسول الله ، والكتب ، ومصحف فاطمة
ثانيا : لقد روى الكليني عن : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن حماد بن عثمان ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، حديثا ذكر فيه أنه كان ملك بعد وفاة النبي يحدث الزهراء ، ويسلي غمها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ، فقال لها : إذا أحسست بذلك ، وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته ذلك ، وجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا ، ثم قال : " أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون "
وقد ناقش البعض في هذا الحديث ، فقال : " إن المفروض في الملك أنه جاء يحدثها ، ويسلي غمها ، ليدخل عليها السرور ، فيكف تشكو ذلك إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) ؟ مما يدل على أنها كانت متضايقة من ذلك . كما أن الظاهر منه أن الإمام عليه السلام لا يعلم به ، وأن المسألة كانت سماع صوت الملك ، لا رؤيته " . انتهى .
ونقول : ليس ثمة مشكلة من حيث رؤية الملك أو سماع صوته فقط ، ولا في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم ذلك أو لا يعلم . وليس هذا هو محط النظر ، وإن كان إثباته في غاية السهولة ، لكن لا دور له في إثبات مصحف فاطمة أو نفيه ، ولا في كونها أول مؤلفة في الإسلام أو عدمه ، فلا داعي لطرح الكلام بهذه الكيفية .
وأما تضايقها عليها السلام فلم يكن من حديث الملك معها ، بل كان لأجل أن الملك كان يذكر لها أيضا ما سيجري على ذريتها ، ففي كتاب المحتضر : أن فاطمة ( عليها السلام ) لما توفي أبوها ( صلى الله عليه واااااااال وسلم ) قالت لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إني لأسمع من يحدثني بأشياء ووقائع تكون في ذريتي ، قال : فإذا سمعتيه فأمليه علي ، فصارت تمليه عليه ، وهو يكتب .
وروي أنه بقدر القرآن ثلاث مرات ، ليس فيه شئ من القرآن . فلما كمله سماه " مصحف فاطمة " لأنها كانت محدثة
تحدثها الملائكة "
بل إن هذا المستشكل نفسه يذكر بعد كلامه السابق مباشرة رواية أبي عبيدة وفيها : " وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان ( عليه السلام ) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة " . وقد وصف المجلسي الأول هذه الرواية بأنها صحيحة
فحكم البعض على هذه الرواية بالضعف موضع نظر وتأمل ، إذ أن الظاهر أن المراد بأبي عبيدة هو أبو عبيدة الحذاء أي زياد بن أبي رجاء ، وهو ثقة ، ولا ندري السبب في استظهار البعض : أنه المدائني ! ! مع أننا لم نجد لابن رئاب رواية عن المدائني هذا ، ولم يرو عن المدائني سوى رواية واحدة فيما يظهر .
ولعلها من الاشتباه في النسبة من قبل الرواة . فإذا أطلق أبو عبيدة فالمقصود هو الحذاء ، لا سيما مع تعدد رواية ابن رئاب عنه ، ومع عدم وجود شئ ذي بال يرويه عن المدائني
والملفت للنظر أيضا : أن هذا البعض قد علق على هذا الحديث
بأنه " ظاهر في اختصاص العلم بما يكون في ذريتها فقط ، بينما الرواية الأخرى تتحدث عن الأعم من ذلك ، حتى إنها تتحدث عن ظهور الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومئة ، وهو ما قرأه الإمام ( عليه السلام ) في مصحف فاطمة " . انتهى .
ونقول : غاية ما هناك : أن الرواية قد أثبتت أن جبرائيل ( عليه السلام ) قد حدث فاطمة بما يكون في ذريتها ، وليس فيها ما يدل على نفي وجود إخبارات غيبية أخرى فيه .
ومن الواضح : أن إثبات شئ لا ينفي ما عداه . وليس في الرواية أيضا ما يدل على أنها في مقام نفي وجود علوم وأمور أخرى في المصحف ، لكنها أرادت أن تنبه على شئ جعل فاطمة عليها السلام تهتم له ، وتذكره لعلي ، لكونه يتعلق بما سيجري على ذريتها .
ثالثا : هناك حديث حبيب الخثعمي ، الذي يذكر : أن المنصور كتب إلى محمد بن خالد : أن يسأل أهل المدينة عن مسألة في الزكاة ، ومنهم الإمام الصادق عليه السلام ، فأجاب الإمام (عليه السلام) ، عن السؤال ، فقال له عبد الله بن الحسن : من أين أخذت هذا ؟ قال : قرأت في كتاب أمك فاطمة
وقد علق هذا البعض على هذا الحديث بقوله : " ظاهر هذا الحديث إن كتاب فاطمة - وهو مصحف
فاطمة - يشتمل على الحلال والحرام " .
ونقول :
أولا : إن هذا الحديث ضعيف السند .
ثانيا : إن التعبير ب : " كتاب فاطمة " قد ورد أيضا في رواية فضيل بن سكرة ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وليس بالضرورة أن يكون المقصود به " مصحف فاطمة " الذي هو موضع البحث ، فضلا عن الجزم بذلك ، ثم إرساله إرسال المسلمات ، إذ قد كان لفاطمة عليها السلام كتب أخرى غير المصحف .
1 - فقد روى الكليني في الكافي عن : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق به عبد العزيز ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله (صلى الله عليه و ااااااال وسلم) بعض أمرها ، فأعطاها رسول الله( صلى الله عليه وااااااال وسلم) كربة وقال تعلمي ما فيها ، وإذا فيها : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليسكت
2 - وروى في دلائل الإمامة بسنده عن ابن مسعود ، قال : جاء رجل إلى فاطمة (عليها السلام). فقال : يا ابنة رسول الله ، هل ترك رسول الله عندك شيئا تطرفينيه ؟ فقالت : يا جارية ، هات تلك الحريرة ، فطلبتها ، فلم تجدها . فقالت : ويحك اطلبيها ، فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا . فطلبتها ، فإذا هي قد قممتها في قمامتها ، فإذا فيها : قال محمد النبي ( صلى الله عليه واااااال وسلم ) : ليس من المؤمنين ، من لم يأمن جاره بوائقه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت . إن الله يحب الخير الحليم المتعفف ، ويبغض الفاحش الضنين السائل الملحف . إن الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، وإن الفحش من البذاء ، والبذاء في النار
وهذه الرواية أيضا وسابقتها أيضا لا تدل على أنها ( عليه السلام ) هي التي كتبت وألفت . بل في الرواية الأولى دلالة على عكس ذلك ، لأنها ذكرت : أنه ( صلى الله عليه واااااااال وسلم ) أعطاها " كربة " مكتوبة
من عنده ، وقال : تعلمي ما فيها .
3 - وروى الصدوق بسنده إلى أبي نضرة ، عن جابر ، رواية مفادها : أنه دخل على فاطمة عليها السلام ليهنئها بمولودها الحسين ( عليه السلام ) ، فإذا بيدها صحيفة بيضاء ، درة ، فسألها عنها ، فأخبرته : أن فيها أسماء الأئمة من ولدها ، وأنها قد نهيت عن أن تمكن أحدا من أن يمسها إلا نبي ، أو وصي ، أو أهل بيت نبي ، ولكنه مأذون أن ينظر إلى باطنها من ظاهرها ، فنظر إليها ، وقرأ . . ثم ذكر ما قرأه
..........................................
كتاب
مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود
الجزء الأول
العلامة : السيد جعفر مرتضى العاملي
صفحة رقم (118 الى 115)
الهوامش :
1 ) الكافي : ج 1 ص 240 والبحار : ج 26 ص 37 باب 1 حديث 68 وبصائر الدرجات : ص 150 .
( 2 ) بصائر الدرجات : ص 154 و 156 . والبحار : ج 26 ص 45 و 42 و ج 47 ص 271 .
( 3 ) الكافي : ج 1 ص 240 وبصائر الدرجات : ص 157 ، وبحار الأنوار : ج 26 ص 44 ، و ج 43 ص 80 و ج 22 ص 45 باب 2 ، حديث 62 وعوالم العلوم : ج 11 القسم الخاص بالزهراء
( 1 ) عوالم العلوم : ج 11 ص 583 ( مسند فاطمة ) عن المحتضر : ص 132 .
( 2 ) الكافي : ج 1 ص 240 و 241 و 457 و 458 . والبحار : ج 22 ص 545 وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج 3 ص 337 ط المطبعة العلمية - قم - ايران .
( 3 ) روضة المتقين : ج 5 ص 342 ومرآة العقول ج 3 ص 59 و ج 5 ص 314 .
( 4 ) ولا بأس بمراجعة معجم رجال الحديث : ج 21 ص 233 / 236
1 ) الكافي : ج 1 ص 242 .
( 2 ) كرب النخل : أصول السعف ، أمثال الكتف .
( 3 ) عوالم العلوم : ج 11 ( الجزء الخاص بالزهراء ( ع ) : ص 187 والكافي : ج 2 ص 667 ح 6 وراجع : ص 285 ج 1 . والبحار : ج 43 ص 51 ح 52 ، والوسائل : ج 8 ص 487 ح 3 وفي الجنة الواقية : ص 508 قطعة
تعليق