بسم الله الرحمن الرحيم
قد قُررفي محله من علم الكلام ان المعجزات والكرامات دليل على صدق المدعي ولذا احصر دليل النبوة بالمعجزة فهي الطريق الوحيد لمعرفة صدق مدعي النبوة اما الامامة فطريق تصديق مدعي الامامة هو النص والكرامة والامام الحسين ادعى الامامة بلا ريب وقد صدرت منه كرامات لا حصر ونحن هنا لا نريد الاستدلال على امامته عليه السلام وانما المقصود هو ذكر كرامة من كراماته وردت في كتب اهل السنة ونبهت على امكان عدها من ادلة الامامة :
روى ابن سعد بإسناده عن عبدالله عن أبيه قال: «مرّ حسين بن علي على ابن مطيع وهو ببئره قد أنبطها، فنزل حسين عن راحلته فاحتمله ابن مطيع احتمالا حتى وضعه على سريره، ثم قال: بأبي وأمي أمسك علينا نفسك، فو الله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيداً»(1).
وروى بإسناده عن أبي عون قال: «لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له: أين فداك أبي وأمي؟ قال: أردت مكّة... وذكر له أنه كتب اليه شيعته بها فقال له ابن مطيع: أين فداك أبي وأمي متّعنا بنفسك ولا تسر اليهم، فأبى حسين فقال له ابن مطيع: ان بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج الينا في الدلو شيء من مات، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة. قال: هات من مائها، فأتى من مائها في الدلو فشرب منه ثم تمضمض ثم رده في البئر فأعذب وأمهى»(2).
(1) الطبقات الكبرى ج5 ص107.
(2) المصدر، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق ص155 رقم 201.
تعليق