بسم الله الرحمن الرحيم
(فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين)
فانها نزلت بمكة بعد ان نبأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاث سنين وذلك ان النبوة نزلت على رسول الله يوم الاثنين واسلم
علي يوم الثلاثاء ثم اسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي( صلى الله عليه وآله) ثم دخل ابوطالب إلى النبي (صلى الله عليه وآله )
وهو يصلي وعلي( عليه السلام )بجنبه وكان مع ابي طالب( عليه السلام )جعفر فقال له ابوطالب صل جناح ابن عمك فوقف جعفر
على يسار رسول الله( صلى الله عليه وآله) فبدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بينهما فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله )
يصلي وعلي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة يأتمون به فلما اتى لذلك ثلاث سنين انزل الله تعالى عليه (فاصدع بما تؤمر واعرض عن
المشركين انا كفيناك المستهزئين) والمستهزؤن برسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة: الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل
والاسود بن (المطلب) عبدالمطلب والاسود بن عبد يغوث والحرث بن طلاطلة الخزاعي، اما الوليد فكان رسول الله (صلى الله عليه
وآله) دعا عليه لما كان يبلغه من اذائه واستهزائه فقال اللهم اعم بصره واثكله بولده فعمي بصره وقتل ولده ببدر (وكذلك دعا على
الاسود بن يغوث والحارث بن طلاطلة) فمر الوليد بن المغيرة برسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جبرئيل (عليه السلام )فقال
جبرئيل يامحمد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين بك؟ قال نعم وقد كان مر برجل من خزاعة وهو يريش نبالا له فوطى
على بعضها فاصاب عقبه قطعة من ذلك فدميت فلما مر بجبرئيل اشار إلى ذلك الموضع فرجع الوليد إلى منزله ونام على سريره
وكانت ابنته نائمة اسفل منه فانفجر الموضع الذي اشار اليه جبرئيل اسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته
فانتبهت فقالت الجارية انحل وكاء القربة، قال ما هذا وكاء القربة ولكنه دم ابيك فاجمعي لي ولدي وولد اخي فاني ميت، فجمعتهم
فقال لعبد الله بن ابى ربيعة ان عمارة بن الوليد بارض الحبشة بدار مضيعة فخذ كتابا من محمد إلى النجاشي ان يرده ثم قال لابنه
هاشم وهو اصغر اولاده يابني اوصيك بخمس خصال فاحفظها: اوصيك بقتل ابى درهم الدوسى فانه غلبني على امرأتى وهي بنته
ولو تركها وبعلها كانت تلد لي ابنا مثلك ودمي في خزاعة وما تعمدوا قتلى واخاف ان تنسوا بعدي ودمي في بني خزيمة بن عامر
ودياتى (رثاثى وديانى ) في ثقيف فخذه ولاسقف نجران علي مائنا دينار فاقضها ثم فاضت نفسه ومر ربيعة بن الاسود
برسول الله (صلى الله عليه وآله) فاشار جبرئيل إلى بصره فعمي ومات، ومر به الاسود بن عبد يغوث فاشار جبرئيل إلى بطنه فلم
يزل يستسقي حتى انشق بطنه، ومر العاص بن وائل فاشار جبرئيل إلى رجليه فدخل عود في اخمص قدمه وخرج من ظاهره ومات
ومر به الحرث ابن طلاطلة فاشار جبرئيل إلى وجه فخرج إلى جبال تهامة فاصابته من السماء ديم استسقى حتى انشق بطنه وهو
قوله الله " انا كفيناك المستهزئين ".
فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله )فقام على الحجر فقال " يا معشر قريش يا معشر العرب ادعوكم إلى شهادة ان لا إله إلا الله
وانى رسول الله وآمركم بخلع الانداد والاصنام فاجيبونى تملكوا بها العرب وتدين لكم العجم وتكونوا ملوكا في الجنة " فاستهزؤا منه
وقالوا جن محمد بن عبدالله ولم يجسروا عليه لموضع ابى طالب فاجتمعت قريش إلى ابى طالب فقالوا ياابا طالب ان ابن اخيك قد
سفه احلامنا وسب آلهتنا وافسد شباننا وفرق جماعتنا فان كان يحمله علي ذلك العدم جمعنا له مالا فيكون اكثر قريش مالا
ونزوجه اي امرأة شاء من قريش، فقال له ابوطالب ما هذا يابن اخي؟ فقال: ياعم هذا دين الله الذي ارتضاه لانبيائه ورسله بعثني
الله رسولا إلى الناس، فقال يابن اخي ان قومك قد اتوني يسألوني ان اسئلك ان تكف عنهم، فقال ياعم لا استطيع ان اخالف امر
ربي فكف عنه ابوطالب ثم اجتمعوا إلى ابي طالب فقالوا انت سيد من ساداتنا فادفع الينا محمدا لنقتله وتملك علينا، فقال
ابوطالب قصيدته الطويلة يقول فيها:
ولما رأيت القوم لا ود عندهم * وقد قطعوا كل العرى والوسائل
(فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين)
فانها نزلت بمكة بعد ان نبأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاث سنين وذلك ان النبوة نزلت على رسول الله يوم الاثنين واسلم
علي يوم الثلاثاء ثم اسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي( صلى الله عليه وآله) ثم دخل ابوطالب إلى النبي (صلى الله عليه وآله )
وهو يصلي وعلي( عليه السلام )بجنبه وكان مع ابي طالب( عليه السلام )جعفر فقال له ابوطالب صل جناح ابن عمك فوقف جعفر
على يسار رسول الله( صلى الله عليه وآله) فبدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بينهما فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله )
يصلي وعلي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة يأتمون به فلما اتى لذلك ثلاث سنين انزل الله تعالى عليه (فاصدع بما تؤمر واعرض عن
المشركين انا كفيناك المستهزئين) والمستهزؤن برسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة: الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل
والاسود بن (المطلب) عبدالمطلب والاسود بن عبد يغوث والحرث بن طلاطلة الخزاعي، اما الوليد فكان رسول الله (صلى الله عليه
وآله) دعا عليه لما كان يبلغه من اذائه واستهزائه فقال اللهم اعم بصره واثكله بولده فعمي بصره وقتل ولده ببدر (وكذلك دعا على
الاسود بن يغوث والحارث بن طلاطلة) فمر الوليد بن المغيرة برسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جبرئيل (عليه السلام )فقال
جبرئيل يامحمد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين بك؟ قال نعم وقد كان مر برجل من خزاعة وهو يريش نبالا له فوطى
على بعضها فاصاب عقبه قطعة من ذلك فدميت فلما مر بجبرئيل اشار إلى ذلك الموضع فرجع الوليد إلى منزله ونام على سريره
وكانت ابنته نائمة اسفل منه فانفجر الموضع الذي اشار اليه جبرئيل اسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته
فانتبهت فقالت الجارية انحل وكاء القربة، قال ما هذا وكاء القربة ولكنه دم ابيك فاجمعي لي ولدي وولد اخي فاني ميت، فجمعتهم
فقال لعبد الله بن ابى ربيعة ان عمارة بن الوليد بارض الحبشة بدار مضيعة فخذ كتابا من محمد إلى النجاشي ان يرده ثم قال لابنه
هاشم وهو اصغر اولاده يابني اوصيك بخمس خصال فاحفظها: اوصيك بقتل ابى درهم الدوسى فانه غلبني على امرأتى وهي بنته
ولو تركها وبعلها كانت تلد لي ابنا مثلك ودمي في خزاعة وما تعمدوا قتلى واخاف ان تنسوا بعدي ودمي في بني خزيمة بن عامر
ودياتى (رثاثى وديانى ) في ثقيف فخذه ولاسقف نجران علي مائنا دينار فاقضها ثم فاضت نفسه ومر ربيعة بن الاسود
برسول الله (صلى الله عليه وآله) فاشار جبرئيل إلى بصره فعمي ومات، ومر به الاسود بن عبد يغوث فاشار جبرئيل إلى بطنه فلم
يزل يستسقي حتى انشق بطنه، ومر العاص بن وائل فاشار جبرئيل إلى رجليه فدخل عود في اخمص قدمه وخرج من ظاهره ومات
ومر به الحرث ابن طلاطلة فاشار جبرئيل إلى وجه فخرج إلى جبال تهامة فاصابته من السماء ديم استسقى حتى انشق بطنه وهو
قوله الله " انا كفيناك المستهزئين ".
فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله )فقام على الحجر فقال " يا معشر قريش يا معشر العرب ادعوكم إلى شهادة ان لا إله إلا الله
وانى رسول الله وآمركم بخلع الانداد والاصنام فاجيبونى تملكوا بها العرب وتدين لكم العجم وتكونوا ملوكا في الجنة " فاستهزؤا منه
وقالوا جن محمد بن عبدالله ولم يجسروا عليه لموضع ابى طالب فاجتمعت قريش إلى ابى طالب فقالوا ياابا طالب ان ابن اخيك قد
سفه احلامنا وسب آلهتنا وافسد شباننا وفرق جماعتنا فان كان يحمله علي ذلك العدم جمعنا له مالا فيكون اكثر قريش مالا
ونزوجه اي امرأة شاء من قريش، فقال له ابوطالب ما هذا يابن اخي؟ فقال: ياعم هذا دين الله الذي ارتضاه لانبيائه ورسله بعثني
الله رسولا إلى الناس، فقال يابن اخي ان قومك قد اتوني يسألوني ان اسئلك ان تكف عنهم، فقال ياعم لا استطيع ان اخالف امر
ربي فكف عنه ابوطالب ثم اجتمعوا إلى ابي طالب فقالوا انت سيد من ساداتنا فادفع الينا محمدا لنقتله وتملك علينا، فقال
ابوطالب قصيدته الطويلة يقول فيها:
ولما رأيت القوم لا ود عندهم * وقد قطعوا كل العرى والوسائل
كذبتم وبيت الله يبرؤ محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن ابنائنا والحلائل
فلما اجتمعت قريش على قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتبوا الصحيفة القاطعة جمع ابوطالب بني هاشم وحلف لهم بالبيت
والركن والمقام والمشاعر في الكعبة لان شاكت محمدا شوكة لابثن عليكم بني هاشم فادخله الشعب وكان يحرسه بالليل
والنهار قائما علي رأسه بالسيف اربع سنين، فلما خرجوا من الشعب حضر ابا طالب الوفاة فدخل اليه رسول الله (صلى الله عليهوآله) وهو يجود بنفسه فقال: يا عم ربيت صغيرا وكفلت يتيما فجزاك الله عني خيرا اعطني كلمة اشفع لك فيها عند ربي، فروي انه
لم يخرج من الدنيا حتى اعطى رسول الله الرضى، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو قمت المقام المحمود لشفعت لابي
وامي وعمي واخ لي كان مواخيا في الجاهلية.
وحدثني ابي عن ابن ابي عمير عن سيف بن عميرة وعبدالله بن سنان وابن ابي حمزة الثمالي قالوا سمعنا ابا عبدالله جعفر بن
محمد (عليهم السلام) يقول لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع نزل بالابطح ووضعت له وسادة فجلس عليها ثم رفع
يده إلى السماء وبكى بكاءا شديدا ثم قال: يا رب انك وعدتني في ابي وامي وعمي ان لا تعذبهم بالنار، قال فاوحى الله اليه اني
آليت على نفسي ان لا يدخل جنتي إلا من شهدا ان لا إله إلا الله وانك عبدي ورسولي ولكن ائت الشعب فنادهم فان اجابوك فقد
وجبت لهم رحمتي، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الشعب فناداهم وقال يا ابتاه ويا اماه ويا عماه فخرجوا ينفضون التراب عن
رؤوسهم فقال لهم رسول الله ألا ترون إلى هذه الكرامة التي اكرمني الله بها فقالوا نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله حقا حقا
وان جميع ما اتيت به من عند الله فهو الحق فقال ارجعوا إلى مضاجعكم.
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن ابنائنا والحلائل
فلما اجتمعت قريش على قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتبوا الصحيفة القاطعة جمع ابوطالب بني هاشم وحلف لهم بالبيت
والركن والمقام والمشاعر في الكعبة لان شاكت محمدا شوكة لابثن عليكم بني هاشم فادخله الشعب وكان يحرسه بالليل
والنهار قائما علي رأسه بالسيف اربع سنين، فلما خرجوا من الشعب حضر ابا طالب الوفاة فدخل اليه رسول الله (صلى الله عليهوآله) وهو يجود بنفسه فقال: يا عم ربيت صغيرا وكفلت يتيما فجزاك الله عني خيرا اعطني كلمة اشفع لك فيها عند ربي، فروي انه
لم يخرج من الدنيا حتى اعطى رسول الله الرضى، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو قمت المقام المحمود لشفعت لابي
وامي وعمي واخ لي كان مواخيا في الجاهلية.
وحدثني ابي عن ابن ابي عمير عن سيف بن عميرة وعبدالله بن سنان وابن ابي حمزة الثمالي قالوا سمعنا ابا عبدالله جعفر بن
محمد (عليهم السلام) يقول لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع نزل بالابطح ووضعت له وسادة فجلس عليها ثم رفع
يده إلى السماء وبكى بكاءا شديدا ثم قال: يا رب انك وعدتني في ابي وامي وعمي ان لا تعذبهم بالنار، قال فاوحى الله اليه اني
آليت على نفسي ان لا يدخل جنتي إلا من شهدا ان لا إله إلا الله وانك عبدي ورسولي ولكن ائت الشعب فنادهم فان اجابوك فقد
وجبت لهم رحمتي، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الشعب فناداهم وقال يا ابتاه ويا اماه ويا عماه فخرجوا ينفضون التراب عن
رؤوسهم فقال لهم رسول الله ألا ترون إلى هذه الكرامة التي اكرمني الله بها فقالوا نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله حقا حقا
وان جميع ما اتيت به من عند الله فهو الحق فقال ارجعوا إلى مضاجعكم.
ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مكة وقدم اليه علي بن ابي طالب(عليه السلام) من اليمن فقال رسول الله (صلىالله عليه وآله): ألا ابشرك يا علي ! فقال امير المؤمنين بابي انت وامي لم تزل مبشرا، فقال ألا ترى إلى ما رزقنا الله تبارك وتعالى
في سفرنا هذا واخبره الخبر فقال له علي (عليه السلام) الحمد لله قال واشرك رسول الله( صلى الله عليه وآله) في بدنته اباه
وامه وعمه ثم قال الله (ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون) أي بما يكذبونك ويذكرون الله (فسبح بحمد ربك وكن من
الساجدين) اخبرنا احمد ابن ادريس قال حدثنا احمد بن محمد عن محمد بن سيار (سنان ) عن المفضل بن عمير (عمر ) عن
ابي عبدالله عليه السلام قال لما نزلت هذه الآية (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك
للمؤمنين) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن رمى بنظره إلى ما
في يد غيره كثر همه ولم يشف غيظه، ومن لم يعلم ان لله عليه نعمة لا (الا ) في مطعم او ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه
ومن اصبح على الدنيا حزينا اصبح على الله ساخطا ومن شكى مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه، ومن دخل النار من هذه الامة ممن
قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزوا، ومن اتى ذا ميسرة فيخشع له طلب ما في يده ذهب ثلثا دينه ثم قال ولا تعجل، وليس
يكون الرجل يسأل من الرجل الرفق فيجله ويوقره فقد يجب ذلك له عليه ولكن يراه انه يريد بتخشعه ما عند الله ويريد ان يحيله عما
في يده.
.................................................. .........
تفسير القمي الجزء الاول
صفحة رقم (378-381)
تعليق