عقدة المتوكل من الإمام الحسين(ع) وزواره
2. وفي تاريخ الطبري «9/185»: «ذكر خبر هدم قبر الحسين بن علي: وفيها « سنة 236» أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه . فذُكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق «سجن مظلم تحت الأرض» فهرب الناس ، وامتنعوا من المصير إليه ، وحُرث ذلك الموضع ، وزُرع ما حواليه ».
3. وقال المسعودي في مروج الذهب «4/52»: «وكان آل أبي طالب قبل خلافته «المنتصر» في محنة عظيمة وخوفٍ على دمائهم ، قد مُنعوا زيارة قبر الحسين والغري من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكل سنة ست وثلاثين ومائتين . وفيها أمر المعروف بالذيريج بالسَّيْر إلى قبر الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما وهَدْمِه ومَحْو أرضه وإزالة أثره ، وأن يعاقب من وجد به ، فبذل الرغائب لمن تقدم على هذا القبر ، فكلٌّ خشـي العقوبة وأحْجَمَ ، فتناول الذيريج مِسْحاةً وهدم أعالي قبر الحسين ، فحينئذ أقدم الفعلة فيه ، وإنهم انتهوا إلى الحفرة وموضع اللحد ، فلم يروا فيه أثر رِمَّةٍ ولا غيرها ! ولم تزل الأمور على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصـر فأمَّن الناس ، وتقدم بالكف عن آل أبي طالب ، وترك البحث عن أخبارهم ، وأن لا يمنع أحد زيارة الحير لقبر الحسين رضي الله تعالى عنه ولا قبر غيره من آل أبي طالب ، وأمر برد فدَكَ إلى ولد الحسن والحسين وأطْلَقَ أوقاف آل أبي طالب ، وترك التعرض لشيعتهم ودفع الأذى عنهم ، وفي ذلك يقول البحتري ، من أبيات له:
وإن علياً لأوْلى بكمْ |
وأزكى يداً عندكم من عُمَرْ |
|
وكلٌّ له فَضْلُه والحُجُو |
لُ يومَ التَّراهُنِ دونَ الغَرَرْ |
ولقد بَرَرْتَ الطالبيةَ بعد ما |
ذُمُّوا زماناً بعدها وزمانا |
|
ورَدَدْتَ ألفةَ هاشم فرأيتَهُمْ |
بعد العداوة بينهم إخوانا | |
آنستَ ليلَهُمُ وجُدْتَ عليهمُ |
|
|
لو يعلمُ الأسلاف كيف بَرَرْتهم |
لرأوك أثقلَ من بها ميزانا» |
بالله إن كانت أميةُ قد أتَتْ |
قتلَ ابن بنت نبيِّهَا مظلومَا |
|
فلقد أتاهُ بنوأبيه بمثله |
هذا لعمري قبرُه مهدوما |
|
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا |
في قتلهِ فَتَتَّبعُوهُ رميما» |
تعليق