السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وله الحمد
تعددت الطرق وتنوعت في معرفة الله سبحانه حتى ورد أن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق بناء على تفسير الطرق بطرق المعرفة.
درجات المعرفة:
فمن مستدلِّ على وجود الله تعالى من خلاله آثاره الواضحة كاستدلال الأعرابي الذي سئل عن وسيلة معرفته بالله تعالى فأجاب:
" البعرة تدل على البعير، وأثر الأقدام تدل على المسير،أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، لا تدلان على الصانع اللطيف الخبير؟!"1.
إلى مستدلِّ بالحركة على المحرِّك:
كتلك العجوز التي سُئلت عن وسيلة معرفتها بالله تعالى فأجابت وهي قرب مغزلها: " إنْ حركته تحرَّك وإن تركته سكن، فكيف يتحرك الكونُ دون محرِّك".
- إلى مستدل بكيفية الخلقة: كالاستدلال بالبيضة التي أراد من خلالها الإمام الصادق عليه السلام إقناع أحد الملحدين بربوبيّة الله تعالى. فقال عليه السلام: "...هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، فهي على حالها، لا يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولا يدخل إليها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها، لا يُدرى للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبِّراً ؟!"2.
- إلى مستدل بالفطرة الكامنة داخل كلّ إنسان، والتي أشار إليها الإمام الصادق عليه السلام لأحد السائلين عن الله تعالى
فسأله عليه السلام: " يا عبد الله، هل ركبت سفينة؟ قال: بلى، قال عليه السلام: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: بلى، قال عليه السلام: " فهل تعلق قلبك هناك أنّ شيئاً من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال: بلى، قال الإمام عليه السلام: فذلك الشيء هو الله، القادر على الانجاء حين لا منجا وعلى الإغاثة حيث لا مغيث"3
ومع أهمية هذه الطرق لمعرفة الله تعالى، لكن للإمام الحسين عليه السلام لغة أخرى عند الحديث عن طرق معرفته سبحانه وتعالى وقد أبرز دعاء عرفة لغة الحسين عليه السلام هذه حينما قال متوجِّهاً لله تعالى: " كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هذا المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عينٌ لا تراك ولا تزال عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبِّك نصيباً"4. فالإمام عليه السلام في دعائه هذا يشير إلى أن الله تعالى هو الأظهر وبه ظهرت الأشياء وكما قال الشاعر:
لقد ظهرت فلا تخفى على أحد إلا على اكمهٍ لا يعرف القمرَ
لكن بطنت بما أظهرت محتجباً وكيف يُعرَف من بالعارف استترَ"
وقد تجلَّت معرفة الإمام الحسين عليه السلام بالله تعالى في كربلاء حيث كان الله تعالى مقصد الحسين عليه السلام بكل عطاءاته وتضحياته فهو القائل بعدما رمى الدم الطاهر نحو السماء " هوَّن ما نزل بي أنه بعين الله"5 وهو المترنِّم بصفات الله تعالى في آخر لحظات حياته الدنيوية وهو في عظيم الشدِّة قائلاً: " اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء...، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، ومدرك ما طلبت، وشكور إذا شُكرت، وذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجاً، وارغب إليك فقيراً.."6.
إنها المعرفة التي انجذب بها الإمام الحسين عليه السلام إلى الله فجذبنا بها إليه.
وله الحمد
تعددت الطرق وتنوعت في معرفة الله سبحانه حتى ورد أن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق بناء على تفسير الطرق بطرق المعرفة.
درجات المعرفة:
فمن مستدلِّ على وجود الله تعالى من خلاله آثاره الواضحة كاستدلال الأعرابي الذي سئل عن وسيلة معرفته بالله تعالى فأجاب:
" البعرة تدل على البعير، وأثر الأقدام تدل على المسير،أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، لا تدلان على الصانع اللطيف الخبير؟!"1.
إلى مستدلِّ بالحركة على المحرِّك:
كتلك العجوز التي سُئلت عن وسيلة معرفتها بالله تعالى فأجابت وهي قرب مغزلها: " إنْ حركته تحرَّك وإن تركته سكن، فكيف يتحرك الكونُ دون محرِّك".
- إلى مستدل بكيفية الخلقة: كالاستدلال بالبيضة التي أراد من خلالها الإمام الصادق عليه السلام إقناع أحد الملحدين بربوبيّة الله تعالى. فقال عليه السلام: "...هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، فهي على حالها، لا يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولا يدخل إليها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها، لا يُدرى للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبِّراً ؟!"2.
- إلى مستدل بالفطرة الكامنة داخل كلّ إنسان، والتي أشار إليها الإمام الصادق عليه السلام لأحد السائلين عن الله تعالى
فسأله عليه السلام: " يا عبد الله، هل ركبت سفينة؟ قال: بلى، قال عليه السلام: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: بلى، قال عليه السلام: " فهل تعلق قلبك هناك أنّ شيئاً من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال: بلى، قال الإمام عليه السلام: فذلك الشيء هو الله، القادر على الانجاء حين لا منجا وعلى الإغاثة حيث لا مغيث"3
ومع أهمية هذه الطرق لمعرفة الله تعالى، لكن للإمام الحسين عليه السلام لغة أخرى عند الحديث عن طرق معرفته سبحانه وتعالى وقد أبرز دعاء عرفة لغة الحسين عليه السلام هذه حينما قال متوجِّهاً لله تعالى: " كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هذا المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عينٌ لا تراك ولا تزال عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبِّك نصيباً"4. فالإمام عليه السلام في دعائه هذا يشير إلى أن الله تعالى هو الأظهر وبه ظهرت الأشياء وكما قال الشاعر:
لقد ظهرت فلا تخفى على أحد إلا على اكمهٍ لا يعرف القمرَ
لكن بطنت بما أظهرت محتجباً وكيف يُعرَف من بالعارف استترَ"
وقد تجلَّت معرفة الإمام الحسين عليه السلام بالله تعالى في كربلاء حيث كان الله تعالى مقصد الحسين عليه السلام بكل عطاءاته وتضحياته فهو القائل بعدما رمى الدم الطاهر نحو السماء " هوَّن ما نزل بي أنه بعين الله"5 وهو المترنِّم بصفات الله تعالى في آخر لحظات حياته الدنيوية وهو في عظيم الشدِّة قائلاً: " اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء...، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، ومدرك ما طلبت، وشكور إذا شُكرت، وذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجاً، وارغب إليك فقيراً.."6.
إنها المعرفة التي انجذب بها الإمام الحسين عليه السلام إلى الله فجذبنا بها إليه.
|
تعليق