بسم الله الرحمن الرحيم
في عصر الإمام الحسين (عليه السلام) وجدت بعض الشخصيات التي كانت تحمل هذا الشعار: (( أمّا أنا فعليّ بلزوم المحراب وقراءة القرآن )) ويبعث يزيد بن معاوية بكلّ الحرمات والمقدسات وليصادر كل الحقوق والكرامات، وليرتكب كل الجرائم والموبقات.يهدم الكعبة، يستبيح مدينة الرسول (ص)، يقتل الحسين بن علي (عليه السلام).
المهم أنني أحتفظ بمحرابي وقرآني، نعم ليمارس الظالمون ما يشاءون ما داموا لا يتعرضون لمحرابي وقرآني، حتى لو هدموا كل المحاريب، وحتى لو مزقوا كل المصاحف.
المحراب والقرآن اللذان لا يشكلان خطراً على الأنظمة الجائرة:
هذا المحراب تباركه الأنظمة، وهذا القرآن تحميه الأنظمة، الآلف المساجد والمحاريب يشيدها ويبنيها والسلاطين ويؤيدونها ويباركونها لأنها لا تواجه ظلمهم وانحرافاتهم، بل تبقى صامته، إن لم تكن تبرر للأنظمة جورها وظلمها وانحرافها.
القرآن يتلى في الإذاعات والمحطات ذلك تباركه الأنظمة، لأن هذه التلاوة راكدة وجامدة وفارغة لا تغير شيئاً.
أما إذا تحول المحراب والقرآن إلى قوة ترهب الظالمين فإنّه محراب يجب أن يحاصر، وقرآن يجب أن يحاصر، يجب أن يوضع في قائمة الإرهاب، المحراب الذي يرتفع منه شعار "الله أكبر" بصدق ووعي في قائمة العنف والإرهاب والتطرف، والقرآن الذي يتلى بصدق ووعي يجب أن يوضع في قائمة العنف والإرهاب والتطرف.
المحراب الواعي والتلاوة الواعية، حاضران في كل قضايا الأمة الثقافية والاجتماعية والسياسية والثورية، ومن هنا نفهم لماذا الرعب والهلع عند هؤلاء الذين لا يريدون للمحراب أن يقول كلمته ولا يريدون للقرآن أن يقول كلمته
إننا نؤكد أنه يجب أن يمارس المحراب رسالته، وإلاّ كان القابع في المحراب شيطان أخرس:
﴿الساكت عن الحق شيطان أخرس﴾.
﴿إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له، قيل يا رسول الله: ومن المؤمن الضعيف الذي لا دين له، قال: الذي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر﴾.
﴿لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه﴾.
أوحى الله شعيب النبي أنّي معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألف من شرارهم وستين ألف من خيارهم، قال شعيب: هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار، قال: لأنهم راهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
تعليق