الفصل السابع : الرد على الفرق السادس .(الفرق السادس: التقية الشرعية لا يجوز أن تكون سجيَّة للمسلم في جميع أحواله)
قال الدكتور :
التقية الشرعية - كما سبق - إنَّما هي استثناء ورُخصة، ولا يجوز أن تكون ديدنَ المسلم في جميع أحواله؛ يقول د. القفاري: "والتقيَّة في دين الإسلام دين الجهاد والدَّعوة، لا تُمثِّل نهجًا عامًّا في سلوك المسلم، ولا سِمَة من سمات المجتمع الإسلامي، بل هي - غالبًا - حالة فرديَّة مؤقَّتة، مقرونة بالاضطرار، مرتبطةٌ بالعجز عن الهِجْرة، وتزول بزوال حالة الإكراه"[23].أما التقية الشيعية: فهي مُلازِمة لطبيعة الفرد الشِّيعي، ومستمِرَّة معه، فهو يستخدمها في جميع أحواله؛ ولذلك نجد مِنْ أثرها ظهورَ الكذب وانتشارَه عند أتباع المذهب الإماميِّ الاثني عشري، إلى درجة أنَّ أهل الحديث يَقْبلون رواية أهل البِدَع إجمالاً، ما عدا الشِّيعة الإمامية؛ لكثرة كذبهم.سئل مالِكٌ عن الرَّافضة، فقال: "لا تكلِّمْهم ولا تَرْوِ عنهم؛ فإنَّهم يَكْذبون"ويقول الشافعي: "لَم أرَ أحدًا أشهد بالزُّور من الرافضة" ويقول يزيد بن هارون: "يُكتَب عن كلِّ صاحب بدعة إذا لم يكن داعية، إلاَّ الرافضة؛ فإنهم يكذبون"وقال شريكٌ القاضي: "أحمل العلم عن كلِّ مَن لقيت إلاَّ الرافضة؛ فإنَّهم يضعون الحديث ويتَّخِذونه دينًا"، قال ابن تيميَّة تعليقاً: "وشَرِيك هذا هو شريك بن عبدالله القاضي، قاضي الكوفة، مِن أقران الثَّوري وأبي حنيفة، وهو من الشِّيعة الذي يقول بلسانه: أنا من الشِّيعة، وهذه شهادته فيهم"قال الإمام ابن تيميَّة: "وقد اتَّفق أهل العلم بالنقل والرِّواية والإسناد على أنَّ الرافضة أكذَبُ الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمَّة الإسلام يَعْلمون امتيازهم بكثرة الكذب"؛ "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية 1/ 26. وقال في موضعٍ آخر: "وأمَّا الرافضة فأَصْل بدعتهم زندقة وإلحاد، وتعمُّد الكذب كثيرٌ فيهم، وهم يقرُّون بذلك؛ حيث يقولون: ديننا التقيَّة، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلافَ ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنِّفاق، فهُم في ذلك كما قيل: رمَتْنِي بدائها وانسلت" انتهى كلام الدكتور.مناقشة ما افاده في الفرق السادس .
*** *** ***
أما المطلب الأول : فقد اعتمد الدكتور باسم في بعض المسائل في بحثه هذا على كتاب " اصول مذهب الشيعة " للقفاري ، مخفيا ذلك تارة ومصرحا اخرى كما هنا بل صار كتاب القفاري من اكثر الكتب اعتمادا لدى خصوم الشيعة فنرى لزاما علينا ان نسلط الضوء على الكاتب وكتابه لنرى هل يمكن لإنسان الاعتماد عليه ؟ وسنقصر الحديث على جوانب ثلاثة فيه ونحيل القارئ الكريم إن اراد التفصيل الى كتاب " نقد كتاب اصول الشيعة للقزويني " .
الجانب الاول : كذب القفاري في كتابه على الشيعة .
واكتفي هنا بنقل ثلاث افتراءات يعلم كذبها الصبيان قبل غيرهم :
لعل كلام الدكتور في هنا هو من اكثر الفروق المشتملة على اتهامات وافتراءات على الشيعة و التي تحامل فيها الدكتور تحاملا ملحوظا ونقل ما نقل عن خصوم الشيعة وهو بهذا يؤسس لنا منهجا منصفا عقلانيا ! في التعاطي مع المخالفين هو منهج النقل عن الخصوم ! وعليه فيصح لي ولكل باحث اذا اراد ان يكتب شيئا عن السلفية ان ينقل من الشيعة وعلماء الشيعة وما كتبوه . إن صحت المقارنة اصلا . ومهما يكن الامر فالكلام معه ــ بما انه اثار جملة من المواضيع ــ سيكون في عدة مطالب :
· المطلب الاول : القفاري وكتابه " اصول مذهب الشيعة "
· المطلب الثاني : هل التقية رخصة دائما ولا يجوز للمسلم ان يتخذها سجية ؟
· المطلب الثالث : هل رفض اهل الحديث الرواية عن الشيعة ؟ .
· المطلب الرابع : من الكاذب ابن تيمية ام الشيعة ؟
· المطلب الخامس : هل التقية هي عين الكذب والنفاق كما قال ابن تيمية والدكتور؟
1ـ قوله بان ثقات المؤرخين و كتب الشيعة تعترف بعدم وجود ذرية للإمام الحسن العسكري عليه السلام وانه مات عقيما فقد قال ما نصه :
" مات الحسن العسكري سنة 260هــ والذي تزعم الشيعة انه امامها الحادي عشر ولم يعرف له خلف ولم ير له ولد ظاهر كما تعترف كتب الشيعة وقال ثقات المؤرخين بانه مات عقيما .." اهـ ج 3 ص 404
2ـ نسبة جواز السجود للمخلوق للشيعة وعلمائهم حيث قال :
" .. حتى ان شيخ الدولة الصفوية علي الكركي وضع مبدأ جواز السجود للمخلوق .."
الثاني : قال في بيان تلبيس الجهمية ج 1ص 78
" ومعلوم أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهةولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل مقدمات فيها خفاء وطول وليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل وترك التقليد وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول " اهـ
فدقق بقوله : ان هذا اقرب الى الفطرة والعقول من الاول ، فلا ادري بعد هذا لِمَ يتنكر القوم مما هو اقرب الى الفطرة والعقول ؟ ! سيما اذا ضممنا ذلك الى قوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم : 30] . نسأل الله العفو والعافية والسلامة في الدين والدنيا !
الثالث : قال العثيمين في شرح العقيدة الواسطية طبعة دار ابن الجوزي ص 458
" .والرد عليهم انه ان كان يلزم من رؤية الله تعالى ان يكون جسما ، فليكن ذلك لكننا نعلم علم اليقين انه لا يماثل اجسام المخلوقين .." اهـ
ونحن نقول : ليس الكلام في انه يماثل او لا يماثل وانما هو جسم او ليس بجسم ؟ فلا يلتبس الامر على القارئ ونحن بدورنا لنقطع دابر الشك امام كل من تسول نفسه اتهام الشيعة بذلك نقول : نبرأ الى الله تعالى من كل من اعتقد وقال بالتجسيم او التشبيه ، ولا يفوتنا التنبيه الى اننا لم ننقل من كتب الحديث والنقل وغيرها مما ليس شأن مؤلفيها الا الجمع بل نقلنا من كتب تبين العقيدة انصافا منا لمخالفينا ، والمأمول ان يبادلنا المخالفون لنا بذلك . وليس كل ما يتمنى المرئ يدركه !
للنقل نموذجا واحدا وهو حسبك اذا تدبرت فيه ليكشف مستوى من يكتب عن الشيعة ويرد عليهم ، فقد اعتبر القفاري ان الامام الحسن بعد الامام الحسين عليهما السلام والادهى من ذلك ترتيبه الآثار على ذلك فاليك نص كلامه في ج2 ص 895 :
ج 3 ص 1477
فانتبه جيدا الى قوله : رؤية عين ، والى قوله : كما في الحديث الصحيح !!
ولا يسعني الا ان اردد ما جاء في نهج البلاغة في الخطبة 87
" . وآخر قد تسمى عالما وليس به. فاقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضلال . ونصب للناس شركا من حبائل غرور وقول زور .."
قال القفاري في ج1 ص 335 ناقلا كلام السيد الخوئي في تفسيره البيان :
3ـ نسبة التجسيم للشيعة ، حيث قال :
" .. قالت كتب الشيعة : إن الناس ارتدوا بعد وفاة الرسول الا ثلاثة قالت ايضا : ارتد الناس بعد قتل الحسين الا ثلاثة : ابو خالد الكابلي ، ويحيى بن ام الطويل ، وجبير بن مطعم . فأنت ترى ان هذا النص لا يستثني احدا من اهل البيت ولا الحسن بن علي الذي تعده الاثنى عشرية إمامها ويبدو انها لا تستثنيه لإنها عليه ساخطة لقيامه بمصالحة معاوية حتى خاطبه بعض الشيعة بقوله : يا مذل المؤمنين " اهــ
والخوئي مرجع الشيعة في العراق وغيره اليوم يقول : ان كثرة الروايات ( رواياتهم في تحريف القران ) من طريق اهل البيت ولا اقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما روي بطريق معتبر " اهــ
" .. اشتهرت ضلالة التجسيم بين اليهود ولكن اول من ابتدع ذلك بين المسلمين هم الروافض " اهـ
وهنا لا يمكنني ان تمر هذه الجملة دون تعليق فحقيق ان يقال : رمتني بدائها وانسلت وللقارئ الكريم وللدكتور علينا حق في اثبات ذلك لنرى من المجسم و المشبه ؟ ! واكتفي من مئات الشواهد التي تحتاج منا الى مؤلف مستقل بثلاثة شواهد ، شاهدين من شيخ اسلام الدكتورين باسم وناصر ، والثالث من شيخ الدكتور باسم وهو العثيمين :
الاول : قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية الجزء السابع طبعة وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ص 290
" .. فيقتضي انها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت ربي في صورة شاب امرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء " اهـ
الجانب الثالث : نموذج من بتر وتدليس القفاري .
الجانب الثاني : نموذج من جهل القفاري .
فلا بد من القول به :
والجواب :
أن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع
*** *** ***
فيه ، وتوضيح ذلك : أن كثيرا من الروايات ، وإن كانت ضعيفة السند ، فإن
الجواب عن ذلك كما قلنا مرارا يختلف باختلاف الظروف الموضوعية والازمنة والامكنة وبحسبها يتحدد حكمها كما بين ذلك في الفقه مفصلا ، ولكن أنى للقوم الرجوع الى الفقه الخاص بالشيعة وقد قصروا نظرهم على من يهرج على الشيعة دون علم او حتى اثارة من علم ؟ وأنى لمن لا يفارق اطلاق الاحكام لسانهم جزافا ان يعرفوا ذلك وليته بين مستنده ودليله على قوله : " لا يجوز .." {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل : 116] فلا ادري { آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس : 59] فلو وجد سبب التقية وتوفرت شرائطها وانتفت موانعها واستمرت الحالة لسنوات كما حصل للنبي صلى الله عليه واله في بداية دعوته حين كان في مكة فيما يعرف بالدعوة السرية او افترض على طول الحياة فبأي دليل تحرم ؟ !
نعم حتى لا نبخس الناس اشيائهم وللانصاف نقول : ان الدكتور بعد قوله لا يجوز استدل بقول القفاري !!
جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري ، الذي اتفق علماء الرجال على
فساد مذهبه ، وأنه يقول بالتناسخ ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء
الرجال أنه كذاب ، وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع
بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها .اهـــ
فالسيد الخوئي يفرق بين امرين : بين اصل ورود وصدور بعض الروايات وبين دلالتها فيقطع بالاول دون الثاني وهو واضح لكل ذي عينين !
هذا هو القفاري وعلمه وامانته وصدقه الذي اعتمد عليه الدكتور .! على ان ما نقلناه نزر يسير بل قطرة في بحر بالقياس الى ما ارتكبه القفاري ولهذا نؤكد مرة اخرى وننصح السنة قبل الشيعة بمراجعة كتاب " نقد اصول مذهب الشيعة للقزويني "
ولكن عندما نرجع الى تفسير البيان الذي كل ما يمكن ان يثبت به التحريف وفنده واعتبر ان الحديث فيه حديث خرافة سنجد الصورة مختلفة تماما فهاك كلام السيد الخوئي كاملا من تفسير البيان ص 150:
" الشبهة الثالثة :
المطلب الثاني : هل التقية رخصة دائما ولا يجوز للمسلم ان يتخذها سجية ؟
أن الروايات المتواترة عن أهل البيت - ع - قد دلت على تحريف القرآن
على ان قوله : " فهي مُلازِمة لطبيعة الفرد الشِّيعي، ومستمِرَّة معه، فهو يستخدمها في جميع أحواله " كذب صريح ، كيف لا وها نحن نرد عليه بلسان عربي صريح دون تقية لاننا في مأمن من الطغاة وسلاطين الجور ومن وعلماء بلاطهم والا لأصدر شريح فتواه فينا وطبقت علينا !
نعم قد يفرض الواقع على الشيعة ان يكثفوا من استعمال التقية كما هو حالهم في زمن بني امية بل وحال غيرهم ايضا وكلام الاوزاعي المحسوب على المخالفين لعلي وشيعته كما نقلنا كلامه سابقا ونكرره هنا : ( ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذلك ) اهـ ( كما في سير اعلام النبلاء ج 7 ص 130)
وكذا الحال بالنسبة لابن عمر في ايام معاوية .
قال ابن الوزير في العواصم 8 / 137 :
" بل لقد خرَّج البخاري عن ابن عمر أنه ترك الصدع بالحق تقيَّةً في أيام معاوية .." اهـ
فاذا كان هذا حال الاوزاعي وابن عمر وهما غير شيعيين فما بالك باتباع علي عليه السلام وشيعته فيكف يجرأ احد بعد عموم البلية ويتبجح بالقول لا يجوز للمسلم ان يتخذ التقية سجية !! على ان العلماء وكما سنذكر ذلك في آخر فصل ذكروا ان ثمة مستنثيات للتقية وهذه لوحدها كافية في ابطال دعوى الدكتور . !
· المطلب الثالث : رفض اهل الحديث لرواية الشيعة لكذبهم .
عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الجبار هذا و هو
صدوق يتشيع كما قال الحافظ في " التقريب " .
قلت : و التشيع لا يضر في الرواية عند المحدثين ، لأن العبرة في الراوي إنما هو كونه مسلما عدلا ضابطا ، أما التمذهب بمذهب مخالف لأهل السنة ، فلا يعد عندهم جارحا ما لم ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، كما بينه الحافظ ابن حجر في " شرح النخبة " .
لاسيما و هذا الحديث قد جاء معناه في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أنس
و غيره من الصحابة ، و في حديثه زيادة : " لا كفارة لها إلا ذلك " .اهـــ
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 261 :
الدخول في قاعدة رواية صاحب البدعة بشكل عام بنظر المخالفين لمدرسة اهل البيت عليهم السلام وتحريرها ونقل اقوال اهل الفن فيها قد يخرجنا عن غرضنا ومن هنا سنحاول قصر الكلام على رواية اهل الحديث على ما يعتبروه هم بالرواية عن الشيعي اوعـمن رمي ببدعة التشيع ، فهل اعرض اهل الحديث عن الشيعة ولم يرووا عنهم فيصدق كلام الدكتور : " أنَّ أهل الحديث يَقْبلون رواية أهل البِدَع إجمالاً، ما عدا الشِّيعة الإمامية؛ لكثرة كذبهم. " ام ان الامر مختلف فيروي اهل الحديث عن الشيعة وفيهم كما في غيرهم الثقة وغير الثقة والكذاب والصادق فيكون كلام الدكتور هواء في شبك ونابع اما عن جهل {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [الحج : 8] او كذب وتضليل للناس {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام : 144] .
ويكفينا في المقام ان نسجل عليه هذين الامرين ونراهما كافيان في نقض ما تبناه وبيان حقيقة ما ادعاه :
أخرجه الترمذي ( 3713 ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 13 و 16 - 17 ) و ابن
الامر الاول : في بيان كلام اصحاب الاختصاص واهل الحديث في المسألة واكتفي بخاتمتهم عند اهل السنة وهو الشيخ الألباني وسأنقل منه نصين على اني ساوردهما بطولهما لإهمية كلامه في هذا الشأن من جهة ولتضمنه لبيان منقبة لإمير المؤمنين من جهة اخرى و لبيان كذبة اخرى تضاف الى ما اوردناه من كذب ابن تيمية من جهة ثالثة :
1ـ في الحديث المرقم : 396 - " كان في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس ، فقال : إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم ، فمن نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ ، و من نسي
صلاة فليصل إذا ذكر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 681 :
2ـــ وهو ايضا من السلسلة الصحيحة في الحديث المرقم منها بـــــ 2223 - " ما تريدون من علي ؟ إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 58 / 1 ) عن عبد الجبار بن العباس الهمداني عن
حبان ( 2203 ) و الحاكم ( 3 / 110 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 829 ) و أحمد (
4 / 437 - 438 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 2 / 568 - 569 ) من طريق جعفر بن
اليمان الضبعي عن يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال :
" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا ، و استعمل عليهم علي بن أبي طالب ،
فمضى في السرية ، فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، و تعاقدوا أربعة من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرناه بما صنع علي و كان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله صلى
الله عليه وسلم فسلموا عليه ، ثم انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا
على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر
إلى علي بن أبي طالب صنع كذا و كذا ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام إليه الثالث ، فقال مثل
مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم و الغضب يعرف في وجهه فقال : " فذكره . و قال الترمذي : "
حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان " . قلت : و هو ثقة من
رجال مسلم و كذلك سائر رجاله و لذلك قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " ، و
أقره الذهبي . و للحديث شاهد يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه
بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما
علي بن أبي طالب .. فذكر القصة بنحو ما تقدم ، و في آخره : " لا تقع في علي ،
فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي و إنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي " .
أخرجه أحمد ( 5 / 356 ) . قلت : و إسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير
الأجلح ، و هو ابن عبد الله الكندي ، مختلف فيه ، و في " التقريب " : " صدوق
شيعي " . فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ، و كذلك في سند المشهود له شيعي
آخر ، و هو جعفر بن سليمان ، أفلا يعتبر ذلك طعنا في الحديث و علة فيه ؟ !
فأقول : كلا لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق و الحفظ ، و أما المذهب
فهو بينه و بين ربه ، فهو حسيبه ، و لذلك نجد صاحبي " الصحيحين " و غيرهما قد
أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج و الشيعة و غيرهم ، و هذا هو المثال
بين أيدينا ، فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيت مع أنه قال في راويه جعفر في
كتابه " مشاهير علماء الأمصار " ( 159 / 1263 ) : " كان يتشيع و يغلو فيه " .
بل إنه قال في ثقاته ( 6 / 140 ) : " كان يبغض الشيخين " . و هذا ، و إن كنت في
شك من ثبوته عنه ، فإن مما لا ريب فيه أنه شيعي لإجماعهم على ذلك ، و لا يلزم
من التشيع بغض الشيخين رضي الله عنهما ، و إنما مجرد التفضيل . و الإسناد الذي
ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما ، فيه جرير بن يزيد بن هارون ، و لم أجد
له ترجمة ، و لا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه . و مع ذلك فقد قال ابن حبان عقب
ذاك التصريح : " و كان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنه
كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ، و لم يكن بداعية إلى مذهبه ، و ليس بين أهل
الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة و لم يكن يدعو إليها
من طريقه الحاكم ( 3 / 132 - 133 ) و قال : " صحيح الإسناد " ، و وافقه الذهبي
" .. الثالث أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ .." اهــ
الله أحسن تقرير أن الموالاة هنا ضد المعاداة و هو حكم ثابت لكل مؤمن ، و علي
الكلام عن ابن تيمية وموقفه مع اهل البيت عليهم السلام عموما ومع امير المؤمنين خصوصا يحتاج الى مؤلف لجمع طعوناته واكاذيبه التي تجاوزت العشرات إن لم نقل المئات حتى وصلت الى رد الاحاديث الصحيحة والتنقيص من امير المؤمنين صلوات الله عليه كما قال ذلك ابن حجر في لسان الميزان ج 8 / ص 551
" .. لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية في رد الأحاديث التي يوردها بن المطهر وإن كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات لكنه رد في رده كثيراً من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدره والإنسان عامد للنسيان وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي ذاته أحياناً إلى تنقيص علي رضي الله عنه وهذه الترجمة لا تحتمل أيضاح ذلك وإيراد أمثلته .." اهــ
" والجواب أما نزول هل أتى في علي فمما اتفق أهل العلم بالحديث على أنه كذب موضوع وإنما يذكره من المفسرين من جرت عادته بذكر أشياء من الموضوعات والدليل الظاهر على أنه كذب أن سورة هل أتى مكية باتفاق الناس نزلت قبل الهجرة ..."
1ـ في اسباب النزول ، قال في منهاج السنة ج 8 / 553 :
· المطلب الرابع : من الكاذب ابن تيمية ام الشيعة ؟
قال القرطبي :19 / 118 " .. سُورَةُ الْإِنْسَانِ وَهِيَ إِحْدَى وَثَلَاثُونَ آيَةً مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُقَاتِلٍ وَالْكَلْبِيِّ. وَقَالَ الْجُمْهُورُ: مَدَنِيَّةٌ.."اهـ
، و هو كما قالا . و هو بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من كنت مولاه فعلي
( نماذج قطعية من كذب ابن تيمة )
قال في منهاج السنة ج 8 / 285 :
لنرى هل صدق ابن تيمية في دعواه هذه :
و لهذا وغيره من الطعونات قال ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ص 155 :
حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه " أن رسول الله صلى الله عليه
" .. ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن البكي وولد التاج والشيخ الإمام العز ابن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية .."
وسلم قال لعلي : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . و أخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) و
كان شوبنا شيء من الاستغراب حين نسمع ونقرأ حديث (كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا.) . وسرعان ما يتلاشى هذا الاستغراب بعد ما نقرأ ما سطره ابن تيمية ومقلدوه ، ولكنهم بلا شك من {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 104] كما ستلاحظ ذلك جليا هنا .
أن الاحتجاج بأخباره جائز " . على أن الحديث قد جاء مفرقا من طرق أخرى ليس فيها
شيعي . أما قوله : " إن عليا مني و أنا منه " . فهو ثابت في " صحيح البخاري " (
2699 ) من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي و زيد و جعفر في ابنة حمزة ،
" .. وافترق الناس فيه شيعاً فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله أن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستوٍ على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فالذم بأنه يقول بتحيز في ذات الله ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصاً ومنعاً من تعظيم النبي صلّى الله عليه وسلّم وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما له عقد المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعذر فقال البكري لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصاً يقتل وإن لم يكن تنقيصاً لا يعذر ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله أنه كان مخذ ولا حيث ما توجه وأنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة ولقوله أنه كان يحب الرياسة وأن عثمان كان يحب المال ولقوله أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول وعلي أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه على قول وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ومات ما نسبها من الثناء على... وقصة أبي العاص ابن الربيع وما يؤخذ من مفهومها فإنه شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله صلّى الله عليه وسلّم " ولا يبغضك إلا منافق " ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى .." اهــ
لكن ليس في الحديث أنه ليس للمؤمنين مولى سواه ، و قد قال النبي صلى الله عليه
وسلم : " أسلم و غفار و مزينة و جهينة و قريش و الأنصار موالي دون الناس ، ليس
لهم مولى دون الله و رسوله " . فالحديث ليس فيه دليل البتة على أن عليا رضي
الله عنه هو الأحق بالخلافة من الشيخين كما تزعم الشيعة لأن الموالاة غير
الولاية التي هي بمعنى الإمارة ، فإنما يقال فيها : والي كل مؤمن . هذا كله من
بيان شيخ الإسلام و هو قوي متين كما ترى ، فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلا التسرع و المبالغة في الرد على الشيعة ، غفر الله لنا و له .اهـــ
ولا ادري هل يعلم الدكتور ام لا يعلم ان الحاكم صاحب المستدرك رمي بالتشيع ايضا فإن كان يدري فتلك مصيبة وإلا فالمصيبة اعظم كما المح الى ذلك الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمته له برقم ( 100) فذكر ان فيه تشيع قليل .
وقد يعتذر ويحاول التخلص من المأزق بالقول : ان هناك فرق بين التشيع والرفض والحاكم رمي بالاول دون الثاني ، ولكنها ستكون محاولة فاشلة جدا لما نقله الذهبي في تذكرة الحفاظ 3 / 1045 قائلا ما نصه :
مولاه .. " و قد صح من طرق كما تقدم بيانه في المجلد الرابع برقم ( 1750 ) .
فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث و تكذيبه
والأقوال كثيرة جدا في هذا فأين دعوى الاجماع على مكيتها ؟ ! ويكفي في تكذيب هذا الرجل ان نرجع الى المصحف الشريف المطبوع اليوم لنرى فيه قد كتب على سورة الانسان بانها مدنية !!
2ـ تضعيف المتواتر ، وتكذيب الصحيح .
قال في مجموع الفتاوى ج 4 / 417
" وأما قوله من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه 0000 الخ فهذا ليس فى شيء من الامهات الا فى الترمذى وليس فيه الا من كنت مولاه فعلى مولاه وأما الزيادة فليست فى الحديث وسئل عنها الإمام أحمد فقال زيادة كوفية ولا ريب أنها كذب " اهـ
لنرى هل ما قاله ابن تيمية الصادق المأمون على النقل والدين! مطابق للواقع ام انه محض افتراء وكذب . نترك الالباني يرد عليه . قال الالباني بعد ان خرج الحديث من عدة طرق كثيرة واطال الكلام فيه قال في : السلسلة الصحيحة : ح 1750:
"..و جملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه ، بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه ، و ما ذكرت منها كفاية . و أما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه : " و انصر من نصره و اخذل من خذله " ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه ، و كأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث : " اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه " . و مثله قول عمر لعلي : " أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة " . لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به كما تقدم . إذا عرفت هذا ، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث و بيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام بن تيمية ، قد ضعف الشطر الأول من الحديث ، و أما الشطر الآخر ، فزعم أنه كذب! و هذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها و يدقق النظر فيها . و الله المستعان .اهــ
3ـ علي كان يعبد الاصنام عند ابن تيمية !
في " منهاج السنة " ( 4 / 104 ) كما فعل بالحديث المتقدم هناك ، مع تقريره رحمه
اختم بما قاله ابن حجر الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثية 242 :
الأمر الثاني : في بيان اسماء الشيعة المروي عنهم ، فأقول : قد اغنانا مؤنة البحث والتنقيب عن رواية اهل الحديث عن الشيعة في الكتب الستة مشهور الحرازي فقد جمع الرواة الشيعة او من رمي بالتشيع في كراس صغير سماه تسْمِيةُ مَنْ تشيَّعَ أو رُمِيَ بالتشيُّعِ مِنْ رُوَاةِ الكُتُبِ السِّتَّة ) احصى فيه ( 87) رجلا على انه لم يدع احصائهم جميعا فراجع ايها القارئ اللبيب وتأمل .
رضي الله عنه من كبارهم ، يتولاهم و يتولونه . ففيه رد على الخوارج و النواصب ،
" .. وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا قال بن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال ثقة في الحديث رافضي خبيث ." !
من السهل جدا ان تدعي ولكن من الصعب ان تقيم الدليل وقد قيل ان الدعاوى ما لم يقم عليها دليل فاصحابها ادعياء وهذه هي المشكلة مع القوم سيما ابن تيمية واتباعه فكما نلاحظ في الكلمات التي قالها ابن تيمية وجاء بعده الدكتور مرددا لها بلا زيادة ولا نقصان ولا شاهد ولا ولا برهان ولكنا سنرى في هذا المطلب من الاولى بالبهتان ،على انا سنترك التوصيف والتعليق الا نزرا للضرورة ونجعل كلامه يكشف عنه وكما يقال فان دلالة الحال اقوى من دلالة المقال ، فنقول وبه نستعين وعليه التكلان .
فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " أنت مني و أنا منك " . و روي من
حديث حبشي بن جنادة ، و قد سبق تخريجه تحت الحديث ( 1980 ) . و أما قوله : " و
المطلب الخامس : هل التقية هي عين الكذب والنفاق كما قال ابن تيمية والدكتور؟
هو ولي كل مؤمن بعدي " . فقد جاء من حديث ابن عباس ، فقال الطيالسي ( 2752 ) :
( التقية نقيض النفاق )
فالتقية وكما تقدم تعريفها ابطان الحق وكتمان الإيمان واخفائه واظهار خلافه {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل : 106]
والنفاق هو بالعكس من ذلك تماما فهو اظهار الايمان والحق وكتمان الكفر والباطل واخفائه كما وصفهم الله تعالى{ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح : 11]
ومع هذا الوضوح يصر القوم على جعل التقية نفاقا والنفاق تقية فهل بعد الحق الا الضلال فينقل الدكتور عن ابن تيمية قوله : وتعمُّد الكذب كثيرٌ فيهم، وهم يقرُّون بذلك؛ حيث يقولون: ديننا التقيَّة، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلافَ ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنِّفاق . فلا ادري من اين جاء بهذا التعريف وهل هذا الا انكار للتقية من اصل ؟
لانه قرر ان الكذب والنفاق هو ان القول باللسان خلاف ما في القلب ، وهذا يعني ان كلما خالف الظاهر الباطن فهو نفاق سواء كان الباطن ايمان او لم يكن وكذا الظاهر ! ! فتفضلوا وبلا تقية احكموا على عمار بالنفاق !! بل اتهموا الله بتشريع النفاق و واتهموا رسول الله صلى الله عليه واله بالامر به حين قال لعمار ـ فان عادوا فعد ـ واشطبوا التقية من قاموس الشريعة المطهرة والغوا كل ما ادعيتموه تحت عنوان :الفرق بين التقية الشرعية والتقية الشيعية فلم يعد عندكم شيء اسمه تقية !.
هذا هو تفريقنا بين التقية والنفاق وهو انهما متعاكسان تماما ولكن يبقى سؤال كبير يواجه القوم : ماهو الفرق عندكم بين التقية والنفاق ؟ فإما ان يكونا شيء واحد فلا داعي للقول بان ثمة تقية شرعية واخرى ليست كذلك . واما ان يختلفا فما هي جهة الاختلاف ؟ ! إن كانت كما قررناها فراح تخرصكم هواء في شبك او جهة اخرى فما هي ؟ ولِم اعرضتم عن بيانها في تمام حديثكم عن التقية ؟ .
{فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [الأعراف : 87]
قال الدكتور :
التقية الشرعية - كما سبق - إنَّما هي استثناء ورُخصة، ولا يجوز أن تكون ديدنَ المسلم في جميع أحواله؛ يقول د. القفاري: "والتقيَّة في دين الإسلام دين الجهاد والدَّعوة، لا تُمثِّل نهجًا عامًّا في سلوك المسلم، ولا سِمَة من سمات المجتمع الإسلامي، بل هي - غالبًا - حالة فرديَّة مؤقَّتة، مقرونة بالاضطرار، مرتبطةٌ بالعجز عن الهِجْرة، وتزول بزوال حالة الإكراه"[23].أما التقية الشيعية: فهي مُلازِمة لطبيعة الفرد الشِّيعي، ومستمِرَّة معه، فهو يستخدمها في جميع أحواله؛ ولذلك نجد مِنْ أثرها ظهورَ الكذب وانتشارَه عند أتباع المذهب الإماميِّ الاثني عشري، إلى درجة أنَّ أهل الحديث يَقْبلون رواية أهل البِدَع إجمالاً، ما عدا الشِّيعة الإمامية؛ لكثرة كذبهم.سئل مالِكٌ عن الرَّافضة، فقال: "لا تكلِّمْهم ولا تَرْوِ عنهم؛ فإنَّهم يَكْذبون"ويقول الشافعي: "لَم أرَ أحدًا أشهد بالزُّور من الرافضة" ويقول يزيد بن هارون: "يُكتَب عن كلِّ صاحب بدعة إذا لم يكن داعية، إلاَّ الرافضة؛ فإنهم يكذبون"وقال شريكٌ القاضي: "أحمل العلم عن كلِّ مَن لقيت إلاَّ الرافضة؛ فإنَّهم يضعون الحديث ويتَّخِذونه دينًا"، قال ابن تيميَّة تعليقاً: "وشَرِيك هذا هو شريك بن عبدالله القاضي، قاضي الكوفة، مِن أقران الثَّوري وأبي حنيفة، وهو من الشِّيعة الذي يقول بلسانه: أنا من الشِّيعة، وهذه شهادته فيهم"قال الإمام ابن تيميَّة: "وقد اتَّفق أهل العلم بالنقل والرِّواية والإسناد على أنَّ الرافضة أكذَبُ الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمَّة الإسلام يَعْلمون امتيازهم بكثرة الكذب"؛ "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية 1/ 26. وقال في موضعٍ آخر: "وأمَّا الرافضة فأَصْل بدعتهم زندقة وإلحاد، وتعمُّد الكذب كثيرٌ فيهم، وهم يقرُّون بذلك؛ حيث يقولون: ديننا التقيَّة، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلافَ ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنِّفاق، فهُم في ذلك كما قيل: رمَتْنِي بدائها وانسلت" انتهى كلام الدكتور.مناقشة ما افاده في الفرق السادس .
*** *** ***
أما المطلب الأول : فقد اعتمد الدكتور باسم في بعض المسائل في بحثه هذا على كتاب " اصول مذهب الشيعة " للقفاري ، مخفيا ذلك تارة ومصرحا اخرى كما هنا بل صار كتاب القفاري من اكثر الكتب اعتمادا لدى خصوم الشيعة فنرى لزاما علينا ان نسلط الضوء على الكاتب وكتابه لنرى هل يمكن لإنسان الاعتماد عليه ؟ وسنقصر الحديث على جوانب ثلاثة فيه ونحيل القارئ الكريم إن اراد التفصيل الى كتاب " نقد كتاب اصول الشيعة للقزويني " .
الجانب الاول : كذب القفاري في كتابه على الشيعة .
واكتفي هنا بنقل ثلاث افتراءات يعلم كذبها الصبيان قبل غيرهم :
لعل كلام الدكتور في هنا هو من اكثر الفروق المشتملة على اتهامات وافتراءات على الشيعة و التي تحامل فيها الدكتور تحاملا ملحوظا ونقل ما نقل عن خصوم الشيعة وهو بهذا يؤسس لنا منهجا منصفا عقلانيا ! في التعاطي مع المخالفين هو منهج النقل عن الخصوم ! وعليه فيصح لي ولكل باحث اذا اراد ان يكتب شيئا عن السلفية ان ينقل من الشيعة وعلماء الشيعة وما كتبوه . إن صحت المقارنة اصلا . ومهما يكن الامر فالكلام معه ــ بما انه اثار جملة من المواضيع ــ سيكون في عدة مطالب :
· المطلب الاول : القفاري وكتابه " اصول مذهب الشيعة "
· المطلب الثاني : هل التقية رخصة دائما ولا يجوز للمسلم ان يتخذها سجية ؟
· المطلب الثالث : هل رفض اهل الحديث الرواية عن الشيعة ؟ .
· المطلب الرابع : من الكاذب ابن تيمية ام الشيعة ؟
· المطلب الخامس : هل التقية هي عين الكذب والنفاق كما قال ابن تيمية والدكتور؟
1ـ قوله بان ثقات المؤرخين و كتب الشيعة تعترف بعدم وجود ذرية للإمام الحسن العسكري عليه السلام وانه مات عقيما فقد قال ما نصه :
" مات الحسن العسكري سنة 260هــ والذي تزعم الشيعة انه امامها الحادي عشر ولم يعرف له خلف ولم ير له ولد ظاهر كما تعترف كتب الشيعة وقال ثقات المؤرخين بانه مات عقيما .." اهـ ج 3 ص 404
2ـ نسبة جواز السجود للمخلوق للشيعة وعلمائهم حيث قال :
" .. حتى ان شيخ الدولة الصفوية علي الكركي وضع مبدأ جواز السجود للمخلوق .."
الثاني : قال في بيان تلبيس الجهمية ج 1ص 78
" ومعلوم أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهةولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل مقدمات فيها خفاء وطول وليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل وترك التقليد وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول " اهـ
فدقق بقوله : ان هذا اقرب الى الفطرة والعقول من الاول ، فلا ادري بعد هذا لِمَ يتنكر القوم مما هو اقرب الى الفطرة والعقول ؟ ! سيما اذا ضممنا ذلك الى قوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم : 30] . نسأل الله العفو والعافية والسلامة في الدين والدنيا !
الثالث : قال العثيمين في شرح العقيدة الواسطية طبعة دار ابن الجوزي ص 458
" .والرد عليهم انه ان كان يلزم من رؤية الله تعالى ان يكون جسما ، فليكن ذلك لكننا نعلم علم اليقين انه لا يماثل اجسام المخلوقين .." اهـ
ونحن نقول : ليس الكلام في انه يماثل او لا يماثل وانما هو جسم او ليس بجسم ؟ فلا يلتبس الامر على القارئ ونحن بدورنا لنقطع دابر الشك امام كل من تسول نفسه اتهام الشيعة بذلك نقول : نبرأ الى الله تعالى من كل من اعتقد وقال بالتجسيم او التشبيه ، ولا يفوتنا التنبيه الى اننا لم ننقل من كتب الحديث والنقل وغيرها مما ليس شأن مؤلفيها الا الجمع بل نقلنا من كتب تبين العقيدة انصافا منا لمخالفينا ، والمأمول ان يبادلنا المخالفون لنا بذلك . وليس كل ما يتمنى المرئ يدركه !
للنقل نموذجا واحدا وهو حسبك اذا تدبرت فيه ليكشف مستوى من يكتب عن الشيعة ويرد عليهم ، فقد اعتبر القفاري ان الامام الحسن بعد الامام الحسين عليهما السلام والادهى من ذلك ترتيبه الآثار على ذلك فاليك نص كلامه في ج2 ص 895 :
ج 3 ص 1477
فانتبه جيدا الى قوله : رؤية عين ، والى قوله : كما في الحديث الصحيح !!
ولا يسعني الا ان اردد ما جاء في نهج البلاغة في الخطبة 87
" . وآخر قد تسمى عالما وليس به. فاقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضلال . ونصب للناس شركا من حبائل غرور وقول زور .."
قال القفاري في ج1 ص 335 ناقلا كلام السيد الخوئي في تفسيره البيان :
3ـ نسبة التجسيم للشيعة ، حيث قال :
" .. قالت كتب الشيعة : إن الناس ارتدوا بعد وفاة الرسول الا ثلاثة قالت ايضا : ارتد الناس بعد قتل الحسين الا ثلاثة : ابو خالد الكابلي ، ويحيى بن ام الطويل ، وجبير بن مطعم . فأنت ترى ان هذا النص لا يستثني احدا من اهل البيت ولا الحسن بن علي الذي تعده الاثنى عشرية إمامها ويبدو انها لا تستثنيه لإنها عليه ساخطة لقيامه بمصالحة معاوية حتى خاطبه بعض الشيعة بقوله : يا مذل المؤمنين " اهــ
والخوئي مرجع الشيعة في العراق وغيره اليوم يقول : ان كثرة الروايات ( رواياتهم في تحريف القران ) من طريق اهل البيت ولا اقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما روي بطريق معتبر " اهــ
" .. اشتهرت ضلالة التجسيم بين اليهود ولكن اول من ابتدع ذلك بين المسلمين هم الروافض " اهـ
وهنا لا يمكنني ان تمر هذه الجملة دون تعليق فحقيق ان يقال : رمتني بدائها وانسلت وللقارئ الكريم وللدكتور علينا حق في اثبات ذلك لنرى من المجسم و المشبه ؟ ! واكتفي من مئات الشواهد التي تحتاج منا الى مؤلف مستقل بثلاثة شواهد ، شاهدين من شيخ اسلام الدكتورين باسم وناصر ، والثالث من شيخ الدكتور باسم وهو العثيمين :
الاول : قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية الجزء السابع طبعة وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ص 290
" .. فيقتضي انها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت ربي في صورة شاب امرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء " اهـ
الجانب الثالث : نموذج من بتر وتدليس القفاري .
الجانب الثاني : نموذج من جهل القفاري .
فلا بد من القول به :
والجواب :
أن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع
*** *** ***
فيه ، وتوضيح ذلك : أن كثيرا من الروايات ، وإن كانت ضعيفة السند ، فإن
الجواب عن ذلك كما قلنا مرارا يختلف باختلاف الظروف الموضوعية والازمنة والامكنة وبحسبها يتحدد حكمها كما بين ذلك في الفقه مفصلا ، ولكن أنى للقوم الرجوع الى الفقه الخاص بالشيعة وقد قصروا نظرهم على من يهرج على الشيعة دون علم او حتى اثارة من علم ؟ وأنى لمن لا يفارق اطلاق الاحكام لسانهم جزافا ان يعرفوا ذلك وليته بين مستنده ودليله على قوله : " لا يجوز .." {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل : 116] فلا ادري { آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس : 59] فلو وجد سبب التقية وتوفرت شرائطها وانتفت موانعها واستمرت الحالة لسنوات كما حصل للنبي صلى الله عليه واله في بداية دعوته حين كان في مكة فيما يعرف بالدعوة السرية او افترض على طول الحياة فبأي دليل تحرم ؟ !
نعم حتى لا نبخس الناس اشيائهم وللانصاف نقول : ان الدكتور بعد قوله لا يجوز استدل بقول القفاري !!
جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري ، الذي اتفق علماء الرجال على
فساد مذهبه ، وأنه يقول بالتناسخ ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء
الرجال أنه كذاب ، وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع
بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها .اهـــ
فالسيد الخوئي يفرق بين امرين : بين اصل ورود وصدور بعض الروايات وبين دلالتها فيقطع بالاول دون الثاني وهو واضح لكل ذي عينين !
هذا هو القفاري وعلمه وامانته وصدقه الذي اعتمد عليه الدكتور .! على ان ما نقلناه نزر يسير بل قطرة في بحر بالقياس الى ما ارتكبه القفاري ولهذا نؤكد مرة اخرى وننصح السنة قبل الشيعة بمراجعة كتاب " نقد اصول مذهب الشيعة للقزويني "
ولكن عندما نرجع الى تفسير البيان الذي كل ما يمكن ان يثبت به التحريف وفنده واعتبر ان الحديث فيه حديث خرافة سنجد الصورة مختلفة تماما فهاك كلام السيد الخوئي كاملا من تفسير البيان ص 150:
" الشبهة الثالثة :
المطلب الثاني : هل التقية رخصة دائما ولا يجوز للمسلم ان يتخذها سجية ؟
أن الروايات المتواترة عن أهل البيت - ع - قد دلت على تحريف القرآن
على ان قوله : " فهي مُلازِمة لطبيعة الفرد الشِّيعي، ومستمِرَّة معه، فهو يستخدمها في جميع أحواله " كذب صريح ، كيف لا وها نحن نرد عليه بلسان عربي صريح دون تقية لاننا في مأمن من الطغاة وسلاطين الجور ومن وعلماء بلاطهم والا لأصدر شريح فتواه فينا وطبقت علينا !
نعم قد يفرض الواقع على الشيعة ان يكثفوا من استعمال التقية كما هو حالهم في زمن بني امية بل وحال غيرهم ايضا وكلام الاوزاعي المحسوب على المخالفين لعلي وشيعته كما نقلنا كلامه سابقا ونكرره هنا : ( ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذلك ) اهـ ( كما في سير اعلام النبلاء ج 7 ص 130)
وكذا الحال بالنسبة لابن عمر في ايام معاوية .
قال ابن الوزير في العواصم 8 / 137 :
" بل لقد خرَّج البخاري عن ابن عمر أنه ترك الصدع بالحق تقيَّةً في أيام معاوية .." اهـ
فاذا كان هذا حال الاوزاعي وابن عمر وهما غير شيعيين فما بالك باتباع علي عليه السلام وشيعته فيكف يجرأ احد بعد عموم البلية ويتبجح بالقول لا يجوز للمسلم ان يتخذ التقية سجية !! على ان العلماء وكما سنذكر ذلك في آخر فصل ذكروا ان ثمة مستنثيات للتقية وهذه لوحدها كافية في ابطال دعوى الدكتور . !
· المطلب الثالث : رفض اهل الحديث لرواية الشيعة لكذبهم .
عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الجبار هذا و هو
صدوق يتشيع كما قال الحافظ في " التقريب " .
قلت : و التشيع لا يضر في الرواية عند المحدثين ، لأن العبرة في الراوي إنما هو كونه مسلما عدلا ضابطا ، أما التمذهب بمذهب مخالف لأهل السنة ، فلا يعد عندهم جارحا ما لم ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، كما بينه الحافظ ابن حجر في " شرح النخبة " .
لاسيما و هذا الحديث قد جاء معناه في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أنس
و غيره من الصحابة ، و في حديثه زيادة : " لا كفارة لها إلا ذلك " .اهـــ
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 261 :
الدخول في قاعدة رواية صاحب البدعة بشكل عام بنظر المخالفين لمدرسة اهل البيت عليهم السلام وتحريرها ونقل اقوال اهل الفن فيها قد يخرجنا عن غرضنا ومن هنا سنحاول قصر الكلام على رواية اهل الحديث على ما يعتبروه هم بالرواية عن الشيعي اوعـمن رمي ببدعة التشيع ، فهل اعرض اهل الحديث عن الشيعة ولم يرووا عنهم فيصدق كلام الدكتور : " أنَّ أهل الحديث يَقْبلون رواية أهل البِدَع إجمالاً، ما عدا الشِّيعة الإمامية؛ لكثرة كذبهم. " ام ان الامر مختلف فيروي اهل الحديث عن الشيعة وفيهم كما في غيرهم الثقة وغير الثقة والكذاب والصادق فيكون كلام الدكتور هواء في شبك ونابع اما عن جهل {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [الحج : 8] او كذب وتضليل للناس {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام : 144] .
ويكفينا في المقام ان نسجل عليه هذين الامرين ونراهما كافيان في نقض ما تبناه وبيان حقيقة ما ادعاه :
أخرجه الترمذي ( 3713 ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 13 و 16 - 17 ) و ابن
الامر الاول : في بيان كلام اصحاب الاختصاص واهل الحديث في المسألة واكتفي بخاتمتهم عند اهل السنة وهو الشيخ الألباني وسأنقل منه نصين على اني ساوردهما بطولهما لإهمية كلامه في هذا الشأن من جهة ولتضمنه لبيان منقبة لإمير المؤمنين من جهة اخرى و لبيان كذبة اخرى تضاف الى ما اوردناه من كذب ابن تيمية من جهة ثالثة :
1ـ في الحديث المرقم : 396 - " كان في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس ، فقال : إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم ، فمن نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ ، و من نسي
صلاة فليصل إذا ذكر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 681 :
2ـــ وهو ايضا من السلسلة الصحيحة في الحديث المرقم منها بـــــ 2223 - " ما تريدون من علي ؟ إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 58 / 1 ) عن عبد الجبار بن العباس الهمداني عن
حبان ( 2203 ) و الحاكم ( 3 / 110 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 829 ) و أحمد (
4 / 437 - 438 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 2 / 568 - 569 ) من طريق جعفر بن
اليمان الضبعي عن يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال :
" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا ، و استعمل عليهم علي بن أبي طالب ،
فمضى في السرية ، فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، و تعاقدوا أربعة من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرناه بما صنع علي و كان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله صلى
الله عليه وسلم فسلموا عليه ، ثم انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا
على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر
إلى علي بن أبي طالب صنع كذا و كذا ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام إليه الثالث ، فقال مثل
مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم و الغضب يعرف في وجهه فقال : " فذكره . و قال الترمذي : "
حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان " . قلت : و هو ثقة من
رجال مسلم و كذلك سائر رجاله و لذلك قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " ، و
أقره الذهبي . و للحديث شاهد يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه
بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما
علي بن أبي طالب .. فذكر القصة بنحو ما تقدم ، و في آخره : " لا تقع في علي ،
فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي و إنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي " .
أخرجه أحمد ( 5 / 356 ) . قلت : و إسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير
الأجلح ، و هو ابن عبد الله الكندي ، مختلف فيه ، و في " التقريب " : " صدوق
شيعي " . فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ، و كذلك في سند المشهود له شيعي
آخر ، و هو جعفر بن سليمان ، أفلا يعتبر ذلك طعنا في الحديث و علة فيه ؟ !
فأقول : كلا لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق و الحفظ ، و أما المذهب
فهو بينه و بين ربه ، فهو حسيبه ، و لذلك نجد صاحبي " الصحيحين " و غيرهما قد
أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج و الشيعة و غيرهم ، و هذا هو المثال
بين أيدينا ، فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيت مع أنه قال في راويه جعفر في
كتابه " مشاهير علماء الأمصار " ( 159 / 1263 ) : " كان يتشيع و يغلو فيه " .
بل إنه قال في ثقاته ( 6 / 140 ) : " كان يبغض الشيخين " . و هذا ، و إن كنت في
شك من ثبوته عنه ، فإن مما لا ريب فيه أنه شيعي لإجماعهم على ذلك ، و لا يلزم
من التشيع بغض الشيخين رضي الله عنهما ، و إنما مجرد التفضيل . و الإسناد الذي
ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما ، فيه جرير بن يزيد بن هارون ، و لم أجد
له ترجمة ، و لا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه . و مع ذلك فقد قال ابن حبان عقب
ذاك التصريح : " و كان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنه
كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ، و لم يكن بداعية إلى مذهبه ، و ليس بين أهل
الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة و لم يكن يدعو إليها
من طريقه الحاكم ( 3 / 132 - 133 ) و قال : " صحيح الإسناد " ، و وافقه الذهبي
" .. الثالث أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ .." اهــ
الله أحسن تقرير أن الموالاة هنا ضد المعاداة و هو حكم ثابت لكل مؤمن ، و علي
الكلام عن ابن تيمية وموقفه مع اهل البيت عليهم السلام عموما ومع امير المؤمنين خصوصا يحتاج الى مؤلف لجمع طعوناته واكاذيبه التي تجاوزت العشرات إن لم نقل المئات حتى وصلت الى رد الاحاديث الصحيحة والتنقيص من امير المؤمنين صلوات الله عليه كما قال ذلك ابن حجر في لسان الميزان ج 8 / ص 551
" .. لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية في رد الأحاديث التي يوردها بن المطهر وإن كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات لكنه رد في رده كثيراً من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدره والإنسان عامد للنسيان وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي ذاته أحياناً إلى تنقيص علي رضي الله عنه وهذه الترجمة لا تحتمل أيضاح ذلك وإيراد أمثلته .." اهــ
" والجواب أما نزول هل أتى في علي فمما اتفق أهل العلم بالحديث على أنه كذب موضوع وإنما يذكره من المفسرين من جرت عادته بذكر أشياء من الموضوعات والدليل الظاهر على أنه كذب أن سورة هل أتى مكية باتفاق الناس نزلت قبل الهجرة ..."
1ـ في اسباب النزول ، قال في منهاج السنة ج 8 / 553 :
· المطلب الرابع : من الكاذب ابن تيمية ام الشيعة ؟
قال القرطبي :19 / 118 " .. سُورَةُ الْإِنْسَانِ وَهِيَ إِحْدَى وَثَلَاثُونَ آيَةً مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُقَاتِلٍ وَالْكَلْبِيِّ. وَقَالَ الْجُمْهُورُ: مَدَنِيَّةٌ.."اهـ
، و هو كما قالا . و هو بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من كنت مولاه فعلي
( نماذج قطعية من كذب ابن تيمة )
قال في منهاج السنة ج 8 / 285 :
لنرى هل صدق ابن تيمية في دعواه هذه :
و لهذا وغيره من الطعونات قال ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ص 155 :
حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه " أن رسول الله صلى الله عليه
" .. ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن البكي وولد التاج والشيخ الإمام العز ابن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية .."
وسلم قال لعلي : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . و أخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) و
كان شوبنا شيء من الاستغراب حين نسمع ونقرأ حديث (كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا.) . وسرعان ما يتلاشى هذا الاستغراب بعد ما نقرأ ما سطره ابن تيمية ومقلدوه ، ولكنهم بلا شك من {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 104] كما ستلاحظ ذلك جليا هنا .
أن الاحتجاج بأخباره جائز " . على أن الحديث قد جاء مفرقا من طرق أخرى ليس فيها
شيعي . أما قوله : " إن عليا مني و أنا منه " . فهو ثابت في " صحيح البخاري " (
2699 ) من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي و زيد و جعفر في ابنة حمزة ،
" .. وافترق الناس فيه شيعاً فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله أن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستوٍ على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فالذم بأنه يقول بتحيز في ذات الله ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصاً ومنعاً من تعظيم النبي صلّى الله عليه وسلّم وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما له عقد المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعذر فقال البكري لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصاً يقتل وإن لم يكن تنقيصاً لا يعذر ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله أنه كان مخذ ولا حيث ما توجه وأنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة ولقوله أنه كان يحب الرياسة وأن عثمان كان يحب المال ولقوله أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول وعلي أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه على قول وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ومات ما نسبها من الثناء على... وقصة أبي العاص ابن الربيع وما يؤخذ من مفهومها فإنه شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله صلّى الله عليه وسلّم " ولا يبغضك إلا منافق " ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى .." اهــ
لكن ليس في الحديث أنه ليس للمؤمنين مولى سواه ، و قد قال النبي صلى الله عليه
وسلم : " أسلم و غفار و مزينة و جهينة و قريش و الأنصار موالي دون الناس ، ليس
لهم مولى دون الله و رسوله " . فالحديث ليس فيه دليل البتة على أن عليا رضي
الله عنه هو الأحق بالخلافة من الشيخين كما تزعم الشيعة لأن الموالاة غير
الولاية التي هي بمعنى الإمارة ، فإنما يقال فيها : والي كل مؤمن . هذا كله من
بيان شيخ الإسلام و هو قوي متين كما ترى ، فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلا التسرع و المبالغة في الرد على الشيعة ، غفر الله لنا و له .اهـــ
ولا ادري هل يعلم الدكتور ام لا يعلم ان الحاكم صاحب المستدرك رمي بالتشيع ايضا فإن كان يدري فتلك مصيبة وإلا فالمصيبة اعظم كما المح الى ذلك الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمته له برقم ( 100) فذكر ان فيه تشيع قليل .
وقد يعتذر ويحاول التخلص من المأزق بالقول : ان هناك فرق بين التشيع والرفض والحاكم رمي بالاول دون الثاني ، ولكنها ستكون محاولة فاشلة جدا لما نقله الذهبي في تذكرة الحفاظ 3 / 1045 قائلا ما نصه :
مولاه .. " و قد صح من طرق كما تقدم بيانه في المجلد الرابع برقم ( 1750 ) .
فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث و تكذيبه
والأقوال كثيرة جدا في هذا فأين دعوى الاجماع على مكيتها ؟ ! ويكفي في تكذيب هذا الرجل ان نرجع الى المصحف الشريف المطبوع اليوم لنرى فيه قد كتب على سورة الانسان بانها مدنية !!
2ـ تضعيف المتواتر ، وتكذيب الصحيح .
قال في مجموع الفتاوى ج 4 / 417
" وأما قوله من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه 0000 الخ فهذا ليس فى شيء من الامهات الا فى الترمذى وليس فيه الا من كنت مولاه فعلى مولاه وأما الزيادة فليست فى الحديث وسئل عنها الإمام أحمد فقال زيادة كوفية ولا ريب أنها كذب " اهـ
لنرى هل ما قاله ابن تيمية الصادق المأمون على النقل والدين! مطابق للواقع ام انه محض افتراء وكذب . نترك الالباني يرد عليه . قال الالباني بعد ان خرج الحديث من عدة طرق كثيرة واطال الكلام فيه قال في : السلسلة الصحيحة : ح 1750:
"..و جملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه ، بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه ، و ما ذكرت منها كفاية . و أما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه : " و انصر من نصره و اخذل من خذله " ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه ، و كأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث : " اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه " . و مثله قول عمر لعلي : " أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة " . لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به كما تقدم . إذا عرفت هذا ، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث و بيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام بن تيمية ، قد ضعف الشطر الأول من الحديث ، و أما الشطر الآخر ، فزعم أنه كذب! و هذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها و يدقق النظر فيها . و الله المستعان .اهــ
3ـ علي كان يعبد الاصنام عند ابن تيمية !
في " منهاج السنة " ( 4 / 104 ) كما فعل بالحديث المتقدم هناك ، مع تقريره رحمه
اختم بما قاله ابن حجر الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثية 242 :
الأمر الثاني : في بيان اسماء الشيعة المروي عنهم ، فأقول : قد اغنانا مؤنة البحث والتنقيب عن رواية اهل الحديث عن الشيعة في الكتب الستة مشهور الحرازي فقد جمع الرواة الشيعة او من رمي بالتشيع في كراس صغير سماه تسْمِيةُ مَنْ تشيَّعَ أو رُمِيَ بالتشيُّعِ مِنْ رُوَاةِ الكُتُبِ السِّتَّة ) احصى فيه ( 87) رجلا على انه لم يدع احصائهم جميعا فراجع ايها القارئ اللبيب وتأمل .
رضي الله عنه من كبارهم ، يتولاهم و يتولونه . ففيه رد على الخوارج و النواصب ،
" .. وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا قال بن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال ثقة في الحديث رافضي خبيث ." !
من السهل جدا ان تدعي ولكن من الصعب ان تقيم الدليل وقد قيل ان الدعاوى ما لم يقم عليها دليل فاصحابها ادعياء وهذه هي المشكلة مع القوم سيما ابن تيمية واتباعه فكما نلاحظ في الكلمات التي قالها ابن تيمية وجاء بعده الدكتور مرددا لها بلا زيادة ولا نقصان ولا شاهد ولا ولا برهان ولكنا سنرى في هذا المطلب من الاولى بالبهتان ،على انا سنترك التوصيف والتعليق الا نزرا للضرورة ونجعل كلامه يكشف عنه وكما يقال فان دلالة الحال اقوى من دلالة المقال ، فنقول وبه نستعين وعليه التكلان .
فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " أنت مني و أنا منك " . و روي من
حديث حبشي بن جنادة ، و قد سبق تخريجه تحت الحديث ( 1980 ) . و أما قوله : " و
المطلب الخامس : هل التقية هي عين الكذب والنفاق كما قال ابن تيمية والدكتور؟
هو ولي كل مؤمن بعدي " . فقد جاء من حديث ابن عباس ، فقال الطيالسي ( 2752 ) :
( التقية نقيض النفاق )
فالتقية وكما تقدم تعريفها ابطان الحق وكتمان الإيمان واخفائه واظهار خلافه {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل : 106]
والنفاق هو بالعكس من ذلك تماما فهو اظهار الايمان والحق وكتمان الكفر والباطل واخفائه كما وصفهم الله تعالى{ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح : 11]
ومع هذا الوضوح يصر القوم على جعل التقية نفاقا والنفاق تقية فهل بعد الحق الا الضلال فينقل الدكتور عن ابن تيمية قوله : وتعمُّد الكذب كثيرٌ فيهم، وهم يقرُّون بذلك؛ حيث يقولون: ديننا التقيَّة، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلافَ ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنِّفاق . فلا ادري من اين جاء بهذا التعريف وهل هذا الا انكار للتقية من اصل ؟
لانه قرر ان الكذب والنفاق هو ان القول باللسان خلاف ما في القلب ، وهذا يعني ان كلما خالف الظاهر الباطن فهو نفاق سواء كان الباطن ايمان او لم يكن وكذا الظاهر ! ! فتفضلوا وبلا تقية احكموا على عمار بالنفاق !! بل اتهموا الله بتشريع النفاق و واتهموا رسول الله صلى الله عليه واله بالامر به حين قال لعمار ـ فان عادوا فعد ـ واشطبوا التقية من قاموس الشريعة المطهرة والغوا كل ما ادعيتموه تحت عنوان :الفرق بين التقية الشرعية والتقية الشيعية فلم يعد عندكم شيء اسمه تقية !.
هذا هو تفريقنا بين التقية والنفاق وهو انهما متعاكسان تماما ولكن يبقى سؤال كبير يواجه القوم : ماهو الفرق عندكم بين التقية والنفاق ؟ فإما ان يكونا شيء واحد فلا داعي للقول بان ثمة تقية شرعية واخرى ليست كذلك . واما ان يختلفا فما هي جهة الاختلاف ؟ ! إن كانت كما قررناها فراح تخرصكم هواء في شبك او جهة اخرى فما هي ؟ ولِم اعرضتم عن بيانها في تمام حديثكم عن التقية ؟ .
{فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [الأعراف : 87]
تعليق