زوجة العلاّمة الشيخ أحمد أمين الأنطاكي
إعتنقت مذهب الشيعة الإماميّة بعد أن قرأت خطبة السيّدة المظلومة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) التي إحتجّت فيها على أبي بكر بن أبي قُحافة لمّا منعها ميراثها من أبيها(صلى الله عليه وآله) بعد إستيلاءة الحكم.
ذكر العلاّمة الشيخ أحمد أمين الأنطاكي(رحمه الله) في كتابه (في طريقي إلى التشيّع) تحت عنوان (بيني وبين زوجتي) قال: عندما تشيّعت كتمت أمري عن زوجتي، وخشيت أن إذا أخبرتها لا ترضى ولا تسكت وتصيبني بأذى ولكن:
ومهما تكن عند امرء من خليقة***وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
ويوماً من الأيّام شعرت زوجتي بأنّي معتنق المذهب الجعفري فقالت: إنّي أراك منحرفاً عن مذهب الشافعي، إنّي لا أترك مذهبي، وأنت وشأنك.
فقلت: وكيف أدع أنا مذهبي وعليه آبائي وجدودي؟ فهذا لا يكون، فلم تصدّقني، لكن سكتت، وهي دائماً تلاحظني، حتّى انّي خرجت في وقت لبعض اشغالي فدخلت إلى غرفتي ووجدت كتاب (أبو هريرة)([2]) تأليف آية الله المرحوم السيّد عبد الحسين شرف الدين، وفتحت الكتاب، وإذا بها وجدت فيه خطبة فاطمة الزهراء(عليها السلام) وفيها تطلب إرثها من أبي بكر([3])، وقرأتها إلى آخرها، فتعجّبت من هذه الخطابة، وكيف منعها إرثها أبو بكر؟([4]) فطفقت تبكي فاطمة الزهراء.
ورجعت وإذابزوجتي تبكي وتقول: شيعيّة أنا شيعيّة ولماذا تكتم عني هذا الذي هو حقّ؟
وتعلمت الوضوء([5]) وغيره من اُمور الفروع الفقهيّة، والصلاة والصوم وما يجب، واستبصرت بولاية آل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وتمسّكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وحفظت اسماء الأئمـّة الاثني عشر، وعلّمت أولادها.
وهنالك حمدت الله وشكرته على هذه النعمة العظمى التي ليس لها مقابل أبداً، ألا وهي ولاية آل بيت النبوّة عليهم الصلاة والسلام...([6]).
وذكر; تحت عنوان (كيف أرادوا المكر بنا؟) في كتابه: أنّ شيخ سليم التركي الصوفي النقشبندي جاء إلى والد زوجتي وقال له: امّا ان تخلّص ابنتك من هذا الرافضي، وإلاّ نؤذيك. فخاف منه لأنّه هدّده، فجاء إلى ابنته وقال لها: يا بنيّتي اُريد أن اُخلّصك من زوجك فانّه رافضي.
فغضبت من هذه المقالة وقالت له: كفّ عن مقالتك هذه، والله أنا لست بتاركة ولاية آل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأنت كنت شيعيّاً فكيف تقول هذا رافضي فتخلّصي منه؟
فأجابها بأنـّهم قد هدّدوني بأن يخرجوني من بيتي، ويضربوني لذلك جئت إليك.
قالت له: لو أنّ ناراً نزلت من السماء فأحرقتني، فماأنا بتاركة هذا المذهب اقطع طمعك...([7])
--------------------------------------------------------------------------------
[2] ـ ولكي تقف على قيمة هذا الكتاب النفيس وما نال من إعجاب من شخصيّات علميّة بارعة اقرأ كتابنا (اقرأ هذه الكتب).
[3] ـ راجع ص71 ، واقرأ موقف أبي بكر معها في موضوع إرثها.
[4] ـ يعني مع ثبوت الإرث في كتاب الله تعالى لأقرب الناس إلى المتوفى ذكراً كان أم اُنثى قال الله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظّ الانثيين) النساء: 11.
[5] ـ يعني على طريقة الشيعة الإماميّة إذ أنهم يختلفون فيه عن السنّة، لا بل في عامّة الفروع الفقهيّة، بل حتّى في المسائل الاعتقاديّة الاساسيّة ففي الوضوء نحن نمسح على أرجلنا عملا بقوله تعالى (وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين) المائدة: 6 وهؤلاء يغسلون أرجلهم فيه.
[6] ـ في طريقي إلى التشيّع.
[7] ـ في طريقي إلى التشيّع ط النجف عام 1380 مطبعة الآداب
تعليق