بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من الأمور التي تكاد تكون ملازمة للدعاء هو رفع اليدين حيث ورد الاستحباب فيه، فقد جاء في تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (10 / 146)
((روى محمد بن مسلم و زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) أن التبتل هنا (أي في قوله تعالى وتبتل اليه تبتيلا) رفع اليدين في الصلاة و في رواية أبي بصير قال هو رفع يدك إلى الله و تضرعك إليه))..
فما معنى القنوت؟؟؟
لقد جاء القنوت بمعاني لغوية كثيرة أوردها أهل اللغة في كتبهم ولكن يمكن طيها تحت عنوان عام هو الطاعة والخضوع..
وقد اشتهر بأنّ القنوت اصطلاحاً هو الدعاء وخاصة في الصلاة، وقد ورد في الروايات انّ الدعاء سلاح الأنبياء، واشتهر عند الشيعة خاصة القنوت في الصلاة قبل الركعة الثانية، وليس فيها ذكر خاص بل يجوز كلّ ما يدعو الانسان له أو لاهله ولاخوانه سواء لأمور الدنيا أو للآخرة، ولكن الأفضل أن يكون ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام)،
وهو (أي القنوت) على أي حال مستحب عندنا فلا يضر بالصلاة عند عدم الاتيان به..
وتأتي أهمية الدعاء في القنوت لما يتمثل من الوقوف -بين يدي الله سبحانه وتعالى بين يديّ جبّار السماوات والأرض- من القرب فيطلب العبد من ربّه في هذا الموقف المهيب لمن يقدّره، وخاصة انّ الله تعالى قال (ادعوني استجب لكم) وأي موقف ومكان أفضل للدعاء من هذا الموقف وهو الوقوف بين يدي الله متضرعاً متذللاً له طالباً منه حوائجه، وهيهات أن يردّ تلك الأيدي خائبة عاجلاً أم آجلاً فهو أكرم الكرماء وهو الودود العطوف حتى على العاصين من عباده..
وهناك ثمار كثيرة لهذا القنوت ولعلّ أهمها هو الانقطاع لله سبحانه وتعالى وإرجاع كلّ الامور اليه فهو المتحكم والمتصرّف بها، فهو تسليم لله تعالى في هذا الموقف المهيب، ويكفي العبد انّه يشعر بأنّه يقف بين يدي الجبّار المقتدر، ولهذا نرى الأولياء الصالحين وخاصة أئمة الهدى (عليهم السلام) يرتجفون ويرتعشون كارتعاش السعفة في مهبّ الريح حين يقفون في هذا الموقف ويذرفون الدموع، وينقطعون الانقطاع التام عمّن حولهم فيجتازون كلّ الحواجز ويصلون الى القرب الإلهي الذي حباهم تعالى به فيحسّون بأنّه اقرب اليهم من حبل الوريد..
ولو طالعنا القرآن الكريم لوجدنا انّ القنوت قد ورد في آيات عديدة، ولكلّ كلمة قنوت فيها معنى خاص بتلك الآية يتناسب وسياقها العام، فقد تأتي بمعنى الطاعة كقوله تعالى ((وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ))الأحزاب : 35،
أو بمعنى العابد كقوله تعالى ((وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ))التحريم : 12،
أو بمعنى الذاكر كقوله تعالى ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا))الزمر : 9،
وغيرها كثير من الآيات الكريمة التي تناولت هذه الكلمة، ويمكن أن ترجع كلّ هذه المعاني الى معنى الطاعة والخضوع..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا واياكم من القانتين آناء الليل والنهار..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من الأمور التي تكاد تكون ملازمة للدعاء هو رفع اليدين حيث ورد الاستحباب فيه، فقد جاء في تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (10 / 146)
((روى محمد بن مسلم و زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) أن التبتل هنا (أي في قوله تعالى وتبتل اليه تبتيلا) رفع اليدين في الصلاة و في رواية أبي بصير قال هو رفع يدك إلى الله و تضرعك إليه))..
فما معنى القنوت؟؟؟
لقد جاء القنوت بمعاني لغوية كثيرة أوردها أهل اللغة في كتبهم ولكن يمكن طيها تحت عنوان عام هو الطاعة والخضوع..
وقد اشتهر بأنّ القنوت اصطلاحاً هو الدعاء وخاصة في الصلاة، وقد ورد في الروايات انّ الدعاء سلاح الأنبياء، واشتهر عند الشيعة خاصة القنوت في الصلاة قبل الركعة الثانية، وليس فيها ذكر خاص بل يجوز كلّ ما يدعو الانسان له أو لاهله ولاخوانه سواء لأمور الدنيا أو للآخرة، ولكن الأفضل أن يكون ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام)،
وهو (أي القنوت) على أي حال مستحب عندنا فلا يضر بالصلاة عند عدم الاتيان به..
وتأتي أهمية الدعاء في القنوت لما يتمثل من الوقوف -بين يدي الله سبحانه وتعالى بين يديّ جبّار السماوات والأرض- من القرب فيطلب العبد من ربّه في هذا الموقف المهيب لمن يقدّره، وخاصة انّ الله تعالى قال (ادعوني استجب لكم) وأي موقف ومكان أفضل للدعاء من هذا الموقف وهو الوقوف بين يدي الله متضرعاً متذللاً له طالباً منه حوائجه، وهيهات أن يردّ تلك الأيدي خائبة عاجلاً أم آجلاً فهو أكرم الكرماء وهو الودود العطوف حتى على العاصين من عباده..
وهناك ثمار كثيرة لهذا القنوت ولعلّ أهمها هو الانقطاع لله سبحانه وتعالى وإرجاع كلّ الامور اليه فهو المتحكم والمتصرّف بها، فهو تسليم لله تعالى في هذا الموقف المهيب، ويكفي العبد انّه يشعر بأنّه يقف بين يدي الجبّار المقتدر، ولهذا نرى الأولياء الصالحين وخاصة أئمة الهدى (عليهم السلام) يرتجفون ويرتعشون كارتعاش السعفة في مهبّ الريح حين يقفون في هذا الموقف ويذرفون الدموع، وينقطعون الانقطاع التام عمّن حولهم فيجتازون كلّ الحواجز ويصلون الى القرب الإلهي الذي حباهم تعالى به فيحسّون بأنّه اقرب اليهم من حبل الوريد..
ولو طالعنا القرآن الكريم لوجدنا انّ القنوت قد ورد في آيات عديدة، ولكلّ كلمة قنوت فيها معنى خاص بتلك الآية يتناسب وسياقها العام، فقد تأتي بمعنى الطاعة كقوله تعالى ((وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ))الأحزاب : 35،
أو بمعنى العابد كقوله تعالى ((وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ))التحريم : 12،
أو بمعنى الذاكر كقوله تعالى ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا))الزمر : 9،
وغيرها كثير من الآيات الكريمة التي تناولت هذه الكلمة، ويمكن أن ترجع كلّ هذه المعاني الى معنى الطاعة والخضوع..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا واياكم من القانتين آناء الليل والنهار..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
تعليق