بسم الله الرحمن الرحيم
عاشوراء بساط منثور
عاشوراء لها بساط يستفيد منه الجميع كل بحسب فهمه وإدراكه بل بقدرة ِ وأكثر ما موجود في عاشوراء يستفيد منه عامة الناس. وهناك بعض المطالب يستفيد منها علماء الكلام والحكماء ونكات يلتفت إليها أهل المعرفة.
يقول السيد محمود الهاشمي :
(( إن الفلاسفة يتكلمون مع العقل المجرد ولم يتمكنوا أن ينزلوا من عالم العقل إلى عالم القلب، ويناجوا ويناغوا قلوب ومشاعر وأحاسيس الناس والفطرة الإنسانية.
هؤلاء الفلاسفة وعشاق العلوم العقلية المجردة عن المشاعر والقلوب، والأحاسيس الإنسانية لم يستطيعوا أن يقوموا بعملية التغيير للكيان الاجتماعي الذي يعيشون فيه؟
بينما نجد الأنبياء والرسل والأوصياء استطاعوا بفترة ٍ زمنية قصيرة من قلب كيان المجتمع الغير مستقيم والمجرد عن الأخلاق السماوية إلى مجتمع يسعى لطريق الكمال والقرب لله تعالى))
الفلاسفة كانوا يتكلمون مع أنفسهم ومع من يفهم ويدرك المطالب الفلسفية؟ بينما الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) كانوا يتكلمون مع الجميع، ويوصلوا الحقائق إلى عامة الناس، ويكلمون الناس على مستوى عقولهم وإدراكهم واستطاعوا أيضا ً أن يدخلوا في أعماق الإنسانية وفي قلوبها وقاموا بعملية تحريك الضمائر تجاه الدين والخالق، ونحو الطريق الذي يؤدي إلى الخير والكمال والسعادة الأخروية والدنيوية معاً.
فالفلاسفة يأخذون من عاشوراء بعض القضايا التي لها علاقة ومساس بالفلسفة. والعرفاء وعلماء الأخلاق يستفيدون منها بالمسائل والقضايا والالتفاتات العرفانية والأخلاقية، بينما السياسيون نجدهم يأخذون ويبحثون بدراسة عاشوراء من وجهت نظرهم السياسية.
فالكل ينهل من بحر جود الحسين (عليه السلام) ويشرب من زلال معرفته. فهو الرحمة الإلهية المنصبة على العباد، كما كان النبي الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله).
قال تعالى : ((وما أرسلناك إلا رحمة ً للعالمين))
وبما إن الإمام الحسين (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله) وهو منه بإقراره (ص) بقوله:
((حسين ٌ مني وأنا من حسين))
فيكون الإمام الحسين (عليه السلام) الرحمة الواسعة وباب النجاة للأمة المرحومة.
تعليق