لاتتتدخل فيما لايعنيك
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .. ما أجمل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي الطاهر .. فم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .. صحيح .. تركه ما لا يعنيه .. كم هم ثقلاء أولئك الذين يزعجونك بالتدخل فيما لا يعنيهم .. يشغلك إذا رأى ساعتك .. بكم اشتريتها .. فتقول : جاءتني هديه .. فيقول : هدية !! ممن ؟ فتجيب : من أحد الأصدقاء .. فيقول : صديقك في الجامعة .. أم في الحارة .. أم أين ؟! فتقول : والله .. آآآ .. صديقي في الجامعة .. فيقول : طيب .. ما المناسبة ؟! فتقول : يعني .. مناسبة أيام الجامعة .. فيقول : مناسبة إيش ؟!! نجاح .. أم كنتم في رحلة .. أو يمكن .. أأ .. ويستمر في استجوابه لك على قضية تافهة ..!! بالله عليك ألا تحدثك نفسك أن تصرخ به : لااااا تتدخل فيما لا يعنيك .. وقد يزداد الأمر سوءاً لو أحرجك بالسؤال في مجلس عام فسبب لك إحراجاً .. أذكر أني كنت في مجلس مع عدد من الزملاء .. بعد المغرب .. رن هاتف أحدهم .. كان جالساً بجانبي .. أجاب : نعم ؟ زوجته : ألو .. وينك يا ( ؟؟؟؟؟ )؟! كان صوتها عالياً لدرجة أني سمعت حوارهما .. قال : بخير .. الله يسلمك ( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) .. ( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب بها بعد المغرب لبيت أهلها وانشغل بنا ) .. غضبت الزوجة : الله لا يسلمك .. أنت مبسوط أنك مع أصحابك وأنا أنتظر .. والله انك ( !!!!!!!! ) .. قال : الله يرضى عليك .. أمرُّك بعد العشاء .. لاحظتُ أن كلامه لا يتوافق مع كلامها .. فأدركت أنه يفعل ذلك لكيلا يحرج نفسه .. انتهت مكالمته .. جعلت ألتفت إلى الحاضرين وأتخيل أن واحداً منهم سأله : من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولماذا تغير وجهك بعد المكالمة ..؟!! لكن الله رحِمَه لأن أحداً لم يتدخل فيما لا يعنيه .. ومثله لو زرت مريضاً .. فسألته عن مرضه .. فأجابك بكلمات عامة : الحمد لله .. شيء بسيط .. مرض صغير وانتهى .. أو نحوها من العبارات التي لا تحمل جواباً صريحاً .. فلا تحرجه بالتدقيق عليه : عفواً .. يعني ما هو المرض بالضبط ؟ وضح أكثر ..!! ماذا تعني ..!! ونحو ذلك .. عجباً !! ما الداعي لإحراجه ..؟ من حسن إسلام المرء تركه ما يعنيه .. يعني .. تنتظر أن يقول لك : أنا مريض بالبواسير .. أو مصاب بجرح في .. أو .. ما دام أنه أجاب إجابة عامة فلا داعي للتطويل معه .. ولا أعني بهذا عدم سؤال المريض عن مرضه ؟ إنما أعني عدم التدقيق في الأسئلة .. لكن انتبه !! لا تعط الموضوع أكبر من حجمه .. مجاهدة النفس على التحرر من التدخل في شئون الآخرين .. متعبة في البداية .. لكنها مريحة في النهاية ..
ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم
" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
بل ورد ما هو أشد من هذا
قال أنس: استشهد غلام منا يوم أحد فوجدنا على بطنه حجراً مربوطاً من الجوع فمسحت أمه عن وجهه التراب وقالت هنيئاً لك الجنة يا بني،
فقال صلى الله عليه واله وسلم
" وما يدرك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره؟
وفي حديث آخر: أن النبي صلى الله عليه واله وسلم فقد كعباً فسأل عنه فقالوا مريض فخرج يمشي حتى أتاه فلما دخل عليه قال " أبشر يا كعب " فقالت أمه هنيئاً لك الجنة يا كعب
فقال صلى الله عليه واله وسلم " من هذه المتألية على الله " ؟ قال: هي أمي يا رسول الله قال " وما يدريك يا أم كعب لعل كعباً قال ما لا يعنيه أو منع ما لا يغنيه
وهي أخف آفة من آفات اللسان وهي
أن تحفظ ألفاظك من جميع الآفات مثل الغيبة والنميمة والكذب والرياء والجدال وغيرها مما تباعا من الآفات،
- أن تتكلم فيما هو مباح لا ضرر عليك فيه وعلى مسلم أصلاً
لكن الذى يحدث دائما هو :
أنك تتكلم بما أنت مستغن عنه ولا حاجة بك إليه، وبهذا فإنك مضيع به زمانك ومحاسب على عمل لسانك وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير،
- فلوأنك لو صرفت زمان الكلام إلى الفكر ربما كان ينفتح لك من نفحات رحمة الله عند الفكر ما يعظم جدواه
- ولو هللت الله سبحانه وذكرته وسبحته لكان خيراً لك فكم من كلمة يبنى بها قصراً في الجنة؟
***
ومن قدر على أن يأخذ كنزاً من الكنوز فأخذ مكانه مدرة لا ينتفع بها كان خاسراً خسراناً مبيناً. وهذا مثال من ترك ذكر الله تعالى واشتغل بمباح لا يعنيه فإنه وإن لم يأثم فقد خسر حيث فاته الربح العظيم بذكر الله تعالى،
فالمؤمن لا يكون صمته إلا فكرا ونظرة وعبرة ونطقه إلا ذكراً هكذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم.
بل رأس مال العبد أوقاته ومهما صرفها إلى ما لا يعنيه ولم يدخر بها ثواباً في الآخرة فقد ضيع رأس ماله.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .. ما أجمل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي الطاهر .. فم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .. صحيح .. تركه ما لا يعنيه .. كم هم ثقلاء أولئك الذين يزعجونك بالتدخل فيما لا يعنيهم .. يشغلك إذا رأى ساعتك .. بكم اشتريتها .. فتقول : جاءتني هديه .. فيقول : هدية !! ممن ؟ فتجيب : من أحد الأصدقاء .. فيقول : صديقك في الجامعة .. أم في الحارة .. أم أين ؟! فتقول : والله .. آآآ .. صديقي في الجامعة .. فيقول : طيب .. ما المناسبة ؟! فتقول : يعني .. مناسبة أيام الجامعة .. فيقول : مناسبة إيش ؟!! نجاح .. أم كنتم في رحلة .. أو يمكن .. أأ .. ويستمر في استجوابه لك على قضية تافهة ..!! بالله عليك ألا تحدثك نفسك أن تصرخ به : لااااا تتدخل فيما لا يعنيك .. وقد يزداد الأمر سوءاً لو أحرجك بالسؤال في مجلس عام فسبب لك إحراجاً .. أذكر أني كنت في مجلس مع عدد من الزملاء .. بعد المغرب .. رن هاتف أحدهم .. كان جالساً بجانبي .. أجاب : نعم ؟ زوجته : ألو .. وينك يا ( ؟؟؟؟؟ )؟! كان صوتها عالياً لدرجة أني سمعت حوارهما .. قال : بخير .. الله يسلمك ( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) .. ( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب بها بعد المغرب لبيت أهلها وانشغل بنا ) .. غضبت الزوجة : الله لا يسلمك .. أنت مبسوط أنك مع أصحابك وأنا أنتظر .. والله انك ( !!!!!!!! ) .. قال : الله يرضى عليك .. أمرُّك بعد العشاء .. لاحظتُ أن كلامه لا يتوافق مع كلامها .. فأدركت أنه يفعل ذلك لكيلا يحرج نفسه .. انتهت مكالمته .. جعلت ألتفت إلى الحاضرين وأتخيل أن واحداً منهم سأله : من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولماذا تغير وجهك بعد المكالمة ..؟!! لكن الله رحِمَه لأن أحداً لم يتدخل فيما لا يعنيه .. ومثله لو زرت مريضاً .. فسألته عن مرضه .. فأجابك بكلمات عامة : الحمد لله .. شيء بسيط .. مرض صغير وانتهى .. أو نحوها من العبارات التي لا تحمل جواباً صريحاً .. فلا تحرجه بالتدقيق عليه : عفواً .. يعني ما هو المرض بالضبط ؟ وضح أكثر ..!! ماذا تعني ..!! ونحو ذلك .. عجباً !! ما الداعي لإحراجه ..؟ من حسن إسلام المرء تركه ما يعنيه .. يعني .. تنتظر أن يقول لك : أنا مريض بالبواسير .. أو مصاب بجرح في .. أو .. ما دام أنه أجاب إجابة عامة فلا داعي للتطويل معه .. ولا أعني بهذا عدم سؤال المريض عن مرضه ؟ إنما أعني عدم التدقيق في الأسئلة .. لكن انتبه !! لا تعط الموضوع أكبر من حجمه .. مجاهدة النفس على التحرر من التدخل في شئون الآخرين .. متعبة في البداية .. لكنها مريحة في النهاية ..
ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم
" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
بل ورد ما هو أشد من هذا
قال أنس: استشهد غلام منا يوم أحد فوجدنا على بطنه حجراً مربوطاً من الجوع فمسحت أمه عن وجهه التراب وقالت هنيئاً لك الجنة يا بني،
فقال صلى الله عليه واله وسلم
" وما يدرك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره؟
وفي حديث آخر: أن النبي صلى الله عليه واله وسلم فقد كعباً فسأل عنه فقالوا مريض فخرج يمشي حتى أتاه فلما دخل عليه قال " أبشر يا كعب " فقالت أمه هنيئاً لك الجنة يا كعب
فقال صلى الله عليه واله وسلم " من هذه المتألية على الله " ؟ قال: هي أمي يا رسول الله قال " وما يدريك يا أم كعب لعل كعباً قال ما لا يعنيه أو منع ما لا يغنيه
وهي أخف آفة من آفات اللسان وهي
أن تحفظ ألفاظك من جميع الآفات مثل الغيبة والنميمة والكذب والرياء والجدال وغيرها مما تباعا من الآفات،
- أن تتكلم فيما هو مباح لا ضرر عليك فيه وعلى مسلم أصلاً
لكن الذى يحدث دائما هو :
أنك تتكلم بما أنت مستغن عنه ولا حاجة بك إليه، وبهذا فإنك مضيع به زمانك ومحاسب على عمل لسانك وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير،
- فلوأنك لو صرفت زمان الكلام إلى الفكر ربما كان ينفتح لك من نفحات رحمة الله عند الفكر ما يعظم جدواه
- ولو هللت الله سبحانه وذكرته وسبحته لكان خيراً لك فكم من كلمة يبنى بها قصراً في الجنة؟
***
ومن قدر على أن يأخذ كنزاً من الكنوز فأخذ مكانه مدرة لا ينتفع بها كان خاسراً خسراناً مبيناً. وهذا مثال من ترك ذكر الله تعالى واشتغل بمباح لا يعنيه فإنه وإن لم يأثم فقد خسر حيث فاته الربح العظيم بذكر الله تعالى،
فالمؤمن لا يكون صمته إلا فكرا ونظرة وعبرة ونطقه إلا ذكراً هكذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم.
بل رأس مال العبد أوقاته ومهما صرفها إلى ما لا يعنيه ولم يدخر بها ثواباً في الآخرة فقد ضيع رأس ماله.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول
تعليق