الجهل والعقل في الإنسان هو قطب الرحى الذي تدور عليه أموره لما فيها من خير وشر ولما فيها سعادتها وشقائها .أما الجهل فإنه يصنع بيئة خصبة للتخلف والتحلل الأخلاقي والاجتماعي ويسبب في هدر طاقات الأمة البدنية والعقلية والروحية مما ينتج من ذلك تخلف مقيت وظلامة تنعكس على السلوك العام للأفراد وبالتالي تنعكس على المجتمع وينتج الجهل من عدة أمور منها الحكومة(الطواغيت) والأنظمة الفاسدة التي تحكم بها وطريقة السياسة التي تدير بها شؤون الدولة حتى تجعل أقراد الأمة الجهالة تسود بينهم وعدم الوعي بما يريد الحاكم وما يصبوا أليه في تحقيق مصالحه الخاصة على حساب أفراد الأمة وكذلك سهولة نشر الدعايات التي تحقق مأربه لأن البلد الجاهل لا يستطيع أن يميز في ذلك والثاني هي الأسرة التي تجمع الأفراد على ما تحمل من ثقافة ومستوى علمي وعدم وحرصها على تأدية واجباتها اتجاه الأولاد مما يتسبب في تدني مستواهم العلمي والمعرفي وبالتالي هدر لتلك الطاقات البشرية التي خلقها الله تعالى ووفر لها سبل النجاح والتعلم والارتقاء حتى تصل إلى الذروة التي أرادها إليها من خلال توفير العقل وأرسل الأنبياء والرسل والأوصياء وحملهم العلوم المادية والروحية وكذلك أرسل الكتب التي تحث على التعلم وتعليم الناس وأول كلمة حملها الرسول محمد(ص) للناس هو (أقرأ) وأول سورة هي العلق التي تتحدث في بعض مضمونها عن القلم والتعلم مما يكشف مدى أهمية التعلم والعلم الذي يرفع الجهل أو ترفع مستواهم المعرفي وتجعلهم يواكبون التطور العلمي والتقني والديني لما تحمل من وعي في ذلك المجال وبالتالي ينعكس على المجتمع ,أما السبب الآخر في تفشي الجهل هي العادات والتقاليد التي لا تنسجم مع الوعي الديني ولا حتى الذوق الإنساني ولكنها تطغى بسبب الجهل النفس الذي تحمله. وبالتالي تكون داعمة له بشكل كبير من خلال الممارسات السلوكية التي يمارسها بعض أفراد المجتمع وبالتالي تكون هي حاضنه كبيرة لكثير من الأمراض النفسية والعقلية لما تحمل من خرافات وشعوذة وسحر,والسبب الآخر والمهم هو الفقر الذي ينهش أوصال الناس ويحرمهم من كثير من الأمور ومنها التعلم .إن تلك الأسباب وأسباب غيرها لها يد في إيجاد مناخ مناسب لتفشي الجهل الذي يفتك في بناء المجتمع من خلال تفشي الأمراض النفسية السلوكية للأفراد لأن الجهل سوف يحرم أفراد المجتمع من البناء الصحيح لمعتقداتهم ونفسيتهم وجميع جوانب حياتهم بما يوافق المنهج القرآني ,وكذلك يصنع بيئة ملائمة لكثير من تلك الأمراض لما يحمله جانب الجهل من تدني في الصفات والأفعال على ضوء المفاهيم القرآنية والسنة الشريفة وسيرة الأئمة الأطهار(عليهم السلام) ,لذلك يعتبر الجهل المحور الأساس في كل مظاهر التخلف والانحلال .
الجهل المركب :وهو العلم بلا عمل . لأن العلم مع العمل وهو من جند الرحمن أما العلم بلا عمل فهو من جند الشيطان,وهو القسم الأخطر في بناء الشخصية وتأثيرها على المجتمع لأن صاحب ذلك المرض لديه من التبريرات العلمية والمنطقية في تمرير أغراضه الشيء الكثير لما يحمل من مصطلحات علمية تأهله في صياغة تبريراته في أفعاله مما يظهر للمشاهد إن ذلك الفرد على مستوى عالي من الوعي والثقافة التي تؤهله في المعرفة الشرعية لأعماله بحيث أنها لا تنافي الشارع المقدس وهنا يقع الخطر لأن تلك ألأعمال تتناف كليا مع الشرع ولا تمته بصلة لا من قريب ولا من بعيد فقط هو صاحب إطلاع على تلك المفاهيم ويستطيع من خلال معرفته تلك أن يغير تلك المفاهيم مع ما يقوم به من عمال أمام الناس حتى يوهمهم بصحتها أو أنك تراه أصلا لا يعمل بالمفاهيم التي يحفظها فقط تراه في المناقشات الكلامية هو من لديه الإمكانية في إدارتها والتغلب فيها بعض الأحيان لما يمتلك من مفردات تلك المفاهيم وهذا القسم من الجهل العملي هو أخطر على نفس الإنسان لأن فيها من مزالق شيطانية وما تتركه في نفسه من آثار مرضية لا يستطيع التخلص منها بمرور الوقت وكلما ترسخت في نفسه .
قال تعالى( كَبُرَ مَقتاً عِندَ الله أنْ تَقُولُوا مَا لا تَفعَلون)([1])
عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال( إن من أبغض الخلق إلى الله عز وجل لرجلين ,رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد سبيل مشغوف بكلام بدعة قد لج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن أفتتن به ضال عن هدي من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته حمال خطايا غيره رهن خطيئته ورجل قمش جهلا في جهال الناس عان بأغباش الفتنة قد سماه أشباه الناس عالماً ولم يغن منه يوما سالما بكر فاستكثر ما قل منه وخير مما كثر حتى إذا أرتوى من آجن وأكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضياً ضامنا لتخليص ما ألتبس على غيره وإن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقص حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع به فهو من ليس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شيء مما أنكر ولا يرى إن وراء ما بلغ فيه مذهبا إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له لا يعلم ثم جسر فقضى فهو مفتاح عشوات ركاب شبهات خباط جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري الروايات ذرو الريح الهشيم تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء يستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم بقضائه الفرج الحلال لا مليء بإصدار ما عليه ورد ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق )([2]) .
عن أمير المؤمنين(ع) قال(من قرأ القرآن من هذه الأمة ثم دخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا) ([3]) .
لذلك عمل الإسلام منذ بعثت الرسول الكريم(ص) على انتشال الفرد والمجتمع من حالة الجاهلية التي كان يعيش على أنقاضها ومحاربة الجهل والوثنية والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في ذلك المجتمع وأبدلها بممارسات عبادية وعادات وتقاليد إسلامية صحيحة تبني الفرد والمجتمع على أساس فكري شامل يبث فيه روح الحب والخير للناس بما يوافق والرسالة التي جاء بها لذلك حث على تعلم القراءة والكتابة من خلال حفظ وكتابة القرآن الكريم والسنة المطهرة ووعدهم بالخير الكثير في الدنيا والآخرة
[1] - سـورة الصـف / آيـة 3
[2] - الكــافي / ج 1 ص 55
[3] - مسـتدرك الوسـائل / ج 1 ص 235
الجهل المركب :وهو العلم بلا عمل . لأن العلم مع العمل وهو من جند الرحمن أما العلم بلا عمل فهو من جند الشيطان,وهو القسم الأخطر في بناء الشخصية وتأثيرها على المجتمع لأن صاحب ذلك المرض لديه من التبريرات العلمية والمنطقية في تمرير أغراضه الشيء الكثير لما يحمل من مصطلحات علمية تأهله في صياغة تبريراته في أفعاله مما يظهر للمشاهد إن ذلك الفرد على مستوى عالي من الوعي والثقافة التي تؤهله في المعرفة الشرعية لأعماله بحيث أنها لا تنافي الشارع المقدس وهنا يقع الخطر لأن تلك ألأعمال تتناف كليا مع الشرع ولا تمته بصلة لا من قريب ولا من بعيد فقط هو صاحب إطلاع على تلك المفاهيم ويستطيع من خلال معرفته تلك أن يغير تلك المفاهيم مع ما يقوم به من عمال أمام الناس حتى يوهمهم بصحتها أو أنك تراه أصلا لا يعمل بالمفاهيم التي يحفظها فقط تراه في المناقشات الكلامية هو من لديه الإمكانية في إدارتها والتغلب فيها بعض الأحيان لما يمتلك من مفردات تلك المفاهيم وهذا القسم من الجهل العملي هو أخطر على نفس الإنسان لأن فيها من مزالق شيطانية وما تتركه في نفسه من آثار مرضية لا يستطيع التخلص منها بمرور الوقت وكلما ترسخت في نفسه .
قال تعالى( كَبُرَ مَقتاً عِندَ الله أنْ تَقُولُوا مَا لا تَفعَلون)([1])
عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال( إن من أبغض الخلق إلى الله عز وجل لرجلين ,رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد سبيل مشغوف بكلام بدعة قد لج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن أفتتن به ضال عن هدي من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته حمال خطايا غيره رهن خطيئته ورجل قمش جهلا في جهال الناس عان بأغباش الفتنة قد سماه أشباه الناس عالماً ولم يغن منه يوما سالما بكر فاستكثر ما قل منه وخير مما كثر حتى إذا أرتوى من آجن وأكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضياً ضامنا لتخليص ما ألتبس على غيره وإن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقص حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع به فهو من ليس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شيء مما أنكر ولا يرى إن وراء ما بلغ فيه مذهبا إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له لا يعلم ثم جسر فقضى فهو مفتاح عشوات ركاب شبهات خباط جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري الروايات ذرو الريح الهشيم تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء يستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم بقضائه الفرج الحلال لا مليء بإصدار ما عليه ورد ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق )([2]) .
عن أمير المؤمنين(ع) قال(من قرأ القرآن من هذه الأمة ثم دخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا) ([3]) .
لذلك عمل الإسلام منذ بعثت الرسول الكريم(ص) على انتشال الفرد والمجتمع من حالة الجاهلية التي كان يعيش على أنقاضها ومحاربة الجهل والوثنية والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في ذلك المجتمع وأبدلها بممارسات عبادية وعادات وتقاليد إسلامية صحيحة تبني الفرد والمجتمع على أساس فكري شامل يبث فيه روح الحب والخير للناس بما يوافق والرسالة التي جاء بها لذلك حث على تعلم القراءة والكتابة من خلال حفظ وكتابة القرآن الكريم والسنة المطهرة ووعدهم بالخير الكثير في الدنيا والآخرة
[1] - سـورة الصـف / آيـة 3
[2] - الكــافي / ج 1 ص 55
[3] - مسـتدرك الوسـائل / ج 1 ص 235
تعليق