بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [المائدة : 67]
حوارية بين ربّ العزة (جلّ علاه) وبين الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) يوم الغدير..
(طبعاً كان الواسطة جبرائيل)
ربّ العزة (جلّ وعلا) : يا حبيبي يا محمد لقد اقترب موعد استقدامك الي ووفودك علي، فهو امر لابد منه ولا مهرب منه
الرسول (صلّى الله عليه وآله) : لبيك ياربّ وسعديك ما احلى اللقاء وهي منية النفس أن أكون بقربك
ربّ العزة : إعلم ياحبيبي اني ما قبضت نبيا ولا رسولا إلاّ وقد أكملت ديني وأتممت نعمتي
الرسول : يا الهي وربي لقد أنفذت كلّ احكامك وشرائعك لخلقك فلم يبق شيء حتى أكملت دينك
ربّ العزة : يا حبيبي يا محمد بقي شيء واحد حتى يكتمل ديني وتتم نعمتي
الرسول : أنا عبدك وأئتمر بأمرك
ربّ العزة : إعلم انّي لم أخلِ الأرض بعد كلّ نبي بعد قبضه من حجة، فهكذا قضيت، وهو يجري عليك ما جرى عليهم، ولا يكمل ديني ولا تتم نعمتي إلاّ بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي فهذا كمال توحيدي وديني واتمام نعمتي ولا تتم إلاّ باتباع وليي وطاعته فهو الحجة والقائم على عبادي فطاعته طاعتي ومخالفته مخالفتي
الرسول : أسمع وأطيع
ربّ العزة : وعلى هذا فهناك أمر بالغ الأهمية يجب أن تبلغه للناس..
الرسول : ياربّ أنا عبدك ولا أعصي لك أمراً..
ربّ العزة : نعم وقد اصطفيتك على خلقي وجعلتك خاتماً لرسلي.. فنفذ ما أمرتك به..
الرسول : يا ربّ وما هو أمرك
ربّ العزة : أن تجمع الناس وتنصب علياً وصياً وخليفة لك فاعهد عهدك له وابلغه علومك، فيكون له ما كان لك ما خلا النبوة
الرسول : ولكن يا مولاي أنت تعلم ما في أنفس القوم..
ربّ العزة : نعم أعرفهم وأعرف نواياهم.. فهم سيحدثون بعدك حدثاً..
الرسول : مولاي فانّي خائف..
ربّ العزة : وممّ خوفك ، أعلى نفسك تخاف..
الرسول : لا يا مولاي أنت تعلم بعلمك اللامتناهي أني فداء لك وللدين ونفسي أبذلها رخيصة في سبيلك، ولو متّ لأنت قادر على أن تبعث أحداً غيري يكمل الرسالة..
ربّ العزة : اذن ممّ خوفك؟؟
الرسول : هؤلاء قوم قد أخذت الجاهلية من قلوبهم وترسخت حتى أصبحت كقلوب الشياطين فيظهرون الاسلام ويخفون الكفر والنفاق ((وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)).. وأنا أخشى على هذا الدين من مفسدة عظيمة من هؤلاء المنافقين إذا ما صدحت بما تأمرني وخاصة انّهم يضمرون الحقد والكره لأخي علي بن أبي طالب..
فالقوم وفق هذه المعطيات وأنت علام القلوب والغيوب سيحدثون حدثاً وشرخاً في الدين يرجعونه للجاهلية فلا يمكن تداركه ان لم تتدخل في الأمر فيعم الفساد في الدين..
ربّ العزة : أنا أعلم بكلّ ذلك فاصدح بما تؤمر ولا تتأخر..
واعلم يا محمد انْ لم تفعل فما بلّغت رسالة الاسلام
الرسول : يارب أيكون هذا الأمر أعلى مرتبة من كلّ ما قدمته من التبليغ والهداية
رب العزة : نعم يا حبيبي يا محمد فالولاية جزء لا يتجزأ من النبوة وهي مكملة لها، فان لم يكن هناك حجة لساخت الأرض بما فيها، وهكذا قضيت
الرسول : فأطلب منك يا سيدي العصمة من هؤلاء القوم المنافقين
ربّ العزة : فلك يا حبيبي ما سألت، فاصدح بما أمرتك
الرسول : يا أيها الناس من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من ولاه وعاد من عاداه..
رب العزة : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا))
***********
اللّهم اجعلنا من الموالين والثابتين على الولاية الى آخر حياتنا بفضل الصلاة على محمد وآل محمد
تعليق