أمير العلماء: المولوي أمير محمد تونسوي الحنفي الباكستاني
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة لعدم ثبوت مشروعيّة خلافة أبي بكر بن أبي قُحافة حيث لا نصّ من النبيّ(صلى الله عليه وآله) عليها، قال الله تعالى ) ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ(([1])، وثبوت غصبه فدك من فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)([2]).
ولد فضيلته عام 1331 هـ في تونسة ـ الباكستان في قبيلة تعرف بـقريش ونشأ على العقيدة السائدة بين السنّة أصحاب المذاهب الأربعة اليوم التي يتلقّاها خلفهم عن سلفهم، دون دراسة وتحقيق، من الاعتقاد بصحة خلافة أبي بكر، ومن بعده عمر بن الخطاب، فعثمان بن عفان. غير أنـّه كان يرى فضلا للإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) إبن عم رسول الله(صلى الله عليه وآله) على الذين تقدّموا عليه في الخلافة مع اعتقاده صحة المذاهب السنّية الأربعة، ومنها مذهبه الحنفي.
وبعد الفحص والتحقيق حول خلافة أبي بكر ثبت عنده بطلان الجميع وأنّ الخلافة الشرعيّة هي حقّ الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)([3]) وقد إغتصبوه منه.
وفي 7/4/1384 هـ تسلّمنا منه كتاباً من ملتان الباكستان يذكر لنا فيه سبب إتجاهه الجديد نحو المذهب الشيعي يقول فيه تحت عنوان (سبب تشيّعي).
لغرض التحقق من معرفة الحق ونبذ الباطل راجعت حضرة المولى المرحوم مولوي فيض محمد (مكهيالوي) فعقدت لديه جلسة نقاش مذهبي تدور حول البحث عن موضوع الخلافة الشرعيّة، وفدك المغتصبة، فكان ممّا ادلى عليّ المرحوم المولى إثبات خلافة أمير المؤمنين(عليه السلام) بلا فصل([4])، واغتصاب حقّه منه من كتب اخواننا أهل السنّة، وأضاف: ليس لدينا ايّ دليل على صحة خلافة أبي بكر إطلاقاً، وبالأحرى تكون خلافة من جاء بعده باطلة([5])، وليست لها أيّة صبغة شرعية.
وكذلك أثبت عن نصوص البخاري ومسلم وكتاب (الإمامة والسياسة غصبهم حق الصدّيقة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وإنّها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر([6])ونقل عن كتاب (الإمامة والسياسة) أنّ الزهراء قالت للشيخين: لأدعونّ الله عليكما دبر كلّ صلوة اصليها([7]).
ومن المعلوم جليّاً أنّ من تغضب عليه فاطمة الزهراء كيف يكون مسلماً([8]).
وكلمته الأخيرة أثّرت عليّ وألزمتني الحجّة، فكانت سبب تبصري واختياري المذهب الحق، والحمد لله ربّ العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ الحشر: 7.
[2] ـ إقرأ حديث محاججتها(عليها السلام) مع أبي بكر حول فدك في كتاب (الإحتجاج) للطبرسي.
[3] ـ راجع ص 28 و 29 و 30.
[4] ـ النصوص النبويّة على الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بالخلافة والإمامة والولاية من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) بلا فصل من طرق السنّة كثيرة، ذكرنا طائفة منها في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟) نذكر للقارئ النبيل هنا بعضاً منها، وللوقوف على مصادرها من كتب القوم وأقوال علماءِهم فيها يرجع إلى كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟) فمنها قوله(صلى الله عليه وآله): «إنّ عليّاً وصيّي ووارثي. انّ عليّاً وليّكم بعدي. إنّ اخي ووزيري ووصيّي وخير من اخلف بعدي عليّ بن أبي طالب. إنّ عليّاً راية الهدى وإمام أوليائي. من آمن بي وصدّقني فليتولّ عليّ بن أبي طالب، فإنّ ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله. إن هذا.. خي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا». «أنت أخي ووصيّي ووارثي وخليفتي من بعدي. أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. أنت أمير المؤمنين. أنت يعسوب الدّين». «إنّ ربّ العالمين عهد اليّ عهداً في عليّ بن أبي طالب فقال إنـّه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام اوليائي. إنّ هذا الصدّيق الأكبر، وفاروق هذه الأمّة. إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا اولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا (عليّ) مولاه. إلى آخر ما هناك من نصوص صريحة في خلافته (عليه السلام).
[5] ـ لأنها متفرعة على خلافته.
[6] ـ قال إبن أبي الحديد: والصحيح عندي أنـّها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وأنـّها أوصت أن لا يصلّيا عليها. (شرح نهج البلاغة) ج2 ص 20 ط مصر عام 1329 هـ .
[7] ـ في كتاب (الإمامة والسياسة) ج1 ص14 ط مصر عام 1388 هـ : أنـّها قالت لأبي بكر: والله لأدعونّ الله عليك في كلّ صلوة اصلّيها. وفي الصفحة 13 منه: أنـّها قالت: يا ابتِ يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قُحافة. وفي ص14 منه: إنّها قالت لأبي بكر وعمر: فاني أشهد الله وملائكته إنكما اسخطتماني، وما ارضيتماني، ولأن لقيت النبيّ لأشكونكما اليه. وفي صحيح الترمذي ج1 ص303: أنـّها قالت لهما: والله لا اُكلمكما ابداً. فماتت ولم تكلمهما.
[8] ـ وقد قال(صلى الله عليه وآله): انّما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها، (أخرجه أحمد والترمذي والحاكم عن أبي الزهير) (الاتحاف بحبّ الاشراف) ص23 طبع مصر عام 1316 هـ ، المطبعة الأدبيّة وقال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)الأحزاب: 57 و 58.
حاوره الرضوي
تعليق