بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يأتي أحد الأحاديث الشريفة وهو مشتمل على نوع من أنواع الدعاء، والحديث المعروف بحديث الولاية الذي جاء بعد آية التبليغ احتوى على الدعاء، فجاء فيه ((اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله))..
وهذا الدعاء جاء كما أسلفنا بعد أن جاء الأمر الالهي بالتبليغ بقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))المائدة : 67
وهذه الآية المباركة قد احتوت على عبارة عظيمة لها دلالات عظيمة وهذه العبارة هي ((وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ))..
فهذه الجملة تبيّن لمن له لبّ انّها تحتوي على تهديد شديد، وتأتي شدّته لعظم المُهدِّد (بالكسر) (وهو الله سبحانه وتعالى) للمُهدَّد (بالفتح) (وهو الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله)، وهذا التهديد جاء على شكل الغاء الرسالة من أساسها ((فما بلّغت رسالته))، أي انّ كلّ ما سبق من التبليغ والهداية وما صاحبهما من المعاناة والقتل والتشريد لك ولأصحابك كأنّه لم يكن انْ لم يبلّغ ما أنزل اليه في هذه اللحظة..
وقد تظافرت الروايات من كلا الفريقين على انّ هذه الآية المباركة قد نزلت بعد حجة الوداع في موقع غدير خم..
فما هو هذا الشئ العظيم الذي انْ لم يبلغه الرسول ينسف الرسالة نسفاً؟؟؟
وبمجرد نظرة الى الروايات نجد انّ الأمر العظيم هو تنصيب الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ولياً للمسلمين ووصياً للرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) حينما صعد الرسول الأكرم مرتفعاً في غدير خم ماسكاً بيد الامام قائلاً ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه))، فهو تنصيب الهي عن طريق رسوله الأكرم (صلّى الله عليه وآله)..
وتأتي عظمة هذا الأمر لأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قارب على الرحيل فلابد من وجود من يقوم مقامه ويسير بالناس كسيرته (عليه الصلاة والسلام)..
وقد تخوّف الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) من هذه المهمة، ويتّضح هذا التخوف من قول الله سبحانه وتعالى ((والله يعصمك من الناس))، إذ انّ هناك أمر خطير خافه الرسول (صلّى الله عليه وآله) بحيث جاءه الجواب بالعصمة (أي الحماية)، وهذا الخوف ليس على نفسه الزكية (صلّى الله عليه وآله) إذ انّ المؤمن يفدي نفسه في سبيل الله تعالى فما بالك بسيد المؤمنين وسيد الرسل..
فيتّضح انّ الأمر الذي يخافه هو أكبر من نفسه وهو الدين والحفاظ على بيضة الاسلام، فانّ القوم لا يتورعون من أن يحدثوا في الدين وينشروا فيه الفساد، لذلك طلب النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) العصمة، لأنّ الأمر خطير ولا يمكن مجابهته إذا لم يكن هناك تدخل الهي من خلال حماية هذا الدين من قبله تعالى، فجاء الرد الالهي ((والله يعصمك من الناس))..
وهذا انّ دلّ على شيء فهو يدلّ على انّ هناك من يُظهر الاسلام ويبطن الكفر والنفاق، والله ورسوله يعلمون بهم، لذا جاء التبليغ من الباري عزّ وجلّ حتى وصل الأمر الى التهديد، وجاء الرد من النبي (صلّى الله عليه وآله) بطلب العصمة.. وهذا يعني هدم نظرية عدالة الصحابة -التي ينادي بها القوم- بل بكفر بعضهم ونفاقهم..
وبعدها جاء حديث الغدير المعروف بحديث الولاية الذي يشمل الدعاء بقوله (صلّى الله عليه وآله) ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله))..
والحمد لله ربّ العالمين
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يأتي أحد الأحاديث الشريفة وهو مشتمل على نوع من أنواع الدعاء، والحديث المعروف بحديث الولاية الذي جاء بعد آية التبليغ احتوى على الدعاء، فجاء فيه ((اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله))..
وهذا الدعاء جاء كما أسلفنا بعد أن جاء الأمر الالهي بالتبليغ بقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))المائدة : 67
وهذه الآية المباركة قد احتوت على عبارة عظيمة لها دلالات عظيمة وهذه العبارة هي ((وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ))..
فهذه الجملة تبيّن لمن له لبّ انّها تحتوي على تهديد شديد، وتأتي شدّته لعظم المُهدِّد (بالكسر) (وهو الله سبحانه وتعالى) للمُهدَّد (بالفتح) (وهو الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله)، وهذا التهديد جاء على شكل الغاء الرسالة من أساسها ((فما بلّغت رسالته))، أي انّ كلّ ما سبق من التبليغ والهداية وما صاحبهما من المعاناة والقتل والتشريد لك ولأصحابك كأنّه لم يكن انْ لم يبلّغ ما أنزل اليه في هذه اللحظة..
وقد تظافرت الروايات من كلا الفريقين على انّ هذه الآية المباركة قد نزلت بعد حجة الوداع في موقع غدير خم..
فما هو هذا الشئ العظيم الذي انْ لم يبلغه الرسول ينسف الرسالة نسفاً؟؟؟
وبمجرد نظرة الى الروايات نجد انّ الأمر العظيم هو تنصيب الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ولياً للمسلمين ووصياً للرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) حينما صعد الرسول الأكرم مرتفعاً في غدير خم ماسكاً بيد الامام قائلاً ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه))، فهو تنصيب الهي عن طريق رسوله الأكرم (صلّى الله عليه وآله)..
وتأتي عظمة هذا الأمر لأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قارب على الرحيل فلابد من وجود من يقوم مقامه ويسير بالناس كسيرته (عليه الصلاة والسلام)..
وقد تخوّف الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) من هذه المهمة، ويتّضح هذا التخوف من قول الله سبحانه وتعالى ((والله يعصمك من الناس))، إذ انّ هناك أمر خطير خافه الرسول (صلّى الله عليه وآله) بحيث جاءه الجواب بالعصمة (أي الحماية)، وهذا الخوف ليس على نفسه الزكية (صلّى الله عليه وآله) إذ انّ المؤمن يفدي نفسه في سبيل الله تعالى فما بالك بسيد المؤمنين وسيد الرسل..
فيتّضح انّ الأمر الذي يخافه هو أكبر من نفسه وهو الدين والحفاظ على بيضة الاسلام، فانّ القوم لا يتورعون من أن يحدثوا في الدين وينشروا فيه الفساد، لذلك طلب النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) العصمة، لأنّ الأمر خطير ولا يمكن مجابهته إذا لم يكن هناك تدخل الهي من خلال حماية هذا الدين من قبله تعالى، فجاء الرد الالهي ((والله يعصمك من الناس))..
وهذا انّ دلّ على شيء فهو يدلّ على انّ هناك من يُظهر الاسلام ويبطن الكفر والنفاق، والله ورسوله يعلمون بهم، لذا جاء التبليغ من الباري عزّ وجلّ حتى وصل الأمر الى التهديد، وجاء الرد من النبي (صلّى الله عليه وآله) بطلب العصمة.. وهذا يعني هدم نظرية عدالة الصحابة -التي ينادي بها القوم- بل بكفر بعضهم ونفاقهم..
وبعدها جاء حديث الغدير المعروف بحديث الولاية الذي يشمل الدعاء بقوله (صلّى الله عليه وآله) ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله))..
والحمد لله ربّ العالمين
تعليق