بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآله وسلم
هذه هي أثباتات القرآن الكريم لأصحاب الكساء
(فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها)
القرآن الكريم يأمر بمودتهم : قال تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ( 1 ) .
قال الزمخشري : روي أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله ، من هم قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : " علي وفاطمة ، وابناهما " ( 2 ) .
ورواه عنه الرازي ، ثم قال : فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم ، ويدل عليه وجوه :
الأول : قوله تعالى : ( إلا المودة في القربى ) .
الثاني : لا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : " فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يحب عليا والحسن والحسين ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله ، لقوله تعالى : ( واتبعوه لعلكم تهتدون ) ولقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) . .
الثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد " وهذا التعظيم لم
يوجد في حق غير الآل . فكل ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب ،
وقال الشافعي رضي الله عنه :
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان : أني رافضي ( 1 )
4 - ويوجب الصلاة عليهم : في قوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ( 2 ) . وهذا مما لا يغيب عن أحد ، فكلنا نؤديه في صلواتنا ، واجبة كانت أم مستحبة ، وفي أذكارنا ودعائنا ، لما ثبت في المتواتر عن صورة الصلاة على النبي حين سئل : كيف نصلي عليك ، يا رسول الله ؟ فقال : " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم " ( 1 ) .
وفي هذا جاءت أبيات الشافعي الشهيرة :
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له ( 2 )
5 - ويبشرهم بالجنة والرضوان : إذ يقول : ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) ( 3 ) . وقد توافق المسلمون على أن هذه الآيات نزلت خاصة في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في قصة التصدق على المسكين واليتيم والأسير ، وقد ذكرها أغلب أهل التفسير ( 4 ) .
.................................................. ...
كتاب منهج في الأنتماء المذهبي
للباحث : صائب عبد الحميد
* ( هوامش ) *
( 1 ) سورة الشورى : 23 .
( 2 ) الكشاف : 4 : 219 - 220 . وروي الحديث أيضا في : فضائل الصحابة 2 : 699 / 1141 ، المستدرك 3 : 172 ،
شواهد التنزيل 2 : 130 من عدة طرق ، الصواعق المحرقة : باب 11 فصل : 1 : 170 - الآية 14 : تفسير الرازي 27 : 166 :
مجمع الزوائد 9 : 168 : وسائر كتب المناقب . ( * )
1 ) تفسير الرازي 27 : 661 . ( 2 ) الأحزاب : 56 . ( * )
( 1 ) صحيح البخاري 6 : 217 / 291 ، الترمذي 5 : 359 / 3220 والحديث أشهر من أن نحصي مصادره .
( 2 ) الصواعق المحرقة : باب 11 فصل 1 : 148 .
( 3 ) الدهر - الإنسان - : 11 ، 12 .
( 4 ) أنظر : التفسير الكشاف - للزمخشري - 4 : 670 ، وتفسير الرازي 30 : 243 ، وقال : ذكره الواحدي في كتاب ( البسيط ) ،
فتح القدير للشوكاني 5 : 349 ، روح المعاني 29 : 157 - 158 ، معالم التنزيل للبغوي 5 : 498 ، تفسير أبي السعود 9 : 73 ،
تفسير البيضاوي 2 : 552 ، تفسير النسفي 3 : 628 ، روح البيان للشيخ إسماعيل حقي 10 : 268
وقد استوفى الموضوع تفصيلا ومناقشة . ( * )
اللهم صلِ على محمد وآله وسلم
هذه هي أثباتات القرآن الكريم لأصحاب الكساء
(فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها)
القرآن الكريم يأمر بمودتهم : قال تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ( 1 ) .
قال الزمخشري : روي أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله ، من هم قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : " علي وفاطمة ، وابناهما " ( 2 ) .
ورواه عنه الرازي ، ثم قال : فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم ، ويدل عليه وجوه :
الأول : قوله تعالى : ( إلا المودة في القربى ) .
الثاني : لا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : " فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يحب عليا والحسن والحسين ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله ، لقوله تعالى : ( واتبعوه لعلكم تهتدون ) ولقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) . .
الثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد " وهذا التعظيم لم
يوجد في حق غير الآل . فكل ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب ،
وقال الشافعي رضي الله عنه :
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان : أني رافضي ( 1 )
4 - ويوجب الصلاة عليهم : في قوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ( 2 ) . وهذا مما لا يغيب عن أحد ، فكلنا نؤديه في صلواتنا ، واجبة كانت أم مستحبة ، وفي أذكارنا ودعائنا ، لما ثبت في المتواتر عن صورة الصلاة على النبي حين سئل : كيف نصلي عليك ، يا رسول الله ؟ فقال : " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم " ( 1 ) .
وفي هذا جاءت أبيات الشافعي الشهيرة :
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له ( 2 )
5 - ويبشرهم بالجنة والرضوان : إذ يقول : ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) ( 3 ) . وقد توافق المسلمون على أن هذه الآيات نزلت خاصة في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في قصة التصدق على المسكين واليتيم والأسير ، وقد ذكرها أغلب أهل التفسير ( 4 ) .
.................................................. ...
كتاب منهج في الأنتماء المذهبي
للباحث : صائب عبد الحميد
* ( هوامش ) *
( 1 ) سورة الشورى : 23 .
( 2 ) الكشاف : 4 : 219 - 220 . وروي الحديث أيضا في : فضائل الصحابة 2 : 699 / 1141 ، المستدرك 3 : 172 ،
شواهد التنزيل 2 : 130 من عدة طرق ، الصواعق المحرقة : باب 11 فصل : 1 : 170 - الآية 14 : تفسير الرازي 27 : 166 :
مجمع الزوائد 9 : 168 : وسائر كتب المناقب . ( * )
1 ) تفسير الرازي 27 : 661 . ( 2 ) الأحزاب : 56 . ( * )
( 1 ) صحيح البخاري 6 : 217 / 291 ، الترمذي 5 : 359 / 3220 والحديث أشهر من أن نحصي مصادره .
( 2 ) الصواعق المحرقة : باب 11 فصل 1 : 148 .
( 3 ) الدهر - الإنسان - : 11 ، 12 .
( 4 ) أنظر : التفسير الكشاف - للزمخشري - 4 : 670 ، وتفسير الرازي 30 : 243 ، وقال : ذكره الواحدي في كتاب ( البسيط ) ،
فتح القدير للشوكاني 5 : 349 ، روح المعاني 29 : 157 - 158 ، معالم التنزيل للبغوي 5 : 498 ، تفسير أبي السعود 9 : 73 ،
تفسير البيضاوي 2 : 552 ، تفسير النسفي 3 : 628 ، روح البيان للشيخ إسماعيل حقي 10 : 268
وقد استوفى الموضوع تفصيلا ومناقشة . ( * )
تعليق