*- عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : يا علي لك أشياء ليس لي مثلها : إن لك زوجة مثل فاطمة وليس لي مثلها ، ولك ولدان من صلبك و ليس لي مثلهما من صلبي ، ولك مثل خديجة ام أهلك وليس لي مثلها حماة ، و لك صهر مثلي ، ولك أخ في النسب مثل جعفر وليس لي مثله في النسب ، ولك ام مثل فاطمة بنت أسد الهاشمية المهاجرة وليس لي مثلها . سلمان وأبوذر والمقداد : إن رجلا فاخر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله : فاخر العرب ، فأنت أكرمهم ابن عم ، وأكرمهم نفسا ، وأكرمهم زوجة ، وأكرمهم ولدا ، وأكرمهم أخا ، وأكرمهم عما ، وأعظمهم حلما ، وأكثرهم علما ، وأقدمهم سلما وفي خبر : وأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا . وفي خبر آخر : أنت أفضل امتي فضلا .([1])
*- عن جابر بن يزيد قال : قال أبوالورد وأنا حاضر لمحمد بن علي عليهما السلام : قلت : أخبرني عن أفضل ما عبدالله به ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، والمحافظة على الصلوات الخمس مجموعة ، والدعاء والتضرع إلى الله ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وكثرة ذكر الله ، والكف عن محارم الله ، والصبر على تلاوة القرآن ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وكف اللسان إلا أن تقول خيرا ، وغض البصر ، واعلم يا أبا الورد ويا جابر ، أن الاجتهاد في دين الله المحافظة على الصلوات المجموعة ، والصبر على ترك المعاصي ، واعلم يا أبا الورد ويا جابر أنكما لا تفتشان مؤمنا إلى أن تقوم الساعة عن ذات نفسه إلا عن حب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، وأنكما لا تفتشان كافرا إلى أن تقوم
الساعة عن ذات نفسه إلا وجدتماه يبغض أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، وذلك
أن الله تعالى قضى على لسان محمد صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب : أنه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك كافر أو منافق ، وقد خاب من حمل ظلما ، ولكن أحبونا حب قصد ترشدوا وتفلحوا ، أحبونا محبة الاسلام . ([2])
*- عن عطاء بن أبي رياح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين عليه السلام : جعلت فداك أخبريني بحديث أحتج به على الناس ، قالت : نعم أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله بعث إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل : أيها الناس من انتقص أجبرا أجره فليتبوأ مقعده من النار ، ومن ادعى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار ، و من عق والديه فليتبوأ مقعده من النار ، قال : فقال رجل : يا أبا الحسن مالهن من تأويل ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، ثم أتي رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ويل لقريش من تأويلهن ثلاث مرات ثم قال : يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الاجير الذي أثبت الله مودته من السماء ، وأنا وأنت موليا المؤمنين ، وأنا وأنت أبوالمؤمنين ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين فلما اجتمعوا قال : يا أيها الناس إن أميرالمؤمنين ، علي بن أبي طالب أولكم إيمانا بالله ، وأقومكم بالله ، وأوفاكم بعهد الله ، وأعلمكم بالقضية ، وأقسمكم بالسوية ، وأرحمكم بالرعية ، وأفضلكم عند الله مزية ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله مثل لي امتي في الطين وأعلمني بأسمائهم كما علم آدم الاسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات ، فاستغفرت لعلي عليه السلام وشيعته ، وسألت ربي أن يستقيم امتي على علي بن أبي طالب من بعدي ، فأبى ربي إلا أن يضل من يشاء . ثم ابتدأني ربي في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب بسبع ، أما أولهن فإنه أول من تنشق عنه الارض معي ولا فخر ، وأما الثانية فإنه يذود عن حوضي كما تذود الرعاة غريبة الابل ، وأما الثالثة فإن من فقراء شيعة علي ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأما الرابعة فإنه أول من يقرع باب الجنة معي ولا فخر ، وأما الخامسة فإنه يزوج من حور العين ولا فخر ، وأما السادسة فإنه أول من يسكن معي في عليين ولا فخر ، وأما السابعة فإنه أول من يسقى من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .([3])
*- عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن سيد الاوصياء أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة ، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبوولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤك أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود ، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك ، وشقي من عاداك . وإن الملائكة لتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، والله إن أهل مودتك في السماء لاكثر منهم في الارض ، يا علي أنت أمين امتي ، وحجة الله عليها بعدي قولك قولي : وأمرك أمري ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري ، ونهيك نهيي ، و معصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي ، وحزبي حزب الله ( ومن يتول الله ورسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ([4]).
*- عن علي بن الحسين عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لانس : يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب يعني علي بن أبي طالب فقالت عائشة : ألست سيد العرب ؟ قال : أنا سيد ولد آدم ولا فخر . وعلي بن أبي طالب سيد العرب ، فلما جاء علي بن أبي طالب بعث النبي صلى الله عليه وآله إلى الانصارفلما صاروا إليه قال لهم : معاشر الانصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ؟ هذا علي بن أبي طالب فأحبوه لحبي ، وأكرموه لكرامتي ، فمن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أحبه الله أباحه جنته وأذاقه برد عفوه . ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أكبه الله على وجهه في النار وأذاقه أليم عذابه ، فتمسكوا بولايته ولا تتخذوا عدوه من دونه وليجة فيغضب عليكم الجبار .([5])
*- عن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن علي عن النبي صلوات الله عليهم قال : لوحدثت بما انزلت في علي ما وطئ على موضع في الارض إلا اخذ ترابه إلى الماء .([6])
*– عن الاصبغ قال : لما ضرب أميرالمؤمنين عليه السلام الضربة التي كانت وفاته فيها اجتمع إليه الناس بباب القصر ، وكان يراد قتل ابن ملجم لعنه الله ، فخرج الحسن عليه السلام فقال : معاشر الناس إن أبي أوصاني أن أترك أمره إلى وفاته ، فإن كان له الوفاة وإلا نظر هو في حقه ، فانصرفوا يرحمكم اللهقال : فانصرف الناس ولم أنصرف ، فخرج ثانية وقال لي : يا أصبغ أما سمعت قولي عن قول أميرالمؤمنين ؟ قلت : بلى ولكني رأيت حاله فأحببت أن أنظر إليه فأستمع منه حديث ، فاستأذن لي رحمك الله ، فدخل ولم يلبث أن خرج ، فقال لي : ادخل ، فدخلت فإذا أميرالمؤمنين عليه السلام معصب بعصابة وقد علت صفرة وجهه على تلك العصابة وإذا هو يرفع فخذا ويضع اخرى من شدة الضربة وكثرة السم ، فقال لي : يا أصبغ أما سمعت قول الحسن عن قولي ؟ قلت : بلى يا أميرالمؤمنين ولكني رأيتك في حالة فأحببت النظر إليك وأن أسمع منك حديثا ، فقال لي : اقعد فما أراك تسمع مني حديثا بعد يومك هذا اعلم يا أصبغ أني أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله عائدا كما جئت الساعة ، فقال : يا أباالحسن اخرج فناد في الناس الصلاة جامعة واصعدالمنبر وقم دون مقامي بمرقاة ، وقل للناس : ألا من عق والديه فلعنة الله عليه ، ألا من أبق من مواليه فلعنة الله عليه ، ألا من ظلم أجيرا اجرته فلعنة الله عليه ، يا أصبغ ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقام من أقصى المسجد رجل فقال : يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات وأوجزتهن ، فاشرحهن لنا ، فلم أرد جوابا حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت ما كان من الرجل ، قال الاصبغ : ثم أخذ عليه السلام بيدي وقال : يا أصبغ ابسط يدك ، فبسط يدي ، فتناول إصبعا من أصابع يدي وقال : يا أصبغ كذا تناول رسول الله صلى الله عليه وآله إصبعا من أصابع يدي كما تناولت إصبعا من أصابع يدك ثم قال : يا أبا الحسن ألا وإني وأنت أبواهذه الامة فمن عقنا فلعنة الله عليه ، ألا وإني وأنت موليا هذه الامة فعلى من أبق عنا لعنة الله ، ألا وإني وأنت أجيرا هذه الامة فمن ظلمنا اجرتنا فلعنة الله عليه ، ثم قال آمين فقلت : آمين . قال الاصبغ : ثم اغمي عليه ، ثم أفاق فقال لي : أقاعد أنت يا أصبغ ؟ قلت : نعم يا مولاي ، قال : أزيدك حديثا آخر ؟ قلت : نعم زادك الله من مزيدات الخير ، قال : يا أصبغ لقيني رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض طرقات المدينة وأنامغموم قد تبين الغم في وجهي ، فقال لي : يا أبا الحسن أراك مغموما ألا احدثك بحديث لا تغتم بعده أبدا قلت : نعم ، قال : إذا كان يوم القيامة نصب الله منبرا يعلو منابر النبيين والشهداء ، ثم يأمرني الله أصعد فوقه ، ثم يأمرك الله أن تصعد دوني بمرقاة ، ثم يأمر الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة ، فإذا استقللنا على المنبر لا يبقى أحد من الاولين والآخرين إلا حضر ، فينادي الملك الذي دونك بمرقاة : معاشر الناس ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي ، أنا رضوان خازن الجنان ، ألا إن الله بمنه وكرمه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى محمد ، وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب ، فاشهدوا لي عليه ، ثم يقوم ذلك الذي تحت ذلك الملك بمرقاة مناديا يسمع أهل الموقف : معاشر الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي ، أنا مالك خازن النيران ألا إن الله بمنه وفضله وكرمه وجلاله قد أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمد ، وإن محمدا قد أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب فاشهدوا لي عليه ، فآخذ مفاتيح الجنان والنيران ، ثم قال : يا علي فتأخذ بحجزتي ، وأهل بيتك يأخذون بحجزتك وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك ، قال : فصفت بكلتا يدي : وإلى الجنة يا رسول الله ؟ قال : إي ورب الكعبة ، قال الاصبغ : فلم أسمع من مولاي غير هذين الحديثين ، ثم توفي صلوات الله عليه . ([7])
*- عن الحسين ابن علي عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أنس ادع لي سيد العرب ، فقال : يا رسول الله ألست سيد العرب ؟ قال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ، فدعا عليا فلما جاء علي عليه السلام قال : يا أنس ادع لي الانصار ، فجاؤوا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا معشر الانصار هذا علي سيد العرب فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي ، فإن جبرائيل أخبرني عن الله عزوجل ما أقول لكم ([8])
*- عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لي : يا باحمزة لا تضعوا عليا دون ما وضعه الله ولا ترفعوا عليا فوق ما رفعه الله ، كفى بعلي أن يقاتل أهل الكرة وأن يزوج أهل الجنة . ([9])
*- عن القاسم بن أبي سعيد قال : أتت فاطمة عليها السلام النبي صلى الله عليه وآله فذكرت عنده ضعف الحال ، فقال لها : أما تدرين ما منزلة علي عندي ؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة ، وقتل الابطال وهو ابن تسع عشرة سنة ، و فرج همومي وهو ابن عشرين سنة ، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنين وعشرين سنة وكان لا يرفعه خمسون رجلا ، قال : فأشرق لون فاطمة عليها السلام ولم تقر قدماه حتى أتت عليا عليه السلام فأخبره ، فقال : كيف لوحدثك بفضل الله علي كله ؟ . ([10])
*- عن موسى ابن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في مسجد قبا وعنده نفر من أصحابه ، فلما بصر بي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق ، ثم قال : إلي يا علي إلي يا علي ، فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه ، ثم أقبل على أصحابه فقال : معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي أخي إليكم ، معاشر أصحابى إن عليا مني وأنا من علي ، روحه من روحي وطينته من طينتي ، وهو أخي ووصيي
وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، من أطاعه أطاعني ومن وافقه وافقني
ومن خالفه خالفني . ([11])
*- عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله : لما اسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عزوجل فقال [ لي ] : يا محمد ، قلت : لبيك وسعديك ، فقال : قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك ؟ قال : قلت : رب عليا ، قال : صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون قال : قلت : اخترلي فإن خيرتك خيرتي ، قال : قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أميرالمؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده ، يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي ، و هي الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : قلت : ربي فقد بشرته فقال علي عليه السلام أنا عبدالله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا ، وإن يتم لي وعدي فالله مولاي ، قال صلى الله عليه وآله : قلت : اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الايمان به ، قال : قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي ، قال : قلت : ربي أخي وصاحبي ، قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، لو لا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي . ([12])
([1])مناقب ال ابي طالب 2/ 170
([2])تفسير فرات ص 260
([3])تفسير فرات ص 544
([4])بشارة المصطفى ص 55
([5])تفسير فرات ص 163
([6])كشف الفمة 1/111
([7])الروضة ص 115
([8]) امالي المفيد ص 44
([9])امالي الصدوق ص 274
([10])امالي الصدوق ص 482
([11]) امالي الصدوق ص88
([12]) اليقين ص 22
*- عن جابر بن يزيد قال : قال أبوالورد وأنا حاضر لمحمد بن علي عليهما السلام : قلت : أخبرني عن أفضل ما عبدالله به ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، والمحافظة على الصلوات الخمس مجموعة ، والدعاء والتضرع إلى الله ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وكثرة ذكر الله ، والكف عن محارم الله ، والصبر على تلاوة القرآن ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وكف اللسان إلا أن تقول خيرا ، وغض البصر ، واعلم يا أبا الورد ويا جابر ، أن الاجتهاد في دين الله المحافظة على الصلوات المجموعة ، والصبر على ترك المعاصي ، واعلم يا أبا الورد ويا جابر أنكما لا تفتشان مؤمنا إلى أن تقوم الساعة عن ذات نفسه إلا عن حب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، وأنكما لا تفتشان كافرا إلى أن تقوم
الساعة عن ذات نفسه إلا وجدتماه يبغض أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، وذلك
أن الله تعالى قضى على لسان محمد صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب : أنه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك كافر أو منافق ، وقد خاب من حمل ظلما ، ولكن أحبونا حب قصد ترشدوا وتفلحوا ، أحبونا محبة الاسلام . ([2])
*- عن عطاء بن أبي رياح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين عليه السلام : جعلت فداك أخبريني بحديث أحتج به على الناس ، قالت : نعم أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله بعث إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل : أيها الناس من انتقص أجبرا أجره فليتبوأ مقعده من النار ، ومن ادعى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار ، و من عق والديه فليتبوأ مقعده من النار ، قال : فقال رجل : يا أبا الحسن مالهن من تأويل ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، ثم أتي رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ويل لقريش من تأويلهن ثلاث مرات ثم قال : يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الاجير الذي أثبت الله مودته من السماء ، وأنا وأنت موليا المؤمنين ، وأنا وأنت أبوالمؤمنين ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين فلما اجتمعوا قال : يا أيها الناس إن أميرالمؤمنين ، علي بن أبي طالب أولكم إيمانا بالله ، وأقومكم بالله ، وأوفاكم بعهد الله ، وأعلمكم بالقضية ، وأقسمكم بالسوية ، وأرحمكم بالرعية ، وأفضلكم عند الله مزية ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله مثل لي امتي في الطين وأعلمني بأسمائهم كما علم آدم الاسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات ، فاستغفرت لعلي عليه السلام وشيعته ، وسألت ربي أن يستقيم امتي على علي بن أبي طالب من بعدي ، فأبى ربي إلا أن يضل من يشاء . ثم ابتدأني ربي في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب بسبع ، أما أولهن فإنه أول من تنشق عنه الارض معي ولا فخر ، وأما الثانية فإنه يذود عن حوضي كما تذود الرعاة غريبة الابل ، وأما الثالثة فإن من فقراء شيعة علي ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأما الرابعة فإنه أول من يقرع باب الجنة معي ولا فخر ، وأما الخامسة فإنه يزوج من حور العين ولا فخر ، وأما السادسة فإنه أول من يسكن معي في عليين ولا فخر ، وأما السابعة فإنه أول من يسقى من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .([3])
*- عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن سيد الاوصياء أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة ، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبوولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤك أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود ، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك ، وشقي من عاداك . وإن الملائكة لتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، والله إن أهل مودتك في السماء لاكثر منهم في الارض ، يا علي أنت أمين امتي ، وحجة الله عليها بعدي قولك قولي : وأمرك أمري ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري ، ونهيك نهيي ، و معصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي ، وحزبي حزب الله ( ومن يتول الله ورسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ([4]).
*- عن علي بن الحسين عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لانس : يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب يعني علي بن أبي طالب فقالت عائشة : ألست سيد العرب ؟ قال : أنا سيد ولد آدم ولا فخر . وعلي بن أبي طالب سيد العرب ، فلما جاء علي بن أبي طالب بعث النبي صلى الله عليه وآله إلى الانصارفلما صاروا إليه قال لهم : معاشر الانصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ؟ هذا علي بن أبي طالب فأحبوه لحبي ، وأكرموه لكرامتي ، فمن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أحبه الله أباحه جنته وأذاقه برد عفوه . ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أكبه الله على وجهه في النار وأذاقه أليم عذابه ، فتمسكوا بولايته ولا تتخذوا عدوه من دونه وليجة فيغضب عليكم الجبار .([5])
*- عن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن علي عن النبي صلوات الله عليهم قال : لوحدثت بما انزلت في علي ما وطئ على موضع في الارض إلا اخذ ترابه إلى الماء .([6])
*– عن الاصبغ قال : لما ضرب أميرالمؤمنين عليه السلام الضربة التي كانت وفاته فيها اجتمع إليه الناس بباب القصر ، وكان يراد قتل ابن ملجم لعنه الله ، فخرج الحسن عليه السلام فقال : معاشر الناس إن أبي أوصاني أن أترك أمره إلى وفاته ، فإن كان له الوفاة وإلا نظر هو في حقه ، فانصرفوا يرحمكم اللهقال : فانصرف الناس ولم أنصرف ، فخرج ثانية وقال لي : يا أصبغ أما سمعت قولي عن قول أميرالمؤمنين ؟ قلت : بلى ولكني رأيت حاله فأحببت أن أنظر إليه فأستمع منه حديث ، فاستأذن لي رحمك الله ، فدخل ولم يلبث أن خرج ، فقال لي : ادخل ، فدخلت فإذا أميرالمؤمنين عليه السلام معصب بعصابة وقد علت صفرة وجهه على تلك العصابة وإذا هو يرفع فخذا ويضع اخرى من شدة الضربة وكثرة السم ، فقال لي : يا أصبغ أما سمعت قول الحسن عن قولي ؟ قلت : بلى يا أميرالمؤمنين ولكني رأيتك في حالة فأحببت النظر إليك وأن أسمع منك حديثا ، فقال لي : اقعد فما أراك تسمع مني حديثا بعد يومك هذا اعلم يا أصبغ أني أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله عائدا كما جئت الساعة ، فقال : يا أباالحسن اخرج فناد في الناس الصلاة جامعة واصعدالمنبر وقم دون مقامي بمرقاة ، وقل للناس : ألا من عق والديه فلعنة الله عليه ، ألا من أبق من مواليه فلعنة الله عليه ، ألا من ظلم أجيرا اجرته فلعنة الله عليه ، يا أصبغ ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقام من أقصى المسجد رجل فقال : يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات وأوجزتهن ، فاشرحهن لنا ، فلم أرد جوابا حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت ما كان من الرجل ، قال الاصبغ : ثم أخذ عليه السلام بيدي وقال : يا أصبغ ابسط يدك ، فبسط يدي ، فتناول إصبعا من أصابع يدي وقال : يا أصبغ كذا تناول رسول الله صلى الله عليه وآله إصبعا من أصابع يدي كما تناولت إصبعا من أصابع يدك ثم قال : يا أبا الحسن ألا وإني وأنت أبواهذه الامة فمن عقنا فلعنة الله عليه ، ألا وإني وأنت موليا هذه الامة فعلى من أبق عنا لعنة الله ، ألا وإني وأنت أجيرا هذه الامة فمن ظلمنا اجرتنا فلعنة الله عليه ، ثم قال آمين فقلت : آمين . قال الاصبغ : ثم اغمي عليه ، ثم أفاق فقال لي : أقاعد أنت يا أصبغ ؟ قلت : نعم يا مولاي ، قال : أزيدك حديثا آخر ؟ قلت : نعم زادك الله من مزيدات الخير ، قال : يا أصبغ لقيني رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض طرقات المدينة وأنامغموم قد تبين الغم في وجهي ، فقال لي : يا أبا الحسن أراك مغموما ألا احدثك بحديث لا تغتم بعده أبدا قلت : نعم ، قال : إذا كان يوم القيامة نصب الله منبرا يعلو منابر النبيين والشهداء ، ثم يأمرني الله أصعد فوقه ، ثم يأمرك الله أن تصعد دوني بمرقاة ، ثم يأمر الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة ، فإذا استقللنا على المنبر لا يبقى أحد من الاولين والآخرين إلا حضر ، فينادي الملك الذي دونك بمرقاة : معاشر الناس ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي ، أنا رضوان خازن الجنان ، ألا إن الله بمنه وكرمه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى محمد ، وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب ، فاشهدوا لي عليه ، ثم يقوم ذلك الذي تحت ذلك الملك بمرقاة مناديا يسمع أهل الموقف : معاشر الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي ، أنا مالك خازن النيران ألا إن الله بمنه وفضله وكرمه وجلاله قد أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمد ، وإن محمدا قد أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب فاشهدوا لي عليه ، فآخذ مفاتيح الجنان والنيران ، ثم قال : يا علي فتأخذ بحجزتي ، وأهل بيتك يأخذون بحجزتك وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك ، قال : فصفت بكلتا يدي : وإلى الجنة يا رسول الله ؟ قال : إي ورب الكعبة ، قال الاصبغ : فلم أسمع من مولاي غير هذين الحديثين ، ثم توفي صلوات الله عليه . ([7])
*- عن الحسين ابن علي عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أنس ادع لي سيد العرب ، فقال : يا رسول الله ألست سيد العرب ؟ قال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ، فدعا عليا فلما جاء علي عليه السلام قال : يا أنس ادع لي الانصار ، فجاؤوا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا معشر الانصار هذا علي سيد العرب فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي ، فإن جبرائيل أخبرني عن الله عزوجل ما أقول لكم ([8])
*- عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لي : يا باحمزة لا تضعوا عليا دون ما وضعه الله ولا ترفعوا عليا فوق ما رفعه الله ، كفى بعلي أن يقاتل أهل الكرة وأن يزوج أهل الجنة . ([9])
*- عن القاسم بن أبي سعيد قال : أتت فاطمة عليها السلام النبي صلى الله عليه وآله فذكرت عنده ضعف الحال ، فقال لها : أما تدرين ما منزلة علي عندي ؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة ، وقتل الابطال وهو ابن تسع عشرة سنة ، و فرج همومي وهو ابن عشرين سنة ، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنين وعشرين سنة وكان لا يرفعه خمسون رجلا ، قال : فأشرق لون فاطمة عليها السلام ولم تقر قدماه حتى أتت عليا عليه السلام فأخبره ، فقال : كيف لوحدثك بفضل الله علي كله ؟ . ([10])
*- عن موسى ابن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في مسجد قبا وعنده نفر من أصحابه ، فلما بصر بي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق ، ثم قال : إلي يا علي إلي يا علي ، فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه ، ثم أقبل على أصحابه فقال : معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي أخي إليكم ، معاشر أصحابى إن عليا مني وأنا من علي ، روحه من روحي وطينته من طينتي ، وهو أخي ووصيي
وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، من أطاعه أطاعني ومن وافقه وافقني
ومن خالفه خالفني . ([11])
*- عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله : لما اسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عزوجل فقال [ لي ] : يا محمد ، قلت : لبيك وسعديك ، فقال : قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك ؟ قال : قلت : رب عليا ، قال : صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون قال : قلت : اخترلي فإن خيرتك خيرتي ، قال : قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أميرالمؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده ، يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي ، و هي الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : قلت : ربي فقد بشرته فقال علي عليه السلام أنا عبدالله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا ، وإن يتم لي وعدي فالله مولاي ، قال صلى الله عليه وآله : قلت : اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الايمان به ، قال : قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي ، قال : قلت : ربي أخي وصاحبي ، قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، لو لا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي . ([12])
([1])مناقب ال ابي طالب 2/ 170
([2])تفسير فرات ص 260
([3])تفسير فرات ص 544
([4])بشارة المصطفى ص 55
([5])تفسير فرات ص 163
([6])كشف الفمة 1/111
([7])الروضة ص 115
([8]) امالي المفيد ص 44
([9])امالي الصدوق ص 274
([10])امالي الصدوق ص 482
([11]) امالي الصدوق ص88
([12]) اليقين ص 22
تعليق