للعلامة الشيخ حسن نجل الحجة الشيخ مرتضى أسد الله الكاظمي :
زينب بنت علي (عليهما السّلام)
تسيل دموعُ العين حزناً وتسكبُ إذا ذُكـرت اُمُّ المصائب زينبُ
هـي الـمثل الأعـلى لـكلِّ فضيلةٍ وفي فضلها الأمثال في الناس تضربُ
تـقـوم لـها الـعليا وتـقعد كـلّما تـبين لـها الـذكر الـحميد وتعربُ
وكـم حـيّرت فـي ذكرها كلَّ كاتبٍ ومَـن أخـذته حـيرةٌ كـيف يكتبُ
وكـم أعـجزتْ في مدحها كلَّ شاعرٍ وإن كـان يـحلو الشعر فيه ويعذبُ
فـمَن جـدّها أو مَـن أبـوها واُمّها ومَـن أخـواها حـين تنمى وتنسبُ
قــد اكـتسبت أخـلاقها وتـأدّبتْ بـآدابـهم يـا نـعم هـذا الـتأدّبُ
مـبـاركةٌ فـي كـلِّ أرض تـحلّها فـتخضرّ منها الأرض يمناً وتخصبُ
وعـالـمةٌ لـكـن بـغـيرِ تـعـلّمٍ وذا خـبرٍ يـروى ولـيس يُـكذّبُ
لـقـد أودعـت أسـرار آل محمّدٍ فـتأخذ مـنها كـلَّ عـلم وتـكسبُ
وتـحبو بـها عـلماً وتوهب حكمةً وطـوبى لـمن يُـحبا بهذا ويوهبُ
تـفـوق نـساء الـعالمين شـجاعةً ومـنها رجـال الـعالمين تـعجبّوا
فـمـا تـرتاب الـبلايا جـميعها ! ولا هـي من أعيائها تتهيبُ
تـشقّ عـلى الـناس الـصعاب وإنّما يهون عـليها ما يشقّ ويصعبُ
ألـمّت بـها الأرزاء وهي كثيرةٌ كـقطر السما ليست تُعدّ وتحسبُ
ولـله مـن قـلبٍ تـحمّل ثـقلَها ولـو حـلّ قـلباً دونـه يتشعبُ
وما حُصرت في خطبة يوم روعِها ويحصر يوم الروعِ مَن فيه يخطبُ
لـقد حـملت يوم الطفوفِ رسالةً يـنوء بـها حـملاً سواها وينصبُ
فـأعطت جميعَ الواجبات حقوقَها ومـا قـصرت فيها يحقُّ ويوجبُ
فـقامت بـأعباء الـرعاية كـلِّها ومـا فـاتها فـي الأمر ما يتطلّبُ
لـها وقـفاتٌ صـامداتٌ صـليبةٌ أشـد مـن الطود العظيم وأصلبُ
ولـيست تـبالي لـو تلوم عدوَّها ولـو هـو مغتاظ عليها ومغضبُ
ومـا أظهرت شكوى إلى أحد ولو ألـمّ بـها مـا لا يظن ويحسبُ
ولـم نـر مـغلوباً على كلِّ أمره يـغالب بـالقول الـعدو فـيغلبُ
وإنّ وقـوع الـقول فوق نفوسِهمْ أشـدّ عـليهم من سهامٍ وأصعبُ
تـجنبت الـشيء الـمخلّ بشأنها وإنّ الـكريم الـحرَّ مَـن يتجنبُ
وكـم أغلظت بالقول دون تريّبٍ أمـام الـذي مـن أمرها متريّبُ
أمـام عـبيدِ الله طـوراً وتـارةً أمـام يـزيدٍ حـين قامت تؤنّبُ
فـيالَ مـقامٍ لـو يـقوم مـقامها سواها قضى رعباً به حين يرعبُ
فـتلهب بـاللفظ النفوسِ حماسةً وما هـي إلا جـمـرة تـتلهبُ
لـقد أنـشبت حرباً عليهم طويلةً مداها وما زالت مدى الدهر تنشبُ
ولـو لـم يـكن إقدامُها وجهادُها لـما كـان شـيء للوقيعة ينسبُ
ويـعجب مـن إقدامها كلُّ معشرٍ ولا عـجبٌ مـنه إذا منه يعجبُ
تـقلّبت الأحـداثُ نصب عيونِها ومـا أعـظم الأحداث إذ تتقلّبُ
فـمـنظر قـتلاها أمـام عـيونِها وهـل مـنظرٌ مـنه أشـدّ وأرهبُ
فـهذا عـلى وجـه الـصعيدِ معفّرٌ تـريبٌ وهـذا بـالدماء مـخضبُ
ومـا بـرحت طـول الحياة حزينةً تـنوح عـلى قتلى الطفوف وتندبُ
فما الرزء ينسى لا ولا الحزن ينتهي ولا النفس تسلو لا ولا الدمع ينضبُ
فـفي كـلِّ يـوم فـي السماء مآتمٌ وفـي كـلِّ عـينٍ عـبرةٌ تتصبّبُ
وإنّ بـعـين الله كــلَّ وقـيـعةٍ يـطيح بـها آلُ الـرسول ويعطبوا
فـتطعن بـالسمر العوالي صدورها وأعـنـاقها بـالمشرفية تـضربُ
وإنّ بـعـين الله كــلَّ عـقـيلةٍ لـهمُ فـي يد الأعداء تُسبى وتسلبُ
فطوبى لأرضِ الشام حيث تنزّلت بـها بـركاتٌ تربها ليس يجدبُ
تـحلّ بـها من نسوةِ الوحي حرّةٌ مـباركةٌ مـيمونةٌ هي «زينب»
تطيّب تُربُ الأرضِ من طيبها وكمْ تـضوّع طـيباً تـربُها المتطيّبُ
فـمرقـدُها فـي كلِّ قلبٍ معظّمٍ ومـشهدُها فـي كـلِّ نفسٍ محببُ
وتـختلف الـزوّارُ نـحو مزارِها تـجيء إلـيه كـلَّ يـوم وتذهبُ
فـلا فـاته روحٌ مـن الله طـيّبٌ ولا جـازه قطرٌ من السحب صيّبُ
زينب بنت علي (عليهما السّلام)
تسيل دموعُ العين حزناً وتسكبُ إذا ذُكـرت اُمُّ المصائب زينبُ
هـي الـمثل الأعـلى لـكلِّ فضيلةٍ وفي فضلها الأمثال في الناس تضربُ
تـقـوم لـها الـعليا وتـقعد كـلّما تـبين لـها الـذكر الـحميد وتعربُ
وكـم حـيّرت فـي ذكرها كلَّ كاتبٍ ومَـن أخـذته حـيرةٌ كـيف يكتبُ
وكـم أعـجزتْ في مدحها كلَّ شاعرٍ وإن كـان يـحلو الشعر فيه ويعذبُ
فـمَن جـدّها أو مَـن أبـوها واُمّها ومَـن أخـواها حـين تنمى وتنسبُ
قــد اكـتسبت أخـلاقها وتـأدّبتْ بـآدابـهم يـا نـعم هـذا الـتأدّبُ
مـبـاركةٌ فـي كـلِّ أرض تـحلّها فـتخضرّ منها الأرض يمناً وتخصبُ
وعـالـمةٌ لـكـن بـغـيرِ تـعـلّمٍ وذا خـبرٍ يـروى ولـيس يُـكذّبُ
لـقـد أودعـت أسـرار آل محمّدٍ فـتأخذ مـنها كـلَّ عـلم وتـكسبُ
وتـحبو بـها عـلماً وتوهب حكمةً وطـوبى لـمن يُـحبا بهذا ويوهبُ
تـفـوق نـساء الـعالمين شـجاعةً ومـنها رجـال الـعالمين تـعجبّوا
فـمـا تـرتاب الـبلايا جـميعها ! ولا هـي من أعيائها تتهيبُ
تـشقّ عـلى الـناس الـصعاب وإنّما يهون عـليها ما يشقّ ويصعبُ
ألـمّت بـها الأرزاء وهي كثيرةٌ كـقطر السما ليست تُعدّ وتحسبُ
ولـله مـن قـلبٍ تـحمّل ثـقلَها ولـو حـلّ قـلباً دونـه يتشعبُ
وما حُصرت في خطبة يوم روعِها ويحصر يوم الروعِ مَن فيه يخطبُ
لـقد حـملت يوم الطفوفِ رسالةً يـنوء بـها حـملاً سواها وينصبُ
فـأعطت جميعَ الواجبات حقوقَها ومـا قـصرت فيها يحقُّ ويوجبُ
فـقامت بـأعباء الـرعاية كـلِّها ومـا فـاتها فـي الأمر ما يتطلّبُ
لـها وقـفاتٌ صـامداتٌ صـليبةٌ أشـد مـن الطود العظيم وأصلبُ
ولـيست تـبالي لـو تلوم عدوَّها ولـو هـو مغتاظ عليها ومغضبُ
ومـا أظهرت شكوى إلى أحد ولو ألـمّ بـها مـا لا يظن ويحسبُ
ولـم نـر مـغلوباً على كلِّ أمره يـغالب بـالقول الـعدو فـيغلبُ
وإنّ وقـوع الـقول فوق نفوسِهمْ أشـدّ عـليهم من سهامٍ وأصعبُ
تـجنبت الـشيء الـمخلّ بشأنها وإنّ الـكريم الـحرَّ مَـن يتجنبُ
وكـم أغلظت بالقول دون تريّبٍ أمـام الـذي مـن أمرها متريّبُ
أمـام عـبيدِ الله طـوراً وتـارةً أمـام يـزيدٍ حـين قامت تؤنّبُ
فـيالَ مـقامٍ لـو يـقوم مـقامها سواها قضى رعباً به حين يرعبُ
فـتلهب بـاللفظ النفوسِ حماسةً وما هـي إلا جـمـرة تـتلهبُ
لـقد أنـشبت حرباً عليهم طويلةً مداها وما زالت مدى الدهر تنشبُ
ولـو لـم يـكن إقدامُها وجهادُها لـما كـان شـيء للوقيعة ينسبُ
ويـعجب مـن إقدامها كلُّ معشرٍ ولا عـجبٌ مـنه إذا منه يعجبُ
تـقلّبت الأحـداثُ نصب عيونِها ومـا أعـظم الأحداث إذ تتقلّبُ
فـمـنظر قـتلاها أمـام عـيونِها وهـل مـنظرٌ مـنه أشـدّ وأرهبُ
فـهذا عـلى وجـه الـصعيدِ معفّرٌ تـريبٌ وهـذا بـالدماء مـخضبُ
ومـا بـرحت طـول الحياة حزينةً تـنوح عـلى قتلى الطفوف وتندبُ
فما الرزء ينسى لا ولا الحزن ينتهي ولا النفس تسلو لا ولا الدمع ينضبُ
فـفي كـلِّ يـوم فـي السماء مآتمٌ وفـي كـلِّ عـينٍ عـبرةٌ تتصبّبُ
وإنّ بـعـين الله كــلَّ وقـيـعةٍ يـطيح بـها آلُ الـرسول ويعطبوا
فـتطعن بـالسمر العوالي صدورها وأعـنـاقها بـالمشرفية تـضربُ
وإنّ بـعـين الله كــلَّ عـقـيلةٍ لـهمُ فـي يد الأعداء تُسبى وتسلبُ
فطوبى لأرضِ الشام حيث تنزّلت بـها بـركاتٌ تربها ليس يجدبُ
تـحلّ بـها من نسوةِ الوحي حرّةٌ مـباركةٌ مـيمونةٌ هي «زينب»
تطيّب تُربُ الأرضِ من طيبها وكمْ تـضوّع طـيباً تـربُها المتطيّبُ
فـمرقـدُها فـي كلِّ قلبٍ معظّمٍ ومـشهدُها فـي كـلِّ نفسٍ محببُ
وتـختلف الـزوّارُ نـحو مزارِها تـجيء إلـيه كـلَّ يـوم وتذهبُ
فـلا فـاته روحٌ مـن الله طـيّبٌ ولا جـازه قطرٌ من السحب صيّبُ
تعليق